بقلم/سيف العسلي
الأربعاء 23 مايو 2012 12:03 ص
ربِّ قد مسني الضر، لأن الانسان في بلادي قد كره نفسه وبعضه البعض، فأصبح الانسان أرخص من الرصاص والدم، أرخص من البترول ولحم البشر، أرخص من لحم الحيوانات والدموع، أرخص من الماء.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي شراء السلاح أولى من شراء الغذاء والتدمير أهم من البناء والكذب أفضل من الصدق والتضليل مقدم على المصارحة والمغالطة مفضلة على المصارحة والموتى أفضل من الاحياء.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي يتم الاحتفال بالموت ويتم احتقار الحياة، يتم أكل لحوم الموتى وبدون خجل، عندما يتم قتل أبناء بلادي يتفاخر البعض بعددهم الكبير و يعتبر ذلك نصرا. عندما يتم قتل أبناء بلدي يستخدم ذلك البعض لاتهام اعدائهم بذلك وإن لم يكن لهم دخل في ذلك، عندما يتم قتل أبناء بلادي يبرر البعض فشله بذلك، عندما يتم قتل ابناء بلادي يستمرىء البعض طغيانه فلا يكف عن ذلك.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي عندما يظهر الجوعى جوعهم يُكثر الأغنياء من طعامهم وتبذيرهم، وعندما تكون ثياب المستضعفين رثة، يتفاخر الأغنياء في ملابسهم، ويكثر المتسولون ويقبض الميسورون أيديهم، وعندما يكثر المرضى يتردد الأطباء في علاجهم، وعندما يبحث أبناء بلادي عن وطن آخر يتباهى المسئولون بحجم الحرية المتاحة لهم.
ربِّ قد مسني الضرر لأن في بلادي يستهزئون بأعمال المبدعين منهم ويقدسون تفاهات الآخرين، لا يسمعون نداءات بعضهم بعضا ويصغون لهمسات الآخرين، يرفعون رؤوسهم أمام بعضهم البعض ويهطعونها أمام الآخرين، ويبعدون انظارهم عن انظار بعضهم البعض ولا يرتد لهم طرف عن الآخرين.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي قد انتشرت النميمة كالنار في الهشيم، لقد أصبحت لغة التخاطب اليومية، فلا تخلو منها قناة تلفزيونية ولا إذاعة ولا صحيفة، بل إنه لا يخلو منها مجلس أو تفريطة، بل إنه لا يخلو منها أي نجوى، بل إنه لا تخلو منها حتى خواطر النفس.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي قد انتشر الحسد فأضحى كالعملة، فلا يتردد أحد في مقابلة الحسد بمثله، فمن لا يفعل ذلك لا يستطيع أن يكون أي رابطة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية.
ربِّ إني قد مسني الضر لأن في بلادي قد انقرض الإيثار فلم يعد يوجد إلا في بطون الكتب والاساطير والحكايات القديمة، فإذا كانت بعض المجتمعات تجسد ما انقرض في المتاحف فإن في بلادي قد بخلت على الآثار حتى بذلك مخافة أن تتذكره الأجيال القادمة.
ربِّ قد مسني الضرر لأن في بلادي يتنافس السياسيون في التصلب والتعنت تجاه بعضهم البعض وينبطحون جميعاً أمام الأجانب، يغلق السياسيون الأبواب أمام بعضهم البعض ويخلعونها أمام الأجانب، يقابل السياسيون بعضهم البعض بالرصاص والقذائف ويستقبلون الأجانب بالورد.
ربِّ قد مسني الضر، لأن ذلك يؤلمني ولا اقدر أن أفعل شيئاً غير التبرؤ من ذلك وإدانة ذلك، ربِّ إني قد مسني الضر لأن ذلك لم يغير شيئاً فلم يبق لي سوى الدعاء إليك، فأنت أرحم الراحمين وأنت على كل شيء قدير.
يا أرحم الراحمين أزل عن قومي الكراهية حتى يحب كل انسان نفسه أولاً، وأخاه في الوطن ثانياً، وأخاه في الدين ثالثاً.. ربِّ ارزق قومي حب الحياة فيتمتعوا بها ويحافظوا عليها بكل ما آتيتهم من قوة.. ربِّ ألهم قومي احترام ذاتهم وبعضهم البعض فيقدروا ما منحتهم من إبداع، ربِّ انزع ما في قلوب قومي من حسد وغلٍ حتى يعيشوا إخواناً متحابين يحبون لإخوانهم ما يحبونه لأنفسهم.
ربِّ قِ قومي شح أنفسهم حتى يحن القوي على الضعيف والغني على الفقير والصحيح على المريض والفرِح على المكروب والسعيد على التعيس.. ربِّ أزل عن قومي التعنت حتى يسمع بعضهم بعضا وينصح بعضهم بعضا وينتقد بعضهم بعضا ويفهم بعضهم بعضا ويتسامح بعضهم مع بعض ويعيش بعضهم مع بعض.
ربِّ قد مسني الضر فأصلح أحوال بلدي حتى أتمكن من العيش بسلام وأن أعبدك برضا وأن أحمدك بعمق وأن أشكرك من خلال القيام بالعمل الصالح الذي ترضاه.. ربِّ أني أدعوك فأنت أرحم الراحمين.. سميع مجيب.
