بقلم/ هائل سعيد الصرمي
إن ميلاد محمد صلى الله وعليه وسلم كان ميلاداً للحرية والعدالة والمساواة وهي اليوم تولد من جديد بثورات الربيع العربي بعد أن وارتها الأنظمة المستبدة ردحا من الزمن .. إن ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم كان بمثابة تشييع لجثمان الاستبداد والقهر وهو اليوم في الربيع العربي كذلك ، إننا نُشَيعٌ الطغاة إلى مثواهم الأخير ليبدأ ميلاد المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والإبداع والإنتاج والحياة النظيفة القائمة على الأخلاق والقيم وحسن الجوار وغيرها من مقومات قيم التحضر والتطور.
ما يَنفعُ النَّاس يبقى صالحاً أبدأً ويَذهبُ الزَّبدُ الطَّافي إلى عدمِ
فالكائناتُ تُصليِّ في مَحَاربهَا عليكمُ يا رسول لله من قدم
إن تزامن الربيع النبوي والربيع العربي يشي بانتهاء حقبة سوداء كرست الفرقة وأذكت الكراهية ، وبداية لحقبة بيضاء يعم فيها الحب والوئام والطمأنينة والحياة الكريمة...إن هذه الذكرى في هذا العام بالذات ، بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية ولشعبنا اليمني خاصة ، لها مذاق آخر يختلف عن سواها في أي عام مضى ، لأنها تزامنت مع ميلاد الحرية في أوطاننا، ومنها اليمن فهي من حققت النصر المأمول ، في نيل العزة والكرامة ، وذلك بالخلاص ـــالذي كان مرتقبا منذ عقود طويلة ـــ من رقة الذل والمهانة ، كيف لا تكون فرحتنا كبيرة بهذه الانتصارات المتتالية التي أعادت الأمل والثقة لأمتنا وهزمت اليأس والإحباط ومخلفات الأنظمة الفاسدة فيها ؟! كيف لا نحتفل اليوم بمولد الحرية ـــ حقيقة لا ذكرى ـــ حيث يذكرنا المولد النبوي بميلادها قديما وكنا نحتفي بالذكرى لغيابها واليوم نحتفي بها مستبشرين بعودتها لا متحسرين على غيبتها كما كنا ، فانظر ماذا يعني لنا هذا التزامن ، لقد عاد الميلاد من جديد حقيقة لا تمنِّ ، كيف لا نحتفي بهذه الحرية الوليدة التي ستعيد الحقوق لأهلها ، وتعيد الحكم الشوروي إلى نصابه ؟! وذلك بممارسة الشعب لحقه دون كبت ولا إرهاب ولا تزوير ولا إقصاء هذا ما نأمله وسيكون شاء من شاء وأبا من أبا.
سيصبحُ الجدبُ خصباً في مرافئنا وتغمرُ الناسَ خَيْراتٌ وأفراحُ
حَصِيلةُ الغرسِ جنيٌ مثمرٌ فهنا كـــرمٌ ونخلٌ وزيتونٌ وتفاح
فالنصر فاتحةٌ تُتلى بكل فمٍ وبعد ليل الأسىَ والحزن إصباحُ
بهذا الميلاد انتهى حكم الفرد المتسلط والأسرة إلى غير رجعة ؛ لتتاح الفرصة لكافة الشعب بمختلف أحزابه ومكوناته بالمشاركة الفاعلة في الحكم الرشيد القادم بإذنه تعالى بدون استثناء ولا إقصاء ، لأن المشاركة الواسعة هي من ستؤمن الناس على أموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم ، فسيختار الشعب من يحكمه بنزاهة تامة وحرية كاملة ،وسيحقق تطلعاته بنفسه دون وصاية أحد عليه.
حقاً فظلمَتُهُ عن أرضنا رحلتْ لأن ثورتنا البيضاءَ مصباحُ
واليومَ تطوى من التاريخ صفحتهُ بما جنى وتُوارى الآهُ والــــــآحُ
فلتحتفِ الثورةُ الغراءُ مترعَــةٌ بنصرها وغدا للنصر إيضاح
ولتفخروا أيها الثوار في وطني فقد تحقق تغييرٌ وإصلاحُ
من كان يحلم بأن الطواغيت سيزولون بهذه السهولة ، ولكن صدق من قال: ــــ إرادة الشعوب من إرادة الله ـــ فهي لا تقهر ولا تتقهقر ولا يقف أمام طوفانها شيء ، فهنيئا لشعبنا ولكل الشعوب الطامحة والمحبة للعدل والسلام هنيئا لها هذا الميلاد القديم الجديد ومزيدا من تصفية الفساد وفلول الفساد لتتحقق الغاية فما زلنا في بداية الطريق والمشاق كثيرة تحتاج إلى همم عالية وجهد كبير ولن يضير السائرون نعيق الغربان ونقيق الضفادع.
