مستر جورج جالاوى .. ماذا دهاك؟!
تابعت كما تابع ويتابع الملايين من المشاهدين، قناة الجزيرة، في برنامج بلا حدود، للإعلامي القدير / أحمد منصور، في برنامجه الشهير ’’بلا حدود’’ حيث كان ضيف هذا الأسبوع هو النائب البريطاني جورج جالاوي، الذي اخترق كل الحواجز العربية، ليصل إلى غزة ، ليقف على رأس قافلة شريان الحياة 3، كان اللقاء حقاً ماتعاً مع المستر جورج جالاوي، إلا أنه أثار لدي بعض الإشكاليات، حيث تخيلت فيما لو كان النائب جورج عربياً، وكلما حاولت تخيل هذه الصورة تأبى وترفض مخيلتي ذلك، لوجود بعض الإشكاليات الثقافية والفكرية والدينية والسياسية لدى أمة العُرب، الأمر الذي جعلني أحمّل المستر جورج كل الإشكاليات لأنتصر لبني قومي، لأقول للمستر جورج ماذا دهاك؟!.
من ذلك : أن المستر جورج جالاوي لم ينتظر فتوى من أحد، عن شرعية مناصرة أهل غزة، بل القرار صادر من بنيات رأسه، وهذا أمر مرفوض عندنا، نحن العرب، وكان يجب أن يتحرى أولا، عن حكم مناصرة شعب جائع فقير محاصر مظلوم محارب مسلوب، كما يفعل بني قومي، حيث ينتظرون في كل شيء صدور ’’فتوى’’ ولو كانت في أمر لا فتوى فيه أصلا لأنه أمر إنساني عام، فلا قائل من أهل الأرض أنه يحرم مثلا إغاثة الملهوف أو نصرة المظلوم، أو إطعام الجائع، أو معالجة المريض!! فالأمر مما اتفقت عليه جميع الشرائع والأديان والأعراف الإنسانية ، ولا حاجة فيه إلى فتوى ، إلا اللهم في بلاد العرب ، فما دهاك مستر جورج، أن تخاطر بنفسك ومستقبلك السياسي لتسافر إلى فلسطين، وبدون ’’فتوى’’ عربية!!.ماذا دهاك؟!!.
ثم إنّ قومي - سيما الأنظمة العربية - مع ذلك مهما صدرت الفتاوى ولو بالعشرات فإنها لا تحرك فيهم ساكنا ولا تسكن فيهم متحركاً.
ثم كان يكفي المستر جورج، من جهة أخرى، أن يرسلها فتوى منه عابرة للقارات، من حديقة منزله الغنّاء، عن وجوب دعم الشعب الفلسطيني، وأن هذا يعد واجبا دينيا وشرعيا ووطنياً ..ويكتفي بالنوم بين أبنائه وأحفاده، ولم يكن في حاجة لأن يقطع الفيافي والقفار إلى العريش المصرية، ليتبهذل على أيدي سفهاء العرب وعلى معبر رفح، حيث لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، بيد أني التمست العذر للمستر جورج، فربما فضّل أن يسير بقدميه إلى العريش المصرية، وكان أولى له أن يطلقها ’’فتوى’’ ، ثم ينقلب إلى أهله مسروراً ، بيد أنه لم يتجاسر في إصدار هذه الفتوى، لأنه ليس من العلماء الراسخين في العلم، بل هو مثقف، وليس بفقيه، ولا عالم محقق، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه!!.
وثالثة أتساءل ما دهاك أيها النائب جورج، ألم تلتفت ولو بنصف عين إلى فتوى مجمع البحوث الأزهري القاضي بجواز بناء الجدار الفولاذي بين حدود مصر وغزة، أو ليست محاولتك تجاوز الحدود المصرية ثم دخولك إلى أرض غزة، تدل على ضعف إيمانك، وفجورك وفسقوك، ومخالفتك لولاة الأمر، يا خبر أبيض، ترى ما دهاك، ألم تخش من فتوى ثانية من مجمع البحوث بتكفيرك أو تفسيقك على أقل تقدير!!!.
