عبدالله العودة
03-12-2010
الفقهاء باجتماعهم المدني .. يشكلون شريحة واحدة .. لا يلغون سائر النقابات كما لا يتركون حقوقهم .. وهناك فرق كبير بين أن يعيش الفقيه ’’داخل’’ المجتمع ويمارس حقه .. وبين أن يعيش ’’فوقه’’ ويمارس أوامره ’’السلطانية’’ .. وهذا هو الفرق بين (صوت الناس) وخيارهم واختيار الأصلح لهم، كما يتحدث السرخسي .. وبين ’’صوت البلاط’’ .. فهل بقي الفقيه بنقابته صوت الناس .. أم وُجد شيء آخر؟!
عند قراءة بعض سير الفقهاء وتراجمهم.. يشدني ربط كثير من الفقهاء الكبار بمدارس فقهية مذهبية أو دور تعليمية خاصة فقد يقول أصحاب التراجم: فلان كان إمام مدرسة الحنابلة ببغداد أو كبير مدرسة الشافعية في قرافة أو ناظر مدرسة الأحناف في مكة أو يقولون فلان أوقف كتبه على المدرسة الشافعية أو جعل وصيته للسادة المالكية ..إلخ
مجموعات كبيرة من تجمعات التعليم المدرسية، ومدارس خاصة لكل مذهب واتجاه من الحنابلة والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية والصوفية والشيعة وغيرهم في التاريخ الإسلامي بطوله.. تحمل طابعاً خاصاً وفريداً تستحق الدراسة والتأمل لعله يفتح شهية الباحثين والدارسين لتحليل مبتكر.
تلك المدارس كتب عنها أكثر أهل تلك المذاهب التي تمثلها فثمة كتب خاصة لابن بدران الحنبلي مثلاً عن مدارس الحنابلة تاريخياً ومواقعها وأسمائها وأوقافها.. والدارسين فيها ومعلميها وغير ذلك من المعلومات التفصيلية الممتعة عن كل تلك المدارس .. ولكل مذهب كتب كثيرة ممتلئة بالدقائق الجغرافية والعلمية والتاريخية عن تأسيس كل تلك المدارس الحقيقية التي أشبه ما تكون بمدارس اليوم التعليمية غير أن لها طابع مختلف يميزها عن مدارس اليوم.. وأكثر المؤلفين عن مدن الإسلام وعلمائها في التاريخ كابن عساكر وابن العماد والمقريزي وابن النديم وكثر آخرين تناولوا شيئاً من تلك المدارس بطرقهم الخاصة.
مدارس الفقهاء القديمة كانت ’’مستقلة’’ تدعم ذاتها، وتدير شئونها بنفسها.. بل ولها استقلالها الاقتصادي التام فهي عبر آلية ’’الوقف’’ المسنودة فقهياً أيضاً تمول نفسها، بل وربما وضعت شروطاً لمن يديرها ولمن يعمل فيها’’، ومع الأيام تشكل كل مدرسة تراثاً ثرياً من مكتبات المتعلمين ومما يوصي به ويقفه فقهاء تلك المدرسة والمنتمين للمذهب الذي تمثله تلك المدرسة، فكلما مات مهتم أو عالم أو طالب محب لتلك المدرسة، فهو في الغالب يجعل من تراثه ومكتبته وقفاً موصى به لهذه المدرسة الفقهية المعينة أو تلك.. ومع الأيام تغدو تلك المدرسة إرثاً فكرياً زاخراً .. والأهم: جمعية مالية مستقلة لا تمد يدها لأحد ولا تخضع لابتزاز الآخرين.
تلك المدارس الفقهية بالعموم شكلت نفسها عبر الطريقة المدرسية والمنهجية لكل مذهب فقهي، وطورت نفسها عبر ما يسمون بأصحاب الوجوه وعمدة المذاهب الذين يضيفون لكل مدرسة طابعاً علمياً فريداً تتميز به.
