(زيد الشامي)
3/4/2013
الحمد لله في السراء والضراء، الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا عبد العظيم لمحزنون.
انتقل إلى الرفيق الأعلى الأستاذ الكبير، والمربي الفاضل، والقائد الجامع؛ الدكتور عبد العظيم بن محمد بن عبدالله العمري بعد معاناة طويلة مع المرض، عاشها محتسباً بصبر جميل ونفس راضية، نسأل الله أن يجعل ذلك تطهيراً لذنوبه وزيادة في أجره، وعلوّاً في درجته..
ولد– رحمه الله– في مدينة تعـز عام 1958م من أسرة كريمة تجمع بين العلم وإدارة الدولة، نشأ على الطاعة والصلاح، وتربى على قيم الإسلام، والتحق بالحركة الإسلامية في بواكير شبابه.
كان– رحمه الله- أخاً حميماً وأباً رحيماً، علمنا بسلوكه كيف نعطي ولا ننتظر الجزاء من البشر، وأن نعمل ولا نعرف الكسل، وندأب لخدمة ديننا وأمتنا دون كلل، تعلمنا منه كيف نواجه الأحداث الجسام بإيمان الواثقين وصبر المجاهدين، ويقين المؤمنين..
كان عبد العظيم العمري علَماً شامخاً يفرض احترامه حيثما حلّ، لكنه يبتعد عن الأضواء، يُقدم غيره وينسى نفسه؛ سواء كان ذلك في الأعمال التنظيمية أم المناصب العامة، يصنع الرجال ولا يسابقهم في دنياهم، وسعادته حين ينجحون ويتقدمون ويبرزون قادة في المجتمع وخدماً لشعبهم في مختلف مجالات الحياة!
كان فقيدنا- رحمه الله- يحمل طموح الشباب وهمّة القادة وعزيمة الأبطال، وهو مع ذلك حكيم وعاقل، صاحب رأي يحسن عرضه وتوضيحه والمنافحة عنه، ولا يتنازل عنه بسهولة؛ لكنه ليس متعصباً ولا متزمتاً، بل حين يُجمع إخوانه على أمر يصبح جنديّاً مطواعاً لا يتردد ولا يتلكأ، لا يمُنّ ولا يستكثر، لا يتعالى ولا يعتَدّ برأيه ..
منذ عرفته طالباً في القاهرة قبل ثلث قرن داعية متوازناً، يستضيف الزائرين في شقته، ويجمع الشباب حوله؛ كثير التبسم نادر العبوس، حبيبٌ قريبٌ ودودٌ، الجلوس معه يفتح الآمال ويذلل الصعاب، ويُهَوّن المخاطر ويشدّ العزائم، لا يعرف التّسَخُط، ولا يدركه اليأس، هو ذلك المعين الذي يروي الظامئين من إيمانه وعلمه وفكره وتجاربه، وظلّ كذلك حتى أيامه الأخيرة عندما زرته في مرض موته رحمه الله.
عاصر الدكتور عبد العظيم التحولات الكبرى في وطنه اليمن وكان أحد صانعيها، لكنه آثر أن يذهب بأجره كله، فلم يأخذ من دنيا الناس شيئاً، لم يُزاحم على مال ولا منصب ولا جاه، رحل خفيفاً إلا ما تركه من رجال ونساء أسهم في تربيتهم، وأحسن صقل مواهبهم، وصنع منهم دعاة وساسة وقادة وأساتذة ومربين.
كان الأخ عبد العظيم العمري – رحمه الله – محاضراً يأسر القلوب، ويُقنع العقول، ويُحَرّك العواطف، يعطي بلا حدود، وينداح شلالاً من الحكمة والخلق الكريم، وكثيراً ما كنت التقيه في مدينة قريبة أو بعيدة ملبياً لدعوة محبيه مشاركاً لهم مناشطهم وندواتهم، يذهب ويأتي بلا جلبة ولا ضجيج كالذي يمشي على الرمل الناعم لا تسمع وقع خطواته لكنك ترى أثرها على الأرض!!
