*مها المحمدي -خاص بالوفاق
سمعت طرقات متهاوية على الباب تنم عن ثقل يد الطارق فأدركت أنه هو ، اتجهت نحو الباب بخطى مكلومة تحطها وترفعها بنزف شديد، وما إن شدت الباب إليها حتى سقط جسده المتهالك فدفعها ثقله إلى الجدار فتحاملت على آلامها لتجده تناصف بين عتبة بابها وبين الطريق
نظرت إليه بكل حسرات البشر فرفع يده إليها ، مدت يدها وبدأت تعاني جر جسده الثقيل وبقايا من صويحباته لا يزال يحملها معه ؟ وبين انحناء وسقوط وارتفاع وقيام ولج عتبة بابها وألقى بتهالكه على أقرب مقعد ، وكما اعتادت معه بدأ يهذي وأصغت
يُحسن السرد هو كما تحسن هي الإصغاء قال :
كنت بصحبة ( ...... ) و( ....... ) وهاتفت أثناء سيري إليهما ( ...... ) قالت الأولى: إنها لم ترى رجلاً مثلي عاطفة وحنانا والثانية أعجبها حسني وهندامي وبلغ إعجابها أنها عافت كل أصناف الرجال، أما الثالثة فقد خانت زوجها معي وحين هددت بتركها قررت الانتحار فتراجعت رحمة بأولادها !
وفيما مضى من الزمن رافقت ابنة الجيران ، وبنات عمي كن يرفضن كل من يتقدم لهن يرقبن إشارة مني لعل واحدة تفوز بفتنة عمرها ولم أعر أي منهن اهتمامي فيما راهنت رفيقات المكتب على فرس جمالهن ورحلات ترافقنني فيها إلى بقاع العالم وعلى حسابهن الخاص لا يردن إلا أنا (إياي ) رفيقاً ينعمن بصحبته أما حسناوات خؤولتي فقد قعد بهن عن طلب الوصال خوفهن الشديد من لوعة غرامي فاكتفين بالحسرة
وعلى شاشات المحادثة أصول وأجول فتنثر الحسان ذوات المكانة الاجتماعية المتميزة أرقام هواتفهن على صفحتي وتظل كل واحدة منهن تتعبد جوف الليل بمحراب شاشة جهازها علها أن تنال شرف المحادثة ، فأتخير منهن ما أشاء وأسمعهن عذب الحديث، فتجن الواحدة مخمورة بقولٍ حَسَنٍ أرجو فيه الأجر والمثوبة !
سكرت بنشوة آهات الحب وما عدت أميز بين مفتاح وقلم .. ؟
فكتبت بالمفتاح أبلغ مقاطع الغزل ونشرته على جناح الأفق فحمله السحاب إلى مسامع كل أنثى فضجت الوليدة بالصراخ وصاحت الأجنة من الإناث في الأرحام تنادي بالرحمة فكيف لهن بالهدوء أمام رجولتي الصاخبة ؟
وأمسكت بالقلم أدير به سيارتي لأصل إليكِ فوجدتُ على مقودي فتاة ، وبين لفائف علبة المناديل فتاة ، وإلى جانبي أخرى وثالثة خلفي رأيتها في مرآة الباب وكلهن يبتسمن لي بغواية كل الإناث ولما وضعت قدمي أشد وقود سيارتي؛ لتنطلق سمعت أنيناً وتوجعا رقيقا تلك أخرى رأت في موقع قدمي قمم الجبال تكللت بتاج الثلج لترسم مع الأفق أرق وأنفس لوحات الجمال ومع كل هذه الفتنة وجدتني منساقا إليكِ أيتها الحبية الوحيدة !!
ها يا أجمل وأطهر وأكمل عقل نساء الدنيا ، حبيبتي أنتِ قولي ما الاسم الذي تودين أن أدللك به ؟
افتر ثغرها الأنيق عن بسمة هي تعويذة صبر واحتمال
بادر صوت هاتفه يدندن فنظر إلى شاشته وأغلقه بحنق وقال :
- كم تزعجني مطاردة هذه المرأة! لقد أنهيت علاقتي بها، ولكنها لا تكف عن مطارداتها، والتفت إلى الساكنة بطرفها إلى الأرض يقول: - ها حبيبتي، لم تخبريني بم تريدينني أن أناديك ؟
قالت :
- بالاسم الذي تشاء
قال:
- حبيبتي
ثم بادر :
- ما رأيك فيما سمعتِ ؟
قالت : لا رأي لي، افعل ما تشاء، وأعشق كما تشاء .
