التعليم العربي الإسلامي في بلاد يوربا
التحديات والطموحات*
الأستاذ عبد الواسع إدريس أكنني
نلتقي اليوم على هذه الطاولة العلمية المستديرة لمناقشة قضيةٍ تعليميةٍ تعلّميةٍ من جهة ، ودراسةِ مشكلةٍ اجتماعيةٍ من جهة أخرى ، يتجلّى من إبداء الآراء المختلفة من زوايا متباينة ، تتمحور كلّ زاوية منها على معضلة ميدانية في الساحة النيجيرية عامة ، وفي الجنوب الغربي منها خاصة ، تقدّم إزاءها مقترحاتٌ بناءة تسهم في معالجة تلك الظواهر الفتاكّة التي عمت بلواها المدن والقرى، وسمع بها القاصي والداني.
وصلتني دعوة مشرّفة من مدرستي العريقة ، منطلق ثقافتي العربية ، وقبلة معارفي الأساسية ، تحمل في طياتها طلبَ المشاركة في هذه الندوة العلمية المثمرة بمشيئة الله تعالى، مع كوادر العلم والمعرفة ، دكاترة الجامعات وبرافستها ، رواد الفكر العربي ، ورجال الثقافة الإسلامية الراقية .
وقد عنونت اللجنة المنظّمة لهذه الندوة موضوعها بـــ" مشكلات التعليم العربي في بلاد يوربا – أسباب وحلول" . عنوان يواكب العصر، ويراعي الواقع، ويتمتع بالموضوعية والواقعية، بيد أني فضّلت عنونة الموضوع بـــ: التعليم العربي الإسلامي في بلاد يوربا -التحديات والطموحات ، ولا مشاحة في الاصطلاح.
نظراً لقلة المدة الزمنية المحدّدة لعرض هذه الورقة وتقديمها، ومناقشتها من حيثيات مختلفة،فإني سأقتصر على تحديد مصطلحات الموضوع الأساسية بكلّ إيجاز غير مخلّ تمهيداً للدخول في فحوى الموضوع .
دأب الباحثون قديماً وحديثاً على تحديد مفاهيم البحث ، فأسير على تلك المسيرة البحثية المجمع عليها، وذلك بتحديد كلّ من مصطلح:التعليم،العربية، الإسلام، بلاد يوربا،معرّجاً بعد ذلك إلى تسليط الضوء ، وكشف النقاب عن التحديات المعاصرة التي تواجه التعليم العربي الإسلامي على كافة الشرائح الواقعية .
أولاً : التعليم
يمكن تحديد مفهوم التعليم بأنه: "عملية تلقي المعارف والقيم والمهارات من خلال الدراسة والخبرات، ترمي هذه العملية إلى تغيّر دائم في السلوك ، تغيّراً قابلاً للقياس، ومعيداً للفرد الإنساني دوره التربوي، وتشكيل أبنية تفكيره العقلية" .
أو تقول:"إنه عملية تمارس لاكتساب المعارف والمهارات والقيم الجديدة على كافة الأصعدة ، تساعد على تنمية القدرات البشرية على الاستيعاب والتحليل والاستنباط".
من هنا تتجلّى القواسم المشتركة بين العملية التعليمية والعملية التربوية ؛ إذ إن الأهداف المبتغاة في كلتيهما تتمركز في تحسين الفرد الإنساني عقلياً ، ومعرفياً ، واجتماعيا . وهذه هي مقاصد التعليم الكبرى .
ثانياً : العربية :
إنها إحدى اللغات السامية، وهي لغة أمة العرب القديمة التي تسكن الجزيرة المنسوبة إليها في الطرف الغربي من آسيا ، وتعدّ من أغنى اللغات كلمة، وأعرقها قِدماً ، وأخلدها أثراً، وأعذبها منطقاً ، وأسلسها أسلوباً ، وأروعها تأثيراً، وكيف لا تكون كذلك؟ وقد اختارها ربّ العزّ لغة كتابه العزيز، الرسالة الإلهية الخالدة إلى كافة البشر عرباً وعجماً إلى قيام الساعة.
ثالثاً: الإسلام
لا يجزم القول قطعاً بتعريف الإسلام ؛ لأن هذا التعريف يختلف باختلاف الزوايا التي ينطلق منها، لذلك سأرصد تعريفين فقط ، أحدهما مشهور وخاص ، والآخر مغمور وعام .
أما التعريف المشهور الخاص للإسلام فهو "الخضوع والاستسلام والانقياد لله ربّ العالمين اختيارياً لا إجبارياً "
والتعريف المغمور العام الأشمل هو أن الإسلام "نظام عام، وقانون شامل لأمور الحياة ، ومناهج السلوك التي جاء بها محمد – صلى الله عليه وسلم – من ربّه، وأمره بتبليغها إلى الناس كافة، يترتب على اتباعها الثواب، وعلى مخالفتها العقاب ، قال تعالى{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} سورة آل عمران الآية 85.
رابعاً : بلاد يوربا
تقع بلاد يوربا في الجنوب الغربي من نيجيريا ، يحدهّا شمالاً نهر النيجر وبلاد النوبي ، وجنوباً خليج غينيا ، وشرقاً بلاد أيدو ، وغرباً جمهورية بنين الوطنية.
وتعدّ قبيلة يوربا من القبائل الثلاث الكبرى في نيجيريا تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الكثافة البشرية، أغلب ولاياتها:لاغوس، أويو ، أوغن ، أيدو ، أوندو، إلورن ، أوشن ، وجزء من كوغي .
وبعد تحديد مفاهيم كلّ من هذه المصطلحات تقتضي الحالة تعريف التعليم العربي الإسلامي بأنه: "عملية تربوية مؤسساتية تتم فيها إيصال المعرفة إلى الآخر من خلال الوسائل المتاحة،قصدَ تطوير مهارة من المهارات اللغوية والإسلامية" .
وإذا ثبت ذلك فإن هذه العملية التعليمية الإسلامية لم تجد حقّها من حيث الاهتمام والعناية، بل كانت هناك معوّقاتٌ هامّةٌ،مختلفةُ الجوانب، متباينةُ الأهداف،متفاوتةُ الأطراف تحول دون نجاح هذه العملية التربوية في نيجيريا عامة،وفي بلاد يوربا خاصة .ومن الأهداف التي نتوخاها من التعليم العربي الإسلامي ما يلي:
الغرض الديني : إن اللغة العربية جزء من الإسلام ؛ بها تستنبط الأحكام، وتفهم المقاصد، وتعرف معاني القرآن الكريم والحديث النبوي ، وبها يتقرّب العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فأصبح تعلّمها ضرورياً لكلّ مسلم على وجه الكرة الأرضية بما فيهم مسلمو بلاد يوربا.
الاتصال الخارجي: انطلاقاً من مبدأ القول: إن اللغة- بصرف النظر عن طبيعتها- أداة التفاهم بين البشر، فإن تعلّم اللغة العربية تأسيس للعلاقات الثنائية - العربية اليورباوية- على كافة المستويات والأصعدة.
