طارق عبدالسلام كرمان
18 سبتمبر 2013م
وفقاً لوجهة نظري ’’القاصرة’’، ألخّص مشكلة مصر في المرحلة السابقة بكلمتين هما: سذاجة الحاكم وهواجة المعارضة،
ولولا تلك السذاجة لما كانت تلك الهواجة..
أما مشكلة مصر في المرحلة الحالية فألخصها أيضاً بكلمتين هما:
ساديّةُ الجيش ومازوخية الإخوان..
ولا عجبَ عندي من تلك السادية، إذ أنها ديدنُ الجيوش في الانقلابات، بل أتعجّبُ من ’’مازوخية’’ الإخوان الذين كما يبدو لي أنهم ’’يستمتعون’’ بما يقع عليهم من ’’ظلم’’ نتيجة تمسكهم بحقّ لم يكونوا أهلاً له، ونتيجة استماتتهم في البكاء على ’’اللبَنِ المُراق’’ الذي يستحيل إعادته إلى الكأس..
وللتوضيح فإن مُصطلحَيّ ’’السادية والمازوخية’’ يعني كلٌّ منهما مرضاً نفسياً يتعلّق بأطراف العلاقة القائمة على العنف والبطش والظُلم، بدافع الاستمتاع لا الاضطرار، إلا ان مرض الساديّة’’ يوصف به الطرف الفاعل في تلك العلاقة إذا كان ’’يتلذذ’’ بإيقاع العنف على الطرف الآخر ’’المفعول به’’، وهذا الآخر ’’المفعول به’’ إذا تلذذ بما يقع عليه من عنف الطرف الأول ’’الساديّ’’، فهو مصابٌ بمرض المازوخية، ويدعى في علم النفس ’’مازوخي’’،
أما مشكلة الإخوان إنفسِهم في المرحلة السابقة فهي أنهم حكموا مصرَ بعباءة الدين وخطاب الدين ونسوا أن مصر ’’أم الدنيا’’ وليست ’’أمَّ الدين’’ أو أم القرى، وكان عليهم أن يحكموها بمشروعٍ سياسي دنيوي مكتمل، لا يستعدي أحداً ولا يستعلي على أحد..
ولا زالت عباءة الدين تلك التي أفشلتهم في الحُكم، هي مشكلتهم في هذه المرحلة التي يريدون فيها إعادة ’’مرسي’’ إلى الكرسي، ولن يعودوا إليه بعبائة الدين أبداً، هذا ليس حكمي أنا وإنما حكم القرن الواحد والعشرين الذي اصطدموا معه قبل اصطدامهم مع المعارضة والسيسي، وهو ’’القرن الـ21’’ الذي قرر إسقاطهم قبل أولئك..
تلك خلاصة مشاكل مصر وإلإخوان في رأيي ’’القاصر’’، وماذا عن الحلول إذاً؟
هذه هي خلاصة الحلول في رأيي القاصر أيضاً..
بالنسبة لمصر، الحل أن يتنازل مرسي والإخوان عن ’’حقهم’’ في إكمال بقية الفترة الرئاسية، وذلك اعترافاً بأنهم لم يكونوا أهلاً لذلك الحق ولم يحسنوا استخدامه، وكذلك تقديماً لمصلحة مصر العليا والتي يضر بها تمسكهم بذلك الحق كل الضرر، وتمهيداً لإعادة النظر في كيانهم التنظيمي وفكرهم السياسي الذي تسبب في جُلّ إخفاقاتهم السابقة.
أما بالنسبة للإخوان المسلمين، فحل مشكلتهم برأيي يكمن في أحد الخيارين التاليين:
- إما أن يخلعوا عبائة الدين للاستمرار في صراعهم على السلطة وبمراعات قواعد اللعبة السياسية وفنون السباحة في مستنقع السياسة القذر..
- أو أن يخرجوا من ذلك المستنقع تنزيهاً لعبائة الدين الحنيف الذي أثقلوه بأخطائهم، وليرجعوا إلى قواعدهم الأجتماعية سالمين، دُعاةً إلى الدين لا إلى السلطة، وعندها ’’لا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون’’
هذا، وسلامتك يا مصر من سادية الجيش ومازوخية الإخوان..
