مآزر بيضاء لا يتقن أصحابها فن الانسانية....
قانون الصحة و قانون أخلاقيات مهنة الطب و قانون كذا و كذا...كثيرة فعلا هي المواد و النصوص و ترجمان المفاهيم الحقيقية لمضمونها يبدو غير واضح للوهلة الأولى من القراءة..و رائع جدا أن يولى الاهتمام لأجل تحسين وضعية المرضى من حسن الاستقبال الى المكوث في احدى قاعات العلاج الى غاية انتهاء المدة التي يقررها الطبيب..و الأروع من ذلك هو تشكيل لجان تفتيش لمتابعة و كتابة تقارير عن الوضعية بكل أبعادها من تحقق في شروط النظافة و توفر الدواء الكافي بل اللازم حتى لا يصبح المريض متجولا هنا و هناك بحثا له عن مسكن لآلامه...ثم ماذا بعد ؟..
لا أحب الكلام الكثير بل أحب المفيد و المطبق على أرض الواقع و هذا المطبق هو ما يفرح له المريض و أهله من خدمات صحية و كل ما تسر له عيني لمستوى الصحة و هو يرتقي الى أعلى عليين..لما لا ، فالعقول المفكرة و المحترمة موجودة و الكفاءات متوفرة و لكن للأسف اضطرت لحمل حقائبها و السفر بحثا عمن يقدر عقلها المملوء بالفكر و قلبها المفعم بالإنسانية ، و منهم من وجد ضالته و منهم من شده الحنين للعودة الى بلده لأنه مهما كان الغريب متمتعا بالرضى و العيش الرغيد يبقى غريبا و لو كان بصيرا...
عادتي لا أحب النقد لأجل النقد أو التقليل من شأن الآخرين لأنه واجب بل فرض احترام أي بني آدم أتعامل معه مهما كان سنه و مهما كانت وظيفته ، فلست مطالبة بتقويم سلوك أحد بقدر ما يحز في نفسي الشعور بتدني الخدمات و الأخلاق و التعامل و هي مضرة لنا جميعا ، فالأبيض في مآزر الطبيب له جمال خاص لأنه يعبر عن سنين من العمل و السهر و التعب و هو بلون الصفاء يقر مبدأ الانسانية و الذي تمنيت لو كان بنص دستوري لأجل ايقاظ وازع الاحساس بالآخر ، و من هو هذا الآخر الذي تمنيت لو تفرد له مادة دستورية و ليس مادة في قانون الصحة فقط ؟، انه المريض و المعوز و المعاق و المكفوف ، هي فئات وجب على من يشرع القوانين أن يولي لها الاهتمام الأكبر من التعامل بالإنسانية المطلوبة و ليس بتقديم الخدمات و بصمت، فالإنسانية أنبل السلوكات و التفاعلات المشاعرية الراقية ، من غير انسانية لن يشفى المريض حتى لو قدم له العلاج المناسب و هذا ما يغفل عنه الكثير من أصحاب المآزر البيضاء لتداخل الاهتمامات الشخصية و بانانية مفرطة و التركيز على تولي المناصب التسييرية كان يكون رئيس مصلحة استشفائية بمسمى بروفيسور فيغفل عن الجانب الأصلي الذي يميزه عن باقي الأدوار ، فينسى أن من قواعد دراسته النهائية عند التخرج هي آداء القسم ، و فيه نصوص تولي آداء أمانة الطبيب بكل مصداقية و بكل ضمير حي ، فهل فعلا احترم الأطباء القسم ؟.ان كان نعم لماذا يقابل المريض بالتكبر من بعض الأطباء و حتى من البروفيسور ؟..و لماذا يؤجل موعد علاجه ؟