فرص العمل: تعلّم أية لغة من اللغات الراقية يفتح الباب على مصراعيه ليوفّر فرص العمل في المؤسسات الحكومية على اختلاف مستوياتها – الفيدرالية – والولائية – والمحلية، خاصة في خدمة الوطن إزاء شؤون الحج، ومجالات التعاون الاجتماعي الأخرى التي يعود نفعها على الشعب النيجيري عامة.
الدعوة الإسلامية: لا يمكن فصل اللغة العربية عن الدين الإسلامي كما ينادي له المنادون من العرب والغرب؛ لأنهما جزء لا يتجزأ لفهم خطاب الرحمن في كثير من المواقف الحسّاسة، ومضامين الآيات وتفاسيرها، وأسباب نزولها.
إذا صدُق القول:بأن الحكومة النيجيرية حكومة عِلمانية بناء على دستورها المعمول به في كافة مجالات الحياة، فإن في عدد مسلميها دليلاً قاطعاً على أنها دولة إسلامية؛ إذ إن غالبية شعبها مسلمون، وهذه قضية عينية غير قابلة للشكّ، وأقرب دليل على ذلك أنها عضو في منظمة التعاون الإسلامي المعروفة بمنظمة المؤتمر الإسلامي سابقاً،وهذه المنظمة لا ينضم لعضويتها إلا الدولة المتمتعة بالغالبية الساحقة من المسلمين.
وعليه يصحّ القول:إن نيجيريا دولة إسلامية حكماً لا حقيقة، يخضع الجزء الشمالي منها للإسلامية البحتة، ويأخذ الجنوب الغربي من الإسلام نصيباً أوفر، لا سيما بعد اتساع دائرة اعتناق الإسلام في الولايات الجنوبية الغربية من نيجيريا .
استكمالاً لهذه المقدمات التمهيدية يفترض أن ينال التعليم العربي الإسلامي من شعب الجنوب الغربي من هذه البلاد ترحيباً واسعاً ، واهتماماً فائقاً، إلا أن الأمر خلاف ذلك، والسبب يرجع إلى نشوء عديد من التحديات المعاصرة التي تعرقل سير العملية التعليمية الإسلامية في بلاد يوريا ، أحاول تصنيف تلك التحديات على المستويات الآتية:
- التحديات الحكومية
- التحديات الاجتماعية
- التحديات العلمية المعرفية
- التحديات الاقتصادية
- التحديات العامة
أولاً : التحديات الحكومية :
سبق القول بأن الحكومة النيجيرية من حيث الاعتبار والاعتماد حكومةٌ عِلمانيةٌ لا تعرف من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، الأمر الذي جعلها لا تهتمّ اهتماماً كبيراً بمساعي شيوخنا الأوائل في تأسيس جامعات عربية إسلامية راقية،ابتدءً بالمراحل التعليمية الابتدائية، فالإعدادية، ثم الثانوية، وانتهاءً بالمرحلة الجامعية بذريعة أنها تحمل شعارات دينية، والحكومة عِلمانية، تفصل الدين عن الدولة .
ونجم عن ذلك عدمُ الاعتراف بالجهود الشخصية المبذولة في تأسيس العديد من المدارس في بلاد يوربا خاصة، تترتب عليه انعكاسات سلبية تقف حجر عثرة أمام مشاركة أبناء هذه المدارس في الساحات الوظيفية، والميادين العملية، فاقتصرت مهمات خريجي هذه المدارس على تخصيص زاوية ضيّقة من البيوت ، أو استئجار غرفة أو صالة صغيرة تتحوّل من السكنى إلى قاعة التدريس،ولا تحقّق أهدافها نتيجةَ انعدام الوسائل المساعدة على نجاح العملية التعليمية.
والجدير بالذكر هنا أن الشعب الشمالي من نيجيريا لا يعاني مثل هذه المشكلة ؛ إذ إن الاعتراف بمدارسهم العربية الإسلامية تلقائي، إيماناً بمبدئهم القويّ، ودفاعهم المتين، وعزمهم المصمم على رفع راية الإسلام، وعدم التفرقة بين التعليم العربي والإنجليزي، فأية مدرسة تأسست في شمال نيجيريا فإن الولاية التي تخضع لها تلك المدرسة تعترف بها بعد إجراءات بسيطة غير مكلّفة، وإذا اعترفت الولاية بالمدرسة، فلا مناص للفيدارلية لإنكارها، لأنها أصبحت رسمية.
وأرى أن من مشكلات الشعب الجنوب الغربي في نيجيريا الحقد، وفقدان النية لنصرة الإسلام ، وغياب الوعي الإسلامي عن أصحاب الأمر والنهي ، بل سيطرة العقلية الغربية ، والتبعية العلمانية ، والفلسفة الحقدية التي ينطلقون منها ، وظهور التيارات والاتجاهات غير الإسلامية بمظهر إسلامي، تضافرت هذه الأسباب كلّها لعرقلة تلك العملية النبيلة،وأدت إلى عدم جني ثمارها كلما ينعت .
ثانياً : التحديات الاجتماعية
إن اللغة الرسمية الأولى لنيجيريا الإنجليزية، تأتي بعدها الفرنسية،وتحتلّ العربية المرتبة الثالثة، إبقاءً لتأثيرات الاستعمار البريطاني على الشعب النيجيري طغت الإنجليزية على غيرها من اللغات ، فأصبحت رسالة الإدارات والإجراءات القانونية ، والمبادلات الرسمية، والمعاملات الحكومية، واقتضت الحالة ضرورة تعلّم هذه اللغة الرسمية لنكون على بصيرة تامة بما يدور حولنا ، ولتتوفّر فينا أهلية المشاركة في كافة المجالات في نيجيريا ، شأننا شأن غيرنا من الشعب النيجيري .
لكن الشعب الجنوب الغربي في هذه الدولة العملاقة تهجر هذه اللغة، وتعتبرها لغة الكفر والشرك تستحق الترك والنكران ، اقتداءً بالشعب الشمالي، تغافلاً منهم أن الشعب الشمالي أخذ الميثاق على عاتقه منذ نعومة أظفاره على أن اللغة العربية روحه، وخطه الأحمر لا يمكن الاقتراب منه، وجاهدوا لذلك حقّ جهاده ، فأنتج نتائج ملموسة تستحق التقدير والتمجيد والإجلال .
يقال:إن ذلك سبب تخلّف الشمال في ممارسة اللغة الإنجليزية ، نعم ، لكن تغيّرت أمزجتهم،وأصبحوا كذلك يزدوجون التعليم، يدرسون العربية والإنجليزية على حدّ سواء ، نظراً لتغيّر الزمان.
لذا يجب علينا نحن شعب الجنوب الغربي تبني تلك النظرية الناجحة، نظرية ثنائية التعليم، وقل إن شئت:نظرية ازدواجية التعليم،وهي نظرية مجرّبة ، تبنتها مدرستي هذه ، ونجحت في تطبيقها ، كما نجحت غيرها من المدارس العربية الإنجليزية الحديثة .