وهؤلاء الكبار وأعمدة المذهب في الغالب يقومون على تلك الدار أو المدرسة بالرعاية والاهتمام المباشر أو ربما جلسوا فيها أغلب الوقت تعلماً وتعليماً وقراءةً ومدارسة .. فتتكون مع الأجيال عادات علمية وأكاديمية مستقلة لكل مدرسة، بل ويشكلون حضوراً اجتماعياً في المناسبات وفي الشارع، بل وربما ضغطوا باتجاه التوسعة عليهم وربما حاولوا إقناع السلطان بهذا الرأي أو ذاك.. أو بتبني رأيهم أو دعم قضاتهم .. وربما تركوا ذلك كله وشكلوا إدارة ذاتية، لا تتصارع مع أحد ولا تختلف مع أحد.. ولكنها بتمام الاستقلال والتميز.
تلك المدارس هي أقرب ما تكون اليوم إلى ’’النقابات’’ المعاصرة.. وهذا ما حاول تحليله الكاتب ’’جورج مقدسي’’، الذي قال بأن تلك المذاهب الفقهية التقليدية في العصر المبكر من الإسلام، بل وبعد تلك العصور الأولى منه، كانت ’’نقابات’’ بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. بل وذهب ماسنيون ـ المستشرق الشهير ـ أبعد من هذا، فقال بأن تلك المذاهب الفقهية بمدارسها واستقلالها وجمعيتها واقتصادها المستقل، تشكل أبكر تجربة لفكرة ’’النقابات’’، وهو يقول بأن النقابات التي وجدت في الغرب بعد ذلك بزمن طويل كانت مستوحاة ومقتبسة من تلك الفكرة الإسلامية الفقهية التي وجدت في عصور الفقه المبكر في الإسلام. وبغض النظر عما إذا كانت كذلك، فإن ما يشدنا هنا هو تلك التجربة الفريدة للمدارس الفقهية.
و’’النقابة’’ في العصر الحديث، ينبغي أن تشتمل على أربعة عناصر، أولها أن تكون حرفية أو متخصصة، فهي مهتمة بمجال محدد أو متعلقة بحرفة معينة لا تتجاوزها، لتشكل مع الوقت حلفاً داخلياً من المشتركين بهذه الحرفة والممارسين لها في سبيل الحضور الاجتماعي والتعاون الاقتصادي والاستقلال، والثانية أن تكون لأغراض محددة، فهي ليست مجرد اجتماعات اعتباطية، والثالثة أن تكون مدعومة اقتصادياً، بمعنى أن تلك الجمعية لا تحتاج للمعونات الخارجية، فإن حاجتها تلك يجعلها خاضعة لشروط الممول والمساعد ..، والرابعة أن تكون مستقلة وذاتية، فهي ليست صوتاً رسمياً مباشراً، وليست ذراعا للدفاع عن الوجهة الرسمية وإلا أصبحت مجرد جهة وظيفية رسمية..
وبعد كل هذا، على تلك النقابة أن يكون لها رئيس عام كما يكون لأي جمعية مستقلة.. وحين النظر في وصف تلك المدارس الفقهية وعمل الفقهاء ودورهم في فترات كثيرة من التاريخ، فإن من السهل العثور على نماذج كثيرة لمدارس فقهية من كل المذاهب تتسم بالذاتية والاستقلال والإدارة الداخلية الاقتصادية عبر منافذ الوقف والوصايا من الفقهاء وطلبة العلم .. وهي بعد كل ذلك متخصصة في تطوير مذهب محدد ودعمه والدفاع عنه .. وبإمكاننا أن نقول بتعبير معاصر بأنها تدعم قضاياه وتضغط من أجل حقوقه.
هذه الإشارة لفكرة المدارس الفقهية أو النقابات في التاريخ الإسلامي كما يرى ماسينون ومقدسي، تهيئ النفس للقول بأن الفقهاء بهذه النقابات كانوا صوت العمل وصوت المجتمع وصوت الناس وحتى الغالبية الكاثرة من الفقهاء المستقلين أو المجتهدين عبر التاريخ، الذين انتموا فترة لأي مذهب ثم شبوا عن الطوق، فإنهم بقوا في كل أحوالهم صوت الناس المغلوب .. ولسانهم البين.
