بقلم/ هائل سعيد الصرمي
إن المتأمل لما يجري من تقلبات وأحداث جسام في دول المنطقة: يقف مذهولا! وهي تشتد متزامنة مع امتلاك المجتمع لبعض مقومات نهوضه وقد حمل رواده على عاتقهم مهمة تتويج الشعوب العاشقة للكرامة بتاج الحرية .
ها هو الناظر يقف أمام أحداث مصر وما أعقبها من مكر لأفشال أول تجربة نهوض بكل الطرق ثم ختم التآمر بالانقلاب البغيض الذي يراه العالم يأكل الأخضر واليابس ويهدم كل ما تأسس من جهد
لا شك أن هذا المتأمل سيظن بأن البشرية فقدت إنسانيتها ولعله يصاب باليأس من أن تستعيد البشرية إنسانيتها في ظل عالم متوحش يأكل قوية ضعيفة.
لكنه إذا أعاد هذا المتأمل النظر بعين البصيرة والإيمان وهو يقارن بين سنن التغير: سيرى غير ذلك سيرى أن هذه مقدمة نصر حقيقي كبير لتمكين الامة المظلومة من قيم الخير والعدل و الحرية تمكينا حقيقيا.
فما أشبه الليلة بالبارحة...
لقد كان المسلمون قبل معركة بدر يشعرون بالضعف لقلة إمكانياتهم وقوة إمكانيات عدوهم وكانت قبائل العرب تشعر بصدق الإسلام وأنه هو المخلص لها لكنها كانت متهيبة ومحجمة عن الدخول فيه خوفا من بطش قريش وحفاظا على مصالحها الصغيرة الضيقة ، فلما وقعت معركة بدر الكبرى ، رغم اختلاف موازين القوى بين الفريقين (الحق والباطل)، تحقق النصر للمسلمين أصحاب الحق بأقل الخسائر وخسر هنالك المبطلون من حيث لم يتوقع الجميع ، لقد تغيرت المعادلة بعد معركة بدر فانعكست نتائجها ايجابيا على المسلمين وسلبا على الأعداء ، وانطلقت الفئة المسلمة بعد ذلك بين القبائل متحررة من كل ما كانت تخافه وتخشاه في شجاعة واقدام تنشر الخير وتصنع الحياة وتحقق لها بعض ما تصبوا اليه من الهيبة والمنعة والقوة ..فدخلت القبائل العربية في دين الله أفوجا ، متجاوزة كل أنواع المخاوف والحسابات التي كانت تراعيها ...لكن ذلك أغاض الأعداء وأخاف أهل المصالح.. فزاد الكيد والتآمر على الثلة المؤمنة وتعاضد الجميع من المنافقين واليهود وغيرهم مع قريش وبدأ الإعداد لمعركة تطيح بهذا النصر الذي تحقق وتتجاوزه لتصفيتهم ووئد فكرتهم ، هكذا هو طبع التسلط والجبروت وهذه صفاته .. لقد أغاضهم النصر وحركتهم الأحقاد فجمعوا كل ما لديهم من قوة وحشدوا الحشود: فكانت ( غزوة أحد) هزم فيها المسلمون وفيهم رسول الله (ص ) من منظورها المادي الذي يظهر للناس ، وهي في الحقيقة نصرا أضيف إلى سلم التمكين الذي تحقق بعدها . ولولاها ما تحقق ولا تم ، حيث استفاد المسلمون منها دروسا كثيرة .فأعادوا تشكيل أنفسهم من جديد.. وتعاقب لهم الانتصار بعد ذلك بلا توقف خلال فترة قصيرة... والتاريخ يعيد نفسه في كل زمان ومكان مهما اختلفت وسائل صراع الحق والباطل فهي كما هي لا تبديل لسنن الله:
ومن هنا يجوز لنا أن نقول: بأن سقوط بعض الطواغيت في عصرنا وانتصار الإرادة الشعبية الحرة في مصر والإرادات الربيعية الأخرى بمثابة كسر كل الحواجز التي كانت مستبعدة بسبب اختلال ميزان القوى كما كسرت بعد غزوة بدر ، مع فارق التشبيه ...