إن السَّماءَ وإن غَيمٌ ألمَّ بهــــــا تبــــــقى سَماءً وتمضي كومةُ الــديم
ما أوقفَ البحرَ شيءٌ عن وظيفتهِ عبـــر الدهور وموجُ البحر في زَخَــم
فالبحرُ يزخرُ لا يخشى مطاولــةً ويَــــــــلفظُ البــــحر ما يَلقاهُ من رِمَمِ
إن محمد ـ صلى الله عليه ويسلم ـــ يسره ويسعده انتصارات أمته في مقامه الذي هو فيه ــ، وها هي اليوم قد أحسنت أيما إحسان ، وقدمت فلذات أكبادها من اجل الحرية والكرامة ، فكيف لا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر غبطة منا بانتصارنا على الطغاة الذين عبثوا عقودا طويلة بمقدراتنا وهتكوا المعاني النبيلة التي جاء بها (صلى الله عليه وسلم)..
اليوم تبتسم الدنيا لفرحتنا ويُرْتَقُ الجرحُ .. فالإصرارُ جرَّاحُ
فيومُ مولدِها عيدٌ لمن شربوا كأس البطولةِ .. فالساحاتُ أقداحُ
ويومُ مولدِها عنوانٌ من لبسوا تا ج الفداءِ وريحُ المسكِ فواحُ
ويومُ مولدها عيد نؤسســـــه في كل عام لتكسو العيد أفراح
فلتحتفل يوم ذكر النور ثورتُنا فداك يا ثورة الثوراتِ أرواحُ
إننا نأمل موقنون بأن هذا الميلاد إيذان بأن حياة جديدة من الرغد والحياة الطيبة ستعم المعمورة ، لا أقول شعوب العالم العربي والإسلامي فحسب ، ولكن العالم أجمع ، فإن العالم المتحضر الذي يجسد هذه القيم في بلدانه سيتكامل أكثر وستواءم وينسجم مع عالم كان متخلفا وأصبح متطورا في حياة متعاونة لا متصارعة ، والفرق كبير يعرفه علماء الفكر والاجتماع ، ،بين ما يحدث من رقي حال توافق إرادة الشعوب المختلفة بمشتركات القيم التي تهتم بتكريم الإنسان ، و ما يحدث من انتكاس وتردٍ حال اختلافها ، فالنهضة النوعية تتحقق عند توائم مشتركات القيم المثلى ، لأن هذه المشتركات تدفعها لأن تتآزر وتتعاون لا أن تختلف وتتصارع ، فينعكس هذا التوافق رقيا لكل الأطراف ، وعكس هذه الصورة كانت الصورة الأخرى التي جسدتها الأنظمة المستبدة في الواقع وانعكست آثارها السلبية على شعوب العالم كلا.
إن العالم يخسر كثيرا من انحطاط المسلمين وتخلفهم وسوف يربح أرباحا خيالية في حال تحظرهم وتطورهم ولن يخسر أحد بعد ميلاد الحرية سوى الاستبداد والقهر والظلم والفساد ، هو وحده الخاسر في ظل القيم السمحة.
