د. عبدالزيز المقالح -
الثلاثاء، 04-يناير-2011
بعد أيام من بدء العام الهجري، وقبل أيام من بدء العام الميلادي سألتني صحفية شابة عن وجهة نظري في أهم ثلاثة أحداث إيجابية على المستوى الشخصي، والمحلي، والعربي، والعالمي.
والأسئلة وإن كانت تقليدية ومكررة فإنها جديرة بالتأمل والنظر بقدر من الموضوعية، وفي السطور الآتية سوف أحاول أن أتذكر شطراً من تلك الإجابات القصيرة.
ومن محاسن الصدف في هذه الآونة من التاريخ، أن تتزامن بدايات الأعوام هجرياً وميلادياً، وما يبعثه هذا التزامن النسبي من تفاؤل بوحدة المشاعر الإنسانية والإحساس بضرورة الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تجاهل التنوّع وافتعال الخلافات وطغيان الدول الكبرى على الدول الصغرى سياسياً واقتصادياً.
وفي تذكري لتلك الإجابات سأحاول إغفال الإشارة إلى الأحداث الإيجابية الخاصة بي، وأبدأ بالحديث عن أهم ثلاثة أحداث إيجابية شهدها واقعنا المحلي، وهي من وجهة نظري تتحدد في الآتي :
أولاً : وقف حرب صعدة، تلك الحرب التي قتلت الآلاف وجرحت الآلاف وأدمت المشاعر، ومما يحزن ويؤلم أن القتل لم يتم بأيدٍ أجنبية معادية، وإنما تم بأيدي الإخوة أبناء البلد الواحد في معركة أو بالأصح معارك ما كان ينبغي أن تقوم، وأسأل اللَّه باسمي وباسم كل الآباء والأمهات أن يعم السلام والأمن ربوع هذا الوطن الذي شبع من الدم والفتن والخلافات.
ثانياً : احتكام الدولة والمعارضة إلى الحوار بوصفه الوسيلة الوحيدة لتجاوز الاختلافات، والمحافظة على مصلحة الوطن واستقراره، وتضميد جراحه الاقتصادية والاجتماعية؛ واحترام الرأي والرأي الآخر.
ثالثاً : نجاح خليجي عشرين، وما تركه من مؤشرات عملية في إعادة اللحمة بين الأهل في الجزيرة والخليج، وعدم الانسياق وراء التخرصات التي تسعى إلى خلق تصوّر قطيعة لا أساس لها بين أبناء التاريخ الواحد والعقيدة الواحدة والمصلحة المشتركة.
وعلى الصعيد العربي فقد تحددت أهم الأحداث من وجهة نظري المتواضعة في الحالات الآتية :
أولاً : وقف السلطة الفلسطينية المحادثات المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني، بعد أن طالت لأكثر من خمسة عشر عاماً، ولم تسفر سوى عن مزيد من الاستيطان، وعملت على قضم المزيد من الأرض، وتضليل الرأي العام العالمي، وما رافق تلك الخديعة من تقتيل واعتقال وتدمير للممتلكات.
ثانياً : المشاركة العربية في أسطول الحرية وما نتج عن تلك الخطوة الشجاعة من إدانة دول العالم للهمجية الصهيونية، وفضح هذا النوع من الاحتلال البشع، وما يستخدمه من وسائل إرهابية وعدوانية بالغة العنف والفظاظة.
ثالثاً : نجاح دولة قطر في استضافة مونديال عام 2022م، وفوزها بالأفضلية على الولايات المتحدة وبريطانيا.
أما عن أهم ثلاثة أحداث إيجابية عالمية فيمكن استخلاصها من المواقف الآتية :
أولاً : تسريبات ويكيليكس التي كشفت الكثير والكثير من خفايا السياسة، وما تركته على مستوى العالم أجمع من أضواء، ومن فضيحة مدوية لوزارة الخارجية الأمريكية وللنظام الأمريكي الحالي بأكمله، وما سوف يترتب عليها لدى حكومات العالم من عدم الثقة وتوخي الحذر.
ثانياً : الانتخابات البريطانية التي لم يكتب فيها الفوز لأي حزب من الأحزاب التقليدية، ليتمكن من تشكيل حكومة بمفرده، إذ حدث ذلك لأول مرة في تاريخ الديمقراطية البريطانية، التي يبدو أنها شاخت ولم تعد تعبر عن طموحات الأجيال الجديدة في ذلك البلد، وهذه إيجابية يجب رصدها وقراءتها بعمق.
