مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
أناقة الزوجين أحد أسباب سعادتهما
أناقة الزوجين أحد أسباب سعادتهما

عندما يصل الذكر أو الأنثى إلى مرحلة البلوغ يبدأ بالشعور أنه محط انتباه الآخرين ، وأن الكل ينظر إليه ،وينتقد مظهره ، فيبدأ بالعناية بنفسه وبهندامه وبأناقته ، ثم يكثر التركيز في الآخرين فيلفت انتباهه أشكال الذين يعتنون بأناقة ملبسهم وهيئتهم ، فيعود لتقليدهم وهذا هو الغالب مع وجود حالات أقل اهتماما بهكذا وضع ، وحينما يشعر أحد الطرفين بالميل تجاه الآخر فإنه يزيد من العناية بالهيئة كي يكون محط إعجاب الطرف الآخر فيختار أغلى الملابس والماركات العالمية الغالية من العطور فيكون باقة ورد تسير على الأرض يستنشق عبقها كل من سعد بمرورها من أمامه . وربما كانت رائحته الزكية تملأ الأرجاء فلا يدرى أحد أي نسمه عطرٍ مرت ، أهو إنسان تضمخ بالعطر الفاخر ، وعبر من هنا ، أم أن بستانا من الورود والزهور سكن المكان ، ومرّ به نسيم الصَبَا ، فحمل عطره إلى الأنوف المتعطشة لهذه الرائحة الزكية ؟
هكذا يكون الوضع ، وعندما يحل موعد الزواج تكون العناية مستمرة إلى حد كبير0
ثم تبدأ في التلاشي شيئا فشيئا ، فالرجل يهمل هندامه ولا يعتني به ولا يهتم كثيرا بالعطور ، ولا بالعناية بالبشرة ، والجسد عموما ، فتندب المرأة حظها العاثر الذي أوقعها مع هذا الرجل خصوصا إذا رافق ذلك سوء في الخلق ، أو الطباع مما يثير حنقها عليه ، وغضبها الشديد منه ، لكنها نسيت نفسها ، فهي في الجانب الآخر تبدأ في التبذل والاكتفاء بثوب واحد تلبسه طوال الأسبوع تفوح منه رائحة البصل الممزوجة بالزيت لتوزع رائحة المطبخ هنا وهناك في ردهات المنزل ، وتستقبل بها زوجها العائد من جهد العمل فتثير بذلك شهوة الطعام في نفسه فيكون همه الطعام وحسب أما الزوجة بصفتها الأنثوية فقد تشبَّع منها ، ولم يعد له نحوها أية ميول ، ويبدأ بالتذمر منها ومن تصرفاتها وملابسها ، ورائحتها بعد أن يتأمل في ثوبها المملوء بالعُطف والبقع المنتشرة هنا وهناك ، وشعرها المبعثر هنا وهنا ك ، ويديها المفعمة برائحة البصل والثوم.
لكن الزوجين سرعان ما يصبحان ملكَي جمال عندما يستعد أحدهما أو كلاهما للخروج ، والاجتماع بالآخرين خارج المنزل ، فيبدأ الرجل في لبس أجمل الملابس ، والتعطر بأجمل العطور ، والتأنق إلى أبعد حد وتبدأ المرأة بارتداء أثمن الملابس حتى لا يرينها النساء في وضع لا يليق فينتقدنها ، وهي عموما تبحث عن كلمة إعجاب من صديقاتها ، وعن إشارة إلى روعة ما ترتديه وما تقتنيه ، وحين ينظر إليها الزوج بهذا المظهر يفتح عينيه ، ويفغر فاه ويسأل نفسه هل هذه حقا زوجتي ؟
هل من الله عليّ بهذه الملاك وأنا غافل لا أعلم ، بل ربما حرمها الخروج ذلك اليوم ليستمتع بجمالها ، وأناقتها وليستنشق عبق رائحتها الزكية ، وليعيش لحظات مع السحر الحلال ، ومع الجمال الذي يملكه هو لا غير . وحينما ترى الزوجة( ) زوجها الأنيق الخارج من المنزل تعجب به كثيرا وتتمنى لو بقي معها طوال العمر على هذه الهيئة الجميلة والمثيرة .
الحياة جميلة ورائعة وفيها الكثير من الجمال ويمكننا أن نستمتع بحياتنا عندما نفكر ونصلح الخطأ ، ونأخذ كل جميل ، ونقضي على كل ما يكدر حياتنا ومن أهم وأجمل وأمتع شيء في الحياة تآلف الزوجين وعشقهما فلماذا نضيّع هذا الجانب الجميل بجهل منا ، ولماذا لا يصلح الزوج زوجته لنفسه والزوجة زوجها لنفسها العناية من قبل كل طرف بالآخر مهمة وضرورية لحياة أروع وسعادة أكثر0 0
*تربيتنا
أضافة تعليق