بهذا يستطيع دارسو العربية لإثبات هويتهم الإسلامية، ومواكبتهم لمعطيات العصر، ومصداقيتهم لتقلبات الدهر، ومعايير الوطنية، ومقاييس المجتمع، فيكون ذلك سبيلاً لنيل المعادلة الحكومية،والاعتراف الرسمي من الجهات المعنية.
ومن الملاحظ أن شعب الجنوب الغربي من نيجيريا قد بالغ في الاهتمام باللغة الإنجليزية أكثر من العربية عند استقلال كلّ واحدة عن الأخرى،لذلك تكمن الحلول في ازدواجية التعليم العربي الإنجليزي،يتلقى من خلالها الدارسون اللغتين في آن واحد، وفي مدة زمنية واحدة، وفي بيئة مدرسية واحدة،مما يقطع السبيل عن عدم النجاح .
ثالثاً: التحديات العلمية المعرفية
أعني بها العملية التربوية بأظافرها المتكاملة من مدرسين، وطلاب، ووسائل تعليمية، ومناهج دراسية، وكفاءات علمية، وبيئة مدرسية.
إن هذه الشريحة التربوية يتطلب نجاحها توفّر هذه الإمكانات كاملة، بدءاً من مدرسين،فلا بدّ أن يكونوا أهلاً للتدريس، توفّرت فيهم صفات التدريس من صبر،وتحمّل،وسلوك،وقدوة،ومنظر، إذا تهيأت تلك الوسائل في الأساتذة فإنها تفتح المجال للطلاب بأن يختاروا منهم مثلاً أعلى لحياته العلمية، يتخذه مستشاراً لها في قضاياه المعرفية ، وموجّهاً تربويا لخطاه الأخلاقية.
كما تساعد الوسائل التعليمية من سبورة, وطباشير, أو أقلام خطاطة على شرح المعلومات، وتعين على إيصالها بطرق منهجية واضحة ، تشقّ محل فهمها في نفوس الطلبة.وللبيئة مشاكلها الخاصة في التعليم العربي ؛لأنها تسبب في انحراف الشباب،وخروجهم عن خط الاعتدال، وتقصيرهم في ممارسة دينهم،وتطبيق معارف ومعلومات تلقوها على أرض الواقع وتواجه الاعتراضات.
وأعظم المشاكل كلّها المناهج الدراسية فإن أغلبها غير محكمة، تحتاج إلى تفحيص وتمحيص، وغربلة مفرداتها الموضوعة منذ أمد بعيد، انتهت صلاحية بعضها ، ولم تعد صالحة لهذا الزمان .
تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد مناهج دراسية موحّدة في الجنوب العربي من نيجيريا، بل كلّ مدرسة تضع ما ترى من المناهج عن طريق هيئة غير متخصّصة ، وبعضها الآخر تستخدم مناهج المدرسة التي هي تابعة لها، كما هو الحال في كثير من مدارس أسّسها خريجو مركز التعليم العربي أغيغي،فإنهم يستخدمون المناهج نفسها ، غير أن أكثرها تحتاج إلى تنقيح.
وترى بعض مدارس الجنوب الغربي تستخدم مناهج الدول العربية البحتة التي لا تتوافق مضامينها مع بيئتنا النيجيرية، فضلاً عن البيئة الجنوبية الغربية، فيصعب توضيح مفاهيم مفرداتها للطلاب،لعدم وجود الأمثلة الواقعية الحيّة التي تصل بها الأفكار في أسرع وقت ممكن ، وعدم ملاءمتها للمعلومات البيئية.
وهو ما أدى إلى ضعف المستوى في أوساط دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية؛ لأن لبنات معارفهم الأولى غير مستقيمة وقوية، فكلّ ما يبنى عليها يعود بخيبة أمل بلا أدنى شكّ .
وعليه يجب تشكيل لجنة علمية متخصّصة، تعتني بوضع المناهج الدراسية المتكاملة لجميع المراحل والفصول الدراسية، على كافة الجوانب المعرفية، تراعى فيها الموضوعات الحيّة، والأساليب الحديثة، وطرق تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، سعياً للنجاح العملي، ودفعاً لعجلة التعليم العربي نحو الرقي والازدهار، وذلك بمراعاة الكفاءة العلمية،والأهلية المعرفية على اختلاف التخصصات والمجالات .
رابعاً : التحديات الاقتصادية
إن مما يواجه العملية التعليمية العربية في الجنوب الغربي من نيجيريا التحديات الاقتصادية؛لأن عدم الاعتراف الحكومي بأغلب المدارس العربية جعلهم لا يعتنون بها،ولا يسهمون في تطويرها ، وبناء فصولها، وترميم مبانيها، وبعثة الأساتذة إليها،الأمر الذي جعل المؤسس نفسه هو المسؤول الأول والأخير عن جميع النفقات،من دفع الرواتب الشهرية للأساتذة،وبحث طرق تطويرها من حيث البناء الشكلي والمعرفي.
يشار إلى أن أرخص المدارس في نيجيريا المدارس العربية الإسلامية،بل بعضها مجانية؛لأن أبناء المسلمين المتعلّمين فيها لا يدفعون إلا مبلغاً بخساً،حتى بعضهم لا يأتي بهذا البخس،نتيجة عدم اهتمامهم بها، مع أنهم يدفعون أضعافاً مضاعفة في مدارسهم الإنجليزية،إيماناً منهم أنها أكثر نفعاً من المدارس العربية، وهذا تجاهل واضح، وفكر سيئ،وإيمان منحرف يجب توضيحه،وكشف نقابه عن أعينهم من خلال التوعية الإسلامية المبنية على الوازع الديني،والكيان الثقافي الإسلامي.
علاوة على أن دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية يظنّون أن مهمتهم مقتصرة على المسجد فحسب،فيتنازعون في الإمامة، ويتخاصمون في الحفلات والمناسبات؛ لأنها متاجرهم ، تباع فيها المواعظ والأشعار واللحان الشعبية المختلفة، بل يفهم بعضهم أن فرص العمل لهم ينحصر في التدريس فقط،ولا يمكنهم المشاركة في المجالات الأخرى .
والحقيقة أنه إذا صلحت النية وأخلصت فإن باب الفرص للعمل مفتوح في كافة المجالات الحياتية،فالحمد لله نجد بعضاً من دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية موظفين في المجال الإعلامي، فلنا إخوة من الطلبة الخريجين من الجامعات النيجيرية والعربية يشتغلون الآن في إذاعة صوت نيجيريا التي تبثّ برامجها، ويسمعها الأقارب والأباعد على حد سواء .