لقد شكل مجموعة كبيرة من أولئك الفقهاء في التاريخ جمعيات مستقلة ’’مدنية’’ لا تنتمي للسلطان، بل للناس أو على الأقل للحرفة وللمدرسة والتعليم الحرفي.. ومع ذلك فليس كل الفقهاء في التاريخ يندرج تحت هذه الصفة، غير أن الحديث كان عن ظاهرة وجدت وكانت حاضرة.
منذ أيام السرخسي، الذي كان يقول ’’الاستحسان هو ترك القياس والأخذ بما هو أوفق للناس’’، وقبله، كانت ثمة نوعية كبيرة تندرج تحت وصف ’’الفقيه’’، تحمل طابعاً مستقلاً وعلمياً .. وتتحدث عن ’’الناس’’ .. تلك المفردة المختلفة .. تتبناها نوعية مدرسية من الفقهاء، تظهر حدباً على هؤلاء الناس، فربما سعوا لشفاعة أو مارسوا صوتاً مستقلاً يدفع باتجاه رأي الناس وخيارهم وحقهم في القرار والاختيار ..
الفقهاء باجتماعهم المدني .. يشكلون شريحة واحدة .. لا يلغون سائر النقابات كما لا يتركون حقوقهم .. وهناك فرق كبير بين أن يعيش الفقيه ’’داخل’’ المجتمع ويمارس حقه .. وبين أن يعيش ’’فوقه’’ ويمارس أوامره ’’السلطانية’’ .. وهذا هو الفرق بين (صوت الناس) وخيارهم واختيار الأصلح لهم، كما يتحدث السرخسي .. وبين ’’صوت البلاط’’ ..
فهل بقي الفقيه بنقابته صوت الناس .. أم وُجد شيء آخر؟!
*العصر
03-12-2010
الفقهاء باجتماعهم المدني .. يشكلون شريحة واحدة .. لا يلغون سائر النقابات كما لا يتركون حقوقهم .. وهناك فرق كبير بين أن يعيش الفقيه ’’داخل’’ المجتمع ويمارس حقه .. وبين أن يعيش ’’فوقه’’ ويمارس أوامره ’’السلطانية’’ .. وهذا هو الفرق بين (صوت الناس) وخيارهم واختيار الأصلح لهم، كما يتحدث السرخسي .. وبين ’’صوت البلاط’’ .. فهل بقي الفقيه بنقابته صوت الناس .. أم وُجد شيء آخر؟!
عند قراءة بعض سير الفقهاء وتراجمهم.. يشدني ربط كثير من الفقهاء الكبار بمدارس فقهية مذهبية أو دور تعليمية خاصة فقد يقول أصحاب التراجم: فلان كان إمام مدرسة الحنابلة ببغداد أو كبير مدرسة الشافعية في قرافة أو ناظر مدرسة الأحناف في مكة أو يقولون فلان أوقف كتبه على المدرسة الشافعية أو جعل وصيته للسادة المالكية ..إلخ
مجموعات كبيرة من تجمعات التعليم المدرسية، ومدارس خاصة لكل مذهب واتجاه من الحنابلة والمالكية والشافعية والحنابلة والظاهرية والصوفية والشيعة وغيرهم في التاريخ الإسلامي بطوله.. تحمل طابعاً خاصاً وفريداً تستحق الدراسة والتأمل لعله يفتح شهية الباحثين والدارسين لتحليل مبتكر.
