بقلم : زيد الشامي
لم يعد لدى اليمنيين مجالٌ للتنظير، لأنهم قد أنجزوا الكثير من الأسس ووضعوا الخطوط العامة لبناء الدولة الحديثة التي ظلوا يحلمون بها طويلاً، ومثلت ثورة فبراير 2011م الانطلاقة الكبيرة لإعادة الألق للثورات المتتابعة التي سعت للتحرر من الاستبداد والظلم والفساد، وجاء مؤتمر الحوار الوطني ليعكس طموح كل اليمنيين في العيش بحرية وكرامة.
المطلوب الانتقال من التنظير إلى التشمير نحو العمل والبناء، وعدم تضييع الوقت في نقاش وحوار جديد؛ وإلا كنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، فالقوىٰ السياسية التي ظلت تنادي بالحرية والحقوق وبناء الدولة أضحت اليوم أمام المحك الحقيقي لمصداقيتها في الالتزام بدعواتها وأهدافها المعلنة، أما من سيظل مترددًا أومعطلاً أورافضاً للسير مع الإجماع الوطني فلن يكون سوى فاقد للرؤية، متقوقع حول المصلحة الخاصة، مغرد خارج سرب المجتمع اليمني التّواق للحياة الحرة الكريمة.
لا يمكن أن تمضي البلاد ويُينىٰ الوطن على الأهواء والرغبات الخاصة لكل حزب أو جماعة أو فئة، فالشعب مزيج متعدد يجب أن تتعاون جميع مكوناته فيما تم الاتفاق عليه، وينبغي أن تسود ثقافة التعايش وليس الغَلَبة بين أبنائه، لا بد من الرضا بالعيش المشترك والقبول بالآخر، ليتفرغ الجميع لبناء وطنهم، وأما الذين سيستمرون في الضجيج والصراخ والبكاء على الأطلال والشكوى من المشكلات فمشروعهم لا يعدو أن يكون عدمياً أو عبثياً لا يُحتمل وسيتجاوزهم الزمن.
صحيح أن الحوار الوطني لم يحقق كل ما كنا نتمناه، لكن ما تم التوصل إليه كان الخيار المتاح والممكن، والخير في الرأي الجماعي الذي وصلنا إليه، وبصدق النية وحسن العمل والمصداقية ستتجذر الثقة وتنطلق القافلة وتتحقق الأهداف، وستبقىٰ الأخطاء واردة ويمكن تصحيحها، ولا ينبغي التوقف ولا التأجيل أو التسويف الذي لن يؤدي إلا إلى الانهيار الذي لن ينجو منه أحد!!
الشروع الفوري في إعادة بناء الدولة وتطبيق قواعد الحكم الرشيد والالتزام بالعدالة والمساواة وعدم الانتقاص من الحريات والحقوق، وبسط سلطة الدستور والقانون على الجميع، وإنهاء كل مظاهر الصراع المسلح، ذلك هو الكفيل بالانتقال المأمول إلى يمن جديد يستوعب جميع اليمنيين من دون استثناء.
ما خرج به مؤتمر الحوار الوطني حول بناء الدولة والجيش والأمن يجب البدء بتنفيذه فوراً، ولا بد من إنهاء كل النزاعات والصراعات، واستبدال ثقافة القوة بالتعايش والتكامل والقبول بالآخر، وخضوع الجميع لسلطة الدولة، التي يجب أن يتم التداول عليها سلمياً، ولا ينبغي أن يتحول اليمنيون إلى أطراف تتقاتل وتصفّي بالوكالة حسابات آخرين لا يهمهم أمن اليمن واستقراره ووحدته وتقدمه وازدهاره.
جميع الأطراف مدعوة للتخلص من العصبية والإعجاب بالرأي، واليمن لن يستغني عن جميع أبنائه، لا مجال للإقصاء أو التعالي أو الإملاء، والشعب سيحكم على القوى السياسية وسيعرف من يريد الخير والسلام والسعادة للناس كل الناس..
