زيد الشامي
أمام اليمنيين اليوم فرصة نادرة للنهوض، والخروج من حالة الضعف والتخلف والفرقة، يمكنهم الانطلاق إلى آفاق من التعايش والمحبة والوئام، ومن ثم التشمير نحو البناء والارتقاء والازدهار...
اليمنيون؛ كل اليمنيين: الأفراد والأحزاب، الجماعات والفئات، الجهات والمناطق، من حكموا ومن كانوا في المعارضة، حتى أولئك الذين أخطأوا في حق شعبهم واعترفوا بأخطائهم، الجميع يمكن أن يستوعبهم اليمن الجديد ولكن بشرط واحد ؛ أن يغادروا المربعات التي كانوا فيها، وينتقلوا إلى واحة السلام والأمان والتراحم والتسامح والتغافر، عليهم أن يقتنعوا بأن التغيير سنة الحياة، وأن الشعب اليمني من حقه أن يعيش بحرية وكرامة، أن يحتكم إلى دولة المؤسسات التي تقيم ميزان العدل والمساواة دون أي محاباة أوتمييز أوإقصاء بين أبناء الوطن الواحد، الدولة التي تضمن التداول السلمي للسلطة دون تحايل أواستخدام للقوة.
الشباب الذين كانوا في مقدمة صفوف المطالبين بالتغيير، أولئك الأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وتعرضوا للقتل والضرب والاعتقال من أجل مستقبل مشرق لليمن وجديد، الشباب الذين لم يمُنّوا على أحد بعطائهم وتضحياتهم، هؤلاء الأفذاذ الميامين كانوا أكثر حرصاً على شعبهم ومستقبل وطنهم من بعض الساسة الذين مازالوا مشدودين إلى الماضي، وأكثر وعياً وتفاعلاً من أولئك الذين لم يعترفوا بالواقع الجديد، وممن لا يريدون أن يستفيدوا من الظروف المساعدة على إغلاق وطي صفحة الماضي بكل مآسيه وآلامه، والمشاركة الفاعلة في بناء اليمن الجديد بمقتضيات اليوم وأشواق الغد، أولئك الشباب الذين شاركوا في انتخابات 21 من فبراير، وأعلنوا استعدادهم للمشاركة في الحوار، وبدأوا في تقليص ساحات الاعتصام تخفيفا على السكان، ومن حقهم أن يطلبوا سرعة إطلاق سراح إخوانهم المعتقلين كمؤشر لحسن النوايا وتمهيداً للحوار ..
اليمنيون في فترة انتقالية توافقية يجب أن تُصَب فيها كل الجهود نحو الانتقال الآمن للسلطة والإعداد لمرحلة الاستقرار، ومع ذلك فما زالت القوى السياسية دون مستوى الانتقال إلى المرحلة الجديدة.
فالذين كانوا في المعارضة سابقاً عليهم أن يستوعبوا أنهم أصبحوا مشاركين في السلطة، وليس في ذلك عيب أو انتقاص من نضالهم وتضحياتهم، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية بكل شجاعة - وعلى قدر ما أخذوا من سلطات - فالمعارضة ليست موقعاً مقدّساً يتشبثون بأهدابه، والسلطة ليست رجساً يحرصون على التطهر منه، بل عليهم أن يجتهدوا ويحرصوا على العمل والنزاهة ويواجهوا المشكلات بكل شجاعة !!
ومن كانوا في السلطة توفرت لهم فرصة نادرة للاستمرار كمشاركين في الحكم، وما يقومون به من معارضة للحكومة المشاركين فيها - عبر البرلمان أو المواقع التنفيذية في كل تكوينات الدولة، أو من خلال وسائلهم الاعلامية المتنوعة والمتعددة - هذا سلوك غير منطقي ويتناقض مع توقيعهم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وهم يخطئون حين يريدون أن يبقى كل شيء بدون أي تغيير، كما أن الاعتقاد بأن الوظيفة العامة يجب أن تبقى ملكاً خاصاً لهم، فلايقول بهذا عاقل وإلا لما كانت الأزمات التي تحولت إلى ثورة عارمة قلبت كل الموازين، وأوجدت وضعا جديداً لايمكن إنكاره أوتجاوزه، عليهم أن يستوعبوا أن الكفاءات يجب أن تأخذ وضعها الطبيعي بغض النظرعن انتمائها السياسي، ولأنهم كانوا قد استأثروا بكل المواقع القيادية في الدولة، فإن التدوير الوظيفي سيبدأ بهم، أما من كانوا في دائرة الإهمال فليسوا في مواقع حتى يتم تدويرها عليهم أو بينهم !!
