د. عبدالعزيز المقالح
هل خرج شيطان الطائفية في الوطن العربي من القمقم؟ ومَنْ هم الذين سعوا إلى استيلاده وتربيته وتدريبه ثم أخرجوه في الوقت المناسب؟ وكيف تجاهلت الأمة العربية في كل أقطارها هذا الخطر الذي بدأ يتربى وينمو في حجر القوى المعادية وفي حجر الأخطاء السياسية منذ وقت طويل، وبالتحديد منذ استولت القوى بالاحتلال والانتداب والهيمنة على الأرض العربية من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج . وحينما جاء أوان خروجها كانت قد استزرعت واستولدت كثيراً من بذور الشر، وتركت الكثير من القنابل الموقوتة . وما شيطان الطائفية الذي بدأ يطل برأسه في أكثر من قطر عربي، إن لم يكن فيها جميعها، إلا مولودها الطبيعي الذي تجاهلته بعض الأنظمة بحسن نية أو بسوء نية، ومكّنت له بأخطائها من أن يكبر ويتمدد إلى أن أصبح أخطبوطاً يهدد النسيج القومي والوطني في كل الأقطار العربية دون استثناء .
ومنذ سنوات ونحن -أنا وغيري من حَملة هموم هذه الأمة- نكتب محذرين ومنبهين إلى تنامي هذا الخطر في حياتنا العربية، لكن السكارى والمخدّرين بنشوة السلطة لا ينظرون إلا إلى ما تحت أقدامهم وساعدوا من خلال قهر الحرية وقمع التنوع الإيجابي على تنمية كثير من الأخطار، وفي مقدمتها الخطر الطائفي الذي تسلل إلى بعض النفوس المريضة والمعادية للتعايش والتآلف، وصار لها وجود حتى في الأقطار العربية ذات التجانس التام والتي ظلت نظيفة من الانقسامات العرقية والمذهبية، فقد وقعت هي الأخرى في المأزق الطائفي أو الجهوي المناطقي، وبدأ الحديث فيها عن سكان الجبال وسكان الشواطئ والسهول، وبدأت الرياح الكريهة تهب فيها معلنة في الخفاء ثم في العلن عن حالة تمايز لا مبرر لها في التاريخ واللغة والعقيدة والعرق .
لكن يبدو أن الأصوات المنذرة والمحذرة تلاشت في فضاء الضجيج الإعلامي وتهويشاته التي لا معنى لها، أو أن لها معنى واحداً هو تغييب هذه الأمة عن حقيقتها من جهة، وتغييب أبنائها عن هويتهم من جهة ثانية، وفي سباق خاسر على اكتساب أوسع جمهور تمادت بعض أجهزة الإعلام العربية في الاتجاه نحو برامج التسلية، ونحو تخدير الأمة وأبنائها والدعوة إلى النوم في العسل، حيث لا عسل ولا يحزنون، بل عمل غير منظور لا يعرف التوقف ولا ينام ضد الأمة ومقومات وحدتها، وما يفرضه عليها واجب حمل الأمانة التاريخية الداعية إلى البناء والتكاتف ومواجهة الأخطار . وإذا كانت هناك أصوات إعلامية نظيفة وشرعية لم تخن رسالتها فقد ضاع صوتها أو كاد في زحمة الأصوات الفارغة المدمرة .
إن الأمة اليوم، أمام مفترق طرق، قد لا تكون واضحة تماماً، لكنه من السهل جداً على أبنائها الأمناء أن يعرفوا طريقهم الصحيح وأن يلتزموا أنبل الوسائل المؤدية إلى المستقبل الموعود والمنشود في أقرب وقت من الزمن، وبأقل قدر من الخسائر، وهو طريق التقارب والوئام وتوحيد الصفوف وتجاوز كل الدعوات الانشقاقية الهادفة إلى العبث بالنسيج القومي والوطني والاجتماعي، وهؤلاء الأبناء قادرون كذلك على مقاومة كل اختلاف غير موضوعي وغير ضروري تؤدي نتائجه إلى الخلاف والانقسام والتباعد بين أبناء الوطن الواحد، مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم لما يترتب على ذلك الخلاف من تمزق في الأواصر، وما يرافقه من دعوات تحريضية كريهة تهدد الحاضر فضلاً عن المستقبل، وذلك بعض ما هدف إليه أعداء الأمة، وهو ما أعدوا له منذ زمن غير قصير .
لقد خرج شيطان الطائفية عربياً من القمقم، هكذا يقولون، وما من قطر عربي كبيراً كان هذا القطر أو صغيراً إلا وقد عانى ويعاني مؤثرات هذا الشيطان الخارج من القمقم، ولا حل مقبولاً ومعقولاً لدرء هذا الشر إلا بمزيد من الحرية وإطلاق التعددية والتنوع البنّاء في إطار الأمة الواحدة على مستوى الأقطار وعلى مستوى الوطن الواحد .