لأجلك يا رونق الحب أروي العطاش وأسقي الجنان
وأمحو من الذكريات القديمة كل الشنان
وأستلم الحق والعدل والأزمنة
بثورة شعب تحدته زندقة الأحصنة
وعربد في ساحه الكبرياءُ وتاهَ غرورا فما ألعنه
بشرذمة من ترابٍ وطين يتيهِ بأخلاقه الآفنة
لأجلك تورق أزهار هذا الربيع وتبتسم السوسنة
وتنفض أيام بؤس لشعب يفتش عن موطنه
وتطوي الشموس الظلامَ بأفئدة مؤمنه
وتلتف ساق الحياة بساق الجمال وتنتعش الأغنيه
لأجلك يطوي الدجى ليله ويفتر وجه الصباح بعهد جديد تصلى بمحرابه الأمنيه
،،،،
ويستقبل الروض غيث السماء وعين السما حارسه
وتنمو الحياة وتنمو سنابلها الوارفة
ويضحك وجه الحياة بأوطاننا التالفه
أيا ثورةً لم تزل عيون مبادئها في الورى طارفة
ونور الصباح يبددُ ظلما تغلغل في أمة قعدتْ خائفهْ
وها هي تلتحفُ العز والمكرمات وتفتك بالظلم كالعاصفة
كموج البحار وشمس الإبا جارفه
ضياءً يكفكف دمع الجياع لكي تنبت السنبله
فتنهل من عذق خيراتها أمة بالأسى والضنى مثقله
وترتاح أفئدة الدهر في مرفأ المجد تنتعل الأزمنة
إلى المولد اليوم يا أمتي المثخنة
فمن رحم الليل يولد فجر الضياء وتبتسم الأمنية
فلنجعل من ذكرى المولد النبوي محطة للتجديد الشامل والتذكير لمعاني الخير والبر في أنفسنا وفي مجتمعنا مواكبة لهذه الثورات التغيرية الرائدة التي تبشر بحياة جديدة كريمة لنا و لأمتنا العربية والإسلامية وللعالم أجمع ، لنواكب الحدث ولنتجدد كي نتأهل لهذا المستقبل الواعد الذي ننشد فيه أن يعم الخير والبر كل بقاع الأرض وأن تعم قيم الإسلام وأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم كل أرجاء المعمورة لتشهد البشرية كلها من أقصاها إلى أدناها أمنها واستقرارها وسعادتها ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالتسلح بمنهجه صلى الله عليه وسلم والتخلق بأخلاقه، فكل شيئٍ يحتاج إلى تجديد فمن هدي المصطفى وسيرته ، تتفجر ينابيع الأخلاق والقيم التي تحقق السعادة للبشرية جمعاء.
لأنن محمد- صلى الله عليه وآله وسلم – يعد المثل الأعلى في حسن الخلق للبشرية قاطبة بل لكل من خلقه الله في الأرض والسماوات ،لقد وصف وعرف بأنه أجود الناس كفّا، ، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة ، وأكرمهم عشرة ، وأحلمهم صدرًا ، وألينهم عريكة ؛ يهابه من رآه ويحبه من لقاه ، نموذج فريد لا مثيل له بين بني البشر كان قائد حراً شجاعاً وفياً حكيماً بعيد النظر عميق المعرفة ، عظيم العقل عفواً يتدفق رحمة وعطفاً ، وقد وصفته أمُ المؤمنين خديجة رضي الله عنها قالت: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق’’
ونثق بأن من يريد التغير عليه أن يتخلق بهذه الأخلاق ليتم له ما أراد والله المستعان .
لما وفى زين الخلائق أشرقتْ دنيا الأنام وتاهتِ الأصنامُ
وتسربلتْ أرض الجزيرة بالضيا وعلى الشِّعاب ترعرعَ الإسلامُ
واخضرت الدنيا بهدي محمد وتنفستْ في ظله الأيامُ
أرسى على وجه البسيطة منهجا سمحا به تُستنهض الأقوامُ
يا خير من أهدى الحياة ربيعها واخضرت الوديان والآكام
عجز الكلام بأن يفيكَ محبةً والحبرُ والقرطاس والأقـلامُ
ماذا أضيفُ وأنت رقمٌ صاعدٌ لبلوغه تتضاءل الأرقــامُ
ماذا أبوح وأنت أفصح ناطق وحيا فما الإيحاءُ والإلهام ُ
ماذا أقول وأنتَ بحر مناقب ترسو على شطآنهِ الأيام
ماذا أقول وأحرفي منثورة جمل يُعثر خطوَها الإلمـامُ
تجثو أمامكَ سيدي أو تنحني ما للكلام إذا ظهرت كلامُ
كل المدائح في النبي محمد ثكلى وإن بلغتْ بها الأحلام
تبدو عباراتُ الثناءِ بأفـقهِ كقصاصةٍ عبثتْ بها الأنسامُ