الإخوة في الحراك الجنوبي نتمنى عليهم أن يغادروا مربع الانفصال، وعدم التنكر ليمنيتهم، وليعلموا أنهم ليسوا وحدهم من يمثل الجنوب، يقبلوا بالحوار وسيجدون التأييد والمناصرة لمطالبهم المشروعة من كل إخوانهم من مختلف القوى السياسية، فجميعنا يشعر أهم قد ظلموا، ويجب أن يجدوا العدالة والمساواة وعدم الإقصاء، نحب أن يكونوا مع شعبهم اليمني في تحقيق الحرية والكرامة .
الإخوة الحوثيون آن الأوان أن يرتاحوا من عناء الحروب وكوارثها ولايمكن أن يكون لهم حضور سياسي حتى يدخلوا فيما دخل فيه الناس، ويشاركوا في العمل السياسي الذي يقبل بالآخر ويتعايش معه، وحتى يتفرغوا مع غيرهم لإعادة البناء وإعمار ما دمرته الحروب ، والفرصة مواتية للتصالح مع كل من اختلفوا معه ..
الجماعات المسلحة الأخرى عليها أن تغادر مربع العنف وتقبل التعايش مع الآخرين، ويكفي ماحدث من مآسي في أبين، فالتشريد والعذاب الذي طال أبناء المحافظة لأكثر من عام انتهى بمعركة فيها خسائر كبيرة، وكان بالإمكان تجنبها، وأتمنى أن يعلنوا نبذ العنف والقبول بالحوار ..
لايمكن أن نتجاوز الآلام وتحقيق المصالحة الوطنية دون الاعتراف بتضحيات الشهداء وتخليد ذكراهم وتعويض أسرهم، وكذا الجرحى والمعاقين، ولهذا فإن معارضة قوانين المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية محاولة لطمس الحقائق وترحيل للثارات الذي نريد أن تنتهي لتتفرغ الأجيال القادمة للبناء بدلاً من البحث عن وسائل للانتقام !!
الخلاصة أن جميع اليمنيين مدعوون اليوم لمغادرة مربعاتهم السابقة، والانتقال إلى ميدان النهوض الجديد، حاملين روح التسامي فوق الجراح، والتطلع إلى يمن جديد مستفيدين من الفرصة النادرة التي تهيأت لهم، ولنساعد أنفسنا قبل أن يساعدنا الآخرون !
[email protected]
*الصحوة نت
أمام اليمنيين اليوم فرصة نادرة للنهوض، والخروج من حالة الضعف والتخلف والفرقة، يمكنهم الانطلاق إلى آفاق من التعايش والمحبة والوئام، ومن ثم التشمير نحو البناء والارتقاء والازدهار...
اليمنيون؛ كل اليمنيين: الأفراد والأحزاب، الجماعات والفئات، الجهات والمناطق، من حكموا ومن كانوا في المعارضة، حتى أولئك الذين أخطأوا في حق شعبهم واعترفوا بأخطائهم، الجميع يمكن أن يستوعبهم اليمن الجديد ولكن بشرط واحد ؛ أن يغادروا المربعات التي كانوا فيها، وينتقلوا إلى واحة السلام والأمان والتراحم والتسامح والتغافر، عليهم أن يقتنعوا بأن التغيير سنة الحياة، وأن الشعب اليمني من حقه أن يعيش بحرية وكرامة، أن يحتكم إلى دولة المؤسسات التي تقيم ميزان العدل والمساواة دون أي محاباة أوتمييز أوإقصاء بين أبناء الوطن الواحد، الدولة التي تضمن التداول السلمي للسلطة دون تحايل أواستخدام للقوة.
الشباب الذين كانوا في مقدمة صفوف المطالبين بالتغيير، أولئك الأبطال الذين حملوا أرواحهم على أكفهم، وتعرضوا للقتل والضرب والاعتقال من أجل مستقبل مشرق لليمن وجديد، الشباب الذين لم يمُنّوا على أحد بعطائهم وتضحياتهم، هؤلاء الأفذاذ الميامين كانوا أكثر حرصاً على شعبهم ومستقبل وطنهم من بعض الساسة الذين مازالوا مشدودين إلى الماضي، وأكثر وعياً وتفاعلاً من أولئك الذين لم يعترفوا بالواقع الجديد، وممن لا يريدون أن يستفيدوا من الظروف المساعدة على إغلاق وطي صفحة الماضي بكل مآسيه وآلامه، والمشاركة الفاعلة في بناء اليمن الجديد بمقتضيات اليوم وأشواق الغد، أولئك الشباب الذين شاركوا في انتخابات 21 من فبراير، وأعلنوا استعدادهم للمشاركة في الحوار، وبدأوا في تقليص ساحات الاعتصام تخفيفا على السكان، ومن حقهم أن يطلبوا سرعة إطلاق سراح إخوانهم المعتقلين كمؤشر لحسن النوايا وتمهيداً للحوار ..
