د.منال أبو الحسن
يحمل الإعلام المضاد العديد من المفاهيم، ومنها إعلام يعادي فكرة الإسلام برمتها والقوى الإسلامية خاصة، وإعلام يناقض الأفكار الإسلامية والقوى الإسلامية ليضعفها منطقياً، وإعلام يناقش الفكرة الإسلامية من خلال عناصر غير حاملين لها فتبدو مشوهة، وإعلام يتحاور مع الإسلاميين من جانب النقد والتقصير، وإعلام يسمح بعرض الفكرة الإسلامية على ألسنة إسلاميين غير مؤهلين إعلامياً لتبدو ضعيفة من خلالهم، وإعلام يسمح للفكرة الإسلامية للعرض من خلال الحوار الناقص فتبدو كما لو كانت «لا تقربوا الصلاة»، وإعلام يعرض الفكرة الإسلامية في وسط أفكار عديدة للتشويش عليها، وإعلام يواجه الفكرة الإسلامية بالعديد من الأفكار المقبولة والمنطقية على ألسنة وبيَد رموز مجتمعية لها شعبية.وإعلام يكثف عرض الفكرة المضادة بالصوت والصورة والألوان وبكل أشكال المنتجات الإعلامية، وإعلام يتعامل مع القانون الموضوع واللوائح من أجل انتقاص شرعية الفكرة الإسلامية. وفي إطار هذه المفاهيم المتعددة للإعلام المضاد للفكرة الإسلامية، نجد العديد من جوانب القوة في الإعلام الإسلامي الذي أعني به الإعلام الحامل للرسالة والفكرة الإسلامية القائمة على الفهم الصحيح للدين دون خلاف أو اختلاف، ومن هذه الجوانب التواجد الفعلي للرموز الإسلامية على مستوى القطاعات الشعبية والتلاحم والقدرة على التجميع والتجمع نحو الفكرة الإسلامية، وتناسب الخطاب الإعلامي مع طبيعة المجتمع وأعرافه وظروفه وقدراته، وتوافر رموز قوية من الدعاة في كافة التخصصات، والتي باتت لا ترتبط بالتخصص الديني الأكاديمي بقدر ارتباطها بالثقافة الإسلامية ومرجعيتها الفكرية. فنجد منهم الطبيب والمهندس والعامل والمعلم وغيرهم، وخاصة بعدما تقلص دور الأزهر في العمل الدعوي على المستويات القطرية والعربية والدولية في عهد الرئيس السابق «مبارك»، ووجود فئة أصبحت أكثر نشاطاً على المستوى العلمي والعملي من الدعاة المهنيين في كافة التخصصات، الحاصلين على شهادات معتمدة تتيح لهم القيام بمهامهم الدعوية في المساجد والنوادي وأماكن التجمعات، وسهولة تواصلهم في القطاعات المختلفة لارتباطهم بأعمال مهنية أخرى، وضعف الفكرة الليبرالية والاشتراكية عملياً ومنطقياًً على مستوى الشارع والجمهور العام. فقد أعطوا كثيراً من الفرص والثروة التي أوجدتها لهم الأنظمة السابقة الحاكمة والمجتمع الدولي من خلال بعض المنظمات الدولية المموِّلة لهم لترسيخ الفكرة الليبرالية في أذهان الشعوب ومقاومة الفكرة الإسلامية، وضعف حجة غير الإسلاميين خاصة بعد الثورة التي أظهرت كيف نهبت هذه الفئة ثروات مصر، وكيف زوروا التاريخ وباعوا خيرات البلاد لأعدائها ثمناًًًً لحكمهم البلاد، وضعف مصداقية الإعلام المضاد من خلال عرض أكاذيبهم على الإنترنت بعدما انتشر الإعلام الجديد، وتمرس عليه فئات عديدة من الجمهور وأصبحوا صانعين للرسالة ومتحكمين فيها، وظهر مفهوم المواطن الإعلامي بالصوت والصورة والألوان، وانتشرت مواقع متخصصة للرصد الإعلامي لمخالفات الإعلام المضاد. جوانب ضعف الإعلام الإسلامي ورغم هذه الجوانب من القوة، فإن الإعلام الإسلامي لم يسلم من جوانب متعددة للضعف تهدد فكرته وتعرقل طريق الوصول للعقول وتصحيح الصورة الذهنية المتوارثة، ومنها ضعف الوسائل الإعلامية الخاصة أو انعدامها ربما بسبب الإجراءات الأمنية المشددة من الحكام السابقين، وضعف التمويل والتعرض للابتلاءات من اعتقالات وقتل وإبعاد للمثقفين والعلماء والصالحين، ثم بعد فتح المجال للرموز الإسلامية للتواجد المحدود والمركز على شاشات التلفزيون وعلى صفحات الجرائد الخاصة والحكومية بعد