لماذا يوجه المريض بالخطأ الى المكان المطلوب فعلا أن يلقى فيه ضالته ؟ لماذا لا يرافقه في توجيهه بمساعد للتمريض مع ملفه ؟ لماذا يوجه وحيدا لا يعرف مقصده ؟لماذا لا تصلح المصاعد رفقا و مساعدة للشيخ و العجوز و المرأة الحامل ؟ و تنصب في كل المصالح الاستشفائية و ترسم ممرات خاصة بالكراسي المتحركة و عنايتها من التلف ؟ لماذا لا يحترم عمل المنظفة فتخصص لها أوقات التنظيف في غير أوقات الزيارة و العمل و على رئيس المصلحة أن لا يجعل من كيانها آلة لتلميع المصلحة حتى يقال أنه الأول في النظافة؟ نحب النظافة جميعنا و لكن بضبط رزنامة العمل و بتعويد الأطباء و الممرضين و الاداريين احترام قواعد النظافة لأنهم مسؤولون عن أي قمامة ترمى بغير احترام ، و لو لزم الأمر وضع كاميرات في أروقة المصالح و مراقبة المخالفات و العقاب عليها لوضعت ..قد يبدو كلامي ضرب من الخيال لكن علينا اختزال سوء تقدير الغير و التكبر على الغير و اهانته بعدم احترامه و احترام مهنته ،فالمنظفة انسان قبل أن تكون منظفة و علينا التعود على فهم أننا نحن من نبني و نحن من نهدم و نحن من نساعد و نرفع مستوى الرقي ...و ليتفهم الأطباء كلامي في تركيزي على الجانب الانساني الذي له من الأهمية ما يخلق التوازن النفسي و الشعور بالرضى لدى الممارس الصحي مهما كانت رتبته.
لن أستعين بأمثلة عن تجارب في قطاع الصحة من الدول الأجنبية أو العربية فهي فعلت قيمها كلها أو بعضها ، و القواعد العامة يمكن استخلاصها من الآداب و الأخلاق و هذين العنصرين تربينا عليهما من عقيدة يغار منها الغربيون و الجاحدون لدين الاسلام فما حاجتنا لأن ننقل التجربة ممن هم في ورطة بسبب كثرة الأخطاء الطبية و الانحراف و الشذوذ و الادمان ؟ و كيف لها من النجاة من تلك الأخطاء و الجراح يشرب كأس خمر ثم يباشر العملية الجراحية هل فعلا سيكون مركزا في عمله ؟ و حينما تغيب البسملة هل يبارك الله العمل و يوفقه؟ اذن لا مانع من القراءة و المطالعة لمعرفة المستوى و أساسيات التقدم و لكن لا أن ننقل التغريب الهش و الفاشل فلدينا كل شيء ينقصنا فقط تفعيل قيمنا ، و كل مبدأ في العمل الصحي أو التعليمي أو في أي ميدان آخر الا نص عليه القرآن الكريم و السنة النبوية ، و الا لما استعانت ملكة بريطانيا العظمى بالحجامة كوسيلة علاج لها ...
اذا ارفعوا أيها الأطباء مستوى الآداء بالتخلق أولا بالأخلاق الرفيعة و التفاعل بها و معها مع الغير و خاصة المريض و احترموا فئة المرضى لأنها لجأت اليك كطبيب لتصف لها العلاج المناسب و لتقوم بدورك نحوها كما ينبغي لا أن تنال اسم بروفيسور مع الوقت لتتربع على عرش المصلحة و كأنها قصرك المشيد فأصبح يسمى باسمك مع المدخل ، ففي سؤال لي لبروفيسور أكن له احتراما شديدا لذكائه و هذا باعتراف الأطباء الأجانب عنه حيث سألته : لماذا البروفيسور عندنا يتصرف في المصلحة و كأنها ملكه ؟ فقال لي لأنها بيته أكيد بضحكة مطولة ففهمت مقصوده .
سؤالي الأخير متى نصل الى ما وصلت اليه الامارات العربية المتحدة من اقرارها لوزارتي السعادة و التسامح كتكملة للبرنامج التنموي الذي انطلقت فيه بحكومة وعت ضرورة تفعيل هذه القيم بغض النظر عن الجانب السياسي الذي له رؤية خاصة جدا فيما يخص القضايا الراهنة ، فالواضح من الأمر أن المجتمع الاماراتي حظي بالاهتمام و التركيز على الأهم من المهم....هم تجاوزوا الصراعات المتعددة الأشخاص و التافهة أحيانا و تجاوزوا فكرة تأجيل مواعيد المرضى و تجاوزوا التسويف في العمل و تأجيله ..تجاوزوا ما نحن عليه الآن و للأسف.