اليمنيون في فترة انتقالية توافقية يجب أن تُصَب فيها كل الجهود نحو الانتقال الآمن للسلطة والإعداد لمرحلة الاستقرار، ومع ذلك فما زالت القوى السياسية دون مستوى الانتقال إلى المرحلة الجديدة.
فالذين كانوا في المعارضة سابقاً عليهم أن يستوعبوا أنهم أصبحوا مشاركين في السلطة، وليس في ذلك عيب أو انتقاص من نضالهم وتضحياتهم، وعليهم أن يتحملوا المسؤولية بكل شجاعة - وعلى قدر ما أخذوا من سلطات - فالمعارضة ليست موقعاً مقدّساً يتشبثون بأهدابه، والسلطة ليست رجساً يحرصون على التطهر منه، بل عليهم أن يجتهدوا ويحرصوا على العمل والنزاهة ويواجهوا المشكلات بكل شجاعة !!
ومن كانوا في السلطة توفرت لهم فرصة نادرة للاستمرار كمشاركين في الحكم، وما يقومون به من معارضة للحكومة المشاركين فيها - عبر البرلمان أو المواقع التنفيذية في كل تكوينات الدولة، أو من خلال وسائلهم الاعلامية المتنوعة والمتعددة - هذا سلوك غير منطقي ويتناقض مع توقيعهم على المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وهم يخطئون حين يريدون أن يبقى كل شيء بدون أي تغيير، كما أن الاعتقاد بأن الوظيفة العامة يجب أن تبقى ملكاً خاصاً لهم، فلايقول بهذا عاقل وإلا لما كانت الأزمات التي تحولت إلى ثورة عارمة قلبت كل الموازين، وأوجدت وضعا جديداً لايمكن إنكاره أوتجاوزه، عليهم أن يستوعبوا أن الكفاءات يجب أن تأخذ وضعها الطبيعي بغض النظرعن انتمائها السياسي، ولأنهم كانوا قد استأثروا بكل المواقع القيادية في الدولة، فإن التدوير الوظيفي سيبدأ بهم، أما من كانوا في دائرة الإهمال فليسوا في مواقع حتى يتم تدويرها عليهم أو بينهم !!
الإخوة في الحراك الجنوبي نتمنى عليهم أن يغادروا مربع الانفصال، وعدم التنكر ليمنيتهم، وليعلموا أنهم ليسوا وحدهم من يمثل الجنوب، يقبلوا بالحوار وسيجدون التأييد والمناصرة لمطالبهم المشروعة من كل إخوانهم من مختلف القوى السياسية، فجميعنا يشعر أهم قد ظلموا، ويجب أن يجدوا العدالة والمساواة وعدم الإقصاء، نحب أن يكونوا مع شعبهم اليمني في تحقيق الحرية والكرامة .
الإخوة الحوثيون آن الأوان أن يرتاحوا من عناء الحروب وكوارثها ولايمكن أن يكون لهم حضور سياسي حتى يدخلوا فيما دخل فيه الناس، ويشاركوا في العمل السياسي الذي يقبل بالآخر ويتعايش معه، وحتى يتفرغوا مع غيرهم لإعادة البناء وإعمار ما دمرته الحروب ، والفرصة مواتية للتصالح مع كل من اختلفوا معه ..
الجماعات المسلحة الأخرى عليها أن تغادر مربع العنف وتقبل التعايش مع الآخرين، ويكفي ماحدث من مآسي في أبين، فالتشريد والعذاب الذي طال أبناء المحافظة لأكثر من عام انتهى بمعركة فيها خسائر كبيرة، وكان بالإمكان تجنبها، وأتمنى أن يعلنوا نبذ العنف والقبول بالحوار ..
لايمكن أن نتجاوز الآلام وتحقيق المصالحة الوطنية دون الاعتراف بتضحيات الشهداء وتخليد ذكراهم وتعويض أسرهم، وكذا الجرحى والمعاقين، ولهذا فإن معارضة قوانين المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية محاولة لطمس الحقائق وترحيل للثارات الذي نريد أن تنتهي لتتفرغ الأجيال القادمة للبناء بدلاً من البحث عن وسائل للانتقام !!
الخلاصة أن جميع اليمنيين مدعوون اليوم لمغادرة مربعاتهم السابقة، والانتقال إلى ميدان النهوض الجديد، حاملين روح التسامي فوق الجراح، والتطلع إلى يمن جديد مستفيدين من الفرصة النادرة التي تهيأت لهم، ولنساعد أنفسنا قبل أن يساعدنا الآخرون !
[email protected]
*الصحوة نت