الدكتور المعتصم بالله سليمان الجوارنة
منذ أن خلق الإنسان على الأرض وهو يقوم بتدريب أبنائه على عملية التعايش والانسجام مع البيئة الطبيعية ، ومع الجماعة التي ينتمي إليها ويعيش معها . وتهدف عملية التدريب إلى أن يعيش الفرد الجديد الوافد إلى الحياة الدنيا ، عيشة تتلاءم مع من حوله أو ضمن المجتمع الذي يترعرع فيه منذ الطفولة الأولى أو المبكرة . وبالتالي يبقى هذا الجيل متمسكا بتراث الآباء والأجداد للحفاظ على بقاء الجنس البشري ، وبالتالي تبقى القيم والنظم التي يريدها ، ومن ثم يتحقق الهدف الأساسي لكل جماعة أو مجتمع معين باستمرارية وبقاء ثقافتها .
ومن خلال ذلك أصبح الناس يعيشون ضمن جماعات تجمعهم قيم ونظم وعادات وتقاليد ومعتقدات وأساليب حياة معينة حتى صار لكل منهم هدف وغاية للارتقاء بأساليبهم ونظمهم وطرق معيشتهم . ومن هنا تميزت كل جماعة بطريقة وأسلوب خاص في عملية تدريب أجيالها الجديدة على الحياة ، مما أدى إلى اختلاف الآراء والأفكار المطروحة حول مفهوم عملية التربية أو عملية الانسجام والتواؤم مع محيط الجماعة التي ينتمي إليها ، حيث كان الاختلاف في مفهوم العملية التربوية وطرقها ووسائلها اختلافا كثيرا بين الأمم والشعوب ، ويرجع ذلك لاتساع المفهوم وتشعب مباحثه ، بالإضافة إلى تعدد وتنوع وجهات النظر فيه ، وكثرة المتكلمين عنه ، كل حسب المدرسة التي ينتمي إليها مما أدى إلى اختلاف وتنوع مفهوم التربية ، وتنوع المتحدثين ونظم حياتهم ، ومبادئهم وآمالهم ، وعقائدهم وأمانيهم ، والأهداف التي ترنو إليها كل متحدث أو كل تربوي ، لذلك فإن التربية عملية يحتاج إليها الفرد والمجتمع لأنها أساس البناء والتكوين الخلقي الذي هو أساس تكوين المجتمعات وبنائها على أسس ومبادئ سليمة ، بل تعتبر التربية سببا رئيسيا وبارزا في تنمية الشعوب والمجتمعات اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا ، فالإسلام على سبيل المثال لم ينتشر بالقوة والإكراه ، وإنما أنتشر بقوة الفضيلة والأخلاق والقيم الرفيعة ، وفي هذا المعنى يقول أحد الفلاسفة الفرنسيين يُدعى فولتير في كتابه ( الأخلاق ) :
وليس بصحيح ما يدعى أن الإسلام استولى قهرا بالسيف على أكثر من نصف الكرة الأرضية ، بل كان سبب انتشاره شدة رغبة الناس فيه بعد أن أقنعهم بالحجة والبرهان وبالتالي اقتنعت عقولهم ، وبالتالي تبرز أهمية التربية في زيادة قدرة الشعوب على مواجهة التحديات العصرية والحضارية وفي التنمية الثقافية والاقتصادية وإرساء التماسك الاجتماعي وأحداث عمليات التغير الاجتماعي .
ومما لاشك فيه أن التربية تعتبر عملية تكاملية شاملة لجوانب الإنسان الجسمية والعقلية والخلقية والعاطفية ، وتعلم لأنماط السلوك ، واكتساب للخبرات الاجتماعية ، كما وأن التربية تقدر إنسانية الإنسان فتعمل على تنمية وتوجيه أفضل ما يكون من حيث الخلق والسلوك الاجتماعي والصحة الجسمية والنفسية .