اذن ، الزموا قسم الطبيب أيها الأطباء و لو أن التزام الضمير يلغي كل تماطل و تهاون و استحضار الرقيب الأعلى يرفع معنوياتك كطبيب في أن تكون انسانا بمعنى الكلمة ...
عفوا لأخواتي و اخواني الأطباء فلست أقصد أشخاصا بقدر ما قصدت عدم الركون الى الرداءة التي قضت على كل محاولة للنهوض بقطاع حساس و مهم جدا لأي مواطن...قطاع الصحة..صحيح بعض المشاكل و النقائص التي تعانون منها هي بسبب المسيرين الاداريين خاصة المدير أو المدير العام و الطاقم الاداري ككل بسبب عدم تفانيه في العمل و محاولة تحقيق الأحسن و الأجود و تركيزهم في تهميش الطاقات الفاعلة و مراقبة الحضور و الخروج بغير سند تنموي و لا حسابات لتكلفة العمل كما هو مقرر في برامج التطوير و الارتقاء للأحسن في الدول المتقدمة ، فلنبذل جهدنا ولو بالقليل و لا نشبه غيرنا بالغير أو نركن للواقع المرير ، فالتغيير ينطلق من قمة الانحطاط ، أو ليست النبتة الجديد تخرج من قلب الشجرة الميتة؟ فلنعي الحكمة اذن و نحن جميعنا معنيون بالتعامل بكل انسانية مع أي كان ليس المريض فقط بل في حواراتنا و نزاعاتنا و خلافتنا ليتحقق فينا مفهوم الحكم الراشد و الوصال الانساني التوافقي بكل المقاييس ..و الحكم الراشد هنا هو بالمفهوم الموسع و ليس الضيق ليشمل كل الشرائح المجتمعية ، و لو سألتني أيها الطبيب لماذا ركزت عليك سأجيبك أن الاداري و الممرض لم يؤدي القسم ، بل أنت من أديته و رئيس الدولة في مجاله السياسي حينما اختير من الشعب ليحكمه و كل شخص أختير لتقرير مصير ما ، فمصير المريض بين يديك فأحسن الحفاظ على تلك الأمانة أمانة الروح و البدن و لا تتلف له عضوا أو ترتكب فيه خطأ إلا ما كان مقدرا رغم أخذك لكل لوازم الحيطة و الحذر...و من هنا ستفهم عني أيها الطبيب أني لم أقصد شخصك بالذات لكني قصدت جانب الانسانية فيك و الذي نص عليه ديننا الحنيف أولا و أقرته قوانين و رافع لأجله حقوقيون ، ثم معايشتي لواقع المرضى جعلني أحترم و أقدر علمك كثيرا بل جدا و لكن أتأسف لكل خطأ طبي أودى بحياة مريض ما أو أحدث له عاهة مستديمة فضاع الأمل في الشفاء و ضاعت الحياة في دهاليز التهم ، من يتهم من و من يرد الحق لمن و كيف و متى؟؟؟؟؟؟
اذن تفاديا لتلك الحلقة المريضة من اللوم و الصراع تفنن في انسانيتك أيها الطبيب ما استطعت بكل ارتجالية و لا تتكلف و كن كما أنت حتى تلقى ربك راض عنك و تذكر أن مهنتك من أنبل المهن و أرقاها فحافظ عليها لترقى الى رتبة الصالحين و المتقنين..و لك مني كل الاحترام لأنه لا بد منك في المستشفى و الا مات المرضى و لا بد من علمك و الا انتشر المرض و لا بد من خبرتك و الا توسعت بؤرة الفساد..شكري مع احترامي الشديد لك و لو أني ألقى أمثالك يوميا لأحييهم بتحية الاسلام و في قلبي ألف أمل في غد أفضل و حضارة أوسع و فكر نير يقره أطباء الجيل الصاعد ، فلا تخذلوا من تركوا لكم الأوطان أمانة و سلموا لكم مشعل البناء بغير ندامة فقط كونوا في مستوى الوديعة ينفجر البناء لوحده عاليا أنه بسواعدكم تحقق التغيير منكم و فيكم و إليكم.
