د. محمد عمارة | 12-07-2011 01:22
في علاقة الإسلام بالدولة والسياسة والقانون، هناك – في واقعه الراهن – من يسعى لإعادة إنتاج ما سبق إنتاجه وتسويقه واستهلاكه – بل والتراجع عنه.. وتشييعه إلى ذمة التاريخ - !
ففي سنة 1925م نشر الشيخ علي عبد الرازق ( 1305- 1387هـ 1887- 1968م ) كتابه ( الإسلام وأصول الحكم ) الذي جاء أول محاولة – من داخل الإسلام – لعلمنة الإسلام.. والذي أنكر فيه أن يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أسس دولة أو رأس حكومة.. وفي هذا الكتاب قال:
’’ إن محمدًا – صلي الله عليه وسلم – ما كان إلا رسول لدعوة دينية خالصة للدين، غير مشوبة بشئ من الحكم. وإنه لم يقم بتأسيس مملكة بالمعنى الذي يفهم سياسة من هذه الكلمة ومرادفاتها. وما كان إلا رسولاً كإخوانه الخالدين من الرسل، وما كان ملكًا ولا مؤسس دولة، ولا داعيًا إلى ملك.. هيهات هيهات، لم يكن ثمة حكومة ولا ودولة ولا شئ، ولا ديوان..الخ..كانت زعامة دينية.. ويا بعد ما بين السياسة والدين’’.
ولقد تصدي لنقض هذه الدعوة عدد كبير من علماء الإسلام ومفكر به..ونشر حول هذه القضية عشرات الكتب والدراسات والمقالات – التي كونت ’’مكتبة لأشهر المعارك الفكرية في القرن العشرين..
وإذا كان كثيرون قد تتبعوا الجدل الذي كان حول هذا الموضوع – موضوع البعد المدني والسياسي للإسلام – فإن كثيرين لم يعرفوا أن زعيم الأمة سعد زغلول باشا ( 1273- 1346هـ - 1857- 1927م ) قد كان في طليعة الذين وجهوا النقد الشديد لعلي عبد الرازق وكتابه ودعواه.. فقد أملي سعد زغلول علي سكرتيره الخاص محمد إبراهيم الجزيرى رأيه وموقفه الذي قال فيه:
’’لقد قرأت كتاب ( الإسلام وأصول الحكم ) بإمعان، لأعرف مبلغ الحملات عليه من الخطأ والصواب فجبت – أولا – كيف – يكتب عالم ديني بهذا الأسلوب، في مثل هذا الموضوع؟!.لقد قرأت كثيرا للمستشرقين ولسواهم، فما وجدت ممن طعن منهم في الإسلام حدة كهذه، حدة في التعبير، علي نحو ما كتب الشيخ علي عبد الرازق.
لقد عرفت أنه جاهل بقواعد دينه، بل بالبسيط من نظرياته، وألا فكيف يدعي أن الإسلام وليس دينا مدنيا؟! ولا هو بنظام يصلح للحكم؟! فأية ناحية من نواحي الحياة لم ينص عليها الإسلام؟! هل البيع أو الإجازة أو الهبة أو أي نوع آخر من المعاملات؟! ألم يدرس شيئا من هذا في الأزهر؟!. أو لم يقرأ أن أمما حكمت بقواعد الإسلام فقط عهود طويلة كانت أنضر العصور؟! وأن أمما لا تزال تحكم بهذه القواعد، وهي آمنه مطمئنة؟! فكيف لا يكون الإسلام مدينا ودين حكم؟!. أين كان هذا الشيخ من الدراسة الدينية الأزهرية؟!.
والذي يؤمن حقا أن كثيرا من الشبان الذين لم تقو مداركهم في العلم القومي، والذين تحملهم ثقافتهم الغربية علي الإعجاب بكل جديد، سيتحيزون لمثل هذه الأفكار، خطأ كانت أو صوابا، دون تمحيص ولا درس.
وكم وددت أن يفرق المدافعون عن الشيخ بين حرية الرأي، وبين قواعد الإسلام الراسخة التي تصدي كتابه لهدمها ’’!.
هكذا تحدث سعد زغلول عن الإسلام، كنموذج شامل للمدنية والسياسة والحكم والدولة..فهل قرأ هذا العلمانيون، الذين ينسبون أنفسهم إلي سعد زغلول؟!
