مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
رحم الله 11فبراير
مصطفى حسان

شعب يرى في الثورة على أنها شعار يرفعه كصورة شخصية، في المقابل يشاهد أن حلمه المغدور اصبح جثة نتنة بدأت بالتحلل.
إلى درجة أن مجرد كتابة مصطلح ثورة 11 فبراير أو الاعتراف أن هناك كانت ثورة وشباب سقطوا لإنجاز مرحلة التغير يعتبر العيب الأسود في مسودة مؤتمر الحوار.
قطيع لا يعرف سوى اوامر التوجيه يميناً وشمالاً، لا زال يؤمن أنه حقق منجزاً، بل يعتقد أنه ربان سفينة الوطن، ولا يريد أن يعترف أن وظيفته فقط اشعال موقد البنزين دون أن يملك أمرا في تحديد الوجهة القادمة.
نحن مغدورون ولكن نستمتع بالتلذذ بهواية الغباء والسذاجة المفرطة.
مغدورون إلى درجة أننا عاجزين أن نحرر من كانوا معناً في ساحات الحرية ومازالوا يأنون خلف القضبان الموجعة.
نفس المبررات التي كانت تتردد على مسامعنا، بأن الوضع في اليمن يختلف، وأن الدولة تمر بمرحلة ضعف، وأن لا يوجد حل آخر.
والمشكلة الكبرى أن من ينتقد فاجعة اكتشاف سذاجتنا يتحول وبسرعة هائلة إلى عدو للثورة وكأنهم قد وضعوا أولى خطواتنا نحو الإنجاز العظيم وقد اصبح الجميع على مشارف فتح باب الوطن المنشود، نحن كنا وما زلنا، لم يتغير شيء، حتى انفسنا عجزنا عن تغييرها الارتماء إلى احضان الكهنوت والعمل بكل جهد على المماحكة السياسية.
اقنعوني بشيء تحقق مما كنا ننادي به، لقد رسمنا الأهداف بدماء السريحي والشرعبي والماعطي وعزيزة وأنس وغيرهم لكن ما الذي يحدث اليوم؟
يتم مناقشة أهداف غير التي رسمناها، نحن مغدورون شئتم ذلك أم ابيتم!
لو عاد الشهداء لبصق الجميع على وجوهنا ولقالوا ما لهذا قتلنا!
كانت فرصة لإزالة النظام البائد وإلى الأبد، ذلك النظام لم يقتصر على علي عبدالله صالح فقط بكل كل من شارك فيه ايضاً، فهم شركاء في قتلنا لمدة 33 سنة.
لازلنا صغار على ابجديات الثورة ورسم مستقبلها.
أدوات فقط وسفري ايضاً.!
حاكموا انفسكم اليوم فأنتم اولى بها، اقنعوا مؤتمر الحوار الوطني أنكم اشعلتم ثورة وقدمتم التضحيات، وسالت منكم الدماء.
في قلبي ألم وحسرة على كل ليلة آلمتني كليتي وانا انام في تلك الخيمة وفي الشتاء القارس واكتفي بلحاف يسير لأنني كنت اوعد نفسي بوعود وردية وطموحات تغلبت بذكرها على الغاز المسيل للدموع واجرام قوات النظام السابق الحالي!
لا اعرف هل توقفت كل تلك الآمال، على أن نسلم الأمر للنخب السياسية، لتصلنا في الأخير إلى وطن مقسم ومتشرذم، وحروب طائفية وعصبية لعينه.
جاء بن عمر من صحراء المغرب ممزوع بعقلية اوروبا وامبريالية امريكا ليرسم مستقبل وطنكم، كما رسم مستقبل السودان وافغانستان والعراق!
استمروا في غبائكم يرحمكم الله !
أضافة تعليق