من للسماء بريشة سينالها تجثو أمامك ريشتي وتـلامُ
لولا التشرف بالمديح إذا دنا من أفقه والقلب فيه هيام
لطويتُ أوراقي وخفتُ تطاولي في مدح خير المرسلين حرامُ
كيف الوصال وأنت أرفع منزلا ولكل هاماتِ الوجود أمامُ
يكفي بشدوي أن أبث مشاعري فالشدو حبٌ والثناءُ غرامُ
لولاك يا طه لما انتشر الضيا ولظل فينا الجهلُ والأوهامُ
ولعَرَّشَتْ سحب الضلال وحل في قلب الوجود من الضلال ظلام
لولاك ما افترَّ السرور بأفقنا ولظلَّ فينا الظالمون وداموا
لولاك يا نبع الضيا ما أنفقت كفٌ و لا كُفلتْ بها أيتامُ
لولاك ما قامت حضارات لها في المشرقين منابرٌ وسِنامُ
لولاكَ ما زيدٌ ولا عَمْرُو اهتدى ولماشدا في العالمين سَلامُ
لولاك ما بر الوليد بوالدٍ ولقُطِّعتْ بين الورى أرحام
ولما رأينا الجار يحفظ جاره والحب يرفل والصلاة تقامُ
علمتنا نشر التسامح بيننا والعفو من شيم الكرام يُرام
وجعلتَ دستورَ الهداية مصحفا يُتلى وعنوانُ الحياة نظامُ
لولا ك ما قيم المروءة أورقتْ بين الأنام وزالتْ الأسقامُ
جاهدت في نشر الفضيلة لم تزل علماً توالتْ بعده الأعلام
لولا ك ما روض المكارم أينعتْ ثمراته وتـفتقت أكمامُ
ولما اهتدى للحق بعد ظلاله عبدٌ وذلَّتْ للعظيم الهامُ
يا سيد الكونين عذرا إن أنا قصرت أو مالت بي الأيام
رغم التعثر لم أزل متوددا وبفضل حبك هذه الأنغام
صلى عليك الله يا خير الورى ما ناحَ طيرٌ أو نغتهُ حمامُ
إن ميلاد محمد صلى الله وعليه وسلم كان ميلاداً للحرية والعدالة والمساواة وهي اليوم تولد من جديد بثورات الربيع العربي بعد أن وارتها الأنظمة المستبدة ردحا من الزمن .. إن ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم كان بمثابة تشييع لجثمان الاستبداد والقهر وهو اليوم في الربيع العربي كذلك ، إننا نُشَيعٌ الطغاة إلى مثواهم الأخير ليبدأ ميلاد المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية والإبداع والإنتاج والحياة النظيفة القائمة على الأخلاق والقيم وحسن الجوار وغيرها من مقومات قيم التحضر والتطور.
ما يَنفعُ النَّاس يبقى صالحاً أبدأً ويَذهبُ الزَّبدُ الطَّافي إلى عدمِ
فالكائناتُ تُصليِّ في مَحَاربهَا عليكمُ يا رسول لله من قدم
إن تزامن الربيع النبوي والربيع العربي يشي بانتهاء حقبة سوداء كرست الفرقة وأذكت الكراهية ، وبداية لحقبة بيضاء يعم فيها الحب والوئام والطمأنينة والحياة الكريمة...إن هذه الذكرى في هذا العام بالذات ، بالنسبة للشعوب العربية والإسلامية ولشعبنا اليمني خاصة ، لها مذاق آخر يختلف عن سواها في أي عام مضى ، لأنها تزامنت مع ميلاد الحرية في أوطاننا، ومنها اليمن فهي من حققت النصر المأمول ، في نيل العزة والكرامة ، وذلك بالخلاص ـــالذي كان مرتقبا منذ عقود طويلة ـــ من رقة الذل والمهانة ، كيف لا تكون فرحتنا كبيرة بهذه الانتصارات المتتالية التي أعادت الأمل والثقة لأمتنا وهزمت اليأس والإحباط ومخلفات الأنظمة الفاسدة فيها ؟! كيف لا نحتفل اليوم بمولد الحرية ـــ حقيقة لا ذكرى ـــ حيث يذكرنا المولد النبوي بميلادها قديما وكنا نحتفي بالذكرى لغيابها واليوم نحتفي بها مستبشرين بعودتها لا متحسرين على غيبتها كما كنا ، فانظر ماذا يعني لنا هذا التزامن ، لقد عاد الميلاد من جديد حقيقة لا تمنِّ ، كيف لا نحتفي بهذه الحرية الوليدة التي ستعيد الحقوق لأهلها ، وتعيد الحكم الشوروي إلى نصابه ؟! وذلك بممارسة الشعب لحقه دون كبت ولا إرهاب ولا تزوير ولا إقصاء هذا ما نأمله وسيكون شاء من شاء وأبا من أبا.