إن انتصار ارادة الشعب المصري إذا جاز التعبير أن نشبهها بغزوة بدر وما حصل من انقلاب عليه شبيه بغزوة أحد مع الفارق .
إنه مقدمة لتمكين حقيقي قريب بإذن الله.
ومن هنا ينبغي على كل أهل الحق أن يستبشروا بتعاقب الانتصار بعد هذه المحن فما اشتدت أزمة إلا وانفرجت ومعلوم للجميع بأن الإفراط في استخدام القوة والقمع يعجل بزوال الظالمين وتمكين المظلومين.
لقد أعلن فرعون عزيمة الإفراط بالتنكيل بموسى ومن معه وبدأ بملاحقته وتضيق الخناق عليه ، فلما كان البحر من أمامه وفرعون وجنوده من خلفه قال أصحاب موسى إنا لمدركون ــ وقد أعيتهم الحيلة أن يجدو منفذا للنجاة . فانبرا ايمان القائد ليقول: (كلا إن معي ربي سيهدين )أي سيجعل لي ولكم فرجا ومخرجا وإن كنت لا أعلم من أين يأتي هذا الفرج لكني على ثقة به ...وسرعان ما أقبل إليه الفرج من حيث لم يتوقع و فوجئ فرعون بهلاكه من حيث لم يحتسب ...
سنة لكل فئة مؤمنة تصارع الطغيان في أي زمان وأي مكان.
ونحن على ثقة بأن الله سيفتح نوافذ النصر لأهلنا في مصر وأحرارها من حيث لا يحتسب الإنقلابيون وأعوانهم أو من حيث يحتسبون ،
وسيعقب ذلك انتصارات بإذن الله فقد تعاقبت الانتصارات على المسلمين بعد غزوة أحد بلا توقف ، باختلاف صور الانتصار . ومن تلك الصور غزوة الأحزاب التي بلغت الشدة فيها ذروتها.. يقول الله فيها ( اذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ) لكنهم صبروا وانتصروا وتحول ميزان القوى بعد هذه الغزوة لصالحهم فقال صلى الله عليه وسلم اليوم نغزوهم ولا يغزونا)..ثم تعاقب التمكين عليهم حتى اكتمل نصابه ــــ وإن ظهر بعضه في شكل المحن والهزائم بالمفهوم المادي ــــ حتى بلغوا الغاية وأتم الله عليهم نعمته، ورضيا لهم الإسلام دينا .
فلا يأس ولا قنوط ولو أطبقت السماء على الأرض مادام هذا المفهوم بارزا في ضمائر المسلمين وشعورهم وهل يصح إيمان المؤمن إلا به فلا إيمان لمن لم يثق بوعد الله ونصره. والله غالب على أمره والعاقبة للمتقين...
فيا أهلنا في مصر ويا أهلنا في سوريا ويا أهلنا في كل أرض يذكر فيها اسم الله وفي كل أرض يمتحن شعبها وتصادر
حقوقه ويقتل أبناؤه بغير ذنب ولا جريرة !! ثقوا بحسن العاقبة وعاجل النصر فأنتم الأعلون بإذن الله.
إن الشعوب بصبرها وإصرارها وتضحياتها تدفع ثمنا للنصر وتدفع ثمنا لاسترداد الحقوق وثمنا للكرامة والعزة والحرية والعيش الكريم.
إن الأمة رغم جراحاتها المتعددة قادرة في وضعها الحالي على أن تحول مجرى التاريخ وقادرة على أن تخلط الأوراق وترد الصاع صاعين نعم قادرة على الإطاحة بالأصنام مرات عديدة ..قادرة على استعادة الحقوق المسلوبة ..قادرة على انتزاع الحق بأقل التكاليف أو بأكثرها . لكن الأناة والحكمة تجعل السلمية طريق العقلاء وتمنع العاقل أن يقطف ثمرة قبل نضجها ،..و لكل أجل كتاب فانتظروا إنا منتظرون.
http://www.marebpress.net/articles.php?id=21876&lng=arabic
إن المتأمل لما يجري من تقلبات وأحداث جسام في دول المنطقة: يقف مذهولا! وهي تشتد متزامنة مع امتلاك المجتمع لبعض مقومات نهوضه وقد حمل رواده على عاتقهم مهمة تتويج الشعوب العاشقة للكرامة بتاج الحرية .