ويلاحظ أن هناك اختلافًا في تشكيل الفرد من مجتمع لآخر ، كما أن هناك اختلافات أخرى ما بين عصر وعصر حسب الظروف التي تمر بكل مجتمع ، وتبعًا للثقافة المؤثرة فيه والمتغيرات التي يفرضها كل عصر . فالفرد في المجتمع البدائي يختلف عنه في المجتمع الزراعي ، كما أنه غير ما يكون عليه في المجتمع الصناعي ، وغير ما يكون عليه في المجتمع الإسلامي ، وهكذا . حيث يبدأ الاختلاف في تعريف ومفهوم التربية فمنهم من عرفها بأنها عملية قصديه أو غير قصديه يتم عن طريقها توجيه الأفراد الإنسانيين . ومنهم من عرفها على أنها هي التعليم ، ولكنها في الواقع تعني أكثر من ذلك لأن التعلم جزء من التربية ، وأنها الوسيلة التي يحدث من خلالها التغير في السلوك وكذلك عرفت بأنها العملية التي تساعد على تشكيل عقل الفرد أو خلقه أو طاقته الجسمية والتربية مستمرة مدى الحياة . في حين عرفت التربية الإسلامية مفهوم التربية على أنها تربية الإنسان المسلم من جميع الجوانب سواء العقلية أو الجسمية أو الخلقية أو الروحية وكذلك الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كل حسب قدراته وإمكاناته للوصول به إلى الكمال الإنساني مطبقا لتعاليم الدين الإسلامي متكيفا مع بيئته . كما أن تعدد الأغراض التربوية يكون بتعدد الأمم والفلسفات والعصور الذي يكون سببًا رئيسًا في تعدد التربيات ؛ إذ إن بعض الفلسفات اهتمت بالفرد لغرض ترقيته وإعداده بصورةٍ أفضل ، ولكن ذلك جاء على حساب المجتمع الذي ينتمي إليه ويعيش فيه . في حين تهتم بعض التربيات بالجانب الاجتماعي ككل وتعتبره عضوًا في هذا المجتمع . ولكن هناك سلبية وهي الاهتمام بمتطلبات المجتمع ككل على حساب الفرد .
يُضاف إلى ذلك عامل آخر وضروري ، وهو التطور في استخدام مفهوم حرية الإنسان والتي منحها الله سبحانه وتعالى له في الأصل . وممارسة الحقوق الإنسانية التي أدت مجتمعةً إلى ظهور بعض المدارس التربوية الفلسفية أو الوضعية مما ساعد على التباين في الأهداف التربوية حسب كل مدرسة تربوية . وهناك مظاهر ساهمت في عملية تعدد المدارس التربوية منها التقدم العلمي من خلال الأبحاث والدراسات العلمية في مجالات حياتية واسعة ، بالإضافة إلى التغيير في نظام الأسرة ( من أسرة ممتدة إلى الأسرة النواة ) وتولد عن ذلك تغير عمل المرأة الذي أدى إلى ازدياد الدخل لدى الأسرة . كما وأن التحديات في المجالات التربوية دفعت إلى عملية تعدد التربيات منها التجديدات في الإدارة التربوية وكذلك في البنى التعليمية ويكون بإنشاء مدارس الصف الواحد أو المدارس الشاملة أو المدارس المهنية المتخصصة وغيرها ، وكذلك التجديدات في المناهج وطرق التدريس وفي الوسائل التعليمية من خلال إدخال مواضيع أكاديمية جديدة أو بإدخال مواضيع تتصل بالحياة . وهذا الاختلاف بشكل عام ساعد بصورة واضحة على اختلاف الآراء حول المفهوم التربوي لاختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة ، بالإضافة إلى تصوراتهم للإنسان الذي تقع عليه مسؤولية القيام بعملية التربية الحديثة .