تقديري لكم أيها الأطباء الانسانيون .........
قانون الصحة و قانون أخلاقيات مهنة الطب و قانون كذا و كذا...كثيرة فعلا هي المواد و النصوص و ترجمان المفاهيم الحقيقية لمضمونها يبدو غير واضح للوهلة الأولى من القراءة..و رائع جدا أن يولى الاهتمام لأجل تحسين وضعية المرضى من حسن الاستقبال الى المكوث في احدى قاعات العلاج الى غاية انتهاء المدة التي يقررها الطبيب..و الأروع من ذلك هو تشكيل لجان تفتيش لمتابعة و كتابة تقارير عن الوضعية بكل أبعادها من تحقق في شروط النظافة و توفر الدواء الكافي بل اللازم حتى لا يصبح المريض متجولا هنا و هناك بحثا له عن مسكن لآلامه...ثم ماذا بعد ؟..
لا أحب الكلام الكثير بل أحب المفيد و المطبق على أرض الواقع و هذا المطبق هو ما يفرح له المريض و أهله من خدمات صحية و كل ما تسر له عيني لمستوى الصحة و هو يرتقي الى أعلى عليين..لما لا ، فالعقول المفكرة و المحترمة موجودة و الكفاءات متوفرة و لكن للأسف اضطرت لحمل حقائبها و السفر بحثا عمن يقدر عقلها المملوء بالفكر و قلبها المفعم بالإنسانية ، و منهم من وجد ضالته و منهم من شده الحنين للعودة الى بلده لأنه مهما كان الغريب متمتعا بالرضى و العيش الرغيد يبقى غريبا و لو كان بصيرا...
عادتي لا أحب النقد لأجل النقد أو التقليل من شأن الآخرين لأنه واجب بل فرض احترام أي بني آدم أتعامل معه مهما كان سنه و مهما كانت وظيفته ، فلست مطالبة بتقويم سلوك أحد بقدر ما يحز في نفسي الشعور بتدني الخدمات و الأخلاق و التعامل و هي مضرة لنا جميعا ، فالأبيض في مآزر الطبيب له جمال خاص لأنه يعبر عن سنين من العمل و السهر و التعب و هو بلون الصفاء يقر مبدأ الانسانية و الذي تمنيت لو كان بنص دستوري لأجل ايقاظ وازع الاحساس بالآخر ، و من هو هذا الآخر الذي تمنيت لو تفرد له مادة دستورية و ليس مادة في قانون الصحة فقط ؟، انه المريض و المعوز و المعاق و المكفوف ، هي فئات وجب على من يشرع القوانين أن يولي لها الاهتمام الأكبر من التعامل بالإنسانية المطلوبة و ليس بتقديم الخدمات و بصمت، فالإنسانية أنبل السلوكات و التفاعلات المشاعرية الراقية ، من غير انسانية لن يشفى المريض حتى لو قدم له العلاج المناسب و هذا ما يغفل عنه الكثير من أصحاب المآزر البيضاء لتداخل الاهتمامات الشخصية و بانانية مفرطة و التركيز على تولي المناصب التسييرية كان يكون رئيس مصلحة استشفائية بمسمى بروفيسور فيغفل عن الجانب الأصلي الذي يميزه عن باقي الأدوار ، فينسى أن من قواعد دراسته النهائية عند التخرج هي آداء القسم ، و فيه نصوص تولي آداء أمانة الطبيب بكل مصداقية و بكل ضمير حي ، فهل فعلا احترم الأطباء القسم ؟.ان كان نعم لماذا يقابل المريض بالتكبر من بعض الأطباء و حتى من البروفيسور ؟..و لماذا يؤجل موعد علاجه ؟
لماذا يوجه المريض بالخطأ الى المكان المطلوب فعلا أن يلقى فيه ضالته ؟ لماذا لا يرافقه في توجيهه بمساعد للتمريض مع ملفه ؟ لماذا يوجه وحيدا لا يعرف مقصده ؟لماذا لا تصلح المصاعد رفقا و مساعدة للشيخ و العجوز و المرأة الحامل ؟ و تنصب في كل المصالح الاستشفائية و ترسم ممرات خاصة بالكراسي المتحركة و عنايتها من التلف ؟ لماذا لا يحترم عمل المنظفة فتخصص لها أوقات التنظيف في غير أوقات الزيارة و العمل و على رئيس المصلحة أن لا يجعل من كيانها آلة لتلميع المصلحة حتى يقال أنه الأول في النظافة؟ نحب النظافة جميعنا و لكن بضبط رزنامة العمل و بتعويد الأطباء و الممرضين و الاداريين احترام قواعد النظافة لأنهم مسؤولون عن أي قمامة ترمى بغير احترام ، و لو لزم الأمر وضع كاميرات في أروقة المصالح و مراقبة المخالفات و العقاب عليها لوضعت ..قد يبدو كلامي ضرب من الخيال لكن علينا اختزال سوء تقدير الغير و التكبر على الغير و اهانته بعدم احترامه و احترام مهنته ،فالمنظفة انسان قبل أن تكون منظفة و علينا التعود على فهم أننا نحن من نبني و نحن من نهدم و نحن من نساعد و نرفع مستوى الرقي ...و ليتفهم الأطباء كلامي في تركيزي على الجانب الانساني الذي له من الأهمية ما يخلق التوازن النفسي و الشعور بالرضى لدى الممارس الصحي مهما كانت رتبته.