ثالثاً : تَصَدُّر الصين كأقوى دولة اقتصادية في عالم اليوم، وما يعكسه هذا الإنجاز على مستوى العالم، وما يقدمه من أمثولة بالغة الأهمية، تثبت بالدليل القاطع أن افتعال الحروب وغزو الشعوب والاستيلاء على ثرواتها لا يعبّر على الإطلاق عن عظمة الأمم، ويُعدَّ من الأساليب القديمة والمخزية، للامبراطوريات البائدة.
تلك باختصار شديد هي أهم الأحداث في العام الهجري الذي ودَّعناه منذ أسابيع قليلة والميلادي الذي رحل منذ أيام، أما المشكلات التي شهدها ذلك العام المنصرم، فتستعصي على الوصف والرصد.
الأستاذ سعيد الجناحي في كتابه الجديد :
{ لا يفتأ المناضل الوحدوي القديم والصحفي المتميز الأستاذ سعيد الجناحي يطالعنا بالجديد والمهم من الكتابات، وأحدث ما رفدنا به كتاب بعنوان «أفكار تشعّ بلون الوطن، وهو صادر عن مركز الأمل للبحوث والدراسات، ويضم مجموعة من المقالات التي تتناول عدداً من القضايا الاجتماعية والسياسية بأسلوب سعيد المشرق البديع، والكتاب من إصدارات صحيفة «26 سبتمبر».
تأملات شعرية :
هل من جديدٍ أيها العام الجديدْ
رحلت موانينا
ولم تظهر على وجه المياهْ
سفنُ النجاهْ
ولم يلُحْ نجمٌ ولا قمرٌ
على الأفق البعيدْ.
في أرضنا العربيةِ السمراء
جفّ اللون في الأزهار والأشجار
أما الآخرون فقد أفادوا من تضامنهم
وأورق في بلادهم الحديدْ.
عن: ’’الثورة’’
الثلاثاء، 04-يناير-2011
بعد أيام من بدء العام الهجري، وقبل أيام من بدء العام الميلادي سألتني صحفية شابة عن وجهة نظري في أهم ثلاثة أحداث إيجابية على المستوى الشخصي، والمحلي، والعربي، والعالمي.
والأسئلة وإن كانت تقليدية ومكررة فإنها جديرة بالتأمل والنظر بقدر من الموضوعية، وفي السطور الآتية سوف أحاول أن أتذكر شطراً من تلك الإجابات القصيرة.
ومن محاسن الصدف في هذه الآونة من التاريخ، أن تتزامن بدايات الأعوام هجرياً وميلادياً، وما يبعثه هذا التزامن النسبي من تفاؤل بوحدة المشاعر الإنسانية والإحساس بضرورة الابتعاد عن كل ما يؤدي إلى تجاهل التنوّع وافتعال الخلافات وطغيان الدول الكبرى على الدول الصغرى سياسياً واقتصادياً.
وفي تذكري لتلك الإجابات سأحاول إغفال الإشارة إلى الأحداث الإيجابية الخاصة بي، وأبدأ بالحديث عن أهم ثلاثة أحداث إيجابية شهدها واقعنا المحلي، وهي من وجهة نظري تتحدد في الآتي :
أولاً : وقف حرب صعدة، تلك الحرب التي قتلت الآلاف وجرحت الآلاف وأدمت المشاعر، ومما يحزن ويؤلم أن القتل لم يتم بأيدٍ أجنبية معادية، وإنما تم بأيدي الإخوة أبناء البلد الواحد في معركة أو بالأصح معارك ما كان ينبغي أن تقوم، وأسأل اللَّه باسمي وباسم كل الآباء والأمهات أن يعم السلام والأمن ربوع هذا الوطن الذي شبع من الدم والفتن والخلافات.
ثانياً : احتكام الدولة والمعارضة إلى الحوار بوصفه الوسيلة الوحيدة لتجاوز الاختلافات، والمحافظة على مصلحة الوطن واستقراره، وتضميد جراحه الاقتصادية والاجتماعية؛ واحترام الرأي والرأي الآخر.
