الكاتبة:مها المحمدي -خاص الوفاق
صدر نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم يحمل الدنيا بما فيها ومن فيها ...
في إنسانه عوالم الناس منذ بدء الخلقة إلى منتهاها لايجد النقص الإنساني مساغاً إليه ! سبحان من جمع له أجلّ صفات الكمال والجمال، وسر العظمة في العظماء تمام الإنسانية.
حياته عليه أفضل الصلاة والسلام حياة القلوب الوالهة تجاه الموجودات فإن باغتته الأقدار بما يحزنه كان الحزن وكانت دموع النبوة..
دموع مستيقظة تعيش الحدث تحيا معانيه وعليها ضابط الشرع والرجولة ، وهل الرجولة إلا رقة في حزم وعزم في إمطار ، يُمطر العاطفة فتنقلب إلى مثال الرحمة التي تفتقت عن الألم كالماء يجتمع من زخ يسيل على الأسطح والجُدر وعلى القمم والسفوح ليجتمع على كل الأحوال في مجرى واحد فإن تسرب إلى بطن الأرض أنبت الزرع وملأ جوف الآبار وإن أقيمت عليه السدود نظم الري فظهرت الجنان على جانبيه وإن جرى سيلاً أفزع من حوله ثم عاد خيراً وبهاء ، على هذا النمط وبتلك النوازع بكى نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم .
وسيمتد بنا الحديث لنتتبع دموعه دمعة دمعة في حلقات ليضج الزمان كما سبق وضج بآية الرحمة المهداة للعالمين لنضع الإنسانية جميعها في حالته النفسية التي ذرف نداه من أجلها متى أشرفت دمعة منه على الدنيا قالت الشمس كلمتها :
هكذا يكون الإشراق لا إشراقي المرهون بالأفول !
الدمعة الأولى...
في وجله من الآخرة وإخباته لربه يكون لجوفه أزيز كأزيز المرجل فعن عبد الله بن الشخير قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي. رواه النسائي بسند صحيح
والمرجل القدر من الحديد والأزيز صوت غليانه !
ظاهر الإخلاص إرادة المراقبة وأنس القرب في وجل الخائفين فإن كان الباب مفتوحا فتلك هيبة الإجلال حارسة الأذن الواعية أصغت لقلب أدام الإصغاء ولنظر أدام التبصر ، طعم محبة الله والخوف منه والشوق إلى لقائه درجات مخاطبة تتسامى فيها النفس حتى تعيش الخلود الأخروي في حضرة المولى تعالى وهي في دنيا الأرض ! وهي في خوفها ورجائها متألمة أشد الألم فيصمت الطلب وتختبئ المسألة تتردد تردد الماء المغلي في قدر الحديد في ارتفاع من يرغب في الانعتاق من جدار ذلك القدر توقد عليه ، حطبه هيبة الرحمن والرجاء فيما عنده تعالى يناشدها بأن تناله بميثاق الموحد للواحد الذي لا ذنب عليه متقدم ولا متأخر ، ولو أتم الراوي لقال وخشيت على كبده الشريف صلى الله عليه وسلم أن تنصدع .
لامساحة لمعاني القسوة في قلب مفعم بالآلام والأحزان يهاب ربه ويرجوه بهذه الصفة فأي أخلاق لقلب أدبه ربه فأحسن تأديبه ؟
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) : يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا) . رواه البخاري .
وطريق السلامة هو طريق الخُلق، كيف ينتهي الإنسان ؟ إلى أي نهاية ؟
إنها النهاية التي تُخشى لو علمنا ما علم صلى الله عليه وسلم لبكينا كثيراً وضحكنا قليلاً فالعبرة والاعتبار في البناء لا الهدم والنهايات لا البدايات ، إن بكاء طويلاً نحتاجه الآن لنضحك غداً لا ضحك قصير يبكينا أعماراً فالوقت قريب بعيد
بُعد ما بين المشرقين وقرب ما بين العينين !
صدر نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم يحمل الدنيا بما فيها ومن فيها ...
