مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/30 17:50
في واجهة الاحراج
 
في  واجهة الاحراج..
 
نوعي يستمع للكلام و ينتقي أحسنه ..لست أنسى نبرات أذهلتني من مضمون بعض النوايا  ليس لحقد في قلبي و لكن لأن الانسانية تنجرح هي الأخرى حينما لا يراعي فيها المتحدث أدبيات الأخلاق.. و أنا واقفة مرة في ادارة الجامعة أحاول ايجاد اسم صديقتي التي أوصتني أن أنقل لها نتائج تقرير المجلس العلمي عن مشروع رسالتها فقد أركز بكثير من العياء بنظراتي التي لم تسع بصري  لأني أحول عيني في كل مرة عبر لوحات النشر و هي تحمل منشورات عديدة بنوع من التكديس و الفوضى لم أقدر أن اجد ضالتي الا وصوت أستاذة  دكتوره تقف خلفي و هي تقرأ بصوت مرتفع قائمة الأساتذة المشاركين في ترقية جامعية ، و لم أعط بالا لها لأن من عادتي عدم التركيز على ما لا يعنيني ، لكني فوجئت  و هي تضع يدها على كتفي تطلب مني أن اترك لها مكاني لتقترب من لوحة الاعلانات فعرفت صاحبة الصوت من غير أن ألتفت لأني ذكرتني بكلمة جارحة أثناء وقوفي في مكتبة لأستلم كتاب ، فكان أن أعادت نفس السلوك بكثير من الاحتقار و لو استعملت كلمة طيبة كنت ركنت جانبا و تركت لها المكان من باب الاحترام ، فكان أن جمد الدم في عروقي و امسكت بيدها من غير التفاتة مني و انا أخاطبها عن ظهر : أستاذة هلا ركنت قليلا للخلف لأنك تضايقينني و نزعت يدها من كتفي بصرامة..
و تابعت أقرأ المنشورات و في نفس الوقت أهيء نفسي لمغادرة المكان لأني توترت: فكان أن دفعتني بقوة لتقول لي : طلبت أن تتنحي يعني تنحي من أمامي ، فكان أن عدت مكاني و استدرت لها سائلة : هل تذكرين هذا الوجه الآن ، و هل أنت على استعداد لنزاع جديد معه؟
فكان ان احتارت و سكتت ولم تتكلم ، و اردفت لها قائلة : الله كرمني مثلك فحاذري ان تدفعيني مرة أخرى لأنك ستجدين نفسك خلف بأمتار.
جميل أحيانا أن نعطي دروسا في الاحترام و التذكير من حين لآخر أن المؤمن لا يلدغ من الجرح مرتين.. كان هذا في واجهة  الاحراج...لم أكن أنتظر موقفا كهذا  الا و أنا اصطم به...
راقبوا سلوككم و لا تحتقروا أحدا مهما أوتيتم علما لأن فوق كل ذي علم عليم...و لا أحد يدري ما تخبئه الأيام من رد اعتبار رفيع المستوى...فلنتق الله في معاملاتنا  و لنتعلم فنيات الاحترام و لا نأخذ من العلم مطية للظلم و الغرور و التكبر...

أضافة تعليق