الثورة، والاستعانة بشخصيات بعينها في الإعلام المرئي؛ ربما تؤدي إلى تشويه الصورة الذهنية للإسلاميين، باستخدام الجوانب الفنية من إضاءة وكاميرات وصوت ومقاطعات ومداخلات، وباستخدام الحوار الجدلي الذي لا يأتي بخير، ولكن لتضييع الفكرة الصحيحة في زخم التوترات الفكرية والآراء المتناقضة والمتضاربة التي لا تزيد الإعلام إلا ضعفاً للمصداقية وهواناً للإعلاميين. وتواجه الفكرة الإسلامية تحدياًًً متمثلاً في قلة الماهرين الإعلاميين المتخصصين في عرض الرسالة ونشرها على الفئات المستهدفة، وضعف الاستفادة من المهارات الإعلامية على مستوى الشباب وحديثي التخرج، وعدم التنوع في استخدام الوسائل التقليدية والجديدة في الإعلام، وضعف الثقافة القانونية الذي يؤدي إلى عدم استخدام القوانين الخاصة بالقذف والسب لمواجة الإعلام المضاد، وضياع الوقت والجهد في الرد عبر وسائل الإعلام على الجوانب الخلافية، والمشاركة في الإعلام المضاد وخاصة المرئي مع شخصيات لا تحترم أخلاقيات الحوار وأدبيات التعامل. الفرص المتاحة للإعلام الإسلامي وعلى الرغم من هذه التحديات فإن الإعلام الإسلامي لديه العديد من الفرص المتاحة والمتوقعة، منها وجود العديد من المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة والموثقة العالية المصداقية، والتي تتيح إعادة تصحيح الرسائل المغلوطة والمضللة، وقدرة العديد من الرموز على المشاركة في فعاليات منتشرة في مؤسسات المجتمع المدني من نوادٍ ونقابات واتحادات وائتلافات، والتواجد الواسع عبر الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وإمكانية المشاركة في الإعلام العربي بصورة واضحة من منطلق اتساع الفكرة الإسلامية لتشمل العديد من القضايا المشتركة في العالم العربي، ووجود العديد من الشباب المتعطش للفكرة الإسلامية الوسطية.
*المجتمع
يحمل الإعلام المضاد العديد من المفاهيم، ومنها إعلام يعادي فكرة الإسلام برمتها والقوى الإسلامية خاصة، وإعلام يناقض الأفكار الإسلامية والقوى الإسلامية ليضعفها منطقياً، وإعلام يناقش الفكرة الإسلامية من خلال عناصر غير حاملين لها فتبدو مشوهة، وإعلام يتحاور مع الإسلاميين من جانب النقد والتقصير، وإعلام يسمح بعرض الفكرة الإسلامية على ألسنة إسلاميين غير مؤهلين إعلامياً لتبدو ضعيفة من خلالهم، وإعلام يسمح للفكرة الإسلامية للعرض من خلال الحوار الناقص فتبدو كما لو كانت «لا تقربوا الصلاة»، وإعلام يعرض الفكرة الإسلامية في وسط أفكار عديدة للتشويش عليها، وإعلام يواجه الفكرة الإسلامية بالعديد من الأفكار المقبولة والمنطقية على ألسنة وبيَد رموز مجتمعية لها شعبية.وإعلام يكثف عرض الفكرة المضادة بالصوت والصورة والألوان وبكل أشكال المنتجات الإعلامية، وإعلام يتعامل مع القانون الموضوع واللوائح من أجل انتقاص شرعية الفكرة الإسلامية. وفي إطار هذه المفاهيم المتعددة للإعلام المضاد للفكرة الإسلامية، نجد العديد من جوانب القوة في الإعلام الإسلامي الذي أعني به الإعلام الحامل للرسالة والفكرة الإسلامية القائمة على الفهم الصحيح للدين دون خلاف أو اختلاف، ومن هذه الجوانب التواجد الفعلي للرموز الإسلامية على مستوى القطاعات الشعبية والتلاحم والقدرة على التجميع والتجمع نحو الفكرة الإسلامية، وتناسب الخطاب الإعلامي مع طبيعة المجتمع وأعرافه وظروفه وقدراته، وتوافر رموز قوية من الدعاة في كافة التخصصات، والتي باتت لا ترتبط بالتخصص الديني الأكاديمي بقدر ارتباطها بالثقافة الإسلامية ومرجعيتها الفكرية. فنجد منهم الطبيب والمهندس والعامل والمعلم وغيرهم، وخاصة بعدما تقلص دور الأزهر في العمل الدعوي على المستويات القطرية