مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
حرب الإبادة المتواصلة ضد الأغلبية المسلمة في نيجيريا ! حرب الإبادة المتواصلة ضد الأغلبية المسلمة في
تعيش الأغلبية المسلمة في نيجيريا حالة من الرعب المتواصل، خوفاً من استمرار مسلسل الإبادة المنظم الذي يتعرضون له منذ سنوات على يد الجماعات النصرانية الإرهابية المسلحة، والمدعومة من الحكومة التي يتحكم النصارى في مقاليدها، فبعد المذبحة الإجرامية المروعة التي وقعت في مدينة «جوس» قبل أكثر من شهر (19/ 1/ 2010م)، وراح ضحيتها أكثر من خمسمائة بريء من الأطفال والنساء والمدنيين، والتي قوبلت بالإهمال من قبل الرأي العام العالمي، اكتسب المجرمون المدعومون من الحكومة ثقة في استمرار مذابحهم في أي وقت دون عقاب، خاصة أن مثل تلك المذابح تمر دون التفات من الشارع العربي والإسلامي الواقع تحت سحابة كثيفة من التعتيم والتضليل وقلب الحقائق، ولم يعد مستبعداً اقتراف أولئك المجرمون المزيد من المذابح في أي وقت! فعلى امتداد أربعة أيام قتل المجرمون أكثر من خمسمائة من المدنيين الأبرياء لمجرد أن المسلمين أرادوا ترميم مسجد أو إعادة بنائه، وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش»: «إن رجالاً مسلحين أحرقوا البعض أحياء، وقتلوا آخرين أثناء محاولتهم الفرار، والذين فروا إلى الأدغال قتلوا، والبعض أحرق في المساجد، والبعض ذهبوا إلى البيوت وأحرقوا»، ولقد تابع العالم مشاهد جثث الأطفال الرضع الممزقة والمتفحّمة المنتشلة من الآبار، والتي بثتها القنوات الفضائية، في مشاهد مروّعة تذكر بمذبحة «دير ياسين» ومذابح الصرب الأرثوذكس المجرمين ضد المسلمين في البوسنة وسط صمت يتبعه صمت وإهمال في إهمال ولا حول ولا قوة إلا بالله. ولم يحرك ذلك ضمير «البيت الأبيض» ولا قصر «الإليزيه» ولا ضمير «الفاتيكان» والكنائس المختلفة، ولا الأمم المتحدة ولا منظمات حقوق الإنسان الذين يصدعون رؤوسنا بمزاعم الدفاع عن حقوق الأقليات، حتى ولو من قبيل المشاعر الإنسانية، لكن المشاعر تفحمت أكثر من تفحم جثث الأطفال، وتحجرت أيما تحجر؛ لأن الضحايا مسلمون! إن مذبحة مدينة «جوس» النيجيرية تمثل حلقة في مسلسل حرب الإبادة الصليبي لشعب نيجيريا المسلم، الذي يشكل المسلمون 60% منه، بينما المسيحيون 30% فقط، لكن تلك الأقلية النصرانية هي المتحكمة في مقاليد الأمور بالبلاد بدعم من الاستعمار الغربي القديم والحديث، حتى باتت تلك الأقلية هي التي تسيطر على الاقتصاد والتعليم والجيش وكل شيء، وباتت الغالبية المسلمة غريبة في بلادها، تعاني الفقر والجوع والجهل والضياع في أكبر بلد أفريقي، ومثال نيجيريا متكرر في العديد من الدول الأفريقية التي تقع فيها الغالبية المسلمة في أتون حروب الإبادة على أيدي الأقليات النصرانية المسيطرة والمدعومة بلا حدود من الغرب. ولم تكن مذبحة «جوس» هي الأولى، فقد سبقتها قبل خمسة أشهر مذبحة «بوكو حرام» التي راح ضحيتها أكثر من ألف من الضحايا الأبرياء على أيدي قوات الجيش، التي اقترفتها بدم بارد بزعم «مقاومة الإرهاب». وقد سقط الشعب النيجيري في أتون حرب أهلية عام 1960م؛ أدت إلى مقتل أكثر من مليون شخص معظمهم من المسلمين. إن الأقلية الصليبية المسيطرة على مقاليد الأمور هناك تكشف كل يوم عن مخططها الأسود، سعياً لإبادة المسلمين واقتلاع الإسلام من تلك البلاد، في إطار المخطط الصليبي المعلن الرامي لتنصير أفريقيا، وإن العالم الإسلامي مطالب بالانتباه لذلك جيداً، والتحرك بكل جدية انتصاراً لهذا الشعب المضطهد قبل أن يواجه الفناء، وعلى وسائل الإعلام ومنظمة المؤتمر الإسلامي دور مهم في هذا الصدد، أداء لحق الإسلام، ودفاعاً عن شعب مسلم لهم علينا حقوق الأخوة والنصرة استجابة لقول الله سبحانه وتعالى: {إنَّ الذٌينّ آمّنٍوا وّهّاجّرٍوا وّجّاهّدٍوا بٌأّمًوّالٌهٌمً وّأّنفٍسٌهٌمً فٌي سّبٌيلٌ اللَّهٌ وّالَّذٌينّ آوّوا ونّصّرٍوا أٍوًلّئٌكّ بّعًضٍهٍمً أّوًلٌيّاءٍ بّعًضُ}(الأنفال:71).
*المجتمع نت
أضافة تعليق