عبد العزيز كحيل
· القرضاوي في أوج شبابه : لم تنل منه السنون ولا وهنت عزائمه رغم البلايا والرزايا التي تتالت على أمة يحمل همّها منذ صباه ، فهو بطل ثورات الربيع العربي، ندب نفسه لدعمها منذ أزفت آزفتها في تونس، نفخ فيها من روحه منذ بدأت بالإطاحة بالطواغيت الجاثمين على الشعوب، سخّر لسان الفصيح وحجته البالغة وقلمه السيال لشحذ همم الجماهير الثائرة على الأنظمة المتسلطة، وكان انحيازه لقضية الشعوب العربية المغلوبة واضحا وقويّا، فكان غصة في حلوق المتسلّطين وقذى في عيون العلمانيّين المتطرفين، بينما هو قرّة عين كلّ محبّ لدينه وحريته وعزّته، لم يلتفت إلى الحملات المسعورة ضدّه ولم يسلم حتى من سهام ابنه عبد ارحمن المعروف بمواقفه المتذبذبة وتقلباته المتتالية، وقد بلغ أوج عطائه بعد الانقلاب العسكري الغاشم في مصر، فقام حين قعد غيره، وجهر بكلمة الحق حين خرس أصحاب المصالح والنفوس الضعيفة، وأصبح لسان أغلبية الشعب المصري التي حرمها الانقلابيون من التعبير عن الرأي،يدعو إلى التصدّي للانقلاب وعودة الشرعية، يفنّد حجج الانقلابيّين ومؤيّديهم من أصحاب العمائم المنبطحة ويفضح العلمانية المتآمرة على الشعب وقيمه وثوابته واختياره الحرّ.
وهكذا كان يوسف القرضاوي دائما ، وهو المتخرّج من مدرسة حسن البنا التي طالما أقضّت مضاجع الاستعمار والصهيونية وذيولهما من العرب، فلن يرضى أن يسرق غلاة العلمانيين ثورة الشعب المصري وينقلبوا على الشرعية ليعودوا بالناس إلى عهود الاستبداد، وكم خافوا أن يتسلم القرضاوي مشيخة الأزهر، لعلمهم أنه كان سيحرّرها من قبضة السلطة، ولئن فاته ذلك – وقد أعرب أكثر من مرّة عن زهده في ذلك المنصب – فإنه في أعين الجماهير قائد مسموع الكلمة لن تُسكته تهديدات الانقلابين، ويكفيه فخرا أنه متّهم من طرف جنرالات مصر المأجورين بالخيانة العظمى...أتدرون ما الذريعة؟ التخابر مع حماس...أي نعم... هكذا يقدم الإنقلابيون خدمة مجانية للصهاينة، وهم يعلمون أن القرضاوي عاش للقضية الفلسطينية منذ كان طالبا في الثانوية وسُجن من أجلها، أما هم فيتاجرون بها مثل أسلافهم.
فتحية للأسد الهصور وبارك الله في عمره المديد، فهو الذي يثلج صدور المؤمنين والمظلومين في هذه الأيام المدلهمّة الخطوب، يبثّ فينا الأمل ويحول دون انطفاء الجذوة في القلوب ويحاصر أعداء الشرعية والحرية والحق من كلّ زاوية، ويكفيه فخرا أن علماء الأمة جميعا ملتفّون حوله ونصّبوه رئيسا عليهم ، ولم يشذّ سوى الدائرين في فلك المستبدّين.