كما أن مجموعة من البرافسة والدكاترة الجنوبيين الغربيين يتقلدون مناصب فاخرة،ومكانة عالية في كثير من الجامعات النيجيرية شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً ، واضرب الأمثلة في ذلك ولا حرج، بيد أني أنوّه في هذا النطاق على بعض التحديات التي تواجهنا نحن الشباب الأكاديمي في هذا العصر الراهن، تتمثّل في حجز الكبار المقاعد الأساسية العامة لأنفسهم، وعدم سماحهم للكوادر الشباب الدكاترة الذين نثق بمعارفهم العلمية،وبثقافاتهم الإسلامية العربية،ويتمتعون بمستوى رفيع من الأخلاقيات والسلوكيات، ولا أتهم أحداً إنما أبوح بحقيقة الواقع،وأرجو أن يقوم دكاترتي الأفاضل،وبرافستي الأجلاء،وأساتذتي الفضلاء، المشاركون في الندوة بواجبهم الدعوي، ودورهم الإيجابي نحو تفعيل النشاط الشبابي الأكاديمي في كثير من الجامعات الجنوبية الغربية؛حيث أصبحنا نحن الشباب نلجأ إلى شمال نيجيريا للتوظيف والتدريس في جامعاتها،والإسهام في نهضة ثقافتها،بغية الترقية السريعة،واستغلال المقاعد الخالية هناك ، فتكون المعارف التي يفترض أن يستفيد بها أولاً شعب الجنوب الغربي ثم الشمالي، يستفيد بها الشمالي قبل الجنوب الغربي.
هذه رسالة مني أرسلها من هذا المنبر العلمي،وهذه الندوة الثقافية المحكمة لتصحيح تلك الأخطاء،والبحث عن الحلول المناسبة لها في أقرب وقت ممكن قبل فوات الأوان .
أخيراً: التحديات العامة
إن ثمة تحدياتٍ أخرى داخليةً وخارجيةً تواجه التعليم العربي الإسلامي من المسلمين أنفسهم،ومن الدول الغربية الأخرى التي تسعى لطمس معالم الإسلام وحضارته،ومحو فلسفة العربية وثقافتها،متمثلة في محاولة الصدّ عن سبيل تحقيق الأهداف المرسومة لنجاح العملية،وقصد الحدّ من حركاتها الدعوية انتصاراً للأعداء الغرب والمسيحيين.
أقرب دليل على ذلك، أن خريجي الجامعات الخارجية الدولية لهم حق الخدمة الوطنية مثل خريجي جامعات نيجيريا الداخلية،لكن للأسف الشديد وصلت أيدي العداوة إلى السعي الحثيث لمنعنا نحن خريجي الخارجية من هذا الحقّ الوطني، وبالأمس القريب بدأوا يسألون عن أوراق وشهادات ما أنزل الله بها من سلطان، سعياً لعرقلتنا عن حق الخدمة الوطنية ﭽ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ الأنفال: 30
أضف إلى ذلك مساعي المسلمين أنفسهم للصدّ عن سبيل الله بشعور أو بلا شعور، حقداً على بعضهم،وبغضاً لنهضة بعض المدارس المتنافسة بينها، فيسعون كل السعي، ينفقون الغالي والنفيس لوقف تلك الحركات الدعوية .
فهذه الأسباب المتضافرة تعرقل العملية التعليمية العربية الإسلامية في نيجيريا عامة، وفي بلاد يوربا خاصة، ولكي نقضي على تلك التحديات من جذورها، ونفسح مجال الطموحات المستقبلية أقدّم مقترحاتٍ تعبّر عن توصيات مهمّة، يغطي تنفيذها ثغراتٍ كبيرةً من هذه التحديات .
توصيات
للنهوض بعملية التعليم العربي الإسلامي نحو الرقي والازدهار أوصي بما يأتي من النقاط:
• وجوب بناء الوازع الديني على بنيان الإيمان والتقوى والإخلاص، وذلك بالشعور بالمسؤولية والأمانة، وتبليغ الدعوة الإسلامية بكافة علومها ومجالاتها .
• ضرورة تعلّم اللغة الرسمية ( الإنجليزية) لا على حساب اللغة العربية،وإنما على الأقلّ القدر الذي يمكّن دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية من التفاعل إيجاباً مع البيئة النيجيرية عامة، ومجتمع الجنوب الغربي خاصة .
• ضرورة مشاركة علماء بلاد يوربا في المؤتمرات الفيدرالية، والندوات الولائية والمحلية، يطرحون من خلالها مشاكلهم العويصة المختلفة، بحثاً عن حلولها المناسبة في أسرع وقت ممكن .
• إمكانية تطبيق"نظرية ثنائية التعليم العربي الإنجليزي" أو تقول إن شئت:"نظرية ازدواجية التعليم العربي الإنجليزي" في آن واحد ، وفي مدة زمنية واحدة ، وفي بيئة مدرسية واحدة. وهي نظرية ناجحة مجرّبة .
• ضرورة تشكيل لجان علمية متخصّصة ، تعتني بوضع المناهج الدراسية المتكاملة لجميع المراحل والفصول الدراسية على كافة الجوانب المعرفية ، تضع نصب أعينها الموضوعات الحيّة ، والأساليب الحديثة ، وطرق التدريس الناجحة .
• ضرورة إفساح المجال التدريسي والأكاديمي أمام الشباب الدكاترة الكوادر الذين نثق بمعارفهم العلمية ، ويتمتعون بمستوى رفيع من الأخلاق والسلوك، منبثقاً من اللغة العربية الأصيلة،والثقافة الإسلامية المرنة في جامعات نيجيريا عامة،وجامعات بلاد يوربا خاصة .
• التحلّي بثقة النفس، وعدم الاعتماد على المساجد والمنابر والحفلات في الحياة اليومية لدارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
• تبادل اللقاءات الفكرية، وتنظيم الندوات العلمية،وإقامة المؤتمرات الثقافية لدراسة أية مشكلة تواجه دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية في ساحة الجنوب الغربي من نيجيريا ، سعياً للبحث عن العلاج الجذري لها في الوقت المناسب .
• تأسيس المجلات العلمية المحكمة، تكون متخصّصة لدراسة قضايا دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية على اختلاف المستويات والأصعدة ، قد تكون شهرية أو فصلية أو سنوية،فلا يقتصر إصدار المجلات على مناسبات الذكريات الـتأسيسية لمدارس بلاد يوربا .
ختاماً : أشكر الحضور الكريم، وجماهير الحفل الفاضل، وأشير إلى أن هذه الورقة المقدّمة مبادرة علمية تقدّمت بها، وهي تحمل في طياتها تبادل الآراء ، قابلة للنقاش والدراسة والحوار ، وأرحّب بأية أسئلة تجول وتسول في هذا الإطار، سائلاً المولى عزّ وجلّ، أن يقيم التعليم العربي الإسلامي على أسس التقو ى، وأن ينصر دينه الإسلامي في العالم عامة، وفي نيجيريا خاصة، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
*حرّرت يوم الأحد 01-12-2013
ورقة مشاركة في الندوة العلمية المحكمة التي عقدت يوم الخميس 12-12-2013م الموافق 09 صفر 1435هـ للذكرى الأربعين من تأسيس مدرسة عباد الله العربية والإسلامية
1973-2013م.بكوتونو – بنين
التحديات والطموحات*
الأستاذ عبد الواسع إدريس أكنني
نلتقي اليوم على هذه الطاولة العلمية المستديرة لمناقشة قضيةٍ تعليميةٍ تعلّميةٍ من جهة ، ودراسةِ مشكلةٍ اجتماعيةٍ من جهة أخرى ، يتجلّى من إبداء الآراء المختلفة من زوايا متباينة ، تتمحور كلّ زاوية منها على معضلة ميدانية في الساحة النيجيرية عامة ، وفي الجنوب الغربي منها خاصة ، تقدّم إزاءها مقترحاتٌ بناءة تسهم في معالجة تلك الظواهر الفتاكّة التي عمت بلواها المدن والقرى، وسمع بها القاصي والداني.