لن أستعين بأمثلة عن تجارب في قطاع الصحة من الدول الأجنبية أو العربية فهي فعلت قيمها كلها أو بعضها ، و القواعد العامة يمكن استخلاصها من الآداب و الأخلاق و هذين العنصرين تربينا عليهما من عقيدة يغار منها الغربيون و الجاحدون لدين الاسلام فما حاجتنا لأن ننقل التجربة ممن هم في ورطة بسبب كثرة الأخطاء الطبية و الانحراف و الشذوذ و الادمان ؟ و كيف لها من النجاة من تلك الأخطاء و الجراح يشرب كأس خمر ثم يباشر العملية الجراحية هل فعلا سيكون مركزا في عمله ؟ و حينما تغيب البسملة هل يبارك الله العمل و يوفقه؟ اذن لا مانع من القراءة و المطالعة لمعرفة المستوى و أساسيات التقدم و لكن لا أن ننقل التغريب الهش و الفاشل فلدينا كل شيء ينقصنا فقط تفعيل قيمنا ، و كل مبدأ في العمل الصحي أو التعليمي أو في أي ميدان آخر الا نص عليه القرآن الكريم و السنة النبوية ، و الا لما استعانت ملكة بريطانيا العظمى بالحجامة كوسيلة علاج لها ...
اذا ارفعوا أيها الأطباء مستوى الآداء بالتخلق أولا بالأخلاق الرفيعة و التفاعل بها و معها مع الغير و خاصة المريض و احترموا فئة المرضى لأنها لجأت اليك كطبيب لتصف لها العلاج المناسب و لتقوم بدورك نحوها كما ينبغي لا أن تنال اسم بروفيسور مع الوقت لتتربع على عرش المصلحة و كأنها قصرك المشيد فأصبح يسمى باسمك مع المدخل ، ففي سؤال لي لبروفيسور أكن له احتراما شديدا لذكائه و هذا باعتراف الأطباء الأجانب عنه حيث سألته : لماذا البروفيسور عندنا يتصرف في المصلحة و كأنها ملكه ؟ فقال لي لأنها بيته أكيد بضحكة مطولة ففهمت مقصوده .
سؤالي الأخير متى نصل الى ما وصلت اليه الامارات العربية المتحدة من اقرارها لوزارتي السعادة و التسامح كتكملة للبرنامج التنموي الذي انطلقت فيه بحكومة وعت ضرورة تفعيل هذه القيم بغض النظر عن الجانب السياسي الذي له رؤية خاصة جدا فيما يخص القضايا الراهنة ، فالواضح من الأمر أن المجتمع الاماراتي حظي بالاهتمام و التركيز على الأهم من المهم....هم تجاوزوا الصراعات المتعددة الأشخاص و التافهة أحيانا و تجاوزوا فكرة تأجيل مواعيد المرضى و تجاوزوا التسويف في العمل و تأجيله ..تجاوزوا ما نحن عليه الآن و للأسف.