*الجمهورية نت
الأربعاء 23 مايو 2012 12:03 ص
ربِّ قد مسني الضر، لأن الانسان في بلادي قد كره نفسه وبعضه البعض، فأصبح الانسان أرخص من الرصاص والدم، أرخص من البترول ولحم البشر، أرخص من لحم الحيوانات والدموع، أرخص من الماء.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي شراء السلاح أولى من شراء الغذاء والتدمير أهم من البناء والكذب أفضل من الصدق والتضليل مقدم على المصارحة والمغالطة مفضلة على المصارحة والموتى أفضل من الاحياء.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي يتم الاحتفال بالموت ويتم احتقار الحياة، يتم أكل لحوم الموتى وبدون خجل، عندما يتم قتل أبناء بلادي يتفاخر البعض بعددهم الكبير و يعتبر ذلك نصرا. عندما يتم قتل أبناء بلدي يستخدم ذلك البعض لاتهام اعدائهم بذلك وإن لم يكن لهم دخل في ذلك، عندما يتم قتل أبناء بلادي يبرر البعض فشله بذلك، عندما يتم قتل ابناء بلادي يستمرىء البعض طغيانه فلا يكف عن ذلك.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي عندما يظهر الجوعى جوعهم يُكثر الأغنياء من طعامهم وتبذيرهم، وعندما تكون ثياب المستضعفين رثة، يتفاخر الأغنياء في ملابسهم، ويكثر المتسولون ويقبض الميسورون أيديهم، وعندما يكثر المرضى يتردد الأطباء في علاجهم، وعندما يبحث أبناء بلادي عن وطن آخر يتباهى المسئولون بحجم الحرية المتاحة لهم.
ربِّ قد مسني الضرر لأن في بلادي يستهزئون بأعمال المبدعين منهم ويقدسون تفاهات الآخرين، لا يسمعون نداءات بعضهم بعضا ويصغون لهمسات الآخرين، يرفعون رؤوسهم أمام بعضهم البعض ويهطعونها أمام الآخرين، ويبعدون انظارهم عن انظار بعضهم البعض ولا يرتد لهم طرف عن الآخرين.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي قد انتشرت النميمة كالنار في الهشيم، لقد أصبحت لغة التخاطب اليومية، فلا تخلو منها قناة تلفزيونية ولا إذاعة ولا صحيفة، بل إنه لا يخلو منها مجلس أو تفريطة، بل إنه لا يخلو منها أي نجوى، بل إنه لا تخلو منها حتى خواطر النفس.
ربِّ قد مسني الضر لأن في بلادي قد انتشر الحسد فأضحى كالعملة، فلا يتردد أحد في مقابلة الحسد بمثله، فمن لا يفعل ذلك لا يستطيع أن يكون أي رابطة اجتماعية أو سياسية أو ثقافية.
ربِّ إني قد مسني الضر لأن في بلادي قد انقرض الإيثار فلم يعد يوجد إلا في بطون الكتب والاساطير والحكايات القديمة، فإذا كانت بعض المجتمعات تجسد ما انقرض في المتاحف فإن في بلادي قد بخلت على الآثار حتى بذلك مخافة أن تتذكره الأجيال القادمة.
ربِّ قد مسني الضرر لأن في بلادي يتنافس السياسيون في التصلب والتعنت تجاه بعضهم البعض وينبطحون جميعاً أمام الأجانب، يغلق السياسيون الأبواب أمام بعضهم البعض ويخلعونها أمام الأجانب، يقابل السياسيون بعضهم البعض بالرصاص والقذائف ويستقبلون الأجانب بالورد.
ربِّ قد مسني الضر، لأن ذلك يؤلمني ولا اقدر أن أفعل شيئاً غير التبرؤ من ذلك وإدانة ذلك، ربِّ إني قد مسني الضر لأن ذلك لم يغير شيئاً فلم يبق لي سوى الدعاء إليك، فأنت أرحم الراحمين وأنت على كل شيء قدير.
يا أرحم الراحمين أزل عن قومي الكراهية حتى يحب كل انسان نفسه أولاً، وأخاه في الوطن ثانياً، وأخاه في الدين ثالثاً.. ربِّ ارزق قومي حب الحياة فيتمتعوا بها ويحافظوا عليها بكل ما آتيتهم من قوة.. ربِّ ألهم قومي احترام ذاتهم وبعضهم البعض فيقدروا ما منحتهم من إبداع، ربِّ انزع ما في قلوب قومي من حسد وغلٍ حتى يعيشوا إخواناً متحابين يحبون لإخوانهم ما يحبونه لأنفسهم.
ربِّ قِ قومي شح أنفسهم حتى يحن القوي على الضعيف والغني على الفقير والصحيح على المريض والفرِح على المكروب والسعيد على التعيس.. ربِّ أزل عن قومي التعنت حتى يسمع بعضهم بعضا وينصح بعضهم بعضا وينتقد بعضهم بعضا ويفهم بعضهم بعضا ويتسامح بعضهم مع بعض ويعيش بعضهم مع بعض.
ربِّ قد مسني الضر فأصلح أحوال بلدي حتى أتمكن من العيش بسلام وأن أعبدك برضا وأن أحمدك بعمق وأن أشكرك من خلال القيام بالعمل الصالح الذي ترضاه.. ربِّ أني أدعوك فأنت أرحم الراحمين.. سميع مجيب.
*الجمهورية نت