وصلتني دعوة مشرّفة من مدرستي العريقة ، منطلق ثقافتي العربية ، وقبلة معارفي الأساسية ، تحمل في طياتها طلبَ المشاركة في هذه الندوة العلمية المثمرة بمشيئة الله تعالى، مع كوادر العلم والمعرفة ، دكاترة الجامعات وبرافستها ، رواد الفكر العربي ، ورجال الثقافة الإسلامية الراقية .
وقد عنونت اللجنة المنظّمة لهذه الندوة موضوعها بـــ" مشكلات التعليم العربي في بلاد يوربا – أسباب وحلول" . عنوان يواكب العصر، ويراعي الواقع، ويتمتع بالموضوعية والواقعية، بيد أني فضّلت عنونة الموضوع بـــ: التعليم العربي الإسلامي في بلاد يوربا -التحديات والطموحات ، ولا مشاحة في الاصطلاح.
نظراً لقلة المدة الزمنية المحدّدة لعرض هذه الورقة وتقديمها، ومناقشتها من حيثيات مختلفة،فإني سأقتصر على تحديد مصطلحات الموضوع الأساسية بكلّ إيجاز غير مخلّ تمهيداً للدخول في فحوى الموضوع .
دأب الباحثون قديماً وحديثاً على تحديد مفاهيم البحث ، فأسير على تلك المسيرة البحثية المجمع عليها، وذلك بتحديد كلّ من مصطلح:التعليم،العربية، الإسلام، بلاد يوربا،معرّجاً بعد ذلك إلى تسليط الضوء ، وكشف النقاب عن التحديات المعاصرة التي تواجه التعليم العربي الإسلامي على كافة الشرائح الواقعية .
أولاً : التعليم
يمكن تحديد مفهوم التعليم بأنه: "عملية تلقي المعارف والقيم والمهارات من خلال الدراسة والخبرات، ترمي هذه العملية إلى تغيّر دائم في السلوك ، تغيّراً قابلاً للقياس، ومعيداً للفرد الإنساني دوره التربوي، وتشكيل أبنية تفكيره العقلية" .
أو تقول:"إنه عملية تمارس لاكتساب المعارف والمهارات والقيم الجديدة على كافة الأصعدة ، تساعد على تنمية القدرات البشرية على الاستيعاب والتحليل والاستنباط".
من هنا تتجلّى القواسم المشتركة بين العملية التعليمية والعملية التربوية ؛ إذ إن الأهداف المبتغاة في كلتيهما تتمركز في تحسين الفرد الإنساني عقلياً ، ومعرفياً ، واجتماعيا . وهذه هي مقاصد التعليم الكبرى .
ثانياً : العربية :
إنها إحدى اللغات السامية، وهي لغة أمة العرب القديمة التي تسكن الجزيرة المنسوبة إليها في الطرف الغربي من آسيا ، وتعدّ من أغنى اللغات كلمة، وأعرقها قِدماً ، وأخلدها أثراً، وأعذبها منطقاً ، وأسلسها أسلوباً ، وأروعها تأثيراً، وكيف لا تكون كذلك؟ وقد اختارها ربّ العزّ لغة كتابه العزيز، الرسالة الإلهية الخالدة إلى كافة البشر عرباً وعجماً إلى قيام الساعة.
ثالثاً: الإسلام
لا يجزم القول قطعاً بتعريف الإسلام ؛ لأن هذا التعريف يختلف باختلاف الزوايا التي ينطلق منها، لذلك سأرصد تعريفين فقط ، أحدهما مشهور وخاص ، والآخر مغمور وعام .
أما التعريف المشهور الخاص للإسلام فهو "الخضوع والاستسلام والانقياد لله ربّ العالمين اختيارياً لا إجبارياً "
والتعريف المغمور العام الأشمل هو أن الإسلام "نظام عام، وقانون شامل لأمور الحياة ، ومناهج السلوك التي جاء بها محمد – صلى الله عليه وسلم – من ربّه، وأمره بتبليغها إلى الناس كافة، يترتب على اتباعها الثواب، وعلى مخالفتها العقاب ، قال تعالى{وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} سورة آل عمران الآية 85.
رابعاً : بلاد يوربا
تقع بلاد يوربا في الجنوب الغربي من نيجيريا ، يحدهّا شمالاً نهر النيجر وبلاد النوبي ، وجنوباً خليج غينيا ، وشرقاً بلاد أيدو ، وغرباً جمهورية بنين الوطنية.
وتعدّ قبيلة يوربا من القبائل الثلاث الكبرى في نيجيريا تأتي في المرتبة الثالثة من حيث الكثافة البشرية، أغلب ولاياتها:لاغوس، أويو ، أوغن ، أيدو ، أوندو، إلورن ، أوشن ، وجزء من كوغي .
وبعد تحديد مفاهيم كلّ من هذه المصطلحات تقتضي الحالة تعريف التعليم العربي الإسلامي بأنه: "عملية تربوية مؤسساتية تتم فيها إيصال المعرفة إلى الآخر من خلال الوسائل المتاحة،قصدَ تطوير مهارة من المهارات اللغوية والإسلامية" .
وإذا ثبت ذلك فإن هذه العملية التعليمية الإسلامية لم تجد حقّها من حيث الاهتمام والعناية، بل كانت هناك معوّقاتٌ هامّةٌ،مختلفةُ الجوانب، متباينةُ الأهداف،متفاوتةُ الأطراف تحول دون نجاح هذه العملية التربوية في نيجيريا عامة،وفي بلاد يوربا خاصة .ومن الأهداف التي نتوخاها من التعليم العربي الإسلامي ما يلي:
الغرض الديني : إن اللغة العربية جزء من الإسلام ؛ بها تستنبط الأحكام، وتفهم المقاصد، وتعرف معاني القرآن الكريم والحديث النبوي ، وبها يتقرّب العبد إلى الله سبحانه وتعالى، فأصبح تعلّمها ضرورياً لكلّ مسلم على وجه الكرة الأرضية بما فيهم مسلمو بلاد يوربا.
الاتصال الخارجي: انطلاقاً من مبدأ القول: إن اللغة- بصرف النظر عن طبيعتها- أداة التفاهم بين البشر، فإن تعلّم اللغة العربية تأسيس للعلاقات الثنائية - العربية اليورباوية- على كافة المستويات والأصعدة.