ها هو الناظر يقف أمام أحداث مصر وما أعقبها من مكر لأفشال أول تجربة نهوض بكل الطرق ثم ختم التآمر بالانقلاب البغيض الذي يراه العالم يأكل الأخضر واليابس ويهدم كل ما تأسس من جهد
لا شك أن هذا المتأمل سيظن بأن البشرية فقدت إنسانيتها ولعله يصاب باليأس من أن تستعيد البشرية إنسانيتها في ظل عالم متوحش يأكل قوية ضعيفة.
لكنه إذا أعاد هذا المتأمل النظر بعين البصيرة والإيمان وهو يقارن بين سنن التغير: سيرى غير ذلك سيرى أن هذه مقدمة نصر حقيقي كبير لتمكين الامة المظلومة من قيم الخير والعدل و الحرية تمكينا حقيقيا.
فما أشبه الليلة بالبارحة...
لقد كان المسلمون قبل معركة بدر يشعرون بالضعف لقلة إمكانياتهم وقوة إمكانيات عدوهم وكانت قبائل العرب تشعر بصدق الإسلام وأنه هو المخلص لها لكنها كانت متهيبة ومحجمة عن الدخول فيه خوفا من بطش قريش وحفاظا على مصالحها الصغيرة الضيقة ، فلما وقعت معركة بدر الكبرى ، رغم اختلاف موازين القوى بين الفريقين (الحق والباطل)، تحقق النصر للمسلمين أصحاب الحق بأقل الخسائر وخسر هنالك المبطلون من حيث لم يتوقع الجميع ، لقد تغيرت المعادلة بعد معركة بدر فانعكست نتائجها ايجابيا على المسلمين وسلبا على الأعداء ، وانطلقت الفئة المسلمة بعد ذلك بين القبائل متحررة من كل ما كانت تخافه وتخشاه في شجاعة واقدام تنشر الخير وتصنع الحياة وتحقق لها بعض ما تصبوا اليه من الهيبة والمنعة والقوة ..فدخلت القبائل العربية في دين الله أفوجا ، متجاوزة كل أنواع المخاوف والحسابات التي كانت تراعيها ...لكن ذلك أغاض الأعداء وأخاف أهل المصالح.. فزاد الكيد والتآمر على الثلة المؤمنة وتعاضد الجميع من المنافقين واليهود وغيرهم مع قريش وبدأ الإعداد لمعركة تطيح بهذا النصر الذي تحقق وتتجاوزه لتصفيتهم ووئد فكرتهم ، هكذا هو طبع التسلط والجبروت وهذه صفاته .. لقد أغاضهم النصر وحركتهم الأحقاد فجمعوا كل ما لديهم من قوة وحشدوا الحشود: فكانت ( غزوة أحد) هزم فيها المسلمون وفيهم رسول الله (ص ) من منظورها المادي الذي يظهر للناس ، وهي في الحقيقة نصرا أضيف إلى سلم التمكين الذي تحقق بعدها . ولولاها ما تحقق ولا تم ، حيث استفاد المسلمون منها دروسا كثيرة .فأعادوا تشكيل أنفسهم من جديد.. وتعاقب لهم الانتصار بعد ذلك بلا توقف خلال فترة قصيرة... والتاريخ يعيد نفسه في كل زمان ومكان مهما اختلفت وسائل صراع الحق والباطل فهي كما هي لا تبديل لسنن الله:
ومن هنا يجوز لنا أن نقول: بأن سقوط بعض الطواغيت في عصرنا وانتصار الإرادة الشعبية الحرة في مصر والإرادات الربيعية الأخرى بمثابة كسر كل الحواجز التي كانت مستبعدة بسبب اختلال ميزان القوى كما كسرت بعد غزوة بدر ، مع فارق التشبيه ...