تلك المدارس كتب عنها أكثر أهل تلك المذاهب التي تمثلها فثمة كتب خاصة لابن بدران الحنبلي مثلاً عن مدارس الحنابلة تاريخياً ومواقعها وأسمائها وأوقافها.. والدارسين فيها ومعلميها وغير ذلك من المعلومات التفصيلية الممتعة عن كل تلك المدارس .. ولكل مذهب كتب كثيرة ممتلئة بالدقائق الجغرافية والعلمية والتاريخية عن تأسيس كل تلك المدارس الحقيقية التي أشبه ما تكون بمدارس اليوم التعليمية غير أن لها طابع مختلف يميزها عن مدارس اليوم.. وأكثر المؤلفين عن مدن الإسلام وعلمائها في التاريخ كابن عساكر وابن العماد والمقريزي وابن النديم وكثر آخرين تناولوا شيئاً من تلك المدارس بطرقهم الخاصة.
مدارس الفقهاء القديمة كانت ’’مستقلة’’ تدعم ذاتها، وتدير شئونها بنفسها.. بل ولها استقلالها الاقتصادي التام فهي عبر آلية ’’الوقف’’ المسنودة فقهياً أيضاً تمول نفسها، بل وربما وضعت شروطاً لمن يديرها ولمن يعمل فيها’’، ومع الأيام تشكل كل مدرسة تراثاً ثرياً من مكتبات المتعلمين ومما يوصي به ويقفه فقهاء تلك المدرسة والمنتمين للمذهب الذي تمثله تلك المدرسة، فكلما مات مهتم أو عالم أو طالب محب لتلك المدرسة، فهو في الغالب يجعل من تراثه ومكتبته وقفاً موصى به لهذه المدرسة الفقهية المعينة أو تلك.. ومع الأيام تغدو تلك المدرسة إرثاً فكرياً زاخراً .. والأهم: جمعية مالية مستقلة لا تمد يدها لأحد ولا تخضع لابتزاز الآخرين.
تلك المدارس الفقهية بالعموم شكلت نفسها عبر الطريقة المدرسية والمنهجية لكل مذهب فقهي، وطورت نفسها عبر ما يسمون بأصحاب الوجوه وعمدة المذاهب الذين يضيفون لكل مدرسة طابعاً علمياً فريداً تتميز به.
وهؤلاء الكبار وأعمدة المذهب في الغالب يقومون على تلك الدار أو المدرسة بالرعاية والاهتمام المباشر أو ربما جلسوا فيها أغلب الوقت تعلماً وتعليماً وقراءةً ومدارسة .. فتتكون مع الأجيال عادات علمية وأكاديمية مستقلة لكل مدرسة، بل ويشكلون حضوراً اجتماعياً في المناسبات وفي الشارع، بل وربما ضغطوا باتجاه التوسعة عليهم وربما حاولوا إقناع السلطان بهذا الرأي أو ذاك.. أو بتبني رأيهم أو دعم قضاتهم .. وربما تركوا ذلك كله وشكلوا إدارة ذاتية، لا تتصارع مع أحد ولا تختلف مع أحد.. ولكنها بتمام الاستقلال والتميز.
تلك المدارس هي أقرب ما تكون اليوم إلى ’’النقابات’’ المعاصرة.. وهذا ما حاول تحليله الكاتب ’’جورج مقدسي’’، الذي قال بأن تلك المذاهب الفقهية التقليدية في العصر المبكر من الإسلام، بل وبعد تلك العصور الأولى منه، كانت ’’نقابات’’ بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. بل وذهب ماسنيون ـ المستشرق الشهير ـ أبعد من هذا، فقال بأن تلك المذاهب الفقهية بمدارسها واستقلالها وجمعيتها واقتصادها المستقل، تشكل أبكر تجربة لفكرة ’’النقابات’’، وهو يقول بأن النقابات التي وجدت في الغرب بعد ذلك بزمن طويل كانت مستوحاة ومقتبسة من تلك الفكرة الإسلامية الفقهية التي وجدت في عصور الفقه المبكر في الإسلام. وبغض النظر عما إذا كانت كذلك، فإن ما يشدنا هنا هو تلك التجربة الفريدة للمدارس الفقهية.
