بقلم : زيد الشامي
شعرت بمرارة وغُـصَّـة وحُزن وأنا أتابع الفضائية اليمنية الرسمية، وهي تعرض قيام نائب وزير الخارجية الياباني بتوزيع الملابس المستعملة على إحدى الأسر النازحة من صعدة، وكذا خبر قيام المجلس المحلي بأمانة العاصمة بتقديم الخيام للمهجّرين من دماج!!
تستحق اليابان الشكر والتقدير لتقديمها المساعدة لأولئك النازحين، ومبادرة المجلس المحلي بأمانة العاصمة عمل إنساني عظيم لا غبار عليه؛ ولا شك أن هذه الجهود محل ثناء وتقدير، فهي تأتي لتخفيف نتائج بشاعة الحروب وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، غير أن المأساة أكبر من تقديم مساعدة عاجلة للنازحين، فلماذا التشرد والنزوح من الأساس!؟ وإذا كان السكان يفرون مؤقتاً أثناء الاقتتال، فإن الأصل والواجب أن يعودوا إلى بيوتهم بعد أن تضع الحرب أوزارها، وحروب الدولة في صعدة انتهت في بداية عام 2010م ولم يعد هناك أي مبرر لبقاء مأتين وسبعين ألف نازح من أبناء صعدة في أماكن التشرد يعانون تحت الخيام من برد الشتاء وحرّ الصيف وذل العوز والحاجة، فهم أولىٰ ببيوتهم ومزارعهم وممتلكاتهم التي يجب أن يسعى الجميع لتمكينهم من العودة إليها.
بينما ينتظر اليمنيون - بفارغ الصبر - انتهاء مؤتمر الحوار الوطني لتبدأ مرحلة الاستقرار والتعايش، ومعالجة أخطاء الماضي وإنصاف وتعويض المظلومين، فإذا بنا نفاجأ بعملية تهجير جديدة تعتبر وصمة عار في جبين اليمنيين لاسيما الدولة والحوثيين، وما حدث ليس سوى إهالة رماد على نار لن تنطفئ حتى يعود المهجّرون إلى ديارهم ومرابع صباهم!
وعلى الرغم من الحرص على إخراج أبناء دماج ليلاً؛ إلا أن منظر الأطفال والنساء والشيوخ وهم يحملون أمتعتهم على رؤوسهم كان صادماً ومؤلماً ومثيراً للاستغراب، فالقوة لا تمنح الحق لمن يمتلكها أن يطغى على غيره، ولا تبرر البغي والعدوان، والظلم لا يدوم والاستطالة على الناس لن يكتب لها البقاء إلى ما لا نهاية... أي صفحات سيكتبها التاريخ عن هذه الجرائم التي تغضب الخالق، وتدمي قلوب المخلوقين، وترسم صورة قميئة للأنانية والحقد والكراهية...
لماذا الحروب بين مسلمين: جميعهم يعبدون الله وحده، دينهم ونبيهم واحد، ويتجهون في صلاتهم إلى قبلة واحدة؟ ويجمعهم وطن مشترك، فهل فقد المتقاتلون عقولهم، أم سوّل لهم الشيطان سوء أفعالهم فأعمى أبصارهم وبصائرهم؟ هل نزعت من قلوبهم الرحمة فانطلقوا يقطّعون أرحامهم وينسفون سنة التعايش بينهم!!
صحيح أن الظروف الاستثنائية اليوم جعلت إخراج السلفيين من صعدة هدفاً مشتركاً لأطراف في الداخل والخارج، لكن مبدأ التهجير القسري جريمة المفترض أن لا تحدث ولا يُـسمح بها، وكان بالإمكان اتخاذ كل الإجراءات التي تمنع المخاطر أو المحاذير المتوقعة من مركز دماج، بما في ذلك ترحيل بعض الدارسين غير اليمنيين المطلوب إعادتهم إلى بلادهم.
إلى كل من يهمه الأمر، إلى من يريد الخير والسلام والأمان لليمنيين ولأشقائهم وأصدقائهم، إلى جميع أطراف الصراع في اليمن: اغلقوا أبواب العداوة وافتحوا نوافذ التسامح والتصالح، فقد آن الأوان لإيقاف نزيف الدماء وطـي صفحة الكراهية والبغضاء؟ تسابقوا لمســـح دموع المكلومين وإعادة الابتسام إلى شفاه المشردين، وتيقنوا أنه لا مناص لكم أن تعيشوا: (جميعاً، جميعاً، جميعاً) على الأرض التي خلقكم الله عليها. أديروا خلافاتكم بالحسنىٰ، وتذكروا أنكم ستموتون وستحاسبون أمام الملك العدل الجليل فقدموا لأنفسكم ما شئتم!!
