أحيانا نخطأ في حق غيرنا ، و أن هذا الخطأ يترك أثارا سلبية في نفس الذي أخطنا في حقه ، وان دوافع الأخطاء كثيرة و وقوعها وارد في تعاملنا اليومي ، و قد يقع الخطأ من القريب أو البعيد ، من الزوج و الزوجة و من القائد و المقود ، من الكبير و الصغير. هذه الأخطاء سواء كانت صغيرة أو كبيرة جميعها تعتبر أخطاء ، و لكن الذي يشفي نفس من أخطأنا في حقه هي وقفة مع الذات ، تقود مبادرة بسيطة لا تجرح كرامة المخطئ ، و لا تنقص من قدر المخطئ ، لا تكلف صاحبها كثير عناء ، أو كثير مال أو كثير وقت، و لكنها تكون في كلمة واحدة و أي كلمة ، كلمة ممزوجة بالتحسر و الاعتراف الداخلي ، أننا أخطانا في حق غيرنا ، و هو ظلم و الله حرم الظلم ، يتجه بها صاحبها للسماء في خبث و خشوع ، يجهر بها في همس في أذن من ألحقنا في حقه الأذى ، " أعتذر لك " عن كل خطأ صدر مني عن قصد أو عير قصد . هي كلمات و لكن وقعها سيكون أكثر من وقع السحر ، أنه سحر القلوب الصافية السليمة حينها ستكون كبيرا في عين من أخطأت في حقه .
قد نشعر بثقل لتنفيذ المبادرة شعورا منا أن من أخطأنا في حقه قد يقابلنا بالصدود لغور الجرح و لكن شيم الرجال تقبل عليها لتحصيل الارتقاء و السمو الخلقي و لنا في أكمل البشر خلقا مثلا فالأنبياء كانوا يعتذرون عن أي خطأ يرتكبوه فهذا موسى عليه السلام نموذجا يعتذر بعد أن وكز الرجل بعصاه فقتله: " وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ" القصص: 15 ، ثم قدم الاعتذار . " قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم " القصص: 16 . وآدم عليه السلام: اعترف بذنبه عندما أخطأ هو وزوجه وأكل من الشجرة المحرمة " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" الأعراف: 23 .
و ختاما أسوق لكم نموذجا من المميزين الذين علمونا كيف يكون الاعتذار حين الخطأ بين الناس قال ابنُ قُتَيبة في عيون الأخبار: وعن مُعلَّى بن أيوب قال: هجا الحميريُّ الشاعرُ الفضلَ بنَ يحيى، ثم أتاه راغبًا معتذِرًا إليه، فقال له الفضل: بأيِّ وجه تلقاني؟ فقال: بالوجه الذي ألقى به ربي، وذنوبي إليه أكثرُ من ذنوبي إليك، فضحك ووصَله ورضي عنه!
قد نشعر بثقل لتنفيذ المبادرة شعورا منا أن من أخطأنا في حقه قد يقابلنا بالصدود لغور الجرح و لكن شيم الرجال تقبل عليها لتحصيل الارتقاء و السمو الخلقي و لنا في أكمل البشر خلقا مثلا فالأنبياء كانوا يعتذرون عن أي خطأ يرتكبوه فهذا موسى عليه السلام نموذجا يعتذر بعد أن وكز الرجل بعصاه فقتله: " وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ" القصص: 15 ، ثم قدم الاعتذار . " قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم " القصص: 16 . وآدم عليه السلام: اعترف بذنبه عندما أخطأ هو وزوجه وأكل من الشجرة المحرمة " قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ" الأعراف: 23 .
و ختاما أسوق لكم نموذجا من المميزين الذين علمونا كيف يكون الاعتذار حين الخطأ بين الناس قال ابنُ قُتَيبة في عيون الأخبار: وعن مُعلَّى بن أيوب قال: هجا الحميريُّ الشاعرُ الفضلَ بنَ يحيى، ثم أتاه راغبًا معتذِرًا إليه، فقال له الفضل: بأيِّ وجه تلقاني؟ فقال: بالوجه الذي ألقى به ربي، وذنوبي إليه أكثرُ من ذنوبي إليك، فضحك ووصَله ورضي عنه!