مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
حرب الصحافة

أحمد الغرباني
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فتعددت مشاهداتي لبعض الكتابات الصحفية التي ليتها لم تكن لأني أراها تهدم أكثر مما تبني وتسيء أكثر مما تصلح .
إننا في مجتمعنا الإسلامي عموما نعيش على مبادئ وقيم توارثناها جيلاً بعد جيل استقيناها من مبادئ ديننا القيم هي الأخلاق الفاضلة من تواد وتراحم ولين وتوقير وأنفة وكرم وبر بالوالدين واحترام الآخرين والابتعاد عن الشبهات وما حرم الله .. الخ..
بهذه الخاطرة الموجزة غير المتكلفة عن موروثنا الأخلاقي ، أبدء حديثي ( وجهة نظري ) عن ما أراه من حرب يشنها الإعلام المقروء على التربية والتعليم ، بهدفٍ ظاهر لديهم أنهم يقومون اعوجاج جهاز التربية ، وفي واقع الحال هو سبق صحفي يبتغون من ورائه الشهرة والتوزيع والربح المادي ، غير مبالين ( بقصد أو غير قصد ) إن أدى هذا الخبر للخراب ، ومتناسين بأن هذه الوقائع لا تعد كونها شاذة وإن تكررت.

أورد بعض الأمثلة لسبقهم الصحفي :
1. معلم يضرب طالب بقسوة .. الخ ..
2. معلم يعاقب طالب بأن يحمله الكرسي على رأسه أمام زملائه ..
3. طالب يعتدي على مدرس بالضرب ..
4. طالب يعتدي على مديره ..
5. طالب يستخدم أساليب مبتكرة في الغش ..
6. طالبات يضربن معلماتهن ..
7. مديرة مدرسة تخرج طالبات تضاربن بالأحذية لمنازلهن حافيات وقت الانصراف ..

هذا بعض ما كتب ، وأعلق على هذه الأحداث أو شبيهاتها بالآتي:
• عدد المعلمين في سلك التعليم عشرات الآلاف وليسوا واحداً أو عشرة أو عشرين ، وعدد الطلاب بالملايين ، وإن كان هناك أخطاء صدرت منهم فهم بشر يخطئون ويصيبون ولم يصل الأمر لتكون ظاهرة يكتب عنها .
لذا فإن الكتابة عن ذلك يعني انك تريد أن تنتقم لأمر شخصي أو لزرع الحقد والتشجيع على الانتقام والتمادي أو التقليد ، وإسقاط الاحترام فيما بين ( المجتمع والمعلم والطالب ) فنحن بشر ، ومجتمعنا خاصة تتحكم فيه العواطف أكثر ، فإذا قرأنا : معلم ضرب طالباً ، وعززتم خبركم بصور لآثار الضرب ، تعاطفنا مع الطالب ، وكرهنا كل المعلمين ، وأطلقنا عليهم حكماً بأنهم قساة حاقدون ، وما عندهم ضمير الخ... وعندما تقولون : ضرب التلميذ معلمه ، تشجعون الآخرين من التلاميذ على الاقتداء به لكي لا يكون هو البطل الوحيد .
لذا فأنا أرى ما يلي:
• حل هذه الأخطاء تكون عبر قنواتها الرسمية ذات العلاقة ، فالمتضرر عندما يلجأ لها سيجد من يعالج مشكلته ، دون (شوشرة) أو حرب للقيم التربوية ودون تقليل من هيبة التربية والتعليم عموماً وللمربي (المعلم) بشكل خاص ، والتأثير سلباً على مشاعر الناس.
• في رأيي أن الكتابة عن هذه الأخطاء الشاذة إظهار لمساوئ ليست من مبادئنا ، والتشهير بمجتمع ديدنه الفضيلة ، وأن مثل هذه التصرفات لديه غريبة ومرفوضة .
• إن أحببتم الإصلاح في أمر التربية وتلافي السلبيات أكتبوا عن المثل التي يمكن من خلال معرفتها اكتشاف العديد من السلبيات فيدرك المخطئ خطأه ويسعى إلى اجتنابه .

وأكرر أن هناك قنوات رسمية تسير فيها هذه القضية ومثيلاتها دون تشهير بشخص أو إدارة أو بقيم التربية والتعليم.

وختاماً أقول:
أيها الصحفيون الحقيقيون تنبهوا لدخلاء الصحافة من أنصاف المثقفين والجهلة بالسياسة الإعلامية الهادفة وعن الإعلام الإسلامي الذي لا يرضى نشر الفاحشة ولا السيئ من القول ؟ ، انتبهوا لهم وإلا فأن الصحافة أصبحت مهنة من لا مهنة له ؟ .
وأتمنى أن تطالبوا بدورات تدريبية للصحفيين ورؤسائهم في واجبات وحقوق الكتابة ؟ وتعليمهم ماذا ينبغي أن ينشر وماذا يجب أن يستر لأن بعض القول فتنة بين الناس ؛ والفتنة أشد من القتل .
أيها العقلاء من الكتاب خذوا على أيدي زملائكم فالكلمة التي تكتب أمانة ، وقد تصلح أمة أو تهدم أمة ، وأمتنا أمة الخير والحكمة ، أمة التراحم ، والاحترام والتقدير ، وحري بنا رفع شأنها لا الإقلال منها.
هدانا الله وإياكم لخير الدنيا والآخرة.
أخوكم / أحمد الغرباني
*تربيتنا
أضافة تعليق