موقع*الصحوة نت*
شعرت بمرارة وغُـصَّـة وحُزن وأنا أتابع الفضائية اليمنية الرسمية، وهي تعرض قيام نائب وزير الخارجية الياباني بتوزيع الملابس المستعملة على إحدى الأسر النازحة من صعدة، وكذا خبر قيام المجلس المحلي بأمانة العاصمة بتقديم الخيام للمهجّرين من دماج!!
تستحق اليابان الشكر والتقدير لتقديمها المساعدة لأولئك النازحين، ومبادرة المجلس المحلي بأمانة العاصمة عمل إنساني عظيم لا غبار عليه؛ ولا شك أن هذه الجهود محل ثناء وتقدير، فهي تأتي لتخفيف نتائج بشاعة الحروب وظلم الإنسان لأخيه الإنسان، غير أن المأساة أكبر من تقديم مساعدة عاجلة للنازحين، فلماذا التشرد والنزوح من الأساس!؟ وإذا كان السكان يفرون مؤقتاً أثناء الاقتتال، فإن الأصل والواجب أن يعودوا إلى بيوتهم بعد أن تضع الحرب أوزارها، وحروب الدولة في صعدة انتهت في بداية عام 2010م ولم يعد هناك أي مبرر لبقاء مأتين وسبعين ألف نازح من أبناء صعدة في أماكن التشرد يعانون تحت الخيام من برد الشتاء وحرّ الصيف وذل العوز والحاجة، فهم أولىٰ ببيوتهم ومزارعهم وممتلكاتهم التي يجب أن يسعى الجميع لتمكينهم من العودة إليها.
بينما ينتظر اليمنيون - بفارغ الصبر - انتهاء مؤتمر الحوار الوطني لتبدأ مرحلة الاستقرار والتعايش، ومعالجة أخطاء الماضي وإنصاف وتعويض المظلومين، فإذا بنا نفاجأ بعملية تهجير جديدة تعتبر وصمة عار في جبين اليمنيين لاسيما الدولة والحوثيين، وما حدث ليس سوى إهالة رماد على نار لن تنطفئ حتى يعود المهجّرون إلى ديارهم ومرابع صباهم!
وعلى الرغم من الحرص على إخراج أبناء دماج ليلاً؛ إلا أن منظر الأطفال والنساء والشيوخ وهم يحملون أمتعتهم على رؤوسهم كان صادماً ومؤلماً ومثيراً للاستغراب، فالقوة لا تمنح الحق لمن يمتلكها أن يطغى على غيره، ولا تبرر البغي والعدوان، والظلم لا يدوم والاستطالة على الناس لن يكتب لها البقاء إلى ما لا نهاية... أي صفحات سيكتبها التاريخ عن هذه الجرائم التي تغضب الخالق، وتدمي قلوب المخلوقين، وترسم صورة قميئة للأنانية والحقد والكراهية...
لماذا الحروب بين مسلمين: جميعهم يعبدون الله وحده، دينهم ونبيهم واحد، ويتجهون في صلاتهم إلى قبلة واحدة؟ ويجمعهم وطن مشترك، فهل فقد المتقاتلون عقولهم، أم سوّل لهم الشيطان سوء أفعالهم فأعمى أبصارهم وبصائرهم؟ هل نزعت من قلوبهم الرحمة فانطلقوا يقطّعون أرحامهم وينسفون سنة التعايش بينهم!!
صحيح أن الظروف الاستثنائية اليوم جعلت إخراج السلفيين من صعدة هدفاً مشتركاً لأطراف في الداخل والخارج، لكن مبدأ التهجير القسري جريمة المفترض أن لا تحدث ولا يُـسمح بها، وكان بالإمكان اتخاذ كل الإجراءات التي تمنع المخاطر أو المحاذير المتوقعة من مركز دماج، بما في ذلك ترحيل بعض الدارسين غير اليمنيين المطلوب إعادتهم إلى بلادهم.
إلى كل من يهمه الأمر، إلى من يريد الخير والسلام والأمان لليمنيين ولأشقائهم وأصدقائهم، إلى جميع أطراف الصراع في اليمن: اغلقوا أبواب العداوة وافتحوا نوافذ التسامح والتصالح، فقد آن الأوان لإيقاف نزيف الدماء وطـي صفحة الكراهية والبغضاء؟ تسابقوا لمســـح دموع المكلومين وإعادة الابتسام إلى شفاه المشردين، وتيقنوا أنه لا مناص لكم أن تعيشوا: (جميعاً، جميعاً، جميعاً) على الأرض التي خلقكم الله عليها. أديروا خلافاتكم بالحسنىٰ، وتذكروا أنكم ستموتون وستحاسبون أمام الملك العدل الجليل فقدموا لأنفسكم ما شئتم!!
موقع*الصحوة نت*