في قمة الرعب...
أعشق الحرية أي نعم حينما فككت قيد التردد لدي ،لم يكن بوسعي و لا في وسعي أن أتكلم كثيرا في وقت وجدت مسيرة حياتي قد تخللتها نسمات لم ترحم في بطئي في التجاوب مع ما صادفته من تناقضات ،اكتفيت بالتنحي جانبا و الرضى بما وقع فتبدل الحال علي كثيرا و لم أستطع أن أقول كفى ما هكذا يتجاوز الرعب لدي قمة تحملي..صدقا ميزان العدل اختل لدي مع كل منطق و كل حقيقة ومع مجمل كل طيف من حرية..
كان سهلا أن اتحدث عن الشجاعة و أنا بعيدة عن المعركة لكن عندما وجدت نفسي في قلب الاعصار تملكني الخوف فالتفت يمنة و يسرة فلم أجد سوى نفسي في وحشة الطريق..هنا بدت لي أعلى درجات الشجاعة و هي أن أجرأ على الظهور و المواجهة ،لم أتردد فظهرت على حقيقتي من غير تكلف و لكن بضعف كبير و كان مخفيا حيث يجب ان لا ألتفت ورائي لأحن الى ما تركت ، هنا مكمن الوحشة و الرعب الكبير هي أن تنقطع الكهرباء و الضحك و الفرح و سراب الأحباب، كل شيء مر و قاتم حتى لون الظلام لما ازداد سوادا ازددت مللا، و هنا ظهرت مخيرة بين التقدم لتكملة المسير أو العودة للوراء لحين يكتمل لدي نصاب اليقين ، لكني تفطنت الى مكمن قوة اليقين أنه يتجلى في قمة الوحدة و الألم و الرعب و ليس الخوف لوحده ، لأن الأول يحدوه خطر غير معلوم و الثاني رجفة في فكري و اضطراب في ايماني ، و هنا كان لا بد لشجاعة العقل أن تبدو قبل شجاعة القلب لكي لا أركن للعاطفة المظللة ، فلم أكن بحاجة اليها في تلك اللحظات و لم افكر ان اركن لها في لحظة حاجتي للراحة ، فما احتجته هو ثبات يليه انعتاق و يتبعه برهان في أن الحاضر من المسيرة سيمر و يمر و لن يبقى منه شيء سوى آثار قدماي..
لم أفكر في تلك الفترة بالسعادة و لا بالنجاح و لا بعبق الحياة أصلا ، ما بدى لي في التفكير هو كيف أبدو شجاعة ما يكفي لأستمر ..فما ورد في مخيلتي هي صورة الصقر في ثلاث من الجماليات كانت له و هي حريته و عزة روحه و بعد النظر ، أخذت الأخيرة و بدأت في اختزال تكرار العذاب كل يوم و كنت أناقض نفسي أن ما أشعر به من برد في فصل الشتاء ما هو الا نسمات عابرة و ما تذوقته من ألم ما هو الا وخز ريح نافرة و ما تعمق في روحي من وحشة ما هو الا فنيات التفرد بالعزلة عبادة لله و أنسا برحمته و بوعده من أن الفرج قريب..و في خضم كل ذلك كنت أرقب في نومي دقات ساعة المنبه بانتضام أن الصبح يحمل معه مخرجا أو نورا او خبرا..هنا عظم ربي في قلبي و صغر أمامي كل شيء سوى احساس الغربة القاتل راوغته مرات عديدة لكنه أبى الى أن أتعود عليه ، فكان ما كان لبا من التنازل مني لأصف لي وصفة أخرى أختبر فيها شجاعتي حتى لا أكون أصعب و أثقل شيء في حياتي هو أنا أي كياني ، فرفضت الضعف كثيرا و باصرار لكنه باغتني حتى تمكن مني ففهمت أن القوة تنال حقا من الاسترجاع بالرضوخ لهذه الكبوة فكان ما كان مني استسلاما ظرفيا لكن سئمت أكثر و تحملت في صمت لأني أحسست أن الحل موجود في مكان ما و في فكرة ما و بحرف بداية سيخطه لي الأمل أمامي و ما علي سوى أن أفهم تلك البداية لأقاوم و أنزع عني لجام الخوف ، فكان ما كان و نزعته من غير حسرة و لا ندم ، فهمت لحظتها أن الظلم جعل مني بطلة و لكن كيف أقاوم لأتخلص من اضطراب الحال و تغيره علي ، كانت هي عبارة توكلت عليك يا الله هي جملتي الأولى و التي كتبتها بأناملي و بأحرف من صدق و يقين أنها المخرج و الملاذ و المفر ، و عرفت أن العقل الواعي هو فقط من يفهم و يطبق هذه الجملة على حذافرها من حسن التوكل فعلا على الله و بالتحدي و المواجهة و قبول الأمر الواقع ، و هنا أحسست أني لأظهر شجاعة لابد لي بمزيد من الشجاعة فكان أن انصهر التردد نهائيا و حرصت أن أظفي الى ارادتي قليل من الشهامة لأسرع في الخطى و أزيد في رفع معنوياتي و هنا مظهر آخر للرعب بل قمته ..