في إنسانه عوالم الناس منذ بدء الخلقة إلى منتهاها لايجد النقص الإنساني مساغاً إليه ! سبحان من جمع له أجلّ صفات الكمال والجمال، وسر العظمة في العظماء تمام الإنسانية.
حياته عليه أفضل الصلاة والسلام حياة القلوب الوالهة تجاه الموجودات فإن باغتته الأقدار بما يحزنه كان الحزن وكانت دموع النبوة..
دموع مستيقظة تعيش الحدث تحيا معانيه وعليها ضابط الشرع والرجولة ، وهل الرجولة إلا رقة في حزم وعزم في إمطار ، يُمطر العاطفة فتنقلب إلى مثال الرحمة التي تفتقت عن الألم كالماء يجتمع من زخ يسيل على الأسطح والجُدر وعلى القمم والسفوح ليجتمع على كل الأحوال في مجرى واحد فإن تسرب إلى بطن الأرض أنبت الزرع وملأ جوف الآبار وإن أقيمت عليه السدود نظم الري فظهرت الجنان على جانبيه وإن جرى سيلاً أفزع من حوله ثم عاد خيراً وبهاء ، على هذا النمط وبتلك النوازع بكى نبينا العظيم صلى الله عليه وسلم .
وسيمتد بنا الحديث لنتتبع دموعه دمعة دمعة في حلقات ليضج الزمان كما سبق وضج بآية الرحمة المهداة للعالمين لنضع الإنسانية جميعها في حالته النفسية التي ذرف نداه من أجلها متى أشرفت دمعة منه على الدنيا قالت الشمس كلمتها :
هكذا يكون الإشراق لا إشراقي المرهون بالأفول !
الدمعة الأولى...
في وجله من الآخرة وإخباته لربه يكون لجوفه أزيز كأزيز المرجل فعن عبد الله بن الشخير قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيز كأزيز المرجل يعني يبكي. رواه النسائي بسند صحيح
والمرجل القدر من الحديد والأزيز صوت غليانه !
ظاهر الإخلاص إرادة المراقبة وأنس القرب في وجل الخائفين فإن كان الباب مفتوحا فتلك هيبة الإجلال حارسة الأذن الواعية أصغت لقلب أدام الإصغاء ولنظر أدام التبصر ، طعم محبة الله والخوف منه والشوق إلى لقائه درجات مخاطبة تتسامى فيها النفس حتى تعيش الخلود الأخروي في حضرة المولى تعالى وهي في دنيا الأرض ! وهي في خوفها ورجائها متألمة أشد الألم فيصمت الطلب وتختبئ المسألة تتردد تردد الماء المغلي في قدر الحديد في ارتفاع من يرغب في الانعتاق من جدار ذلك القدر توقد عليه ، حطبه هيبة الرحمن والرجاء فيما عنده تعالى يناشدها بأن تناله بميثاق الموحد للواحد الذي لا ذنب عليه متقدم ولا متأخر ، ولو أتم الراوي لقال وخشيت على كبده الشريف صلى الله عليه وسلم أن تنصدع .
لامساحة لمعاني القسوة في قلب مفعم بالآلام والأحزان يهاب ربه ويرجوه بهذه الصفة فأي أخلاق لقلب أدبه ربه فأحسن تأديبه ؟
وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال) : يا أمة محمد ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني ، يا أمة محمد لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا) . رواه البخاري .
وطريق السلامة هو طريق الخُلق، كيف ينتهي الإنسان ؟ إلى أي نهاية ؟
إنها النهاية التي تُخشى لو علمنا ما علم صلى الله عليه وسلم لبكينا كثيراً وضحكنا قليلاً فالعبرة والاعتبار في البناء لا الهدم والنهايات لا البدايات ، إن بكاء طويلاً نحتاجه الآن لنضحك غداً لا ضحك قصير يبكينا أعماراً فالوقت قريب بعيد
بُعد ما بين المشرقين وقرب ما بين العينين !