قال عنه من يعرفه الكثير، واستحضر هنا ما قاله عنه الأخ المفكر الأستاذ أحمد الأسودي: ( كان قائداً حكيماً وشخصية مضحية معطاءة)، وقال عنه المهندس محسن باصرة: (القائد الرباني، صاحب الهمة العالية، والصدر الواسع، والرّقة والإحساس والمشاعر والبشاشة، والعقل الراجح) وقال عنه الأستاذ عبد الحافظ الفقيه: (كان نموذجاً متميّزاً في العمل والتضحية والإيثار) وقال عنه الأستاذ فؤاد دحابة: (كان أباً حنوناً، وأخاً مربياً، وجاراً وفياً، وسياسياً محنكاً) وقال عنه الدكتور مروان الغفوري: (كان عبد العظيم العمري الشخص الذي يصعب نسيان ملامحه عندما يتحدث في الشؤون المعرفية، بما فيها تلك التي لن تتفق معه فيها البتة!)
كانت وفاة الدكتور العمري مساء الاثنين في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة صنعاء مساء الاثنين 21من جمادى الأولى 1434هجرية الموافق الأول من إبريل 2013م، وتم مواراة جثمانه في مقبرة خزيمة بصنعاء.
ومع هول الفاجعة برحيل أخي العزيز الحبيب الوديع الدكتور عبدالعظيم العمري يصعب عليَّ أن استحضر الكثير من الذكريات عنه، وحسبه هذه الجموع الحاشدة التي جاءت لتوديعه إلى مثواه الأخيرة، وإني لأرجو أن تكون عاجل البشرى له في الدنيا، سائلاً المولى جلّ جلاله، أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
’’ إناّ لله وإنّا إليه راجعون’’
[email protected]
- الصحوة نت – خاص
3/4/2013
الحمد لله في السراء والضراء، الحمد لله الذي لا يُحمَد على مكروه سواه، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا عبد العظيم لمحزنون.
انتقل إلى الرفيق الأعلى الأستاذ الكبير، والمربي الفاضل، والقائد الجامع؛ الدكتور عبد العظيم بن محمد بن عبدالله العمري بعد معاناة طويلة مع المرض، عاشها محتسباً بصبر جميل ونفس راضية، نسأل الله أن يجعل ذلك تطهيراً لذنوبه وزيادة في أجره، وعلوّاً في درجته..
ولد– رحمه الله– في مدينة تعـز عام 1958م من أسرة كريمة تجمع بين العلم وإدارة الدولة، نشأ على الطاعة والصلاح، وتربى على قيم الإسلام، والتحق بالحركة الإسلامية في بواكير شبابه.
كان– رحمه الله- أخاً حميماً وأباً رحيماً، علمنا بسلوكه كيف نعطي ولا ننتظر الجزاء من البشر، وأن نعمل ولا نعرف الكسل، وندأب لخدمة ديننا وأمتنا دون كلل، تعلمنا منه كيف نواجه الأحداث الجسام بإيمان الواثقين وصبر المجاهدين، ويقين المؤمنين..
كان عبد العظيم العمري علَماً شامخاً يفرض احترامه حيثما حلّ، لكنه يبتعد عن الأضواء، يُقدم غيره وينسى نفسه؛ سواء كان ذلك في الأعمال التنظيمية أم المناصب العامة، يصنع الرجال ولا يسابقهم في دنياهم، وسعادته حين ينجحون ويتقدمون ويبرزون قادة في المجتمع وخدماً لشعبهم في مختلف مجالات الحياة!
كان فقيدنا- رحمه الله- يحمل طموح الشباب وهمّة القادة وعزيمة الأبطال، وهو مع ذلك حكيم وعاقل، صاحب رأي يحسن عرضه وتوضيحه والمنافحة عنه، ولا يتنازل عنه بسهولة؛ لكنه ليس متعصباً ولا متزمتاً، بل حين يُجمع إخوانه على أمر يصبح جنديّاً مطواعاً لا يتردد ولا يتلكأ، لا يمُنّ ولا يستكثر، لا يتعالى ولا يعتَدّ برأيه ..