أما ما يتعلق بالتربية الإسلامية فهي واضحة المفهوم انطلاقًا من وضوح مصادرها وأهدافها وملاءمتها لكل زمان ومكان . فقد اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب حتى يصبحوا نافعين لدينهم ومجتمعهم . ويعتبر دور الأم فى هذا المجال دورًا مؤثرًا ؛ لأنها تلازم طفلها منذ الولادة إلى أن يشب ويترعرع ويصبح رجلا يعتمد على نفسه ، وهذه المسؤولية كبيرة وشاقة على الأم ، ولكنها قادرة عليها بما وهبها الله من عزيمة وصبر وحنان على أبنائها . وقد دعا القرآن الكريم إلى العناية بالأبناء، فقال تعالى : (يُوصيكُمُ اللهُ في أولادِكُمْ) [النساء: 11]، وقال: (يَا أيُّهَا الّذِين آمَنُوا قُوا أَنفسَكُمْ وأَهْليكُمْ نارًا وقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ) [التحريم: 6]، وقال: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه:132]، كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية تأديب الطفل وتربيته فقال : (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم فى المضاجع) [أبو داود] .
وقد قص القرآن الكريم الكثير من صور التأديب والاهتمام بالولد مثل وصية لقمان لابنه. وعلى الأم أن تعمل على تربية طفلها إيمانيَّا واجتماعيَّا ، وأن تعمل على تأديبه بآداب الإسلام . لذلك من خلال ما سبق يلاحظ أن التعدد في التربيات ناتج عن التعدد في المفاهيم التربوية ولاختلاف المجتمعات الإنسانية ، وكذلك تعدد الأهداف التي ترنو إليها هذه المجتمعات ، بالإضافة إلى التطور العلمي واختلاف البيئات. كل ذلك ساعد على ظهور تربيات مختلفة الأهداف لدي المجتمعات الإنسانية .
الدكتور المعتصم بالله سليمان الجوارنة
أستاذ أصول التربية المساعد بجامعة الملك خالد
*تربيتنا
منذ أن خلق الإنسان على الأرض وهو يقوم بتدريب أبنائه على عملية التعايش والانسجام مع البيئة الطبيعية ، ومع الجماعة التي ينتمي إليها ويعيش معها . وتهدف عملية التدريب إلى أن يعيش الفرد الجديد الوافد إلى الحياة الدنيا ، عيشة تتلاءم مع من حوله أو ضمن المجتمع الذي يترعرع فيه منذ الطفولة الأولى أو المبكرة . وبالتالي يبقى هذا الجيل متمسكا بتراث الآباء والأجداد للحفاظ على بقاء الجنس البشري ، وبالتالي تبقى القيم والنظم التي يريدها ، ومن ثم يتحقق الهدف الأساسي لكل جماعة أو مجتمع معين باستمرارية وبقاء ثقافتها .
ومن خلال ذلك أصبح الناس يعيشون ضمن جماعات تجمعهم قيم ونظم وعادات وتقاليد ومعتقدات وأساليب حياة معينة حتى صار لكل منهم هدف وغاية للارتقاء بأساليبهم ونظمهم وطرق معيشتهم . ومن هنا تميزت كل جماعة بطريقة وأسلوب خاص في عملية تدريب أجيالها الجديدة على الحياة ، مما أدى إلى اختلاف الآراء والأفكار المطروحة حول مفهوم عملية التربية أو عملية الانسجام والتواؤم مع محيط الجماعة التي ينتمي إليها ، حيث كان الاختلاف في مفهوم العملية التربوية وطرقها ووسائلها اختلافا كثيرا بين الأمم والشعوب ، ويرجع ذلك لاتساع المفهوم وتشعب مباحثه ، بالإضافة إلى تعدد وتنوع وجهات النظر فيه ، وكثرة المتكلمين عنه ، كل حسب المدرسة التي ينتمي إليها مما أدى إلى اختلاف وتنوع