بقلم :زيد الشامي
كنا وما نزال ندعو للتعايش والقبول بالآخر، بعيداً عن لغة القوة والعنف التي تستنبت الأحقاد والثارات، وتقطّع الأرحام، وتسبب الاضطراب، وتبدد الإمكانات؛ والأخطر من ذلك أنها تؤدي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح..
ظننا أن مؤتمر الحوار سيكون كافياً لعرض كل الأفكار والرؤىٰ السياسية المختلفة، وسيطوي صفحة الماضي بكل آلامه ومآسيه، لاسيما أن المتحاورين أخذوا وقتاً طويلاً لدراسة ومناقشة مشكلات اليمن واليمنيين القديمة والجديدة، وبالفعل خرج مؤتمر الحوار بوثيقة شاملة أتت على كل القضايا، ورسمت مستقبلاً جديداً ليمن تسوده المحبة والتعايش والسلام، انتهت كل الذرائع التي تسبب الحرب والاقتتال، وأسست مخرجات الحوار لعدالة انتقالية تعالج آثار وتداعيات صراعات الماضي، وتدعو للتصالح والتسامح مع الالتزام بجبر الضرر، فاليمن يحتاج إلى الأمن والاستقرار، وأبناء اليمن يجب أن يتجهوا للعمل والإنتاج ليخرجوا من حالة الضعف والفقر والتخلف، ويتفرغوا لاستثمار طاقاتهم وموارد وخيرات بلدهم، ليعيشوا بكرامة مثل سائر خلق الله من مسلمين ويهود ونصارىٰ ووثنيين!!
استبشرنا بمشاركة جماعة الحوثي والحراك الجنوبي في الحوار، باعتباره الطريق الأمثل لمناقشة المشكلات والاتفاق على حلولها، لكن تجدد الحرب في حاشد فور الانتهاء من مؤتمر الحوار مثل خيبة أمل كبيرة وينذر بفتن متتالية لا يعلم إلا الله متى ستتوقف، فامتلاك القوة لا يعطي المشروعية للعدوان واجتياح المدن وتهجير المواطنين ونسف المساجد والبيوت، فتلك شريعة الغاب وليست من الإسلام والقيم الإنسانية في شيء، وتدل على أن مشاركة جماعة الحوثي في الحوار لم تكن سوى استراحة محارب يعدّ نفسه للحرب ولا يريد السلام!
صمت منظمات المجتمع المدني ودعاة الحريات والحقوق عن إعلان موقف يستنكر العدوان وسفك الدماء، يظهر ضعف هذه المؤسسات ويشكك في مصداقيتها، أما وقوف الدولة بدور المتفرج على اقتتال مواطنيها فإنه يفقدها المشروعية ويضع علامات استفهام كثيرة لهذا الموقف السلبي الذي ينمّ عن عدم الشعور بالمسؤولية في أقل ما يوصف به! علمتنا حوادث التاريخ البعيد والقريب أن الاقتتال والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد خسارة للجميع، فالمنتصر اليوم مهزوم غداً، والأيام دولٌ فيوم لك ويوم عليك، والضعيف اليوم سيستعيد قوته غداً، وإهانة الناس والاستطالة عليهم تؤسس للضغائن والأحقاد وتنذر بمستقبل قاتم، وتضع بذور لصراعات لن تتوقف، كنار تحت الرماد ما تلبث أن تجد المناخ المناسب لتتوهج وتشتعل من جديد، ودوام الحال من المحال.
مضت على الشعب اليمني عقود من الصراع والحروب لم يجنِ منها سوى الضعف والفقر والجهل والتخلف، واليمنيون اليوم بحاجة إلى السلام وليس الحرب، والتعايش والوئام بدلاً من الإقصاء والخصام، والبناء والإعمار عوضا عن الهدم والدمار، وبناء الحياة وليس التسابق نحو الموت!!
ولأن الوصول إلى الحكم يمثل جوهر الصراع السياسي، فعلى جميع الفرقاء الالتزام بالقواعد المتعارف عليها للتداول السلمي على السلطة، بعيداً عن العنف وقوة السلاح، ويظل التنافس الشريف مشروعاً بدون قتل أو قتال، وهذا ما أكد عليه مؤتمر الحوار الذي لم يجفّ حبره بَعـْـدُ!!