أدركت من هنا أني أمام محاولة للنجاة و بأقصى قدر ممكن من العزيمة ، فكان أن زدت في ثقل صبري زمنا آخر ، لأني أدركت أنه بالصبر يسكت كل ندم و يخرص كل تردد في داخلي ، كيف لا و أنا من تلوم نفسها كل ساعة خوفا من الفشل و هذا ما يجب أن لا يطول لدي خاصة عند عبوري على جسر المغامرة و علي بالنهوض بأكبر قدر ممكن من القوة لأنتقل الى الضفة الأخرى من التحدي ، لم يكن سهلا بل كان قاسيا و رصيدي من الدعم صفر مصفرا بل بهوا فارغا لا طير يغدو فيه و لا أنوارا متلألئة منه ، حيرتي ازدادت و نبض قلبي أفزعني و أنا أميل يمنة للسقوط و لكن صرخة الرفض أنقذت كل تهور و استسلام مني لأنه في قمة الرعب لابد من صرخة الرفض الجبري و القهري مهما كان معاندا فكان أن فتحت عيني ووجدت نفسي فعلا أقف على الضفة الأخرى من الثبات ففهمت حقا ان حسن التوكل على الله ملاذ كل غريق للنجاة و مصدر حرية لكل مختنق من عسرة النجاة ، فعند قمة الرعب لا شيء يخلصني من استسلامي النهائي سوى قوة اليقين ان الله منقذي في آخر ميلة للانتهاء ، فليكن مع قمة كل رعب مسحة من يقين أن الله هو المنقذ الوحيد من عسرة الخلاص..
الحمد لله رب العالمين.
أعشق الحرية أي نعم حينما فككت قيد التردد لدي ،لم يكن بوسعي و لا في وسعي أن أتكلم كثيرا في وقت وجدت مسيرة حياتي قد تخللتها نسمات لم ترحم في بطئي في التجاوب مع ما صادفته من تناقضات ،اكتفيت بالتنحي جانبا و الرضى بما وقع فتبدل الحال علي كثيرا و لم أستطع أن أقول كفى ما هكذا يتجاوز الرعب لدي قمة تحملي..صدقا ميزان العدل اختل لدي مع كل منطق و كل حقيقة ومع مجمل كل طيف من حرية..
كان سهلا أن اتحدث عن الشجاعة و أنا بعيدة عن المعركة لكن عندما وجدت نفسي في قلب الاعصار تملكني الخوف فالتفت يمنة و يسرة فلم أجد سوى نفسي في وحشة الطريق..هنا بدت لي أعلى درجات الشجاعة و هي أن أجرأ على الظهور و المواجهة ،لم أتردد فظهرت على حقيقتي من غير تكلف و لكن بضعف كبير و كان مخفيا حيث يجب ان لا ألتفت ورائي لأحن الى ما تركت ، هنا مكمن الوحشة و الرعب الكبير هي أن تنقطع الكهرباء و الضحك و الفرح و سراب الأحباب، كل شيء مر و قاتم حتى لون الظلام لما ازداد سوادا ازددت مللا، و هنا ظهرت مخيرة بين التقدم لتكملة المسير أو العودة للوراء لحين يكتمل لدي نصاب اليقين ، لكني تفطنت الى مكمن قوة اليقين أنه يتجلى في قمة الوحدة و الألم و الرعب و ليس الخوف لوحده ، لأن الأول يحدوه خطر غير معلوم و الثاني رجفة في فكري و اضطراب في ايماني ، و هنا كان لا بد لشجاعة العقل أن تبدو قبل شجاعة القلب لكي لا أركن للعاطفة المظللة ، فلم أكن بحاجة اليها في تلك اللحظات و لم افكر ان اركن لها في لحظة حاجتي للراحة ، فما احتجته هو ثبات يليه انعتاق و يتبعه برهان في أن الحاضر من المسيرة سيمر و يمر و لن يبقى منه شيء سوى آثار قدماي..