مفهوم التربية ، وتنوع المتحدثين ونظم حياتهم ، ومبادئهم وآمالهم ، وعقائدهم وأمانيهم ، والأهداف التي ترنو إليها كل متحدث أو كل تربوي ، لذلك فإن التربية عملية يحتاج إليها الفرد والمجتمع لأنها أساس البناء والتكوين الخلقي الذي هو أساس تكوين المجتمعات وبنائها على أسس ومبادئ سليمة ، بل تعتبر التربية سببا رئيسيا وبارزا في تنمية الشعوب والمجتمعات اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا ، فالإسلام على سبيل المثال لم ينتشر بالقوة والإكراه ، وإنما أنتشر بقوة الفضيلة والأخلاق والقيم الرفيعة ، وفي هذا المعنى يقول أحد الفلاسفة الفرنسيين يُدعى فولتير في كتابه ( الأخلاق ) :
وليس بصحيح ما يدعى أن الإسلام استولى قهرا بالسيف على أكثر من نصف الكرة الأرضية ، بل كان سبب انتشاره شدة رغبة الناس فيه بعد أن أقنعهم بالحجة والبرهان وبالتالي اقتنعت عقولهم ، وبالتالي تبرز أهمية التربية في زيادة قدرة الشعوب على مواجهة التحديات العصرية والحضارية وفي التنمية الثقافية والاقتصادية وإرساء التماسك الاجتماعي وأحداث عمليات التغير الاجتماعي .
ومما لاشك فيه أن التربية تعتبر عملية تكاملية شاملة لجوانب الإنسان الجسمية والعقلية والخلقية والعاطفية ، وتعلم لأنماط السلوك ، واكتساب للخبرات الاجتماعية ، كما وأن التربية تقدر إنسانية الإنسان فتعمل على تنمية وتوجيه أفضل ما يكون من حيث الخلق والسلوك الاجتماعي والصحة الجسمية والنفسية .
ويلاحظ أن هناك اختلافًا في تشكيل الفرد من مجتمع لآخر ، كما أن هناك اختلافات أخرى ما بين عصر وعصر حسب الظروف التي تمر بكل مجتمع ، وتبعًا للثقافة المؤثرة فيه والمتغيرات التي يفرضها كل عصر . فالفرد في المجتمع البدائي يختلف عنه في المجتمع الزراعي ، كما أنه غير ما يكون عليه في المجتمع الصناعي ، وغير ما يكون عليه في المجتمع الإسلامي ، وهكذا . حيث يبدأ الاختلاف في تعريف ومفهوم التربية فمنهم من عرفها بأنها عملية قصديه أو غير قصديه يتم عن طريقها توجيه الأفراد الإنسانيين . ومنهم من عرفها على أنها هي التعليم ، ولكنها في الواقع تعني أكثر من ذلك لأن التعلم جزء من التربية ، وأنها الوسيلة التي يحدث من خلالها التغير في السلوك وكذلك عرفت بأنها العملية التي تساعد على تشكيل عقل الفرد أو خلقه أو طاقته الجسمية والتربية مستمرة مدى الحياة . في حين عرفت التربية الإسلامية مفهوم التربية على أنها تربية الإنسان المسلم من جميع الجوانب سواء العقلية أو الجسمية أو الخلقية أو الروحية وكذلك الاجتماعية والاقتصادية والثقافية كل حسب قدراته وإمكاناته للوصول به إلى الكمال الإنساني مطبقا لتعاليم الدين الإسلامي متكيفا مع بيئته . كما أن تعدد الأغراض التربوية يكون بتعدد الأمم والفلسفات والعصور الذي يكون سببًا رئيسًا في تعدد التربيات ؛ إذ إن بعض الفلسفات اهتمت بالفرد لغرض ترقيته وإعداده بصورةٍ أفضل ، ولكن ذلك جاء على حساب المجتمع الذي ينتمي إليه ويعيش فيه . في حين تهتم بعض التربيات بالجانب الاجتماعي ككل وتعتبره عضوًا في هذا المجتمع . ولكن هناك سلبية وهي الاهتمام بمتطلبات المجتمع ككل على حساب الفرد .