ثالثاً : نجاح خليجي عشرين، وما تركه من مؤشرات عملية في إعادة اللحمة بين الأهل في الجزيرة والخليج، وعدم الانسياق وراء التخرصات التي تسعى إلى خلق تصوّر قطيعة لا أساس لها بين أبناء التاريخ الواحد والعقيدة الواحدة والمصلحة المشتركة.
وعلى الصعيد العربي فقد تحددت أهم الأحداث من وجهة نظري المتواضعة في الحالات الآتية :
أولاً : وقف السلطة الفلسطينية المحادثات المباشرة وغير المباشرة مع الكيان الصهيوني، بعد أن طالت لأكثر من خمسة عشر عاماً، ولم تسفر سوى عن مزيد من الاستيطان، وعملت على قضم المزيد من الأرض، وتضليل الرأي العام العالمي، وما رافق تلك الخديعة من تقتيل واعتقال وتدمير للممتلكات.
ثانياً : المشاركة العربية في أسطول الحرية وما نتج عن تلك الخطوة الشجاعة من إدانة دول العالم للهمجية الصهيونية، وفضح هذا النوع من الاحتلال البشع، وما يستخدمه من وسائل إرهابية وعدوانية بالغة العنف والفظاظة.
ثالثاً : نجاح دولة قطر في استضافة مونديال عام 2022م، وفوزها بالأفضلية على الولايات المتحدة وبريطانيا.
أما عن أهم ثلاثة أحداث إيجابية عالمية فيمكن استخلاصها من المواقف الآتية :
أولاً : تسريبات ويكيليكس التي كشفت الكثير والكثير من خفايا السياسة، وما تركته على مستوى العالم أجمع من أضواء، ومن فضيحة مدوية لوزارة الخارجية الأمريكية وللنظام الأمريكي الحالي بأكمله، وما سوف يترتب عليها لدى حكومات العالم من عدم الثقة وتوخي الحذر.
ثانياً : الانتخابات البريطانية التي لم يكتب فيها الفوز لأي حزب من الأحزاب التقليدية، ليتمكن من تشكيل حكومة بمفرده، إذ حدث ذلك لأول مرة في تاريخ الديمقراطية البريطانية، التي يبدو أنها شاخت ولم تعد تعبر عن طموحات الأجيال الجديدة في ذلك البلد، وهذه إيجابية يجب رصدها وقراءتها بعمق.
ثالثاً : تَصَدُّر الصين كأقوى دولة اقتصادية في عالم اليوم، وما يعكسه هذا الإنجاز على مستوى العالم، وما يقدمه من أمثولة بالغة الأهمية، تثبت بالدليل القاطع أن افتعال الحروب وغزو الشعوب والاستيلاء على ثرواتها لا يعبّر على الإطلاق عن عظمة الأمم، ويُعدَّ من الأساليب القديمة والمخزية، للامبراطوريات البائدة.
تلك باختصار شديد هي أهم الأحداث في العام الهجري الذي ودَّعناه منذ أسابيع قليلة والميلادي الذي رحل منذ أيام، أما المشكلات التي شهدها ذلك العام المنصرم، فتستعصي على الوصف والرصد.
الأستاذ سعيد الجناحي في كتابه الجديد :
{ لا يفتأ المناضل الوحدوي القديم والصحفي المتميز الأستاذ سعيد الجناحي يطالعنا بالجديد والمهم من الكتابات، وأحدث ما رفدنا به كتاب بعنوان «أفكار تشعّ بلون الوطن، وهو صادر عن مركز الأمل للبحوث والدراسات، ويضم مجموعة من المقالات التي تتناول عدداً من القضايا الاجتماعية والسياسية بأسلوب سعيد المشرق البديع، والكتاب من إصدارات صحيفة «26 سبتمبر».
تأملات شعرية :
هل من جديدٍ أيها العام الجديدْ
رحلت موانينا
ولم تظهر على وجه المياهْ
سفنُ النجاهْ
ولم يلُحْ نجمٌ ولا قمرٌ
على الأفق البعيدْ.
في أرضنا العربيةِ السمراء
جفّ اللون في الأزهار والأشجار
أما الآخرون فقد أفادوا من تضامنهم
وأورق في بلادهم الحديدْ.
عن: ’’الثورة’’