لم أفكر في تلك الفترة بالسعادة و لا بالنجاح و لا بعبق الحياة أصلا ، ما بدى لي في التفكير هو كيف أبدو شجاعة ما يكفي لأستمر ..فما ورد في مخيلتي هي صورة الصقر في ثلاث من الجماليات كانت له و هي حريته و عزة روحه و بعد النظر ، أخذت الأخيرة و بدأت في اختزال تكرار العذاب كل يوم و كنت أناقض نفسي أن ما أشعر به من برد في فصل الشتاء ما هو الا نسمات عابرة و ما تذوقته من ألم ما هو الا وخز ريح نافرة و ما تعمق في روحي من وحشة ما هو الا فنيات التفرد بالعزلة عبادة لله و أنسا برحمته و بوعده من أن الفرج قريب..و في خضم كل ذلك كنت أرقب في نومي دقات ساعة المنبه بانتضام أن الصبح يحمل معه مخرجا أو نورا او خبرا..هنا عظم ربي في قلبي و صغر أمامي كل شيء سوى احساس الغربة القاتل راوغته مرات عديدة لكنه أبى الى أن أتعود عليه ، فكان ما كان لبا من التنازل مني لأصف لي وصفة أخرى أختبر فيها شجاعتي حتى لا أكون أصعب و أثقل شيء في حياتي هو أنا أي كياني ، فرفضت الضعف كثيرا و باصرار لكنه باغتني حتى تمكن مني ففهمت أن القوة تنال حقا من الاسترجاع بالرضوخ لهذه الكبوة فكان ما كان مني استسلاما ظرفيا لكن سئمت أكثر و تحملت في صمت لأني أحسست أن الحل موجود في مكان ما و في فكرة ما و بحرف بداية سيخطه لي الأمل أمامي و ما علي سوى أن أفهم تلك البداية لأقاوم و أنزع عني لجام الخوف ، فكان ما كان و نزعته من غير حسرة و لا ندم ، فهمت لحظتها أن الظلم جعل مني بطلة و لكن كيف أقاوم لأتخلص من اضطراب الحال و تغيره علي ، كانت هي عبارة توكلت عليك يا الله هي جملتي الأولى و التي كتبتها بأناملي و بأحرف من صدق و يقين أنها المخرج و الملاذ و المفر ، و عرفت أن العقل الواعي هو فقط من يفهم و يطبق هذه الجملة على حذافرها من حسن التوكل فعلا على الله و بالتحدي و المواجهة و قبول الأمر الواقع ، و هنا أحسست أني لأظهر شجاعة لابد لي بمزيد من الشجاعة فكان أن انصهر التردد نهائيا و حرصت أن أظفي الى ارادتي قليل من الشهامة لأسرع في الخطى و أزيد في رفع معنوياتي و هنا مظهر آخر للرعب بل قمته ..
أدركت من هنا أني أمام محاولة للنجاة و بأقصى قدر ممكن من العزيمة ، فكان أن زدت في ثقل صبري زمنا آخر ، لأني أدركت أنه بالصبر يسكت كل ندم و يخرص كل تردد في داخلي ، كيف لا و أنا من تلوم نفسها كل ساعة خوفا من الفشل و هذا ما يجب أن لا يطول لدي خاصة عند عبوري على جسر المغامرة و علي بالنهوض بأكبر قدر ممكن من القوة لأنتقل الى الضفة الأخرى من التحدي ، لم يكن سهلا بل كان قاسيا و رصيدي من الدعم صفر مصفرا بل بهوا فارغا لا طير يغدو فيه و لا أنوارا متلألئة منه ، حيرتي ازدادت و نبض قلبي أفزعني و أنا أميل يمنة للسقوط و لكن صرخة الرفض أنقذت كل تهور و استسلام مني لأنه في قمة الرعب لابد من صرخة الرفض الجبري و القهري مهما كان معاندا فكان أن فتحت عيني ووجدت نفسي فعلا أقف على الضفة الأخرى من الثبات ففهمت حقا ان حسن التوكل على الله ملاذ كل غريق للنجاة و مصدر حرية لكل مختنق من عسرة النجاة ، فعند قمة الرعب لا شيء يخلصني من استسلامي النهائي سوى قوة اليقين ان الله منقذي في آخر ميلة للانتهاء ، فليكن مع قمة كل رعب مسحة من يقين أن الله هو المنقذ الوحيد من عسرة الخلاص..
الحمد لله رب العالمين.