سيصبحُ الجدبُ خصباً في مرافئنا وتغمرُ الناسَ خَيْراتٌ وأفراحُ
حَصِيلةُ الغرسِ جنيٌ مثمرٌ فهنا كـــرمٌ ونخلٌ وزيتونٌ وتفاح
فالنصر فاتحةٌ تُتلى بكل فمٍ وبعد ليل الأسىَ والحزن إصباحُ
بهذا الميلاد انتهى حكم الفرد المتسلط والأسرة إلى غير رجعة ؛ لتتاح الفرصة لكافة الشعب بمختلف أحزابه ومكوناته بالمشاركة الفاعلة في الحكم الرشيد القادم بإذنه تعالى بدون استثناء ولا إقصاء ، لأن المشاركة الواسعة هي من ستؤمن الناس على أموالهم وممتلكاتهم وأعراضهم ، فسيختار الشعب من يحكمه بنزاهة تامة وحرية كاملة ،وسيحقق تطلعاته بنفسه دون وصاية أحد عليه.
حقاً فظلمَتُهُ عن أرضنا رحلتْ لأن ثورتنا البيضاءَ مصباحُ
واليومَ تطوى من التاريخ صفحتهُ بما جنى وتُوارى الآهُ والــــــآحُ
فلتحتفِ الثورةُ الغراءُ مترعَــةٌ بنصرها وغدا للنصر إيضاح
ولتفخروا أيها الثوار في وطني فقد تحقق تغييرٌ وإصلاحُ
من كان يحلم بأن الطواغيت سيزولون بهذه السهولة ، ولكن صدق من قال: ــــ إرادة الشعوب من إرادة الله ـــ فهي لا تقهر ولا تتقهقر ولا يقف أمام طوفانها شيء ، فهنيئا لشعبنا ولكل الشعوب الطامحة والمحبة للعدل والسلام هنيئا لها هذا الميلاد القديم الجديد ومزيدا من تصفية الفساد وفلول الفساد لتتحقق الغاية فما زلنا في بداية الطريق والمشاق كثيرة تحتاج إلى همم عالية وجهد كبير ولن يضير السائرون نعيق الغربان ونقيق الضفادع.
إن السَّماءَ وإن غَيمٌ ألمَّ بهــــــا تبــــــقى سَماءً وتمضي كومةُ الــديم
ما أوقفَ البحرَ شيءٌ عن وظيفتهِ عبـــر الدهور وموجُ البحر في زَخَــم
فالبحرُ يزخرُ لا يخشى مطاولــةً ويَــــــــلفظُ البــــحر ما يَلقاهُ من رِمَمِ
إن محمد ـ صلى الله عليه ويسلم ـــ يسره ويسعده انتصارات أمته في مقامه الذي هو فيه ــ، وها هي اليوم قد أحسنت أيما إحسان ، وقدمت فلذات أكبادها من اجل الحرية والكرامة ، فكيف لا يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أكثر غبطة منا بانتصارنا على الطغاة الذين عبثوا عقودا طويلة بمقدراتنا وهتكوا المعاني النبيلة التي جاء بها (صلى الله عليه وسلم)..