موقع*الصحوة نت*
لم يعد لدى اليمنيين مجالٌ للتنظير، لأنهم قد أنجزوا الكثير من الأسس ووضعوا الخطوط العامة لبناء الدولة الحديثة التي ظلوا يحلمون بها طويلاً، ومثلت ثورة فبراير 2011م الانطلاقة الكبيرة لإعادة الألق للثورات المتتابعة التي سعت للتحرر من الاستبداد والظلم والفساد، وجاء مؤتمر الحوار الوطني ليعكس طموح كل اليمنيين في العيش بحرية وكرامة.
المطلوب الانتقال من التنظير إلى التشمير نحو العمل والبناء، وعدم تضييع الوقت في نقاش وحوار جديد؛ وإلا كنا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة، فالقوىٰ السياسية التي ظلت تنادي بالحرية والحقوق وبناء الدولة أضحت اليوم أمام المحك الحقيقي لمصداقيتها في الالتزام بدعواتها وأهدافها المعلنة، أما من سيظل مترددًا أومعطلاً أورافضاً للسير مع الإجماع الوطني فلن يكون سوى فاقد للرؤية، متقوقع حول المصلحة الخاصة، مغرد خارج سرب المجتمع اليمني التّواق للحياة الحرة الكريمة.
لا يمكن أن تمضي البلاد ويُينىٰ الوطن على الأهواء والرغبات الخاصة لكل حزب أو جماعة أو فئة، فالشعب مزيج متعدد يجب أن تتعاون جميع مكوناته فيما تم الاتفاق عليه، وينبغي أن تسود ثقافة التعايش وليس الغَلَبة بين أبنائه، لا بد من الرضا بالعيش المشترك والقبول بالآخر، ليتفرغ الجميع لبناء وطنهم، وأما الذين سيستمرون في الضجيج والصراخ والبكاء على الأطلال والشكوى من المشكلات فمشروعهم لا يعدو أن يكون عدمياً أو عبثياً لا يُحتمل وسيتجاوزهم الزمن.
صحيح أن الحوار الوطني لم يحقق كل ما كنا نتمناه، لكن ما تم التوصل إليه كان الخيار المتاح والممكن، والخير في الرأي الجماعي الذي وصلنا إليه، وبصدق النية وحسن العمل والمصداقية ستتجذر الثقة وتنطلق القافلة وتتحقق الأهداف، وستبقىٰ الأخطاء واردة ويمكن تصحيحها، ولا ينبغي التوقف ولا التأجيل أو التسويف الذي لن يؤدي إلا إلى الانهيار الذي لن ينجو منه أحد!!
الشروع الفوري في إعادة بناء الدولة وتطبيق قواعد الحكم الرشيد والالتزام بالعدالة والمساواة وعدم الانتقاص من الحريات والحقوق، وبسط سلطة الدستور والقانون على الجميع، وإنهاء كل مظاهر الصراع المسلح، ذلك هو الكفيل بالانتقال المأمول إلى يمن جديد يستوعب جميع اليمنيين من دون استثناء.
ما خرج به مؤتمر الحوار الوطني حول بناء الدولة والجيش والأمن يجب البدء بتنفيذه فوراً، ولا بد من إنهاء كل النزاعات والصراعات، واستبدال ثقافة القوة بالتعايش والتكامل والقبول بالآخر، وخضوع الجميع لسلطة الدولة، التي يجب أن يتم التداول عليها سلمياً، ولا ينبغي أن يتحول اليمنيون إلى أطراف تتقاتل وتصفّي بالوكالة حسابات آخرين لا يهمهم أمن اليمن واستقراره ووحدته وتقدمه وازدهاره.
جميع الأطراف مدعوة للتخلص من العصبية والإعجاب بالرأي، واليمن لن يستغني عن جميع أبنائه، لا مجال للإقصاء أو التعالي أو الإملاء، والشعب سيحكم على القوى السياسية وسيعرف من يريد الخير والسلام والسعادة للناس كل الناس..
موقع*الصحوة نت*