(زيد الشامي)
خلق الله البشر على هذه الأرض واستخلفهم فيها ليعمروها ولا يدمّروها، يبنوها ولا يخربوها، جعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ولايتناكروا، وليتعاونوا ولايتقاتلوا؛ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على هذه المعاني، السلام هو الأصل والحروب هي الاستثناء؛ من أجل رد العدوان أو استعادة الحقوق، أو إزاحة الحواجز التي تحول دون السماح بإبلاغ دعوة الله إلى الناس ’’لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ’’.
وعندما نستعرض حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنجد أن أيام حروبه كانت محدودة وتُعدّ بأصابع اليدين، فقد أفنى عمره في دعوة الناس وتربيتهم وتزكية نفوسهم، ولم يجبر أحداً على الدخول في الإسلام قسراً، وقد انتشر الإسلام في الكثير من أقطار العالم – بعد ذلك - عن طريق التجار المسلمين والدعاة والعلماء، وبتأثير الحضارة الإسلامية التي سادت في عصور نهضة المسلمين وأفول وتراجع الحضارات الأخرى!!
في الإسلام الدماء والأموال والأعراض مصانة، وهي بين المسلمين أشد حرمة، ويتجاوز الله عن أخطاء العباد في حقه سبحانه إذا تابوا وأنابوا، لكنه لا يسامح في حقوق الناس، وأكثرها أهمية الدماء التي شدد العقوبة على من يسفكها.
إن التفجير الذي حدث في ميدان السبعين الاثنين الماضي، والذي ذهب ضحيته نحو من مائة شهيد يعتبر جريمة ينكرها الشرع والعقل، ولا تقرّه الأعراف والأخلاق والقيم، ولا القوانين الوضعية البشرية، ولا نملك هنا إلا أن نعبر عن بالغ التعازي لأسر أولئك الشهداء وندعو للجرحى بالشفاء العاجل، ونبتهل إلى الله أن يأخذ بأيدينا لنتمكن من إنهاء هذه المآسي والانتقال إلى السلام والأمان والمحبة والوئام .
الأماني الطيبة لا تكفي وحدها لإنهاء المآسي، فلابد من إجراءات تمنع تكرار ما حدث، ويجب إعادة النظر في هيكلة الأجهزة الأمنية التي كثرت وتعددت ولم نلمس أي تأثير إيجابي لها، فلم تمنع جريمة قبل وقوعها، ولم تقبض على قاطع طريق، ولم تتمكن من السيطرة على أولئك الذين يضربون أبراج الكهرباء، وأقل ما يُقال أن هذه الأجهزة قد فشلت في المهمة الأساسية التي تحملت مسؤوليتها، وليس في الاعتراف بهذه الحقيقة عيب أو انتقاص، والحزم والمصلحة العامة يقضيان بضرورة إصلاح هذه الأجهزة !
ولابد أن نؤكد هنا على أهمية إنهاء كل الأسباب التي ربما يتذرّع بها من يمارس أعمال العنف، وأهمها أن يتولّى اليمنيون أنفسُهم: جيشاً وأمناً وشعبا التصدي للإرهاب، وأن يقتصر طلب المساعدة الخارجية على الدعم (اللوجستي) والتدريب والتسليح والمعلومات، ومن المعيب السماح لأي طيران أجنبي أن يخترق السيادة اليمنية، خاصة وقد تبين أن هذا التدخل يضر أكثر مما ينفع، بل يخلّف مآسي يصعب معالجتها !
ربما يظن من يقفون وراء حوادث القتل والعنف والإرهاب أنهم سوف يوقفون عجلة التغيير، أو يحولون دون تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أو العودة إلى الماضي ومنع انتقال السلطة سلمياً، ولكن كل تلك الأعمال والفوضى وقطع الطرق وإقلاق الأمن يؤكد لليمنيين أنهم أمام طريق واحد يتمثل في الانتقال إلى مرحلة الأمن والاستقرار، ولن يتم ذلك إلا بالحوار الوطني الشامل والاتفاق على إقامة دولة المؤسسات .
ليس في اليمن من يريد إقامة دولة تخالف الإسلام، وليس فينا من لا يريد دولة مدنية يحكمها الدستور والقانون ولا تسمح لأي كان أن يكون فوق المساءلة، ولا يرضى أحدنا أن يكون قرارنا غير مستقل لا يخضع للتدخل الأجنبي، ليس منا من يقبل الظلم والإقصاء على أي مواطن أو فئة أو حزب أو محافظة أوجهة، كلنا نبحث عن العدل والمواطنة المتساوية والحرية وحماية الحقوق، كل هذا سيتحقق بالوعي والشعور بالمسؤولية وأن يضع اليمنيون أيديهم معاً ليصنعوا مستقبلهم بعيداً عن العنف والاحتراب وفرض الأفكار بالقوة، الخروج من المآسي ليس بالإصرار على الرأي، ولا التمترس وراء القناعات الخاصة، وليس بالفوضى، ولا بالعنف، وإنما بالحوار والتقارب والتفاهم، وما يمكن الوصول إليه غداً لماذا لا نتفق عليه اليوم !؟
[email protected]
*الصحوة نت
خلق الله البشر على هذه الأرض واستخلفهم فيها ليعمروها ولا يدمّروها، يبنوها ولا يخربوها، جعلهم شعوباً وقبائل ليتعارفوا ولايتناكروا، وليتعاونوا ولايتقاتلوا؛ الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تؤكد على هذه المعاني، السلام هو الأصل والحروب هي الاستثناء؛ من أجل رد العدوان أو استعادة الحقوق، أو إزاحة الحواجز التي تحول دون السماح بإبلاغ دعوة الله إلى الناس ’’لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغيّ’’.