-------------------------------------------
18 سبتمبر 2013م
وفقاً لوجهة نظري ’’القاصرة’’، ألخّص مشكلة مصر في المرحلة السابقة بكلمتين هما: سذاجة الحاكم وهواجة المعارضة،
ولولا تلك السذاجة لما كانت تلك الهواجة..
أما مشكلة مصر في المرحلة الحالية فألخصها أيضاً بكلمتين هما:
ساديّةُ الجيش ومازوخية الإخوان..
ولا عجبَ عندي من تلك السادية، إذ أنها ديدنُ الجيوش في الانقلابات، بل أتعجّبُ من ’’مازوخية’’ الإخوان الذين كما يبدو لي أنهم ’’يستمتعون’’ بما يقع عليهم من ’’ظلم’’ نتيجة تمسكهم بحقّ لم يكونوا أهلاً له، ونتيجة استماتتهم في البكاء على ’’اللبَنِ المُراق’’ الذي يستحيل إعادته إلى الكأس..
وللتوضيح فإن مُصطلحَيّ ’’السادية والمازوخية’’ يعني كلٌّ منهما مرضاً نفسياً يتعلّق بأطراف العلاقة القائمة على العنف والبطش والظُلم، بدافع الاستمتاع لا الاضطرار، إلا ان مرض الساديّة’’ يوصف به الطرف الفاعل في تلك العلاقة إذا كان ’’يتلذذ’’ بإيقاع العنف على الطرف الآخر ’’المفعول به’’، وهذا الآخر ’’المفعول به’’ إذا تلذذ بما يقع عليه من عنف الطرف الأول ’’الساديّ’’، فهو مصابٌ بمرض المازوخية، ويدعى في علم النفس ’’مازوخي’’،
أما مشكلة الإخوان إنفسِهم في المرحلة السابقة فهي أنهم حكموا مصرَ بعباءة الدين وخطاب الدين ونسوا أن مصر ’’أم الدنيا’’ وليست ’’أمَّ الدين’’ أو أم القرى، وكان عليهم أن يحكموها بمشروعٍ سياسي دنيوي مكتمل، لا يستعدي أحداً ولا يستعلي على أحد..
ولا زالت عباءة الدين تلك التي أفشلتهم في الحُكم، هي مشكلتهم في هذه المرحلة التي يريدون فيها إعادة ’’مرسي’’ إلى الكرسي، ولن يعودوا إليه بعبائة الدين أبداً، هذا ليس حكمي أنا وإنما حكم القرن الواحد والعشرين الذي اصطدموا معه قبل اصطدامهم مع المعارضة والسيسي، وهو ’’القرن الـ21’’ الذي قرر إسقاطهم قبل أولئك..
تلك خلاصة مشاكل مصر وإلإخوان في رأيي ’’القاصر’’، وماذا عن الحلول إذاً؟
هذه هي خلاصة الحلول في رأيي القاصر أيضاً..
بالنسبة لمصر، الحل أن يتنازل مرسي والإخوان عن ’’حقهم’’ في إكمال بقية الفترة الرئاسية، وذلك اعترافاً بأنهم لم يكونوا أهلاً لذلك الحق ولم يحسنوا استخدامه، وكذلك تقديماً لمصلحة مصر العليا والتي يضر بها تمسكهم بذلك الحق كل الضرر، وتمهيداً لإعادة النظر في كيانهم التنظيمي وفكرهم السياسي الذي تسبب في جُلّ إخفاقاتهم السابقة.
أما بالنسبة للإخوان المسلمين، فحل مشكلتهم برأيي يكمن في أحد الخيارين التاليين:
- إما أن يخلعوا عبائة الدين للاستمرار في صراعهم على السلطة وبمراعات قواعد اللعبة السياسية وفنون السباحة في مستنقع السياسة القذر..
- أو أن يخرجوا من ذلك المستنقع تنزيهاً لعبائة الدين الحنيف الذي أثقلوه بأخطائهم، وليرجعوا إلى قواعدهم الأجتماعية سالمين، دُعاةً إلى الدين لا إلى السلطة، وعندها ’’لا خوفُ عليهم ولا هم يحزنون’’
هذا، وسلامتك يا مصر من سادية الجيش ومازوخية الإخوان..
-------------------------------------------