· هؤلاء ’’ أبطال’’ فاعرفوهم: إن ينسَ المصريون والعرب والمسلمون فلن ينسوا هذه النماذج الدينية المنحطّة التي أساءت إلى الإسلام والقيم أيّما إساءة باصطفافها مع العسكر ضدّ الشعب ومع الانقلاب ضدّ الشرعية ومع الباطل الصريح ضدّ الحقّ الواضح، وقد سرّب الإنقلابيون تسجيلات بالصوت والصورة تفضح فتاويهم بوجوب قتل المعتصمين في رابعة العدوية وغيرها لأنهم ’’ خارجون على الحاكم ’’...فهم يتحملون مع العسكر مسؤولية دماء الآلاف من الأبرياء ومسؤولية الافتراء على شرع الله الذي دفعهم إليه بُغضهم لجماعة الإخوان وحقدهم عليها بسبب التفاف المسلمين حولها، وأبرز هؤلاء ’’ العلماء ’’ هم:
· - أحمد الطيب: عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني المُحلّ، وقد كان من الذين يُعدّون جمال مبارك لخلافة والده، فكافأه بتعيينه شيخا للأزهر، وقد تميّز منذ زمان بخصلة يحبّها حكام مصر المستبدّون هي العداء لجماعة الإخوان، وها هو يفتي بوجوب قتلهم ومن ناصرهم ويصفهم بالخوارج، بينما يبارك الخارجين على الرئيس الشرعي.
- علي جمعة: يستحق لقب الجنرال الذي أطلقه عليه أفاضل المصريّين بدل لقب الشيخ ، فهذا الخادم الوفيّ لنظام مبارك من منصب مفتي الجمهورية أفتى هو الآخر للجيش والشرطة بجواز – بل وجوب – قتل المتمسكين بشرعية الرئيس مرسي، وليس هذا موقفه المشين الأول، فقد أفتى أيام ثورة 25 يناير بسقوط صلاة الجمعة عن المسلمين ’’ خشية الفتنة ’’ ، حتى لايشاركوا في اعتصامات ميدان التحرير، وسنّ سنّة بالغة السوء بزيارته للقدس المحتلّ خارقا إجماع الأمة ، ولا شكّ أن جواز سفره ما زال يحمل ختم سلطات الإحتلال الصهيوني ، وربما هو معتزّ بذلك، فهذا الرجل المنتسب للصوفية يجد ضالّته في سبّ علماء الإسلام وأنصار المشروع الإسلامي ، ويتحالف مع خصوم الإسلام وأعدائه لأن انحيازه للباطل يُخرجه من زمرتهم.
- عمرو خالد: هذا ’’الداعية’’ الذي صنعته وسائل الإعلام وروّجت له حينا من الدهر كان معروفا بشذوذه عن منهج الدعوة الأصيل رغم حسن مظهره وحلاوة لسانه الذي لا يتقن العربية الفصحى، ولأنه معتاد على مخاطبة الطبقات الراقية والاستجابة فقط لدعوات الجهات المرموقة لإلقاء دروسه فقد اختار تأييد الانقلاب العسكري وانضمّ إلى جوقة الإفتاء بمحاربة الإخوان المسلمين وجميع مؤيدي الشرعية لأنهم خوارج، ومعلوم أن ليس للرجل باعٌ في الفقه ولا الحديث ولا التفسير ولا حتى السياسة، لكنه هوى النفوس ومرض القلوب التي أعماها الحقد الدفين على جماعة الإخوان، ولا أظنّ أن الناس قد نسوا موقفه المخزي أيام الإساءات الدانماركية للرسول صلى الله عليه وسلم، حين خرق الإجماع و لم يجد طريقة أفضل لنصرة نبيّه من السفر إلى الدانمرك والتحاور ’’ الودّي جدا ’’ مع شقراواته المغريات كما رأينا آنذاك على الفضائيات.