منذ عرفته طالباً في القاهرة قبل ثلث قرن داعية متوازناً، يستضيف الزائرين في شقته، ويجمع الشباب حوله؛ كثير التبسم نادر العبوس، حبيبٌ قريبٌ ودودٌ، الجلوس معه يفتح الآمال ويذلل الصعاب، ويُهَوّن المخاطر ويشدّ العزائم، لا يعرف التّسَخُط، ولا يدركه اليأس، هو ذلك المعين الذي يروي الظامئين من إيمانه وعلمه وفكره وتجاربه، وظلّ كذلك حتى أيامه الأخيرة عندما زرته في مرض موته رحمه الله.
عاصر الدكتور عبد العظيم التحولات الكبرى في وطنه اليمن وكان أحد صانعيها، لكنه آثر أن يذهب بأجره كله، فلم يأخذ من دنيا الناس شيئاً، لم يُزاحم على مال ولا منصب ولا جاه، رحل خفيفاً إلا ما تركه من رجال ونساء أسهم في تربيتهم، وأحسن صقل مواهبهم، وصنع منهم دعاة وساسة وقادة وأساتذة ومربين.
كان الأخ عبد العظيم العمري – رحمه الله – محاضراً يأسر القلوب، ويُقنع العقول، ويُحَرّك العواطف، يعطي بلا حدود، وينداح شلالاً من الحكمة والخلق الكريم، وكثيراً ما كنت التقيه في مدينة قريبة أو بعيدة ملبياً لدعوة محبيه مشاركاً لهم مناشطهم وندواتهم، يذهب ويأتي بلا جلبة ولا ضجيج كالذي يمشي على الرمل الناعم لا تسمع وقع خطواته لكنك ترى أثرها على الأرض!!
قال عنه من يعرفه الكثير، واستحضر هنا ما قاله عنه الأخ المفكر الأستاذ أحمد الأسودي: ( كان قائداً حكيماً وشخصية مضحية معطاءة)، وقال عنه المهندس محسن باصرة: (القائد الرباني، صاحب الهمة العالية، والصدر الواسع، والرّقة والإحساس والمشاعر والبشاشة، والعقل الراجح) وقال عنه الأستاذ عبد الحافظ الفقيه: (كان نموذجاً متميّزاً في العمل والتضحية والإيثار) وقال عنه الأستاذ فؤاد دحابة: (كان أباً حنوناً، وأخاً مربياً، وجاراً وفياً، وسياسياً محنكاً) وقال عنه الدكتور مروان الغفوري: (كان عبد العظيم العمري الشخص الذي يصعب نسيان ملامحه عندما يتحدث في الشؤون المعرفية، بما فيها تلك التي لن تتفق معه فيها البتة!)
كانت وفاة الدكتور العمري مساء الاثنين في مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة صنعاء مساء الاثنين 21من جمادى الأولى 1434هجرية الموافق الأول من إبريل 2013م، وتم مواراة جثمانه في مقبرة خزيمة بصنعاء.
ومع هول الفاجعة برحيل أخي العزيز الحبيب الوديع الدكتور عبدالعظيم العمري يصعب عليَّ أن استحضر الكثير من الذكريات عنه، وحسبه هذه الجموع الحاشدة التي جاءت لتوديعه إلى مثواه الأخيرة، وإني لأرجو أن تكون عاجل البشرى له في الدنيا، سائلاً المولى جلّ جلاله، أن يتغمّده بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يجمعنا به في مقعد صدق عند مليك مقتدر، ولأهله وذويه الصبر والسلوان.
’’ إناّ لله وإنّا إليه راجعون’’
[email protected]
- الصحوة نت – خاص