بقلم حشاني زغيدي
إن للعملاق في تصورنا رسم وقصص و حكايات لكن حكايته اليوم بددت الأوهام و عصفت كل الصور البالية التي رسمناها للعملاق فهو كائن نحيل الجسم متوسط القد نشأ و ولد في بيئة عادية حيث البساطة التي حملت معها كل القيم التي سكنت رمال الصحراء و جذوع نخيلها و عراجين تمرها و أصالة خيمتها .
ذات يوم قرر العملاق أن يشق طريقه الوعرة ليجعل له مكانا كما للعمالقة مكانة كانت طريق الوصول إليها صعبة رافقتها الكثير من صنوف المتاعب و المغامرة و الفشل أحيانا لكن الرغبة الغامرة لاستكمال مشوار التميز رافقها جهد كبير فاستثمرت الطاقة الخلاقة الموجودة في الجسم النحيل كانت هي الضامن الوحيد بعد الأمل في الله تعالى .
لو استسلم العملاق لقدره و رضي أن يكون مع الخوالف من القوم و يرضى بزهيد حظه فيكون رقم صغير أصم في المعادلة التي أرقامها عوامل تصنع الحدث في زمن لا مكان فيه للصغار فحقا إن عملاقة المغير صنعوا الحدث في أبهى صوره من خلال القامات التي تركت بصمتها في جميع المجالات فاحتلت مكانا مميزا لم يرتفع به شان المغير وحدها و لا الوطن الكبير الجزائر بل ارتفع به شأن الأمة أجمعها و كان لهم مواقع متقدمة في العالم المتقدم في أدق التخصصات .
من القامات العملاقة التي نفتخر بها المغير الشيخ عبد المجيد بن محمد بن علي حبة السلمي العقبي المغيري النشأة و التربية فهو عالم فقيه مفسر مؤرخ نسابة مدرس وأديب شاعر إمام خطيب مؤلف و مناضل ولد سنة 1329 هـ / 1911 م ببلدة سيدي عقبة التابعة لولاية بسكرة و بها نشأ وتعلم حيث أخذ عن كبار شيوخها مثل العلامة البشير بن الصادق العبد رحماني والشيخ محمد بن منصور والأستاذ الصادق بن الهادي الذي له الفضل الكبير في تكوين شخصيته العلمية والأدبية. و قد تمكن تلميذه الأستاذ التواتي بن مبارك من جمع " آثار الشيخ عبد المجيد النثرية و الشعرية و المسرحية " في كتاب طبع سنة 1435 هـ / 2014 م بدار البصائر الجديدة بالجزائر العاصمة في 248 صفحة . توفي الشيخ عبد المجيد حبة يوم 21 ربيع الأول 1413 هـ الموافق لـ 19 سبتمبر 1992م ببلدة المغير التابعة لولاية وادي سوف ودفن فيها.و قد حضر جنازته الآلاف من أهل العلم و تلاميذه و محبيه .
من العملاقة الشيخ الدكتور عبد الرزاق بن عبد الله بن عمر بن عبد الله قسوم الجزائري. ولد عام 1933م بالمغير، ولاية الوادي، الجزائر، يعتبر من أبرز علماء الجزائر حيث يترأس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين . الذي فتحت له دراساته الجامعية آفاق علمية و ثقافية مما أعطاه مكانة مرموقة بين العلماء الجزائريين، فأصبح عضواً في اتحاد الكناب الجزائريين سنة 1976م، و لا يزال كذلك إلى وقتنا هذا. بعد مشواره الدراسي رجع عبد الرزاق إلى الجزائر و صار أستاذاً بقسم الفلسفة بمعهد العلوم الاجتماعية. كان عضواً في المعهد الإسلامي الأعلى1980م - 1986م، صار أميناً عاماً له بعد أحمد بن نعمان. و كان أميناً عاماً للمترجمين الجزائريين 1980م - 1985م، و كان نائب عميد المعهد الإسلامي لمسجد باريس سنة 1986م.و في سنة 1987-1988م، كان عضو المنظمة الدولية لمترجمي المؤتمرات بجنيف. فور عودته إلى الجزائر عين مديراً للمعهد الوطني لأصول الدين بالجزائر و مديراً للبحث العلمي في معهد العلوم الاجتماعية بجامعة الجزائر