- ياسر برهامي: هذا الرجل ممّن اغترّ بهم بعض الشباب المصري صاحب التديّن العاطفي فعدُّوه واحدا من أكبر شيوخ الدين لا يبرمون أمرًا دونه، يدور – حسب كلامه – مع السنة حيث دارت، وهو ليس مشهورا بالنظر الثاقب ولا بالذكاء الحادّ ولكن بحفظ النصوص والجمود عليها، ولم أجد في الردّ على تحالفه مع العسكر والعلمانيّين أبلغ مما كتبه الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، أحد أكبر منظّري السلفية،فقد كتب كلمة قوية شجاعة خاطب بها ياسر برهامي بعد الإنقلاب يقول فيها: ’’لقد خنتم الأمانة ونقضتم العهد وتوليتم كِبر إسقاط رئيس بايعتموه ورضيت به أكثرية الأمة المصرية، وظاهرتم أعداء الأمة، ومزقتم الدستور الذي كنت أنت أحد كتابه والذي ارتضاه جمهور الأمة المصرية، ولست أرى مثالاً لكم وللرئيس الذي خنتموه وخلعتموه إلا ما كان من شأن عثمان بن عفان رضي الله عنه والذين خرجوا عليه،فقد كان عثمان رضي الله عنه أول خليفة تولى الحكم باستفتاء عام للمسلمين ،ومرسي كان أول رئيس منتخباً في مصر في كامل تاريخها وقد بايعه عامة أهل مصر وأعطوه ثمرة قلوبهم وصفقة أيديهم وكنت وحزبك من هؤلاء ،وعثمان قام عليه أهل البغي ليعزلوه فلم يتنازل لهم وأسلم نفسه للقتل، ومرسي كذلك أراد منه أهل البغي أن يتنازل وأن ينزعوا عنه لباس الرئاسة الذي قلده شعب مصر إياه فلم يجبهم ،وما كان ينبغي له أن يتنازل لأنه لو فعل دون الرجوع إلى الذين بايعوه لكان خائناً لهم.
وأما أنتم فليس لكم شبه في التاريخ إلا بالثوار الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه ولم يراعوا عهدهم ولا حرمته.
واعلم أن الدم الذي سيسفك والحرمات التي ستنتهك بنقضكم عهدكم وخيانتكم لأمانتكم ستكون في رقبتك فإنك الذي توليت كِبر هذا الأمر وسعيت به ظاهراً وباطناً
وإن تبجحت بأنك قد وضعت خارطة للطريق، فلتعلم أن لصوص الحكم الذين التفوا على إرادة الأمة لا يمكن أن يكونوا قائمين بالعدل شهداء لله ولو على أنفسهم
ولقد صنعتم ذلك ليخلع الناس عنكم لباس السلفية الذي لبستموه زماناً زوراً وبهتاناً، ولتُسلكوا في سلك الخارجين على السلطان بغير حق ،واعلم أنك لن تكون بديلا لمرسي وإن أطمعوك فإن الله لا يهدي كيد الخائنين.’’
· القرضاوي في أوج شبابه : لم تنل منه السنون ولا وهنت عزائمه رغم البلايا والرزايا التي تتالت على أمة يحمل همّها منذ صباه ، فهو بطل ثورات الربيع العربي، ندب نفسه لدعمها منذ أزفت آزفتها في تونس، نفخ فيها من روحه منذ بدأت بالإطاحة بالطواغيت الجاثمين على الشعوب، سخّر لسان الفصيح وحجته البالغة وقلمه السيال لشحذ همم الجماهير الثائرة على الأنظمة المتسلطة، وكان انحيازه لقضية الشعوب العربية المغلوبة واضحا وقويّا، فكان غصة في حلوق المتسلّطين وقذى في عيون العلمانيّين المتطرفين، بينما هو قرّة عين كلّ محبّ لدينه وحريته وعزّته، لم يلتفت إلى الحملات المسعورة ضدّه ولم يسلم حتى من سهام ابنه عبد ارحمن المعروف بمواقفه المتذبذبة وتقلباته المتتالية، وقد بلغ أوج عطائه بعد الانقلاب العسكري الغاشم في مصر، فقام حين قعد غيره، وجهر بكلمة الحق حين خرس أصحاب المصالح والنفوس الضعيفة، وأصبح لسان أغلبية الشعب المصري التي حرمها الانقلابيون من التعبير عن الرأي،يدعو إلى التصدّي للانقلاب وعودة الشرعية، يفنّد حجج الانقلابيّين ومؤيّديهم من أصحاب العمائم المنبطحة ويفضح العلمانية المتآمرة على الشعب وقيمه وثوابته واختياره الحرّ.
