أحبك جزائري
لست أدري إن كانت دواوين الشعراء وفتك حقك من المدح و الحب و الثناء ، لست ادري إن كانت ثورة التحرير سنت ميلادك من جديد بفجر أسدل خيوطه على أرض ووطن و سماء هي للجزائر تنتمي....
لست ادري إن كان اسم الجزائر دوى عاليا في محافل و أعياد من لا يعرف اسمك ..إن كان علينا نحن أبناؤك نحيي رايتك بشموخ عشق لألوانها الزاهية ..مني انأ مداد قلمي يمنحك التحية تلو الأخرى ..مني أنا أهديك عزيمتي في أن أحيا على أرضك بكرامة و أموت بكرامة بل أستشهد في سبيلك. ..
مني أنا أقسمت أن أعادي كل من يسيء إليك ... مني أنا وعد أن أحب كل ما هو للجزائر ينتمي ، فهل وفيتك حقك ، ربما لا، و من حقك بلدي أن تعاتبني لكنك لن تلوميني، لأنك أصيلة و تحبين أبنائك، لكنك تخافين أن يقل حبنا لك. هو عتاب لنا جميعا، لأنك مدللة في كنف الحرية، و تغارين أن يقاسمك أحد دلالك، لأنه وسام تزينت به رايتك بدم المليون و نصف المليون شهيد.
بلدي أنت تحبين من يغار عليك و يكافح لأجلك لأن ولاداتك كانت كلها لثوار و لأبطال كتب التاريخ لأصحاب مآثر و بطولات فذة...بقيت ليومنا هذا محل إعجاب و انبهار للأجانب.
صحيح أن صحائف الكتب كتبت أن أعدائك ترصدوا بك لأكثر من قرن، و حدثتنا جبال الأوراس أنها الشاهد على رصاصة الغضب ...حدثتنا بطولات لالا فاطمة نسومر، مليكة قايد، أنهن كن أساطير جهادية عبر ربوع أرضك...حدثتنا ثورات الأمير و سلسلة الاثنان و العشرون أنهم لأجلك كافحوا، حدثتنا مقصلة زبانة أنه مات بين فكيها لأنه كان مقداما..كل هذا لأجلك بلدي و غيرهم و الغير كثير.
هل في ذلك شك أنك لم تتعرضي للظلم؟ لا بل شهادة الأبطال قطعت قول كل خطيب من أنهم حموك و دافعوا عنك على مر الزمن، حتى مفدي زكرياء أبى إلا أن ينفجر بصوت دوى عاليا بكلمات من حنايا الجزائر.
هل كان في خطى الثوار شك في انفجار ثورات لتخليصك من أيادي الغدر؟ لا، لم يكن هناك شك و قطعا لن يكون لجيل سيكبر على حبك و حب كل من ينتمي إليك.
بلدي بل جزائري..يكفيني اعتزازا أني ولدت على أرض ارتوت بدماء مليون و نصف المليون شهيد... يكفيني فخرا أنك سامحيني على أني لم أحفظ تاريخك كاملا..لكن من جميل رد الفضل أن أسعى لأحافظ عليك و أتغنى بجمالك أينما ذهبت.
لا يهمني إن كان أبناؤك يختلفون في لهجاتهم، لا يهمني إن كانت عاداتهم ليست بالواحدة من شمالك إلى جنوبك و من شرقك إلى غربك، صحح لي التاريخ درسا تركته فرنسا في مدوناتها اننا للجزائر شعب عربي مسلم ، أما أنت بلدي فقد علمتني أن أحب كل ما هو جزائري حتى يتوحد الشمل من أبنائك، حتى لا يسود من يفرق بيننا.
أعلنها أمامك بلدي أني للجزائر انتمي و من قاموس العروبة أنتهل كلمات العرفان بشعر سيظل ملتزما بحبك حتى تنطفئ شمعتي... و الآن هلا سامحتني بعد هذا الاعتراف؟... و لأزيدك بلدي يقينا أني أحبك، أعاهدك أني سأنثر ورود التغيير في بساتين أرضك الطاهرة ليلتقطها جيل دمه من دمي و كيانه من كياني، و طنيته من وطنيتي ، لننشد معا أغنية الأمل مهداة لك ... بلدي...الجزائر.