فرص العمل: تعلّم أية لغة من اللغات الراقية يفتح الباب على مصراعيه ليوفّر فرص العمل في المؤسسات الحكومية على اختلاف مستوياتها – الفيدرالية – والولائية – والمحلية، خاصة في خدمة الوطن إزاء شؤون الحج، ومجالات التعاون الاجتماعي الأخرى التي يعود نفعها على الشعب النيجيري عامة.
الدعوة الإسلامية: لا يمكن فصل اللغة العربية عن الدين الإسلامي كما ينادي له المنادون من العرب والغرب؛ لأنهما جزء لا يتجزأ لفهم خطاب الرحمن في كثير من المواقف الحسّاسة، ومضامين الآيات وتفاسيرها، وأسباب نزولها.
إذا صدُق القول:بأن الحكومة النيجيرية حكومة عِلمانية بناء على دستورها المعمول به في كافة مجالات الحياة، فإن في عدد مسلميها دليلاً قاطعاً على أنها دولة إسلامية؛ إذ إن غالبية شعبها مسلمون، وهذه قضية عينية غير قابلة للشكّ، وأقرب دليل على ذلك أنها عضو في منظمة التعاون الإسلامي المعروفة بمنظمة المؤتمر الإسلامي سابقاً،وهذه المنظمة لا ينضم لعضويتها إلا الدولة المتمتعة بالغالبية الساحقة من المسلمين.
وعليه يصحّ القول:إن نيجيريا دولة إسلامية حكماً لا حقيقة، يخضع الجزء الشمالي منها للإسلامية البحتة، ويأخذ الجنوب الغربي من الإسلام نصيباً أوفر، لا سيما بعد اتساع دائرة اعتناق الإسلام في الولايات الجنوبية الغربية من نيجيريا .
استكمالاً لهذه المقدمات التمهيدية يفترض أن ينال التعليم العربي الإسلامي من شعب الجنوب الغربي من هذه البلاد ترحيباً واسعاً ، واهتماماً فائقاً، إلا أن الأمر خلاف ذلك، والسبب يرجع إلى نشوء عديد من التحديات المعاصرة التي تعرقل سير العملية التعليمية الإسلامية في بلاد يوريا ، أحاول تصنيف تلك التحديات على المستويات الآتية:
- التحديات الحكومية
- التحديات الاجتماعية
- التحديات العلمية المعرفية
- التحديات الاقتصادية
- التحديات العامة
أولاً : التحديات الحكومية :
سبق القول بأن الحكومة النيجيرية من حيث الاعتبار والاعتماد حكومةٌ عِلمانيةٌ لا تعرف من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه، الأمر الذي جعلها لا تهتمّ اهتماماً كبيراً بمساعي شيوخنا الأوائل في تأسيس جامعات عربية إسلامية راقية،ابتدءً بالمراحل التعليمية الابتدائية، فالإعدادية، ثم الثانوية، وانتهاءً بالمرحلة الجامعية بذريعة أنها تحمل شعارات دينية، والحكومة عِلمانية، تفصل الدين عن الدولة .
ونجم عن ذلك عدمُ الاعتراف بالجهود الشخصية المبذولة في تأسيس العديد من المدارس في بلاد يوربا خاصة، تترتب عليه انعكاسات سلبية تقف حجر عثرة أمام مشاركة أبناء هذه المدارس في الساحات الوظيفية، والميادين العملية، فاقتصرت مهمات خريجي هذه المدارس على تخصيص زاوية ضيّقة من البيوت ، أو استئجار غرفة أو صالة صغيرة تتحوّل من السكنى إلى قاعة التدريس،ولا تحقّق أهدافها نتيجةَ انعدام الوسائل المساعدة على نجاح العملية التعليمية.
والجدير بالذكر هنا أن الشعب الشمالي من نيجيريا لا يعاني مثل هذه المشكلة ؛ إذ إن الاعتراف بمدارسهم العربية الإسلامية تلقائي، إيماناً بمبدئهم القويّ، ودفاعهم المتين، وعزمهم المصمم على رفع راية الإسلام، وعدم التفرقة بين التعليم العربي والإنجليزي، فأية مدرسة تأسست في شمال نيجيريا فإن الولاية التي تخضع لها تلك المدرسة تعترف بها بعد إجراءات بسيطة غير مكلّفة، وإذا اعترفت الولاية بالمدرسة، فلا مناص للفيدارلية لإنكارها، لأنها أصبحت رسمية.
وأرى أن من مشكلات الشعب الجنوب الغربي في نيجيريا الحقد، وفقدان النية لنصرة الإسلام ، وغياب الوعي الإسلامي عن أصحاب الأمر والنهي ، بل سيطرة العقلية الغربية ، والتبعية العلمانية ، والفلسفة الحقدية التي ينطلقون منها ، وظهور التيارات والاتجاهات غير الإسلامية بمظهر إسلامي، تضافرت هذه الأسباب كلّها لعرقلة تلك العملية النبيلة،وأدت إلى عدم جني ثمارها كلما ينعت .
ثانياً : التحديات الاجتماعية
إن اللغة الرسمية الأولى لنيجيريا الإنجليزية، تأتي بعدها الفرنسية،وتحتلّ العربية المرتبة الثالثة، إبقاءً لتأثيرات الاستعمار البريطاني على الشعب النيجيري طغت الإنجليزية على غيرها من اللغات ، فأصبحت رسالة الإدارات والإجراءات القانونية ، والمبادلات الرسمية، والمعاملات الحكومية، واقتضت الحالة ضرورة تعلّم هذه اللغة الرسمية لنكون على بصيرة تامة بما يدور حولنا ، ولتتوفّر فينا أهلية المشاركة في كافة المجالات في نيجيريا ، شأننا شأن غيرنا من الشعب النيجيري .
لكن الشعب الجنوب الغربي في هذه الدولة العملاقة تهجر هذه اللغة، وتعتبرها لغة الكفر والشرك تستحق الترك والنكران ، اقتداءً بالشعب الشمالي، تغافلاً منهم أن الشعب الشمالي أخذ الميثاق على عاتقه منذ نعومة أظفاره على أن اللغة العربية روحه، وخطه الأحمر لا يمكن الاقتراب منه، وجاهدوا لذلك حقّ جهاده ، فأنتج نتائج ملموسة تستحق التقدير والتمجيد والإجلال .
يقال:إن ذلك سبب تخلّف الشمال في ممارسة اللغة الإنجليزية ، نعم ، لكن تغيّرت أمزجتهم،وأصبحوا كذلك يزدوجون التعليم، يدرسون العربية والإنجليزية على حدّ سواء ، نظراً لتغيّر الزمان.
لذا يجب علينا نحن شعب الجنوب الغربي تبني تلك النظرية الناجحة، نظرية ثنائية التعليم، وقل إن شئت:نظرية ازدواجية التعليم،وهي نظرية مجرّبة ، تبنتها مدرستي هذه ، ونجحت في تطبيقها ، كما نجحت غيرها من المدارس العربية الإنجليزية الحديثة .