ثم لا أخفي القارئ سراً أنه حين أعلن أحمد منصور عبر برنامجه ’’بلا حدود’’ أن جورج جالاوي نصراني، وقدم له السؤال التالي ’’ماذا سيقول التاريخ عن العرب والمسلمين الذين يحاصرون إخوانهم في غزة، فيما يهب رجل نصراني من بريطانيا والرئيس تشافيز من فنزويلا .. لإيصال الغذاء والدواء إلى أطفال غزة، ما هذه المفارقات ..؟’’، لقد دار في خلدي حينها كما دار في خلد النظام المصري، أن هذه مسرحية من الإعلامي أحمد منصور، فجورج جالاوي أكيد أنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، حتى وإن كان نصرانياً، وأكيد أن للإخوان ربما خلايا ’’نصرانية ’’ تستخدمها وقت الحاجة، بيد أنا ننتظر تصريحا إعلاميا للحكومة المصرية بحقيقة هذه الهواجس .
إشكالية رابعة وهي كيف نجح المستر جورج في تسيير شريان الحياة 1، 2، 3، ويعد العدة لإطلاق شريان الحياة 4، ويقول أنه لن يتوقف، رغم الصعوبات العربية والمصرية منها بشكل أخص، التي واجهها ويواجهها، وآخرها حظر دخوله الأراضي المصرية ، ومع ذلك ينجح في حشد أنظمة دولية كماليزيا وتركيا وجنوب أفريقيا وفنزويلا لمناصرة أبناء غزة، فيما الأنظمة العربية المحنطة، بل وبعض العلماء والساسة العرب ، وهم بالآلاف، منذ أكثر من ثلاث سنين، وهم عاجزون عن فك الحصار عن غزة، أو حتى إيصال شيء من الدواء والغذاء والكساء، إلى المعوزين في غزة، هل ينجح رجل واحد، فيما عجزت عنه دول عربية ومنظمات إسلامية ؟ أم أن سر نجاح الرجل في هذا الحشد لقضية غزة، كونه شخصية بريطانية محترمة، بعينان زرقاواتان، فيما أمة العرب بمجموعها مشلولة عجزاء، لأنها تقع تحت نير الظلم والاستبداد الداخلي والخارجي، فيما بريطانيا يتمتع كل رعاياها بكامل حرياتهم وآرائهم واختياراتهم، حتى وإن كانت لا تنسجم مع التوجهات الرسمية، ولو كان المستر جورج رجلا مسلما أو عربيا في دولة عربية ديمقراطية لكان قد هُدر دمه مذ أن يفكر في مغادرة منزله وبيته إلى غزة أو كسرت رجله، على أقل تقدير ، على حد تعبير أبو الغيط.
إشكالية خامسة وهي : لم تمنع مصر شريان الحياة من الوصول إلى غزة، ولم تسمح إلا بعد ضغوط كبيرة ، رغم أنها لا تحمل أسلحة، وإنما تحمل الطعام والدواء، ويراها كذلك العالم بأسره، أنها إنما هي قافلة إغاثة لمدينة منكوبة على سطح الأرض، هي مدينة غزة، التي أصابها فيضان الظلم والغطرسة الدولية، فقتلت نساءها وشيوخها وأطفالها .
إن شريان الحياة، كشفت للعالم خداع وزيف الإعلام المصري، فالغرض الحقيقي من بناء الجدار الفولاذي هو الحيلولة دون وصول الغذاء والدواء، وليس السلاح، ويقيناً أنّ هدف بناء الجدار الفولاذي هو قتل الشعب الفلسطيني وإبادته، بمنعه من الغذاء والدواء، وليس أدل على هذه الحقيقة التي يحاول النظام المصري إخفاءها، من منع قافلة شريان الحياة من العبور، وأن النظام المصري إنما يزايد بالقضية الفلسطينية، لمكاسب سياسية، أو لممارسة نوع من الخداع والتضليل الإعلامي، الذي بات مكشوفاً، وكشفته أكثر وأكثر قافلة شريان الحياة .
مستر جورج جالاوي إن قيادتك لسلسلة شريان الحياة، أوقعنا والله وتالله، في حرج شديد مع أنفسنا وشعوبنا وأمتنا وأنظمتنا.