اليوم تبتسم الدنيا لفرحتنا ويُرْتَقُ الجرحُ .. فالإصرارُ جرَّاحُ
فيومُ مولدِها عيدٌ لمن شربوا كأس البطولةِ .. فالساحاتُ أقداحُ
ويومُ مولدِها عنوانٌ من لبسوا تا ج الفداءِ وريحُ المسكِ فواحُ
ويومُ مولدها عيد نؤسســـــه في كل عام لتكسو العيد أفراح
فلتحتفل يوم ذكر النور ثورتُنا فداك يا ثورة الثوراتِ أرواحُ
إننا نأمل موقنون بأن هذا الميلاد إيذان بأن حياة جديدة من الرغد والحياة الطيبة ستعم المعمورة ، لا أقول شعوب العالم العربي والإسلامي فحسب ، ولكن العالم أجمع ، فإن العالم المتحضر الذي يجسد هذه القيم في بلدانه سيتكامل أكثر وستواءم وينسجم مع عالم كان متخلفا وأصبح متطورا في حياة متعاونة لا متصارعة ، والفرق كبير يعرفه علماء الفكر والاجتماع ، ،بين ما يحدث من رقي حال توافق إرادة الشعوب المختلفة بمشتركات القيم التي تهتم بتكريم الإنسان ، و ما يحدث من انتكاس وتردٍ حال اختلافها ، فالنهضة النوعية تتحقق عند توائم مشتركات القيم المثلى ، لأن هذه المشتركات تدفعها لأن تتآزر وتتعاون لا أن تختلف وتتصارع ، فينعكس هذا التوافق رقيا لكل الأطراف ، وعكس هذه الصورة كانت الصورة الأخرى التي جسدتها الأنظمة المستبدة في الواقع وانعكست آثارها السلبية على شعوب العالم كلا.
إن العالم يخسر كثيرا من انحطاط المسلمين وتخلفهم وسوف يربح أرباحا خيالية في حال تحظرهم وتطورهم ولن يخسر أحد بعد ميلاد الحرية سوى الاستبداد والقهر والظلم والفساد ، هو وحده الخاسر في ظل القيم السمحة.
لأجلك يا رونق الحب أروي العطاش وأسقي الجنان
وأمحو من الذكريات القديمة كل الشنان
وأستلم الحق والعدل والأزمنة
بثورة شعب تحدته زندقة الأحصنة
وعربد في ساحه الكبرياءُ وتاهَ غرورا فما ألعنه
بشرذمة من ترابٍ وطين يتيهِ بأخلاقه الآفنة
لأجلك تورق أزهار هذا الربيع وتبتسم السوسنة
وتنفض أيام بؤس لشعب يفتش عن موطنه
وتطوي الشموس الظلامَ بأفئدة مؤمنه
وتلتف ساق الحياة بساق الجمال وتنتعش الأغنيه
لأجلك يطوي الدجى ليله ويفتر وجه الصباح بعهد جديد تصلى بمحرابه الأمنيه
،،،،
ويستقبل الروض غيث السماء وعين السما حارسه
وتنمو الحياة وتنمو سنابلها الوارفة
ويضحك وجه الحياة بأوطاننا التالفه
أيا ثورةً لم تزل عيون مبادئها في الورى طارفة
ونور الصباح يبددُ ظلما تغلغل في أمة قعدتْ خائفهْ
وها هي تلتحفُ العز والمكرمات وتفتك بالظلم كالعاصفة
كموج البحار وشمس الإبا جارفه
ضياءً يكفكف دمع الجياع لكي تنبت السنبله
فتنهل من عذق خيراتها أمة بالأسى والضنى مثقله
وترتاح أفئدة الدهر في مرفأ المجد تنتعل الأزمنة
إلى المولد اليوم يا أمتي المثخنة
فمن رحم الليل يولد فجر الضياء وتبتسم الأمنية
فلنجعل من ذكرى المولد النبوي محطة للتجديد الشامل والتذكير لمعاني الخير والبر في أنفسنا وفي مجتمعنا مواكبة لهذه الثورات التغيرية الرائدة التي تبشر بحياة جديدة كريمة لنا و لأمتنا العربية والإسلامية وللعالم أجمع ، لنواكب الحدث ولنتجدد كي نتأهل لهذا المستقبل الواعد الذي ننشد فيه أن يعم الخير والبر كل بقاع الأرض وأن تعم قيم الإسلام وأخلاق المصطفى صلى الله عليه وسلم كل أرجاء المعمورة لتشهد البشرية كلها من أقصاها إلى أدناها أمنها واستقرارها وسعادتها ولن يتأتى لنا ذلك إلا بالتسلح بمنهجه صلى الله عليه وسلم والتخلق بأخلاقه، فكل شيئٍ يحتاج إلى تجديد فمن هدي المصطفى وسيرته ، تتفجر ينابيع الأخلاق والقيم التي تحقق السعادة للبشرية جمعاء.