بهذا يستطيع دارسو العربية لإثبات هويتهم الإسلامية، ومواكبتهم لمعطيات العصر، ومصداقيتهم لتقلبات الدهر، ومعايير الوطنية، ومقاييس المجتمع، فيكون ذلك سبيلاً لنيل المعادلة الحكومية،والاعتراف الرسمي من الجهات المعنية.
ومن الملاحظ أن شعب الجنوب الغربي من نيجيريا قد بالغ في الاهتمام باللغة الإنجليزية أكثر من العربية عند استقلال كلّ واحدة عن الأخرى،لذلك تكمن الحلول في ازدواجية التعليم العربي الإنجليزي،يتلقى من خلالها الدارسون اللغتين في آن واحد، وفي مدة زمنية واحدة، وفي بيئة مدرسية واحدة،مما يقطع السبيل عن عدم النجاح .
ثالثاً: التحديات العلمية المعرفية
أعني بها العملية التربوية بأظافرها المتكاملة من مدرسين، وطلاب، ووسائل تعليمية، ومناهج دراسية، وكفاءات علمية، وبيئة مدرسية.
إن هذه الشريحة التربوية يتطلب نجاحها توفّر هذه الإمكانات كاملة، بدءاً من مدرسين،فلا بدّ أن يكونوا أهلاً للتدريس، توفّرت فيهم صفات التدريس من صبر،وتحمّل،وسلوك،وقدوة،ومنظر، إذا تهيأت تلك الوسائل في الأساتذة فإنها تفتح المجال للطلاب بأن يختاروا منهم مثلاً أعلى لحياته العلمية، يتخذه مستشاراً لها في قضاياه المعرفية ، وموجّهاً تربويا لخطاه الأخلاقية.
كما تساعد الوسائل التعليمية من سبورة, وطباشير, أو أقلام خطاطة على شرح المعلومات، وتعين على إيصالها بطرق منهجية واضحة ، تشقّ محل فهمها في نفوس الطلبة.وللبيئة مشاكلها الخاصة في التعليم العربي ؛لأنها تسبب في انحراف الشباب،وخروجهم عن خط الاعتدال، وتقصيرهم في ممارسة دينهم،وتطبيق معارف ومعلومات تلقوها على أرض الواقع وتواجه الاعتراضات.
وأعظم المشاكل كلّها المناهج الدراسية فإن أغلبها غير محكمة، تحتاج إلى تفحيص وتمحيص، وغربلة مفرداتها الموضوعة منذ أمد بعيد، انتهت صلاحية بعضها ، ولم تعد صالحة لهذا الزمان .
تجدر الإشارة إلى أنه لا توجد مناهج دراسية موحّدة في الجنوب العربي من نيجيريا، بل كلّ مدرسة تضع ما ترى من المناهج عن طريق هيئة غير متخصّصة ، وبعضها الآخر تستخدم مناهج المدرسة التي هي تابعة لها، كما هو الحال في كثير من مدارس أسّسها خريجو مركز التعليم العربي أغيغي،فإنهم يستخدمون المناهج نفسها ، غير أن أكثرها تحتاج إلى تنقيح.
وترى بعض مدارس الجنوب الغربي تستخدم مناهج الدول العربية البحتة التي لا تتوافق مضامينها مع بيئتنا النيجيرية، فضلاً عن البيئة الجنوبية الغربية، فيصعب توضيح مفاهيم مفرداتها للطلاب،لعدم وجود الأمثلة الواقعية الحيّة التي تصل بها الأفكار في أسرع وقت ممكن ، وعدم ملاءمتها للمعلومات البيئية.
وهو ما أدى إلى ضعف المستوى في أوساط دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية؛ لأن لبنات معارفهم الأولى غير مستقيمة وقوية، فكلّ ما يبنى عليها يعود بخيبة أمل بلا أدنى شكّ .
وعليه يجب تشكيل لجنة علمية متخصّصة، تعتني بوضع المناهج الدراسية المتكاملة لجميع المراحل والفصول الدراسية، على كافة الجوانب المعرفية، تراعى فيها الموضوعات الحيّة، والأساليب الحديثة، وطرق تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، سعياً للنجاح العملي، ودفعاً لعجلة التعليم العربي نحو الرقي والازدهار، وذلك بمراعاة الكفاءة العلمية،والأهلية المعرفية على اختلاف التخصصات والمجالات .
رابعاً : التحديات الاقتصادية
إن مما يواجه العملية التعليمية العربية في الجنوب الغربي من نيجيريا التحديات الاقتصادية؛لأن عدم الاعتراف الحكومي بأغلب المدارس العربية جعلهم لا يعتنون بها،ولا يسهمون في تطويرها ، وبناء فصولها، وترميم مبانيها، وبعثة الأساتذة إليها،الأمر الذي جعل المؤسس نفسه هو المسؤول الأول والأخير عن جميع النفقات،من دفع الرواتب الشهرية للأساتذة،وبحث طرق تطويرها من حيث البناء الشكلي والمعرفي.
يشار إلى أن أرخص المدارس في نيجيريا المدارس العربية الإسلامية،بل بعضها مجانية؛لأن أبناء المسلمين المتعلّمين فيها لا يدفعون إلا مبلغاً بخساً،حتى بعضهم لا يأتي بهذا البخس،نتيجة عدم اهتمامهم بها، مع أنهم يدفعون أضعافاً مضاعفة في مدارسهم الإنجليزية،إيماناً منهم أنها أكثر نفعاً من المدارس العربية، وهذا تجاهل واضح، وفكر سيئ،وإيمان منحرف يجب توضيحه،وكشف نقابه عن أعينهم من خلال التوعية الإسلامية المبنية على الوازع الديني،والكيان الثقافي الإسلامي.
علاوة على أن دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية يظنّون أن مهمتهم مقتصرة على المسجد فحسب،فيتنازعون في الإمامة، ويتخاصمون في الحفلات والمناسبات؛ لأنها متاجرهم ، تباع فيها المواعظ والأشعار واللحان الشعبية المختلفة، بل يفهم بعضهم أن فرص العمل لهم ينحصر في التدريس فقط،ولا يمكنهم المشاركة في المجالات الأخرى .
والحقيقة أنه إذا صلحت النية وأخلصت فإن باب الفرص للعمل مفتوح في كافة المجالات الحياتية،فالحمد لله نجد بعضاً من دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية موظفين في المجال الإعلامي، فلنا إخوة من الطلبة الخريجين من الجامعات النيجيرية والعربية يشتغلون الآن في إذاعة صوت نيجيريا التي تبثّ برامجها، ويسمعها الأقارب والأباعد على حد سواء .