قال :أرجو أن لا تكون الغيرة قد وجدت إليكِ سبيلا، أنا فقط أريد أن أثبت لكِ أنه على الرغم من كل من حولي إلا أنني لا أرغب إلا بكِ أنتِ فقط، فليس لإحداهن إلى قلبي مسلك ؟ فهل يمكن أن أترك أكمل نساء الدنيا عقلاً وأجملهن وأطهرهن وأنظر إلى كل أولئك ؟ مستحيل
لقد ذكرتك لهن، ودار عنك حديث مجالسهن، فاستقبحن جمالك، واستنكرن براءتك، وعدوها الغباء بعينه ، أو المحال، وأشارت واحدة وأكثر إلى دهائك في التزييف ، وهذا من لؤم النساء .
احذري حبيبتي أن تنزلقي إلى ما انزلقن إليه، فأنا أعشقك نقية صافية كرذاذ المطر حديث عهد بالسحاب .
والآن وقبل أن أودعك يا حبيبة قلبي قولي ماالذي يمكن أن أقدمه لكِ لأثبت لكِ حبي، وأنك الوحيدة في قلبي ؟
وبينما كانت نظراتها تقلب حديثه حرفاً وانفعالا، وتقاسيم صوته العميق بكل جرأته، قام من مكانه مسرعاً باتجاه الباب فقد لمح بين ثنايا ذاكرته موعد إحداهن أسرع بقوة ساقي عداء لا بتلك المتهاوية قبل لحظات على بابها، وعلى مقعدها ترك بقايا من كلمات بعضهن على نافذة سمعها تسربت من أذنيه ، وضحكات أخرى على منديله الذي مسح به وجهه على ذراع المقعد ، وهمسات أشواقه لهن تملأ فضاء حجرتها، أما رائحة سكره بلوعات اللاتي أضناهن الوجد فعبق بها المكان .
قامت تجر أنفاسها لتغلق الباب خلفه فسمعت حنينه وأنينه لمن يهاتف وهو ينطلق بمقصورة أحلامه، أغلقت الباب ومعه أغلقت باب قسمتها منه .. تطهيره للحظات ...
سمعت طرقات متهاوية على الباب تنم عن ثقل يد الطارق فأدركت أنه هو ، اتجهت نحو الباب بخطى مكلومة تحطها وترفعها بنزف شديد، وما إن شدت الباب إليها حتى سقط جسده المتهالك فدفعها ثقله إلى الجدار فتحاملت على آلامها لتجده تناصف بين عتبة بابها وبين الطريق
نظرت إليه بكل حسرات البشر فرفع يده إليها ، مدت يدها وبدأت تعاني جر جسده الثقيل وبقايا من صويحباته لا يزال يحملها معه ؟ وبين انحناء وسقوط وارتفاع وقيام ولج عتبة بابها وألقى بتهالكه على أقرب مقعد ، وكما اعتادت معه بدأ يهذي وأصغت
يُحسن السرد هو كما تحسن هي الإصغاء قال :
كنت بصحبة ( ...... ) و( ....... ) وهاتفت أثناء سيري إليهما ( ...... ) قالت الأولى: إنها لم ترى رجلاً مثلي عاطفة وحنانا والثانية أعجبها حسني وهندامي وبلغ إعجابها أنها عافت كل أصناف الرجال، أما الثالثة فقد خانت زوجها معي وحين هددت بتركها قررت الانتحار فتراجعت رحمة بأولادها !
وفيما مضى من الزمن رافقت ابنة الجيران ، وبنات عمي كن يرفضن كل من يتقدم لهن يرقبن إشارة مني لعل واحدة تفوز بفتنة عمرها ولم أعر أي منهن اهتمامي فيما راهنت رفيقات المكتب على فرس جمالهن ورحلات ترافقنني فيها إلى بقاع العالم وعلى حسابهن الخاص لا يردن إلا أنا (إياي ) رفيقاً ينعمن بصحبته أما حسناوات خؤولتي فقد قعد بهن عن طلب الوصال خوفهن الشديد من لوعة غرامي فاكتفين بالحسرة
وعلى شاشات المحادثة أصول وأجول فتنثر الحسان ذوات المكانة الاجتماعية المتميزة أرقام هواتفهن على صفحتي وتظل كل واحدة منهن تتعبد جوف الليل بمحراب شاشة جهازها علها أن تنال شرف المحادثة ، فأتخير منهن ما أشاء وأسمعهن عذب الحديث، فتجن الواحدة مخمورة بقولٍ حَسَنٍ أرجو فيه الأجر والمثوبة !