أخيراً لا آخراً، إنّ حصار غزة العروبة والإسلام والمقاومة والصمود، إنما هو في حقيقة الأمر حصار للأنظمة العربية المتخاذلة، وحصار لباطلها وظلمها لشعب مظلوم مقهور جائع أعزل، يحمل شرف الدفاع عنها وعن كراسيها ، وحصار قبل ذلك للأعراب الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ولو إلى قرار عربي واحد، بفك الحصار ، أو حتى إيصال الغذاء ، إلى غرة ، والله تعالى غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والله تعالى من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين،،
مأرب برس
تابعت كما تابع ويتابع الملايين من المشاهدين، قناة الجزيرة، في برنامج بلا حدود، للإعلامي القدير / أحمد منصور، في برنامجه الشهير ’’بلا حدود’’ حيث كان ضيف هذا الأسبوع هو النائب البريطاني جورج جالاوي، الذي اخترق كل الحواجز العربية، ليصل إلى غزة ، ليقف على رأس قافلة شريان الحياة 3، كان اللقاء حقاً ماتعاً مع المستر جورج جالاوي، إلا أنه أثار لدي بعض الإشكاليات، حيث تخيلت فيما لو كان النائب جورج عربياً، وكلما حاولت تخيل هذه الصورة تأبى وترفض مخيلتي ذلك، لوجود بعض الإشكاليات الثقافية والفكرية والدينية والسياسية لدى أمة العُرب، الأمر الذي جعلني أحمّل المستر جورج كل الإشكاليات لأنتصر لبني قومي، لأقول للمستر جورج ماذا دهاك؟!.
من ذلك : أن المستر جورج جالاوي لم ينتظر فتوى من أحد، عن شرعية مناصرة أهل غزة، بل القرار صادر من بنيات رأسه، وهذا أمر مرفوض عندنا، نحن العرب، وكان يجب أن يتحرى أولا، عن حكم مناصرة شعب جائع فقير محاصر مظلوم محارب مسلوب، كما يفعل بني قومي، حيث ينتظرون في كل شيء صدور ’’فتوى’’ ولو كانت في أمر لا فتوى فيه أصلا لأنه أمر إنساني عام، فلا قائل من أهل الأرض أنه يحرم مثلا إغاثة الملهوف أو نصرة المظلوم، أو إطعام الجائع، أو معالجة المريض!! فالأمر مما اتفقت عليه جميع الشرائع والأديان والأعراف الإنسانية ، ولا حاجة فيه إلى فتوى ، إلا اللهم في بلاد العرب ، فما دهاك مستر جورج، أن تخاطر بنفسك ومستقبلك السياسي لتسافر إلى فلسطين، وبدون ’’فتوى’’ عربية!!.ماذا دهاك؟!!.
ثم إنّ قومي - سيما الأنظمة العربية - مع ذلك مهما صدرت الفتاوى ولو بالعشرات فإنها لا تحرك فيهم ساكنا ولا تسكن فيهم متحركاً.
ثم كان يكفي المستر جورج، من جهة أخرى، أن يرسلها فتوى منه عابرة للقارات، من حديقة منزله الغنّاء، عن وجوب دعم الشعب الفلسطيني، وأن هذا يعد واجبا دينيا وشرعيا ووطنياً ..ويكتفي بالنوم بين أبنائه وأحفاده، ولم يكن في حاجة لأن يقطع الفيافي والقفار إلى العريش المصرية، ليتبهذل على أيدي سفهاء العرب وعلى معبر رفح، حيث لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، بيد أني التمست العذر للمستر جورج، فربما فضّل أن يسير بقدميه إلى العريش المصرية، وكان أولى له أن يطلقها ’’فتوى’’ ، ثم ينقلب إلى أهله مسروراً ، بيد أنه لم يتجاسر في إصدار هذه الفتوى، لأنه ليس من العلماء الراسخين في العلم، بل هو مثقف، وليس بفقيه، ولا عالم محقق، ورحم الله امرءاً عرف قدر نفسه!!.
وثالثة أتساءل ما دهاك أيها النائب جورج، ألم تلتفت ولو بنصف عين إلى فتوى مجمع البحوث الأزهري القاضي بجواز بناء الجدار الفولاذي بين حدود مصر وغزة، أو ليست محاولتك تجاوز الحدود المصرية ثم دخولك إلى أرض غزة، تدل على ضعف إيمانك، وفجورك وفسقوك، ومخالفتك لولاة الأمر، يا خبر أبيض، ترى ما دهاك، ألم تخش من فتوى ثانية من مجمع البحوث بتكفيرك أو تفسيقك على أقل تقدير!!!.