اذن ، الزموا قسم الطبيب أيها الأطباء و لو أن التزام الضمير يلغي كل تماطل و تهاون و استحضار الرقيب الأعلى يرفع معنوياتك كطبيب في أن تكون انسانا بمعنى الكلمة ...
عفوا لأخواتي و اخواني الأطباء فلست أقصد أشخاصا بقدر ما قصدت عدم الركون الى الرداءة التي قضت على كل محاولة للنهوض بقطاع حساس و مهم جدا لأي مواطن...قطاع الصحة..صحيح بعض المشاكل و النقائص التي تعانون منها هي بسبب المسيرين الاداريين خاصة المدير أو المدير العام و الطاقم الاداري ككل بسبب عدم تفانيه في العمل و محاولة تحقيق الأحسن و الأجود و تركيزهم في تهميش الطاقات الفاعلة و مراقبة الحضور و الخروج بغير سند تنموي و لا حسابات لتكلفة العمل كما هو مقرر في برامج التطوير و الارتقاء للأحسن في الدول المتقدمة ، فلنبذل جهدنا ولو بالقليل و لا نشبه غيرنا بالغير أو نركن للواقع المرير ، فالتغيير ينطلق من قمة الانحطاط ، أو ليست النبتة الجديد تخرج من قلب الشجرة الميتة؟ فلنعي الحكمة اذن و نحن جميعنا معنيون بالتعامل بكل انسانية مع أي كان ليس المريض فقط بل في حواراتنا و نزاعاتنا و خلافتنا ليتحقق فينا مفهوم الحكم الراشد و الوصال الانساني التوافقي بكل المقاييس ..و الحكم الراشد هنا هو بالمفهوم الموسع و ليس الضيق ليشمل كل الشرائح المجتمعية ، و لو سألتني أيها الطبيب لماذا ركزت عليك سأجيبك أن الاداري و الممرض لم يؤدي القسم ، بل أنت من أديته و رئيس الدولة في مجاله السياسي حينما اختير من الشعب ليحكمه و كل شخص أختير لتقرير مصير ما ، فمصير المريض بين يديك فأحسن الحفاظ على تلك الأمانة أمانة الروح و البدن و لا تتلف له عضوا أو ترتكب فيه خطأ إلا ما كان مقدرا رغم أخذك لكل لوازم الحيطة و الحذر...و من هنا ستفهم عني أيها الطبيب أني لم أقصد شخصك بالذات لكني قصدت جانب الانسانية فيك و الذي نص عليه ديننا الحنيف أولا و أقرته قوانين و رافع لأجله حقوقيون ، ثم معايشتي لواقع المرضى جعلني أحترم و أقدر علمك كثيرا بل جدا و لكن أتأسف لكل خطأ طبي أودى بحياة مريض ما أو أحدث له عاهة مستديمة فضاع الأمل في الشفاء و ضاعت الحياة في دهاليز التهم ، من يتهم من و من يرد الحق لمن و كيف و متى؟؟؟؟؟؟
اذن تفاديا لتلك الحلقة المريضة من اللوم و الصراع تفنن في انسانيتك أيها الطبيب ما استطعت بكل ارتجالية و لا تتكلف و كن كما أنت حتى تلقى ربك راض عنك و تذكر أن مهنتك من أنبل المهن و أرقاها فحافظ عليها لترقى الى رتبة الصالحين و المتقنين..و لك مني كل الاحترام لأنه لا بد منك في المستشفى و الا مات المرضى و لا بد من علمك و الا انتشر المرض و لا بد من خبرتك و الا توسعت بؤرة الفساد..شكري مع احترامي الشديد لك و لو أني ألقى أمثالك يوميا لأحييهم بتحية الاسلام و في قلبي ألف أمل في غد أفضل و حضارة أوسع و فكر نير يقره أطباء الجيل الصاعد ، فلا تخذلوا من تركوا لكم الأوطان أمانة و سلموا لكم مشعل البناء بغير ندامة فقط كونوا في مستوى الوديعة ينفجر البناء لوحده عاليا أنه بسواعدكم تحقق التغيير منكم و فيكم و إليكم.
تقديري لكم أيها الأطباء الانسانيون .........