موقع*الصحوة نت*
كنا وما نزال ندعو للتعايش والقبول بالآخر، بعيداً عن لغة القوة والعنف التي تستنبت الأحقاد والثارات، وتقطّع الأرحام، وتسبب الاضطراب، وتبدد الإمكانات؛ والأخطر من ذلك أنها تؤدي إلى سفك الدماء وإزهاق الأرواح..
ظننا أن مؤتمر الحوار سيكون كافياً لعرض كل الأفكار والرؤىٰ السياسية المختلفة، وسيطوي صفحة الماضي بكل آلامه ومآسيه، لاسيما أن المتحاورين أخذوا وقتاً طويلاً لدراسة ومناقشة مشكلات اليمن واليمنيين القديمة والجديدة، وبالفعل خرج مؤتمر الحوار بوثيقة شاملة أتت على كل القضايا، ورسمت مستقبلاً جديداً ليمن تسوده المحبة والتعايش والسلام، انتهت كل الذرائع التي تسبب الحرب والاقتتال، وأسست مخرجات الحوار لعدالة انتقالية تعالج آثار وتداعيات صراعات الماضي، وتدعو للتصالح والتسامح مع الالتزام بجبر الضرر، فاليمن يحتاج إلى الأمن والاستقرار، وأبناء اليمن يجب أن يتجهوا للعمل والإنتاج ليخرجوا من حالة الضعف والفقر والتخلف، ويتفرغوا لاستثمار طاقاتهم وموارد وخيرات بلدهم، ليعيشوا بكرامة مثل سائر خلق الله من مسلمين ويهود ونصارىٰ ووثنيين!!
استبشرنا بمشاركة جماعة الحوثي والحراك الجنوبي في الحوار، باعتباره الطريق الأمثل لمناقشة المشكلات والاتفاق على حلولها، لكن تجدد الحرب في حاشد فور الانتهاء من مؤتمر الحوار مثل خيبة أمل كبيرة وينذر بفتن متتالية لا يعلم إلا الله متى ستتوقف، فامتلاك القوة لا يعطي المشروعية للعدوان واجتياح المدن وتهجير المواطنين ونسف المساجد والبيوت، فتلك شريعة الغاب وليست من الإسلام والقيم الإنسانية في شيء، وتدل على أن مشاركة جماعة الحوثي في الحوار لم تكن سوى استراحة محارب يعدّ نفسه للحرب ولا يريد السلام!
صمت منظمات المجتمع المدني ودعاة الحريات والحقوق عن إعلان موقف يستنكر العدوان وسفك الدماء، يظهر ضعف هذه المؤسسات ويشكك في مصداقيتها، أما وقوف الدولة بدور المتفرج على اقتتال مواطنيها فإنه يفقدها المشروعية ويضع علامات استفهام كثيرة لهذا الموقف السلبي الذي ينمّ عن عدم الشعور بالمسؤولية في أقل ما يوصف به! علمتنا حوادث التاريخ البعيد والقريب أن الاقتتال والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد خسارة للجميع، فالمنتصر اليوم مهزوم غداً، والأيام دولٌ فيوم لك ويوم عليك، والضعيف اليوم سيستعيد قوته غداً، وإهانة الناس والاستطالة عليهم تؤسس للضغائن والأحقاد وتنذر بمستقبل قاتم، وتضع بذور لصراعات لن تتوقف، كنار تحت الرماد ما تلبث أن تجد المناخ المناسب لتتوهج وتشتعل من جديد، ودوام الحال من المحال.
مضت على الشعب اليمني عقود من الصراع والحروب لم يجنِ منها سوى الضعف والفقر والجهل والتخلف، واليمنيون اليوم بحاجة إلى السلام وليس الحرب، والتعايش والوئام بدلاً من الإقصاء والخصام، والبناء والإعمار عوضا عن الهدم والدمار، وبناء الحياة وليس التسابق نحو الموت!!
ولأن الوصول إلى الحكم يمثل جوهر الصراع السياسي، فعلى جميع الفرقاء الالتزام بالقواعد المتعارف عليها للتداول السلمي على السلطة، بعيداً عن العنف وقوة السلاح، ويظل التنافس الشريف مشروعاً بدون قتل أو قتال، وهذا ما أكد عليه مؤتمر الحوار الذي لم يجفّ حبره بَعـْـدُ!!
موقع*الصحوة نت*