والعربية والدولية في عهد الرئيس السابق «مبارك»، ووجود فئة أصبحت أكثر نشاطاً على المستوى العلمي والعملي من الدعاة المهنيين في كافة التخصصات، الحاصلين على شهادات معتمدة تتيح لهم القيام بمهامهم الدعوية في المساجد والنوادي وأماكن التجمعات، وسهولة تواصلهم في القطاعات المختلفة لارتباطهم بأعمال مهنية أخرى، وضعف الفكرة الليبرالية والاشتراكية عملياً ومنطقياًً على مستوى الشارع والجمهور العام. فقد أعطوا كثيراً من الفرص والثروة التي أوجدتها لهم الأنظمة السابقة الحاكمة والمجتمع الدولي من خلال بعض المنظمات الدولية المموِّلة لهم لترسيخ الفكرة الليبرالية في أذهان الشعوب ومقاومة الفكرة الإسلامية، وضعف حجة غير الإسلاميين خاصة بعد الثورة التي أظهرت كيف نهبت هذه الفئة ثروات مصر، وكيف زوروا التاريخ وباعوا خيرات البلاد لأعدائها ثمناًًًً لحكمهم البلاد، وضعف مصداقية الإعلام المضاد من خلال عرض أكاذيبهم على الإنترنت بعدما انتشر الإعلام الجديد، وتمرس عليه فئات عديدة من الجمهور وأصبحوا صانعين للرسالة ومتحكمين فيها، وظهر مفهوم المواطن الإعلامي بالصوت والصورة والألوان، وانتشرت مواقع متخصصة للرصد الإعلامي لمخالفات الإعلام المضاد. جوانب ضعف الإعلام الإسلامي ورغم هذه الجوانب من القوة، فإن الإعلام الإسلامي لم يسلم من جوانب متعددة للضعف تهدد فكرته وتعرقل طريق الوصول للعقول وتصحيح الصورة الذهنية المتوارثة، ومنها ضعف الوسائل الإعلامية الخاصة أو انعدامها ربما بسبب الإجراءات الأمنية المشددة من الحكام السابقين، وضعف التمويل والتعرض للابتلاءات من اعتقالات وقتل وإبعاد للمثقفين والعلماء والصالحين، ثم بعد فتح المجال للرموز الإسلامية للتواجد المحدود والمركز على شاشات التلفزيون وعلى صفحات الجرائد الخاصة والحكومية بعد الثورة، والاستعانة بشخصيات بعينها في الإعلام المرئي؛ ربما تؤدي إلى تشويه الصورة الذهنية للإسلاميين، باستخدام الجوانب الفنية من إضاءة وكاميرات وصوت ومقاطعات ومداخلات، وباستخدام الحوار الجدلي الذي لا يأتي بخير، ولكن لتضييع الفكرة الصحيحة في زخم التوترات الفكرية والآراء المتناقضة والمتضاربة التي لا تزيد الإعلام إلا ضعفاً للمصداقية وهواناً للإعلاميين. وتواجه الفكرة الإسلامية تحدياًًً متمثلاً في قلة الماهرين الإعلاميين المتخصصين في عرض الرسالة ونشرها على الفئات المستهدفة، وضعف الاستفادة من المهارات الإعلامية على مستوى الشباب وحديثي التخرج، وعدم التنوع في استخدام الوسائل التقليدية والجديدة في الإعلام، وضعف الثقافة القانونية الذي يؤدي إلى عدم استخدام القوانين الخاصة بالقذف والسب لمواجة الإعلام المضاد، وضياع الوقت والجهد في الرد عبر وسائل الإعلام على الجوانب الخلافية، والمشاركة في الإعلام المضاد وخاصة المرئي مع شخصيات لا تحترم أخلاقيات الحوار وأدبيات التعامل. الفرص المتاحة للإعلام الإسلامي وعلى الرغم من هذه التحديات فإن الإعلام الإسلامي لديه العديد من الفرص المتاحة والمتوقعة، منها وجود العديد من المواد الإعلامية المصورة والمكتوبة والموثقة العالية المصداقية، والتي تتيح إعادة تصحيح الرسائل المغلوطة والمضللة، وقدرة العديد من الرموز على المشاركة في فعاليات منتشرة في مؤسسات المجتمع المدني من نوادٍ ونقابات واتحادات وائتلافات، والتواجد الواسع عبر الإعلام الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، وإمكانية المشاركة في الإعلام العربي بصورة واضحة من منطلق اتساع الفكرة الإسلامية لتشمل العديد من القضايا المشتركة في العالم العربي، ووجود العديد من الشباب المتعطش للفكرة الإسلامية الوسطية.
*المجتمع