إن انتصار ارادة الشعب المصري إذا جاز التعبير أن نشبهها بغزوة بدر وما حصل من انقلاب عليه شبيه بغزوة أحد مع الفارق .
إنه مقدمة لتمكين حقيقي قريب بإذن الله.
ومن هنا ينبغي على كل أهل الحق أن يستبشروا بتعاقب الانتصار بعد هذه المحن فما اشتدت أزمة إلا وانفرجت ومعلوم للجميع بأن الإفراط في استخدام القوة والقمع يعجل بزوال الظالمين وتمكين المظلومين.
لقد أعلن فرعون عزيمة الإفراط بالتنكيل بموسى ومن معه وبدأ بملاحقته وتضيق الخناق عليه ، فلما كان البحر من أمامه وفرعون وجنوده من خلفه قال أصحاب موسى إنا لمدركون ــ وقد أعيتهم الحيلة أن يجدو منفذا للنجاة . فانبرا ايمان القائد ليقول: (كلا إن معي ربي سيهدين )أي سيجعل لي ولكم فرجا ومخرجا وإن كنت لا أعلم من أين يأتي هذا الفرج لكني على ثقة به ...وسرعان ما أقبل إليه الفرج من حيث لم يتوقع و فوجئ فرعون بهلاكه من حيث لم يحتسب ...
سنة لكل فئة مؤمنة تصارع الطغيان في أي زمان وأي مكان.
ونحن على ثقة بأن الله سيفتح نوافذ النصر لأهلنا في مصر وأحرارها من حيث لا يحتسب الإنقلابيون وأعوانهم أو من حيث يحتسبون ،
وسيعقب ذلك انتصارات بإذن الله فقد تعاقبت الانتصارات على المسلمين بعد غزوة أحد بلا توقف ، باختلاف صور الانتصار . ومن تلك الصور غزوة الأحزاب التي بلغت الشدة فيها ذروتها.. يقول الله فيها ( اذ جاؤكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنونا هنالك ابتلي المؤمنون وزلزلوا زلزالا شديدا ) لكنهم صبروا وانتصروا وتحول ميزان القوى بعد هذه الغزوة لصالحهم فقال صلى الله عليه وسلم اليوم نغزوهم ولا يغزونا)..ثم تعاقب التمكين عليهم حتى اكتمل نصابه ــــ وإن ظهر بعضه في شكل المحن والهزائم بالمفهوم المادي ــــ حتى بلغوا الغاية وأتم الله عليهم نعمته، ورضيا لهم الإسلام دينا .
فلا يأس ولا قنوط ولو أطبقت السماء على الأرض مادام هذا المفهوم بارزا في ضمائر المسلمين وشعورهم وهل يصح إيمان المؤمن إلا به فلا إيمان لمن لم يثق بوعد الله ونصره. والله غالب على أمره والعاقبة للمتقين...
فيا أهلنا في مصر ويا أهلنا في سوريا ويا أهلنا في كل أرض يذكر فيها اسم الله وفي كل أرض يمتحن شعبها وتصادر
حقوقه ويقتل أبناؤه بغير ذنب ولا جريرة !! ثقوا بحسن العاقبة وعاجل النصر فأنتم الأعلون بإذن الله.
إن الشعوب بصبرها وإصرارها وتضحياتها تدفع ثمنا للنصر وتدفع ثمنا لاسترداد الحقوق وثمنا للكرامة والعزة والحرية والعيش الكريم.
إن الأمة رغم جراحاتها المتعددة قادرة في وضعها الحالي على أن تحول مجرى التاريخ وقادرة على أن تخلط الأوراق وترد الصاع صاعين نعم قادرة على الإطاحة بالأصنام مرات عديدة ..قادرة على استعادة الحقوق المسلوبة ..قادرة على انتزاع الحق بأقل التكاليف أو بأكثرها . لكن الأناة والحكمة تجعل السلمية طريق العقلاء وتمنع العاقل أن يقطف ثمرة قبل نضجها ،..و لكل أجل كتاب فانتظروا إنا منتظرون.
http://www.marebpress.net/articles.php?id=21876&lng=arabic