مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2016/03/30 14:35
ابتسامة رضا

ابتسامة رضا

 

ذكرني فيما أكون قد نسيت التأمل فيه بنظرة تحليل للأسف على ما فاتني من لقطات المتابعة، لم أكن أنوي التطفل ولا الفضول، بقدر ما كان مني مزاح قلبي في رغبة لروحي عبر نسيج خيوط الأمل القادم، فلا تفكر طويلاً فيمن سينسج صناعة الجمال، دَعْ شأنها لأهلها ولو أني أتمنى أن أكون أحدًا من هذا الأهل.. صدقًا هي سعادة شعرت بها اللحظة وأناملي تطرز بديع الحروف في تمام الكلمة والفقرة والصفحة.. لَم أكمل في بنود كتابتي ما أريد، ليس دلالاً مني أن أطلب شيئًا أُريده طواعية مني، لكني أفضل تمام الموقف مع شجاعة خاطري أن ما هو آتٍ أفضل بكثير.. وهي اللحظة أعيشها عبر ابتسامة أطلِقُها في سحر على مدارك الحرص مني في أني أحب الابتسامة الموسومة بالغد الأفضل..

 

لا تنسني فيما لم أتذكره، صدقًا كل حجرة على الأرض ستذكرني إن كانت مني عثرات على طريق الجد والمواظبة.. حتمًا فيه عثرات مني وقت أن استصغرت قدمي حجم الحجرة الصغيرة، ولم أكن أدري أن ما خفي في الصغير أعظم.. ربما لست معذورة إن أنا نسيت عثرات الأمس، لكني صرت في فعل المستقبل أتقن تخطي العثرة بابتسامة رضًا لِما آل خلاصي في هذه الحياة إلى نجاة بأقل الأضرار.. صدقًا هي حوصلة المحاسب لحساب الهفوات، ولو أني أتحرج كثيرًا حينما أعود للوراء قليلاً .. ولذلك قررت أن أحب الالتفاتة، ولا أحب الرجوع للوراء ولو لمجرد التذكر؛ لأنه موقف متعب، ولست أبغي تعبًا بغير تعب التحصيل للرزق وللعلم وللفائدة أينما كانت وممن صدرت؛ ولذلك أشجِّع الكثيرين ممن تناسَوا الماضي ليتمكنوا من التقدم قدمًا نحو الأمام.. هي الحقيقة من لب القرار الصائب حينما توجعك مواجع قاتلة.. فحلُّك الوحيد يكمن في أن تصر على النجاح، وستنجح بإذن الله ما دمت قد قررت، وليتك تكون بعدها كالسَّحابة العابرة تمطر حينًا، وتنقشع أحيانًا، أو إن شئت اجعل من إقبالك على الدنيا كإقبال ضيف في أحد المنازل ليرتحل بعدها إلى حيث يريد..

 

هكذا أصف حال من يريد فهمًا جيدًا لواقع ليس بالدائم، فامنحني المزيد من المداد؛ لأني أخشى نفاده، وقد فاتني أن أتفقد زادي منه؛ لأن التفكير الرزين استغرقني في فحوى الإبداع.

ماذا يريني الليل من أهواله
أنا ابن عم الليل وابن   خاله 
إذا دجا دخلتُ في سرباله
لستُ كمن يفرَقُ مِن خياله 

 

صدقًا أصبحت أتفاعل مع ما يحيط بي بكل رضا وقابلية للتمرن مرة أخرى مع المحن.. لَم يَبْقَ ما أخفيه؛ لأنه لم يقهرني ما خشيت منه بداية.. فمن حقي الآن أن أطلق ابتسامة رضًا؛ لأني أدركتُ أن الابتسامة مفتاح السعادة، وأن الابتسامة ببساطة تذيب الصقيع في قلوب لطالما قسَت وحرمت نفسها من متعة الحياة المباركة، دعنا وشأنها ستلين لاحقًا حينما تصطدم بركام الألم..

 

اجتهدت طويلاً في أن أتخلص من الرتابة فيما حولي، ومع من أتواصل معهم.. وجدت نفسي في عزلة يومًا عن يوم، خفت أن أكون قد ناقضت المألوف في حياة الجماعة، لكنها ظروف التألق من يلقي بسدالها من أمام عيني حتى لا أبصر إلا رائعًا..، ولا أستخلص إلا ما لذَّ في العقل وانشرح له الصدر، ربما الكاريزماتية تتغلغل رويدًا رويدًا إلي وأنا في منأى عن هذا المطلب، ولو أن صفات الإنسان الكاريزماتي تنطلق من تأثيره في الغير بفكره خاصة.. ومع كل تألق ليس لي إلا أن أطلق ابتسامة رضًا؛ لأني أحيانًا لا أفقه علم القوافي، فأخشى أن أصبح في قبضة النقد المتتالي، لكني مطمئنة أني تعبت كثيرًا، والآن أنا في حصاد لما تعبت لأجله...

 

تمنيت أن تحيا حياة هنيةً 
وأن ترى مدَّ الزمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان
رويدكَ هذي الدار سجنٌ، وقلَّما
يمرُّ على المسجون يوم بِلا بَلا 
 



أضافة تعليق