هل خرج شيطان الطائفية في الوطن العربي من القمقم؟ ومَنْ هم الذين سعوا إلى استيلاده وتربيته وتدريبه ثم أخرجوه في الوقت المناسب؟ وكيف تجاهلت الأمة العربية في كل أقطارها هذا الخطر الذي بدأ يتربى وينمو في حجر القوى المعادية وفي حجر الأخطاء السياسية منذ وقت طويل، وبالتحديد منذ استولت القوى بالاحتلال والانتداب والهيمنة على الأرض العربية من أقصى المحيط إلى أقصى الخليج . وحينما جاء أوان خروجها كانت قد استزرعت واستولدت كثيراً من بذور الشر، وتركت الكثير من القنابل الموقوتة . وما شيطان الطائفية الذي بدأ يطل برأسه في أكثر من قطر عربي، إن لم يكن فيها جميعها، إلا مولودها الطبيعي الذي تجاهلته بعض الأنظمة بحسن نية أو بسوء نية، ومكّنت له بأخطائها من أن يكبر ويتمدد إلى أن أصبح أخطبوطاً يهدد النسيج القومي والوطني في كل الأقطار العربية دون استثناء .
ومنذ سنوات ونحن -أنا وغيري من حَملة هموم هذه الأمة- نكتب محذرين ومنبهين إلى تنامي هذا الخطر في حياتنا العربية، لكن السكارى والمخدّرين بنشوة السلطة لا ينظرون إلا إلى ما تحت أقدامهم وساعدوا من خلال قهر الحرية وقمع التنوع الإيجابي على تنمية كثير من الأخطار، وفي مقدمتها الخطر الطائفي الذي تسلل إلى بعض النفوس المريضة والمعادية للتعايش والتآلف، وصار لها وجود حتى في الأقطار العربية ذات التجانس التام والتي ظلت نظيفة من الانقسامات العرقية والمذهبية، فقد وقعت هي الأخرى في المأزق الطائفي أو الجهوي المناطقي، وبدأ الحديث فيها عن سكان الجبال وسكان الشواطئ والسهول، وبدأت الرياح الكريهة تهب فيها معلنة في الخفاء ثم في العلن عن حالة تمايز لا مبرر لها في التاريخ واللغة والعقيدة والعرق .
لكن يبدو أن الأصوات المنذرة والمحذرة تلاشت في فضاء الضجيج الإعلامي وتهويشاته التي لا معنى لها، أو أن لها معنى واحداً هو تغييب هذه الأمة عن حقيقتها من جهة، وتغييب أبنائها عن هويتهم من جهة ثانية، وفي سباق خاسر على اكتساب أوسع جمهور تمادت بعض أجهزة الإعلام العربية في الاتجاه نحو برامج التسلية، ونحو تخدير الأمة وأبنائها والدعوة إلى النوم في العسل، حيث لا عسل ولا يحزنون، بل عمل غير منظور لا يعرف التوقف ولا ينام ضد الأمة ومقومات وحدتها، وما يفرضه عليها واجب حمل الأمانة التاريخية الداعية إلى البناء والتكاتف ومواجهة الأخطار . وإذا كانت هناك أصوات إعلامية نظيفة وشرعية لم تخن رسالتها فقد ضاع صوتها أو كاد في زحمة الأصوات الفارغة المدمرة .
إن الأمة اليوم، أمام مفترق طرق، قد لا تكون واضحة تماماً، لكنه من السهل جداً على أبنائها الأمناء أن يعرفوا طريقهم الصحيح وأن يلتزموا أنبل الوسائل المؤدية إلى المستقبل الموعود والمنشود في أقرب وقت من الزمن، وبأقل قدر من الخسائر، وهو طريق التقارب والوئام وتوحيد الصفوف وتجاوز كل الدعوات الانشقاقية الهادفة إلى العبث بالنسيج القومي والوطني والاجتماعي، وهؤلاء الأبناء قادرون كذلك على مقاومة كل اختلاف غير موضوعي وغير ضروري تؤدي نتائجه إلى الخلاف والانقسام والتباعد بين أبناء الوطن الواحد، مهما كانت انتماءاتهم وتوجهاتهم لما يترتب على ذلك الخلاف من تمزق في الأواصر، وما يرافقه من دعوات تحريضية كريهة تهدد الحاضر فضلاً عن المستقبل، وذلك بعض ما هدف إليه أعداء الأمة، وهو ما أعدوا له منذ زمن غير قصير .
لقد خرج شيطان الطائفية عربياً من القمقم، هكذا يقولون، وما من قطر عربي كبيراً كان هذا القطر أو صغيراً إلا وقد عانى ويعاني مؤثرات هذا الشيطان الخارج من القمقم، ولا حل مقبولاً ومعقولاً لدرء هذا الشر إلا بمزيد من الحرية وإطلاق التعددية والتنوع البنّاء في إطار الأمة الواحدة على مستوى الأقطار وعلى مستوى الوطن الواحد .