*المصريون
في علاقة الإسلام بالدولة والسياسة والقانون، هناك – في واقعه الراهن – من يسعى لإعادة إنتاج ما سبق إنتاجه وتسويقه واستهلاكه – بل والتراجع عنه.. وتشييعه إلى ذمة التاريخ - !
ففي سنة 1925م نشر الشيخ علي عبد الرازق ( 1305- 1387هـ 1887- 1968م ) كتابه ( الإسلام وأصول الحكم ) الذي جاء أول محاولة – من داخل الإسلام – لعلمنة الإسلام.. والذي أنكر فيه أن يكون الرسول – صلى الله عليه وسلم – قد أسس دولة أو رأس حكومة.. وفي هذا الكتاب قال:
’’ إن محمدًا – صلي الله عليه وسلم – ما كان إلا رسول لدعوة دينية خالصة للدين، غير مشوبة بشئ من الحكم. وإنه لم يقم بتأسيس مملكة بالمعنى الذي يفهم سياسة من هذه الكلمة ومرادفاتها. وما كان إلا رسولاً كإخوانه الخالدين من الرسل، وما كان ملكًا ولا مؤسس دولة، ولا داعيًا إلى ملك.. هيهات هيهات، لم يكن ثمة حكومة ولا ودولة ولا شئ، ولا ديوان..الخ..كانت زعامة دينية.. ويا بعد ما بين السياسة والدين’’.
ولقد تصدي لنقض هذه الدعوة عدد كبير من علماء الإسلام ومفكر به..ونشر حول هذه القضية عشرات الكتب والدراسات والمقالات – التي كونت ’’مكتبة لأشهر المعارك الفكرية في القرن العشرين..
وإذا كان كثيرون قد تتبعوا الجدل الذي كان حول هذا الموضوع – موضوع البعد المدني والسياسي للإسلام – فإن كثيرين لم يعرفوا أن زعيم الأمة سعد زغلول باشا ( 1273- 1346هـ - 1857- 1927م ) قد كان في طليعة الذين وجهوا النقد الشديد لعلي عبد الرازق وكتابه ودعواه.. فقد أملي سعد زغلول علي سكرتيره الخاص محمد إبراهيم الجزيرى رأيه وموقفه الذي قال فيه:
’’لقد قرأت كتاب ( الإسلام وأصول الحكم ) بإمعان، لأعرف مبلغ الحملات عليه من الخطأ والصواب فجبت – أولا – كيف – يكتب عالم ديني بهذا الأسلوب، في مثل هذا الموضوع؟!.لقد قرأت كثيرا للمستشرقين ولسواهم، فما وجدت ممن طعن منهم في الإسلام حدة كهذه، حدة في التعبير، علي نحو ما كتب الشيخ علي عبد الرازق.
لقد عرفت أنه جاهل بقواعد دينه، بل بالبسيط من نظرياته، وألا فكيف يدعي أن الإسلام وليس دينا مدنيا؟! ولا هو بنظام يصلح للحكم؟! فأية ناحية من نواحي الحياة لم ينص عليها الإسلام؟! هل البيع أو الإجازة أو الهبة أو أي نوع آخر من المعاملات؟! ألم يدرس شيئا من هذا في الأزهر؟!. أو لم يقرأ أن أمما حكمت بقواعد الإسلام فقط عهود طويلة كانت أنضر العصور؟! وأن أمما لا تزال تحكم بهذه القواعد، وهي آمنه مطمئنة؟! فكيف لا يكون الإسلام مدينا ودين حكم؟!. أين كان هذا الشيخ من الدراسة الدينية الأزهرية؟!.
والذي يؤمن حقا أن كثيرا من الشبان الذين لم تقو مداركهم في العلم القومي، والذين تحملهم ثقافتهم الغربية علي الإعجاب بكل جديد، سيتحيزون لمثل هذه الأفكار، خطأ كانت أو صوابا، دون تمحيص ولا درس.
وكم وددت أن يفرق المدافعون عن الشيخ بين حرية الرأي، وبين قواعد الإسلام الراسخة التي تصدي كتابه لهدمها ’’!.
هكذا تحدث سعد زغلول عن الإسلام، كنموذج شامل للمدنية والسياسة والحكم والدولة..فهل قرأ هذا العلمانيون، الذين ينسبون أنفسهم إلي سعد زغلول؟!
*المصريون