. و من عمالقة التاريخ المؤرخ الباحث الدكتور محمد لحسن زغيدي المغيري المتخصص في تاريخ الثورة الجزائرية تجد بصمته واضحة في كل المحافل الوطنية و الدولية من خلال مقالاته و حاورته و مؤلفاته و قد سجل المؤرخ محمد لحسن زغيدي رفضه مساومة دم الشهداء من خلال الضغط على فرنسا للاعتراف بجرائمها الاستعمارية وطلب تعويضات مادية و هو حق مشروع ، كما كانت له مواقف مشرفة اتجاه اللغة العربية فكان احد أبرز مؤسسي لمجلس الأعلى للغة العربية . ولم يتوقف الدكتور زغيدي عند هذه الحدود بل تناول موضوع العلم في إطار واسع بداية من فكرة أهمية العلم في الإسلام والراية التي اتخذها الرسول صلى الله عليه وسلم رمزا في غزواته المختلفة، ثم عرج على فكرة المرجعية التاريخية للعلم الجزائري عبر العصور بداية بعلم يوغرطة مرورا بعلم الجزائر عبر الخلافات الإسلامية التي تعاقبت على الدولة الإسلامية. كما يعد احد المدافعين على القضية الصحراوية و أحد أعضاء اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي
من عملاقة التكنولوجية الحديثة العالم البروفسور بلقاسم حبة عالم وباحث جزائري من مواليد المغير، ولاية واد سوف سنة 1957،[1] حصل على الشهادة الجامعية في الفيزياء من جامعة هواري بومدين في الجزائر العاصمة، وعمل في صفوف عدة شركات تكنولوجية رقمية، وبالتحديد في شركة آي بي أم التي وظّفته في مركز بحوثها. يُسجل بلقاسم حبة حضوره في قائمة الباحثين المائة الأكثر اختراعًا حيث يملك في رصيده 657 براءة اختراع[2] في مجال الحوسبة والإنترنت في أمريكا خلال 2012. عاد بلقاسم إلى أمريكا، لينضم إلى شركة submaR المتخصّصة في الإلكترونيات الدقيقة، وتولى مسؤولية التقنيات المتخصّصة بتطوير المُكوّنات الصلبة في الكومبيوتر والألعاب الإلكترونية وخصوصا تلك المستعملة في جهاز "بلاي ستيشن" وكان الدعامة الرئيسية لشركة سوني عندما أطلقت PlayStation بنسختيه الثانية والثالثة.[4] حصل بلقاسم خلال مسيرته المهنية على العديد من براءات الاختراع في الإلكترونيات الدقيقة والاتصالات الرقمية، منها 115 في الولايات المتحدة الأميركية، و190 براءة خارجها.
و من العمالقة أيضا الدكتور نضال قسوم ( وُلد في 06 سبتمبر 1960 ) , فيزيائي فلكي جزائري [1] . تحصل على شهادتي الدكتوراه و الماجيستير من جامعة كاليفورنيا في سان دييغو ( الولايات المتحدة الأمريكية ) . قضى عامين كباحث في مركز غودارد التابع لناسا تحت إشراف العالم الكبير "روفن راماتي" Reuven Ramaty الذي أطلق اسمه على قمر صناعي مخصص لدراسة الأشعة غاما الشمسية والفضائية. من سنة 1990 إلى سنة 1994 عمل البروفيسور نضال قسوم في جامعة البليدة بالجزائر . ثم انتقل إلى كلية الدراسات التكنولوجية بدولة الكويت حيث بقي حتى عام 2000 . . و منذ ذلك العام استقر في الجامعة الأمريكية بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة.ويشغل حاليا منصب بروفيسور و مساعد عميد في كلية العلوم و الفنون في الجامعة الأمريكية بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة .
هذه أزهار من باقة أسمها عمالقة المغير الذين لا يمكن للفلم أن ينسى فضل أحد منهم فبصماتهم واضحة وآثارهم ناطقة في كل مكان فالتحية لطلبة المعير المميزين حملة مشعل التنوير من خلال الجمعيات التي لا ننسى فضلها و من خلال كوكبة ملتقيات مميزة تحدت الركود الحاصل كأنها تقول للميئسين قلنا لكم لا نلتفت للوراء فالغد مشرق بحملة الشموع المضيئة من الرواحل من الدكاترة والأساتذة والطلبة و الجمهور المتلهف لاستقبال الجديد الواعد .