وعندما نستعرض حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم سنجد أن أيام حروبه كانت محدودة وتُعدّ بأصابع اليدين، فقد أفنى عمره في دعوة الناس وتربيتهم وتزكية نفوسهم، ولم يجبر أحداً على الدخول في الإسلام قسراً، وقد انتشر الإسلام في الكثير من أقطار العالم – بعد ذلك - عن طريق التجار المسلمين والدعاة والعلماء، وبتأثير الحضارة الإسلامية التي سادت في عصور نهضة المسلمين وأفول وتراجع الحضارات الأخرى!!
في الإسلام الدماء والأموال والأعراض مصانة، وهي بين المسلمين أشد حرمة، ويتجاوز الله عن أخطاء العباد في حقه سبحانه إذا تابوا وأنابوا، لكنه لا يسامح في حقوق الناس، وأكثرها أهمية الدماء التي شدد العقوبة على من يسفكها.
إن التفجير الذي حدث في ميدان السبعين الاثنين الماضي، والذي ذهب ضحيته نحو من مائة شهيد يعتبر جريمة ينكرها الشرع والعقل، ولا تقرّه الأعراف والأخلاق والقيم، ولا القوانين الوضعية البشرية، ولا نملك هنا إلا أن نعبر عن بالغ التعازي لأسر أولئك الشهداء وندعو للجرحى بالشفاء العاجل، ونبتهل إلى الله أن يأخذ بأيدينا لنتمكن من إنهاء هذه المآسي والانتقال إلى السلام والأمان والمحبة والوئام .
الأماني الطيبة لا تكفي وحدها لإنهاء المآسي، فلابد من إجراءات تمنع تكرار ما حدث، ويجب إعادة النظر في هيكلة الأجهزة الأمنية التي كثرت وتعددت ولم نلمس أي تأثير إيجابي لها، فلم تمنع جريمة قبل وقوعها، ولم تقبض على قاطع طريق، ولم تتمكن من السيطرة على أولئك الذين يضربون أبراج الكهرباء، وأقل ما يُقال أن هذه الأجهزة قد فشلت في المهمة الأساسية التي تحملت مسؤوليتها، وليس في الاعتراف بهذه الحقيقة عيب أو انتقاص، والحزم والمصلحة العامة يقضيان بضرورة إصلاح هذه الأجهزة !
ولابد أن نؤكد هنا على أهمية إنهاء كل الأسباب التي ربما يتذرّع بها من يمارس أعمال العنف، وأهمها أن يتولّى اليمنيون أنفسُهم: جيشاً وأمناً وشعبا التصدي للإرهاب، وأن يقتصر طلب المساعدة الخارجية على الدعم (اللوجستي) والتدريب والتسليح والمعلومات، ومن المعيب السماح لأي طيران أجنبي أن يخترق السيادة اليمنية، خاصة وقد تبين أن هذا التدخل يضر أكثر مما ينفع، بل يخلّف مآسي يصعب معالجتها !
ربما يظن من يقفون وراء حوادث القتل والعنف والإرهاب أنهم سوف يوقفون عجلة التغيير، أو يحولون دون تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، أو العودة إلى الماضي ومنع انتقال السلطة سلمياً، ولكن كل تلك الأعمال والفوضى وقطع الطرق وإقلاق الأمن يؤكد لليمنيين أنهم أمام طريق واحد يتمثل في الانتقال إلى مرحلة الأمن والاستقرار، ولن يتم ذلك إلا بالحوار الوطني الشامل والاتفاق على إقامة دولة المؤسسات .
ليس في اليمن من يريد إقامة دولة تخالف الإسلام، وليس فينا من لا يريد دولة مدنية يحكمها الدستور والقانون ولا تسمح لأي كان أن يكون فوق المساءلة، ولا يرضى أحدنا أن يكون قرارنا غير مستقل لا يخضع للتدخل الأجنبي، ليس منا من يقبل الظلم والإقصاء على أي مواطن أو فئة أو حزب أو محافظة أوجهة، كلنا نبحث عن العدل والمواطنة المتساوية والحرية وحماية الحقوق، كل هذا سيتحقق بالوعي والشعور بالمسؤولية وأن يضع اليمنيون أيديهم معاً ليصنعوا مستقبلهم بعيداً عن العنف والاحتراب وفرض الأفكار بالقوة، الخروج من المآسي ليس بالإصرار على الرأي، ولا التمترس وراء القناعات الخاصة، وليس بالفوضى، ولا بالعنف، وإنما بالحوار والتقارب والتفاهم، وما يمكن الوصول إليه غداً لماذا لا نتفق عليه اليوم !؟
[email protected]
*الصحوة نت