ثم لا أخفي القارئ سراً أنه حين أعلن أحمد منصور عبر برنامجه ’’بلا حدود’’ أن جورج جالاوي نصراني، وقدم له السؤال التالي ’’ماذا سيقول التاريخ عن العرب والمسلمين الذين يحاصرون إخوانهم في غزة، فيما يهب رجل نصراني من بريطانيا والرئيس تشافيز من فنزويلا .. لإيصال الغذاء والدواء إلى أطفال غزة، ما هذه المفارقات ..؟’’، لقد دار في خلدي حينها كما دار في خلد النظام المصري، أن هذه مسرحية من الإعلامي أحمد منصور، فجورج جالاوي أكيد أنه ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين المحظورة، حتى وإن كان نصرانياً، وأكيد أن للإخوان ربما خلايا ’’نصرانية ’’ تستخدمها وقت الحاجة، بيد أنا ننتظر تصريحا إعلاميا للحكومة المصرية بحقيقة هذه الهواجس .
إشكالية رابعة وهي كيف نجح المستر جورج في تسيير شريان الحياة 1، 2، 3، ويعد العدة لإطلاق شريان الحياة 4، ويقول أنه لن يتوقف، رغم الصعوبات العربية والمصرية منها بشكل أخص، التي واجهها ويواجهها، وآخرها حظر دخوله الأراضي المصرية ، ومع ذلك ينجح في حشد أنظمة دولية كماليزيا وتركيا وجنوب أفريقيا وفنزويلا لمناصرة أبناء غزة، فيما الأنظمة العربية المحنطة، بل وبعض العلماء والساسة العرب ، وهم بالآلاف، منذ أكثر من ثلاث سنين، وهم عاجزون عن فك الحصار عن غزة، أو حتى إيصال شيء من الدواء والغذاء والكساء، إلى المعوزين في غزة، هل ينجح رجل واحد، فيما عجزت عنه دول عربية ومنظمات إسلامية ؟ أم أن سر نجاح الرجل في هذا الحشد لقضية غزة، كونه شخصية بريطانية محترمة، بعينان زرقاواتان، فيما أمة العرب بمجموعها مشلولة عجزاء، لأنها تقع تحت نير الظلم والاستبداد الداخلي والخارجي، فيما بريطانيا يتمتع كل رعاياها بكامل حرياتهم وآرائهم واختياراتهم، حتى وإن كانت لا تنسجم مع التوجهات الرسمية، ولو كان المستر جورج رجلا مسلما أو عربيا في دولة عربية ديمقراطية لكان قد هُدر دمه مذ أن يفكر في مغادرة منزله وبيته إلى غزة أو كسرت رجله، على أقل تقدير ، على حد تعبير أبو الغيط.
إشكالية خامسة وهي : لم تمنع مصر شريان الحياة من الوصول إلى غزة، ولم تسمح إلا بعد ضغوط كبيرة ، رغم أنها لا تحمل أسلحة، وإنما تحمل الطعام والدواء، ويراها كذلك العالم بأسره، أنها إنما هي قافلة إغاثة لمدينة منكوبة على سطح الأرض، هي مدينة غزة، التي أصابها فيضان الظلم والغطرسة الدولية، فقتلت نساءها وشيوخها وأطفالها .
إن شريان الحياة، كشفت للعالم خداع وزيف الإعلام المصري، فالغرض الحقيقي من بناء الجدار الفولاذي هو الحيلولة دون وصول الغذاء والدواء، وليس السلاح، ويقيناً أنّ هدف بناء الجدار الفولاذي هو قتل الشعب الفلسطيني وإبادته، بمنعه من الغذاء والدواء، وليس أدل على هذه الحقيقة التي يحاول النظام المصري إخفاءها، من منع قافلة شريان الحياة من العبور، وأن النظام المصري إنما يزايد بالقضية الفلسطينية، لمكاسب سياسية، أو لممارسة نوع من الخداع والتضليل الإعلامي، الذي بات مكشوفاً، وكشفته أكثر وأكثر قافلة شريان الحياة .
مستر جورج جالاوي إن قيادتك لسلسلة شريان الحياة، أوقعنا والله وتالله، في حرج شديد مع أنفسنا وشعوبنا وأمتنا وأنظمتنا.
أخيراً لا آخراً، إنّ حصار غزة العروبة والإسلام والمقاومة والصمود، إنما هو في حقيقة الأمر حصار للأنظمة العربية المتخاذلة، وحصار لباطلها وظلمها لشعب مظلوم مقهور جائع أعزل، يحمل شرف الدفاع عنها وعن كراسيها ، وحصار قبل ذلك للأعراب الذين لا يجدون حيلة ولا يهتدون سبيلاً ولو إلى قرار عربي واحد، بفك الحصار ، أو حتى إيصال الغذاء ، إلى غرة ، والله تعالى غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون، والله تعالى من وراء القصد، والحمد لله رب العالمين،،
مأرب برس