يُضاف إلى ذلك عامل آخر وضروري ، وهو التطور في استخدام مفهوم حرية الإنسان والتي منحها الله سبحانه وتعالى له في الأصل . وممارسة الحقوق الإنسانية التي أدت مجتمعةً إلى ظهور بعض المدارس التربوية الفلسفية أو الوضعية مما ساعد على التباين في الأهداف التربوية حسب كل مدرسة تربوية . وهناك مظاهر ساهمت في عملية تعدد المدارس التربوية منها التقدم العلمي من خلال الأبحاث والدراسات العلمية في مجالات حياتية واسعة ، بالإضافة إلى التغيير في نظام الأسرة ( من أسرة ممتدة إلى الأسرة النواة ) وتولد عن ذلك تغير عمل المرأة الذي أدى إلى ازدياد الدخل لدى الأسرة . كما وأن التحديات في المجالات التربوية دفعت إلى عملية تعدد التربيات منها التجديدات في الإدارة التربوية وكذلك في البنى التعليمية ويكون بإنشاء مدارس الصف الواحد أو المدارس الشاملة أو المدارس المهنية المتخصصة وغيرها ، وكذلك التجديدات في المناهج وطرق التدريس وفي الوسائل التعليمية من خلال إدخال مواضيع أكاديمية جديدة أو بإدخال مواضيع تتصل بالحياة . وهذا الاختلاف بشكل عام ساعد بصورة واضحة على اختلاف الآراء حول المفهوم التربوي لاختلاف نظرة المربين وفلسفتهم في الحياة ، بالإضافة إلى تصوراتهم للإنسان الذي تقع عليه مسؤولية القيام بعملية التربية الحديثة .
أما ما يتعلق بالتربية الإسلامية فهي واضحة المفهوم انطلاقًا من وضوح مصادرها وأهدافها وملاءمتها لكل زمان ومكان . فقد اهتم الإسلام بالتربية الصالحة للأبناء، وإعدادهم الإعداد المناسب حتى يصبحوا نافعين لدينهم ومجتمعهم . ويعتبر دور الأم فى هذا المجال دورًا مؤثرًا ؛ لأنها تلازم طفلها منذ الولادة إلى أن يشب ويترعرع ويصبح رجلا يعتمد على نفسه ، وهذه المسؤولية كبيرة وشاقة على الأم ، ولكنها قادرة عليها بما وهبها الله من عزيمة وصبر وحنان على أبنائها . وقد دعا القرآن الكريم إلى العناية بالأبناء، فقال تعالى : (يُوصيكُمُ اللهُ في أولادِكُمْ) [النساء: 11]، وقال: (يَا أيُّهَا الّذِين آمَنُوا قُوا أَنفسَكُمْ وأَهْليكُمْ نارًا وقُودُهَا النَّاسُ والحِجَارَةُ) [التحريم: 6]، وقال: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بالصَّلاةِ واصْطَبِرْ عَلَيْهَا) [طه:132]، كما أكد الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية تأديب الطفل وتربيته فقال : (مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم فى المضاجع) [أبو داود] .
وقد قص القرآن الكريم الكثير من صور التأديب والاهتمام بالولد مثل وصية لقمان لابنه. وعلى الأم أن تعمل على تربية طفلها إيمانيَّا واجتماعيَّا ، وأن تعمل على تأديبه بآداب الإسلام . لذلك من خلال ما سبق يلاحظ أن التعدد في التربيات ناتج عن التعدد في المفاهيم التربوية ولاختلاف المجتمعات الإنسانية ، وكذلك تعدد الأهداف التي ترنو إليها هذه المجتمعات ، بالإضافة إلى التطور العلمي واختلاف البيئات. كل ذلك ساعد على ظهور تربيات مختلفة الأهداف لدي المجتمعات الإنسانية .
الدكتور المعتصم بالله سليمان الجوارنة
أستاذ أصول التربية المساعد بجامعة الملك خالد
*تربيتنا