كما أن مجموعة من البرافسة والدكاترة الجنوبيين الغربيين يتقلدون مناصب فاخرة،ومكانة عالية في كثير من الجامعات النيجيرية شمالاً وجنوباً شرقاً وغرباً ، واضرب الأمثلة في ذلك ولا حرج، بيد أني أنوّه في هذا النطاق على بعض التحديات التي تواجهنا نحن الشباب الأكاديمي في هذا العصر الراهن، تتمثّل في حجز الكبار المقاعد الأساسية العامة لأنفسهم، وعدم سماحهم للكوادر الشباب الدكاترة الذين نثق بمعارفهم العلمية،وبثقافاتهم الإسلامية العربية،ويتمتعون بمستوى رفيع من الأخلاقيات والسلوكيات، ولا أتهم أحداً إنما أبوح بحقيقة الواقع،وأرجو أن يقوم دكاترتي الأفاضل،وبرافستي الأجلاء،وأساتذتي الفضلاء، المشاركون في الندوة بواجبهم الدعوي، ودورهم الإيجابي نحو تفعيل النشاط الشبابي الأكاديمي في كثير من الجامعات الجنوبية الغربية؛حيث أصبحنا نحن الشباب نلجأ إلى شمال نيجيريا للتوظيف والتدريس في جامعاتها،والإسهام في نهضة ثقافتها،بغية الترقية السريعة،واستغلال المقاعد الخالية هناك ، فتكون المعارف التي يفترض أن يستفيد بها أولاً شعب الجنوب الغربي ثم الشمالي، يستفيد بها الشمالي قبل الجنوب الغربي.
هذه رسالة مني أرسلها من هذا المنبر العلمي،وهذه الندوة الثقافية المحكمة لتصحيح تلك الأخطاء،والبحث عن الحلول المناسبة لها في أقرب وقت ممكن قبل فوات الأوان .
أخيراً: التحديات العامة
إن ثمة تحدياتٍ أخرى داخليةً وخارجيةً تواجه التعليم العربي الإسلامي من المسلمين أنفسهم،ومن الدول الغربية الأخرى التي تسعى لطمس معالم الإسلام وحضارته،ومحو فلسفة العربية وثقافتها،متمثلة في محاولة الصدّ عن سبيل تحقيق الأهداف المرسومة لنجاح العملية،وقصد الحدّ من حركاتها الدعوية انتصاراً للأعداء الغرب والمسيحيين.
أقرب دليل على ذلك، أن خريجي الجامعات الخارجية الدولية لهم حق الخدمة الوطنية مثل خريجي جامعات نيجيريا الداخلية،لكن للأسف الشديد وصلت أيدي العداوة إلى السعي الحثيث لمنعنا نحن خريجي الخارجية من هذا الحقّ الوطني، وبالأمس القريب بدأوا يسألون عن أوراق وشهادات ما أنزل الله بها من سلطان، سعياً لعرقلتنا عن حق الخدمة الوطنية ﭽ ﮛ ﮜ ﮝﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢ ﭼ الأنفال: 30
أضف إلى ذلك مساعي المسلمين أنفسهم للصدّ عن سبيل الله بشعور أو بلا شعور، حقداً على بعضهم،وبغضاً لنهضة بعض المدارس المتنافسة بينها، فيسعون كل السعي، ينفقون الغالي والنفيس لوقف تلك الحركات الدعوية .
فهذه الأسباب المتضافرة تعرقل العملية التعليمية العربية الإسلامية في نيجيريا عامة، وفي بلاد يوربا خاصة، ولكي نقضي على تلك التحديات من جذورها، ونفسح مجال الطموحات المستقبلية أقدّم مقترحاتٍ تعبّر عن توصيات مهمّة، يغطي تنفيذها ثغراتٍ كبيرةً من هذه التحديات .
توصيات
للنهوض بعملية التعليم العربي الإسلامي نحو الرقي والازدهار أوصي بما يأتي من النقاط:
• وجوب بناء الوازع الديني على بنيان الإيمان والتقوى والإخلاص، وذلك بالشعور بالمسؤولية والأمانة، وتبليغ الدعوة الإسلامية بكافة علومها ومجالاتها .
• ضرورة تعلّم اللغة الرسمية ( الإنجليزية) لا على حساب اللغة العربية،وإنما على الأقلّ القدر الذي يمكّن دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية من التفاعل إيجاباً مع البيئة النيجيرية عامة، ومجتمع الجنوب الغربي خاصة .
• ضرورة مشاركة علماء بلاد يوربا في المؤتمرات الفيدرالية، والندوات الولائية والمحلية، يطرحون من خلالها مشاكلهم العويصة المختلفة، بحثاً عن حلولها المناسبة في أسرع وقت ممكن .
• إمكانية تطبيق"نظرية ثنائية التعليم العربي الإنجليزي" أو تقول إن شئت:"نظرية ازدواجية التعليم العربي الإنجليزي" في آن واحد ، وفي مدة زمنية واحدة ، وفي بيئة مدرسية واحدة. وهي نظرية ناجحة مجرّبة .
• ضرورة تشكيل لجان علمية متخصّصة ، تعتني بوضع المناهج الدراسية المتكاملة لجميع المراحل والفصول الدراسية على كافة الجوانب المعرفية ، تضع نصب أعينها الموضوعات الحيّة ، والأساليب الحديثة ، وطرق التدريس الناجحة .
• ضرورة إفساح المجال التدريسي والأكاديمي أمام الشباب الدكاترة الكوادر الذين نثق بمعارفهم العلمية ، ويتمتعون بمستوى رفيع من الأخلاق والسلوك، منبثقاً من اللغة العربية الأصيلة،والثقافة الإسلامية المرنة في جامعات نيجيريا عامة،وجامعات بلاد يوربا خاصة .
• التحلّي بثقة النفس، وعدم الاعتماد على المساجد والمنابر والحفلات في الحياة اليومية لدارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية.
• تبادل اللقاءات الفكرية، وتنظيم الندوات العلمية،وإقامة المؤتمرات الثقافية لدراسة أية مشكلة تواجه دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية في ساحة الجنوب الغربي من نيجيريا ، سعياً للبحث عن العلاج الجذري لها في الوقت المناسب .
• تأسيس المجلات العلمية المحكمة، تكون متخصّصة لدراسة قضايا دارسي اللغة العربية والثقافة الإسلامية على اختلاف المستويات والأصعدة ، قد تكون شهرية أو فصلية أو سنوية،فلا يقتصر إصدار المجلات على مناسبات الذكريات الـتأسيسية لمدارس بلاد يوربا .
ختاماً : أشكر الحضور الكريم، وجماهير الحفل الفاضل، وأشير إلى أن هذه الورقة المقدّمة مبادرة علمية تقدّمت بها، وهي تحمل في طياتها تبادل الآراء ، قابلة للنقاش والدراسة والحوار ، وأرحّب بأية أسئلة تجول وتسول في هذا الإطار، سائلاً المولى عزّ وجلّ، أن يقيم التعليم العربي الإسلامي على أسس التقو ى، وأن ينصر دينه الإسلامي في العالم عامة، وفي نيجيريا خاصة، اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه،وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
*حرّرت يوم الأحد 01-12-2013
ورقة مشاركة في الندوة العلمية المحكمة التي عقدت يوم الخميس 12-12-2013م الموافق 09 صفر 1435هـ للذكرى الأربعين من تأسيس مدرسة عباد الله العربية والإسلامية
1973-2013م.بكوتونو – بنين