سكرت بنشوة آهات الحب وما عدت أميز بين مفتاح وقلم .. ؟
فكتبت بالمفتاح أبلغ مقاطع الغزل ونشرته على جناح الأفق فحمله السحاب إلى مسامع كل أنثى فضجت الوليدة بالصراخ وصاحت الأجنة من الإناث في الأرحام تنادي بالرحمة فكيف لهن بالهدوء أمام رجولتي الصاخبة ؟
وأمسكت بالقلم أدير به سيارتي لأصل إليكِ فوجدتُ على مقودي فتاة ، وبين لفائف علبة المناديل فتاة ، وإلى جانبي أخرى وثالثة خلفي رأيتها في مرآة الباب وكلهن يبتسمن لي بغواية كل الإناث ولما وضعت قدمي أشد وقود سيارتي؛ لتنطلق سمعت أنيناً وتوجعا رقيقا تلك أخرى رأت في موقع قدمي قمم الجبال تكللت بتاج الثلج لترسم مع الأفق أرق وأنفس لوحات الجمال ومع كل هذه الفتنة وجدتني منساقا إليكِ أيتها الحبية الوحيدة !!
ها يا أجمل وأطهر وأكمل عقل نساء الدنيا ، حبيبتي أنتِ قولي ما الاسم الذي تودين أن أدللك به ؟
افتر ثغرها الأنيق عن بسمة هي تعويذة صبر واحتمال
بادر صوت هاتفه يدندن فنظر إلى شاشته وأغلقه بحنق وقال :
- كم تزعجني مطاردة هذه المرأة! لقد أنهيت علاقتي بها، ولكنها لا تكف عن مطارداتها، والتفت إلى الساكنة بطرفها إلى الأرض يقول: - ها حبيبتي، لم تخبريني بم تريدينني أن أناديك ؟
قالت :
- بالاسم الذي تشاء
قال:
- حبيبتي
ثم بادر :
- ما رأيك فيما سمعتِ ؟
قالت : لا رأي لي، افعل ما تشاء، وأعشق كما تشاء .
قال :أرجو أن لا تكون الغيرة قد وجدت إليكِ سبيلا، أنا فقط أريد أن أثبت لكِ أنه على الرغم من كل من حولي إلا أنني لا أرغب إلا بكِ أنتِ فقط، فليس لإحداهن إلى قلبي مسلك ؟ فهل يمكن أن أترك أكمل نساء الدنيا عقلاً وأجملهن وأطهرهن وأنظر إلى كل أولئك ؟ مستحيل
لقد ذكرتك لهن، ودار عنك حديث مجالسهن، فاستقبحن جمالك، واستنكرن براءتك، وعدوها الغباء بعينه ، أو المحال، وأشارت واحدة وأكثر إلى دهائك في التزييف ، وهذا من لؤم النساء .
احذري حبيبتي أن تنزلقي إلى ما انزلقن إليه، فأنا أعشقك نقية صافية كرذاذ المطر حديث عهد بالسحاب .
والآن وقبل أن أودعك يا حبيبة قلبي قولي ماالذي يمكن أن أقدمه لكِ لأثبت لكِ حبي، وأنك الوحيدة في قلبي ؟
وبينما كانت نظراتها تقلب حديثه حرفاً وانفعالا، وتقاسيم صوته العميق بكل جرأته، قام من مكانه مسرعاً باتجاه الباب فقد لمح بين ثنايا ذاكرته موعد إحداهن أسرع بقوة ساقي عداء لا بتلك المتهاوية قبل لحظات على بابها، وعلى مقعدها ترك بقايا من كلمات بعضهن على نافذة سمعها تسربت من أذنيه ، وضحكات أخرى على منديله الذي مسح به وجهه على ذراع المقعد ، وهمسات أشواقه لهن تملأ فضاء حجرتها، أما رائحة سكره بلوعات اللاتي أضناهن الوجد فعبق بها المكان .
قامت تجر أنفاسها لتغلق الباب خلفه فسمعت حنينه وأنينه لمن يهاتف وهو ينطلق بمقصورة أحلامه، أغلقت الباب ومعه أغلقت باب قسمتها منه .. تطهيره للحظات ...