لأنن محمد- صلى الله عليه وآله وسلم – يعد المثل الأعلى في حسن الخلق للبشرية قاطبة بل لكل من خلقه الله في الأرض والسماوات ،لقد وصف وعرف بأنه أجود الناس كفّا، ، وأصدق الناس لهجة، وأوفاهم ذمة ، وأكرمهم عشرة ، وأحلمهم صدرًا ، وألينهم عريكة ؛ يهابه من رآه ويحبه من لقاه ، نموذج فريد لا مثيل له بين بني البشر كان قائد حراً شجاعاً وفياً حكيماً بعيد النظر عميق المعرفة ، عظيم العقل عفواً يتدفق رحمة وعطفاً ، وقد وصفته أمُ المؤمنين خديجة رضي الله عنها قالت: إنك لتصل الرحم، وتحمل الكلَّ ، وتكسب المعدوم، وتعين على نوائب الحق’’
ونثق بأن من يريد التغير عليه أن يتخلق بهذه الأخلاق ليتم له ما أراد والله المستعان .
لما وفى زين الخلائق أشرقتْ دنيا الأنام وتاهتِ الأصنامُ
وتسربلتْ أرض الجزيرة بالضيا وعلى الشِّعاب ترعرعَ الإسلامُ
واخضرت الدنيا بهدي محمد وتنفستْ في ظله الأيامُ
أرسى على وجه البسيطة منهجا سمحا به تُستنهض الأقوامُ
يا خير من أهدى الحياة ربيعها واخضرت الوديان والآكام
عجز الكلام بأن يفيكَ محبةً والحبرُ والقرطاس والأقـلامُ
ماذا أضيفُ وأنت رقمٌ صاعدٌ لبلوغه تتضاءل الأرقــامُ
ماذا أبوح وأنت أفصح ناطق وحيا فما الإيحاءُ والإلهام ُ
ماذا أقول وأنتَ بحر مناقب ترسو على شطآنهِ الأيام
ماذا أقول وأحرفي منثورة جمل يُعثر خطوَها الإلمـامُ
تجثو أمامكَ سيدي أو تنحني ما للكلام إذا ظهرت كلامُ
كل المدائح في النبي محمد ثكلى وإن بلغتْ بها الأحلام
تبدو عباراتُ الثناءِ بأفـقهِ كقصاصةٍ عبثتْ بها الأنسامُ
من للسماء بريشة سينالها تجثو أمامك ريشتي وتـلامُ
لولا التشرف بالمديح إذا دنا من أفقه والقلب فيه هيام
لطويتُ أوراقي وخفتُ تطاولي في مدح خير المرسلين حرامُ
كيف الوصال وأنت أرفع منزلا ولكل هاماتِ الوجود أمامُ
يكفي بشدوي أن أبث مشاعري فالشدو حبٌ والثناءُ غرامُ
لولاك يا طه لما انتشر الضيا ولظل فينا الجهلُ والأوهامُ
ولعَرَّشَتْ سحب الضلال وحل في قلب الوجود من الضلال ظلام
لولاك ما افترَّ السرور بأفقنا ولظلَّ فينا الظالمون وداموا
لولاك يا نبع الضيا ما أنفقت كفٌ و لا كُفلتْ بها أيتامُ
لولاك ما قامت حضارات لها في المشرقين منابرٌ وسِنامُ
لولاكَ ما زيدٌ ولا عَمْرُو اهتدى ولماشدا في العالمين سَلامُ
لولاك ما بر الوليد بوالدٍ ولقُطِّعتْ بين الورى أرحام
ولما رأينا الجار يحفظ جاره والحب يرفل والصلاة تقامُ
علمتنا نشر التسامح بيننا والعفو من شيم الكرام يُرام
وجعلتَ دستورَ الهداية مصحفا يُتلى وعنوانُ الحياة نظامُ
لولا ك ما قيم المروءة أورقتْ بين الأنام وزالتْ الأسقامُ
جاهدت في نشر الفضيلة لم تزل علماً توالتْ بعده الأعلام
لولا ك ما روض المكارم أينعتْ ثمراته وتـفتقت أكمامُ
ولما اهتدى للحق بعد ظلاله عبدٌ وذلَّتْ للعظيم الهامُ
يا سيد الكونين عذرا إن أنا قصرت أو مالت بي الأيام
رغم التعثر لم أزل متوددا وبفضل حبك هذه الأنغام
صلى عليك الله يا خير الورى ما ناحَ طيرٌ أو نغتهُ حمامُ