بقلم :أحمد الغرباني
إن تطور الأمم مرتهن بالبحث العلمي المشيد من قبل أبناءه من طلاب العلم.
ولكي نصل بالعلم إلى الطريق الصحيح لابد لنا من السير بخطى علمية مدروسة، توطد العلاقة بين الطالب وبين البحث العلمي.
إن ما نشاهده من نفور مؤسف بين الطالب والبحث العلمي ، والمشاهد من خلال نفور الطلاب من المكتبات وعمليات البحث ، والذي له أسبابه في القصور من ناحية العملية التعليمية المنهجية أو النظام الإداري المسير للمنظومة التعليمية الأساسية أو الجامعية ، مما يتوجب علينا معالجة تلك المشكلات وسد القصور وبناء العلاقة بين الطالب الجامعي والبحث العلمي.
ولكي يتسنى لنا ذلك سنقوم في البداية بالتعريف الموجز بالطالب الجامعي ، وتعريف بالبحث العلمي.
التعريف :
من خلال المعجم الوسيط هو :
الطالِبُ : الذي يطلُب العلمَ ، ويُطلقُ عُرفا على التلميذ في مرحلتي التعليم الثانوية والعالية . والجمع : طُلاب ، وطَلَبَة .
الطالب الجامعي: هو ذلك الطالب الذي تحصل على شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) وعلى إثرها التحق بالجامعة لدراسة تخصص معين.
والطالب الجامعي هو من يمتلك قدرات ومهارات ومعارف تحصل عليها في فترة تكوينه بالجامعة وتسند له أهم العمليات التي تتعلق بالنهوض بأمته .
البحث العلمي: هو عملية فكرية منظمة يقوم بها الباحث، من أجل تقصي الحقائق واستخراج المعلومات وذلك بإتباع طرق علمية مقننة.
ومن خلال هذا التعريف يتضح لنا مدى العلاقة الوثيقة بين الطالب الجامعي وعملية البحث العلمي ، فمن غير الطالب لا تقوم العملية التعليمية ولا البحثية ومن غير البحث العلمي لا نصل إلى التقدم الفكري والعلمي والثقافي المنشود.
ولكي تستقيم هذه العلاقة وتأتي بثمرها لا بد أن تتوفر عوامل مهمة في ربط تلك العلاقة وتقويتها وذلك من خلال ما يلي :
• إعداد الطالب وإلزامه بمنهجية وأسلوب البحث العلمي الصحيح القائم على أسس علمية سليمة ، وذلك بوضع المناهج والخطط التدريبية من خلال مقررات إجبارية تدَّرس للطلاب في جميع التخصصات حتى ترسخ في عقولهم منهجية البحث العلمي.
• إرشاد الطالب وتعليمه صفات الباحث العلمي من خلال التدريب الميداني.
• من المستحسن تهيئة الطلاب في مرحلة الثانوية بتعليمهم طرق البحث والمكتبات ، فهناك كثير من الطلاب يتخرج من الجامعة وهو لم يدخل مكتبة في حياته لغرض البحث والاكتشاف.
• تكليف أساتذة الجامعة لطلابهم بعمل البحوث والتقارير والملخصات التي تولد عندهم دافع المعرفة ، وتعودهم على الاكتشاف والتنقيب عن الحـقائق والوصول إلى آفاق معرفية جديدة ، وتكسبهم مهارة كتابة البحث العلمي وتكسر رتابة روتين التلقين في التعلم ، ويمنح عليها الدرجات من خلال التقويم التحصيلي.
• على الأنظمة القائمة مراعاة إقامة المكتبات العامة والمتخصصة ومراكز البحث والمعلومات التي تلعب دورا مهما في عملية البحث العلمي كي تسهل للباحثين الوصول للمعلومة لتطويرها وإثراءها ، وللعلم فإن الطالب عندما لا يجد مادة البحث يلجأ للمذكرات والأوراق المستنسخة والبحوث المجترة لدى من يتاجر بها في محلات الوراقة .
• يا حبذا لو يخصص جميع الأساتذة في الجامعة أسبوعهم الأول لتدريس الطلاب مادة البحث العلمي في المكتبة ومراكز البحث ، لغرض تعريفهم وتعويدهم على هذه الأماكن المهمة . فمن خلال هذا الأسبوع قد ينجح الأستاذ بربط الطالب بعملية البحث العلمي.
• على المكتبات تطوير خدماتها التقنية لتسهل على الباحثين الوصول للمعلومة وتختصر عليهم الوقت ، كما أن عليها إنشاء قسم المكتبة الإلكترونية ( الرقمية ) ، وقاعات للإنترنت لتيسير الوصول إلى فضاءات عالمية أوسع في التقصي والبحث والاستفادة.
أحمد علي الغرباني
فني نظم المعلومات والمكتبات
*تربيتنا