وهكذا كان يوسف القرضاوي دائما ، وهو المتخرّج من مدرسة حسن البنا التي طالما أقضّت مضاجع الاستعمار والصهيونية وذيولهما من العرب، فلن يرضى أن يسرق غلاة العلمانيين ثورة الشعب المصري وينقلبوا على الشرعية ليعودوا بالناس إلى عهود الاستبداد، وكم خافوا أن يتسلم القرضاوي مشيخة الأزهر، لعلمهم أنه كان سيحرّرها من قبضة السلطة، ولئن فاته ذلك – وقد أعرب أكثر من مرّة عن زهده في ذلك المنصب – فإنه في أعين الجماهير قائد مسموع الكلمة لن تُسكته تهديدات الانقلابين، ويكفيه فخرا أنه متّهم من طرف جنرالات مصر المأجورين بالخيانة العظمى...أتدرون ما الذريعة؟ التخابر مع حماس...أي نعم... هكذا يقدم الإنقلابيون خدمة مجانية للصهاينة، وهم يعلمون أن القرضاوي عاش للقضية الفلسطينية منذ كان طالبا في الثانوية وسُجن من أجلها، أما هم فيتاجرون بها مثل أسلافهم.
فتحية للأسد الهصور وبارك الله في عمره المديد، فهو الذي يثلج صدور المؤمنين والمظلومين في هذه الأيام المدلهمّة الخطوب، يبثّ فينا الأمل ويحول دون انطفاء الجذوة في القلوب ويحاصر أعداء الشرعية والحرية والحق من كلّ زاوية، ويكفيه فخرا أن علماء الأمة جميعا ملتفّون حوله ونصّبوه رئيسا عليهم ، ولم يشذّ سوى الدائرين في فلك المستبدّين.
· هؤلاء ’’ أبطال’’ فاعرفوهم: إن ينسَ المصريون والعرب والمسلمون فلن ينسوا هذه النماذج الدينية المنحطّة التي أساءت إلى الإسلام والقيم أيّما إساءة باصطفافها مع العسكر ضدّ الشعب ومع الانقلاب ضدّ الشرعية ومع الباطل الصريح ضدّ الحقّ الواضح، وقد سرّب الإنقلابيون تسجيلات بالصوت والصورة تفضح فتاويهم بوجوب قتل المعتصمين في رابعة العدوية وغيرها لأنهم ’’ خارجون على الحاكم ’’...فهم يتحملون مع العسكر مسؤولية دماء الآلاف من الأبرياء ومسؤولية الافتراء على شرع الله الذي دفعهم إليه بُغضهم لجماعة الإخوان وحقدهم عليها بسبب التفاف المسلمين حولها، وأبرز هؤلاء ’’ العلماء ’’ هم:
· - أحمد الطيب: عضو لجنة السياسات في الحزب الوطني المُحلّ، وقد كان من الذين يُعدّون جمال مبارك لخلافة والده، فكافأه بتعيينه شيخا للأزهر، وقد تميّز منذ زمان بخصلة يحبّها حكام مصر المستبدّون هي العداء لجماعة الإخوان، وها هو يفتي بوجوب قتلهم ومن ناصرهم ويصفهم بالخوارج، بينما يبارك الخارجين على الرئيس الشرعي.
- علي جمعة: يستحق لقب الجنرال الذي أطلقه عليه أفاضل المصريّين بدل لقب الشيخ ، فهذا الخادم الوفيّ لنظام مبارك من منصب مفتي الجمهورية أفتى هو الآخر للجيش والشرطة بجواز – بل وجوب – قتل المتمسكين بشرعية الرئيس مرسي، وليس هذا موقفه المشين الأول، فقد أفتى أيام ثورة 25 يناير بسقوط صلاة الجمعة عن المسلمين ’’ خشية الفتنة ’’ ، حتى لايشاركوا في اعتصامات ميدان التحرير، وسنّ سنّة بالغة السوء بزيارته للقدس المحتلّ خارقا إجماع الأمة ، ولا شكّ أن جواز سفره ما زال يحمل ختم سلطات الإحتلال الصهيوني ، وربما هو معتزّ بذلك، فهذا الرجل المنتسب للصوفية يجد ضالّته في سبّ علماء الإسلام وأنصار المشروع الإسلامي ، ويتحالف مع خصوم الإسلام وأعدائه لأن انحيازه للباطل يُخرجه من زمرتهم.