و’’النقابة’’ في العصر الحديث، ينبغي أن تشتمل على أربعة عناصر، أولها أن تكون حرفية أو متخصصة، فهي مهتمة بمجال محدد أو متعلقة بحرفة معينة لا تتجاوزها، لتشكل مع الوقت حلفاً داخلياً من المشتركين بهذه الحرفة والممارسين لها في سبيل الحضور الاجتماعي والتعاون الاقتصادي والاستقلال، والثانية أن تكون لأغراض محددة، فهي ليست مجرد اجتماعات اعتباطية، والثالثة أن تكون مدعومة اقتصادياً، بمعنى أن تلك الجمعية لا تحتاج للمعونات الخارجية، فإن حاجتها تلك يجعلها خاضعة لشروط الممول والمساعد ..، والرابعة أن تكون مستقلة وذاتية، فهي ليست صوتاً رسمياً مباشراً، وليست ذراعا للدفاع عن الوجهة الرسمية وإلا أصبحت مجرد جهة وظيفية رسمية..
وبعد كل هذا، على تلك النقابة أن يكون لها رئيس عام كما يكون لأي جمعية مستقلة.. وحين النظر في وصف تلك المدارس الفقهية وعمل الفقهاء ودورهم في فترات كثيرة من التاريخ، فإن من السهل العثور على نماذج كثيرة لمدارس فقهية من كل المذاهب تتسم بالذاتية والاستقلال والإدارة الداخلية الاقتصادية عبر منافذ الوقف والوصايا من الفقهاء وطلبة العلم .. وهي بعد كل ذلك متخصصة في تطوير مذهب محدد ودعمه والدفاع عنه .. وبإمكاننا أن نقول بتعبير معاصر بأنها تدعم قضاياه وتضغط من أجل حقوقه.
هذه الإشارة لفكرة المدارس الفقهية أو النقابات في التاريخ الإسلامي كما يرى ماسينون ومقدسي، تهيئ النفس للقول بأن الفقهاء بهذه النقابات كانوا صوت العمل وصوت المجتمع وصوت الناس وحتى الغالبية الكاثرة من الفقهاء المستقلين أو المجتهدين عبر التاريخ، الذين انتموا فترة لأي مذهب ثم شبوا عن الطوق، فإنهم بقوا في كل أحوالهم صوت الناس المغلوب .. ولسانهم البين.
لقد شكل مجموعة كبيرة من أولئك الفقهاء في التاريخ جمعيات مستقلة ’’مدنية’’ لا تنتمي للسلطان، بل للناس أو على الأقل للحرفة وللمدرسة والتعليم الحرفي.. ومع ذلك فليس كل الفقهاء في التاريخ يندرج تحت هذه الصفة، غير أن الحديث كان عن ظاهرة وجدت وكانت حاضرة.
منذ أيام السرخسي، الذي كان يقول ’’الاستحسان هو ترك القياس والأخذ بما هو أوفق للناس’’، وقبله، كانت ثمة نوعية كبيرة تندرج تحت وصف ’’الفقيه’’، تحمل طابعاً مستقلاً وعلمياً .. وتتحدث عن ’’الناس’’ .. تلك المفردة المختلفة .. تتبناها نوعية مدرسية من الفقهاء، تظهر حدباً على هؤلاء الناس، فربما سعوا لشفاعة أو مارسوا صوتاً مستقلاً يدفع باتجاه رأي الناس وخيارهم وحقهم في القرار والاختيار ..
الفقهاء باجتماعهم المدني .. يشكلون شريحة واحدة .. لا يلغون سائر النقابات كما لا يتركون حقوقهم .. وهناك فرق كبير بين أن يعيش الفقيه ’’داخل’’ المجتمع ويمارس حقه .. وبين أن يعيش ’’فوقه’’ ويمارس أوامره ’’السلطانية’’ .. وهذا هو الفرق بين (صوت الناس) وخيارهم واختيار الأصلح لهم، كما يتحدث السرخسي .. وبين ’’صوت البلاط’’ ..
فهل بقي الفقيه بنقابته صوت الناس .. أم وُجد شيء آخر؟!
*العصر