- عمرو خالد: هذا ’’الداعية’’ الذي صنعته وسائل الإعلام وروّجت له حينا من الدهر كان معروفا بشذوذه عن منهج الدعوة الأصيل رغم حسن مظهره وحلاوة لسانه الذي لا يتقن العربية الفصحى، ولأنه معتاد على مخاطبة الطبقات الراقية والاستجابة فقط لدعوات الجهات المرموقة لإلقاء دروسه فقد اختار تأييد الانقلاب العسكري وانضمّ إلى جوقة الإفتاء بمحاربة الإخوان المسلمين وجميع مؤيدي الشرعية لأنهم خوارج، ومعلوم أن ليس للرجل باعٌ في الفقه ولا الحديث ولا التفسير ولا حتى السياسة، لكنه هوى النفوس ومرض القلوب التي أعماها الحقد الدفين على جماعة الإخوان، ولا أظنّ أن الناس قد نسوا موقفه المخزي أيام الإساءات الدانماركية للرسول صلى الله عليه وسلم، حين خرق الإجماع و لم يجد طريقة أفضل لنصرة نبيّه من السفر إلى الدانمرك والتحاور ’’ الودّي جدا ’’ مع شقراواته المغريات كما رأينا آنذاك على الفضائيات.
- ياسر برهامي: هذا الرجل ممّن اغترّ بهم بعض الشباب المصري صاحب التديّن العاطفي فعدُّوه واحدا من أكبر شيوخ الدين لا يبرمون أمرًا دونه، يدور – حسب كلامه – مع السنة حيث دارت، وهو ليس مشهورا بالنظر الثاقب ولا بالذكاء الحادّ ولكن بحفظ النصوص والجمود عليها، ولم أجد في الردّ على تحالفه مع العسكر والعلمانيّين أبلغ مما كتبه الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، أحد أكبر منظّري السلفية،فقد كتب كلمة قوية شجاعة خاطب بها ياسر برهامي بعد الإنقلاب يقول فيها: ’’لقد خنتم الأمانة ونقضتم العهد وتوليتم كِبر إسقاط رئيس بايعتموه ورضيت به أكثرية الأمة المصرية، وظاهرتم أعداء الأمة، ومزقتم الدستور الذي كنت أنت أحد كتابه والذي ارتضاه جمهور الأمة المصرية، ولست أرى مثالاً لكم وللرئيس الذي خنتموه وخلعتموه إلا ما كان من شأن عثمان بن عفان رضي الله عنه والذين خرجوا عليه،فقد كان عثمان رضي الله عنه أول خليفة تولى الحكم باستفتاء عام للمسلمين ،ومرسي كان أول رئيس منتخباً في مصر في كامل تاريخها وقد بايعه عامة أهل مصر وأعطوه ثمرة قلوبهم وصفقة أيديهم وكنت وحزبك من هؤلاء ،وعثمان قام عليه أهل البغي ليعزلوه فلم يتنازل لهم وأسلم نفسه للقتل، ومرسي كذلك أراد منه أهل البغي أن يتنازل وأن ينزعوا عنه لباس الرئاسة الذي قلده شعب مصر إياه فلم يجبهم ،وما كان ينبغي له أن يتنازل لأنه لو فعل دون الرجوع إلى الذين بايعوه لكان خائناً لهم.
وأما أنتم فليس لكم شبه في التاريخ إلا بالثوار الخوارج الذين خرجوا على عثمان رضي الله عنه ولم يراعوا عهدهم ولا حرمته.
واعلم أن الدم الذي سيسفك والحرمات التي ستنتهك بنقضكم عهدكم وخيانتكم لأمانتكم ستكون في رقبتك فإنك الذي توليت كِبر هذا الأمر وسعيت به ظاهراً وباطناً
وإن تبجحت بأنك قد وضعت خارطة للطريق، فلتعلم أن لصوص الحكم الذين التفوا على إرادة الأمة لا يمكن أن يكونوا قائمين بالعدل شهداء لله ولو على أنفسهم
ولقد صنعتم ذلك ليخلع الناس عنكم لباس السلفية الذي لبستموه زماناً زوراً وبهتاناً، ولتُسلكوا في سلك الخارجين على السلطان بغير حق ،واعلم أنك لن تكون بديلا لمرسي وإن أطمعوك فإن الله لا يهدي كيد الخائنين.’’