الدرس الذي يجب أن نستفيده مما يحدث اليوم في صعدة وفي محافظاتنا الجنوبية هو أن اتساع مساحة الوطن الجغرافية من صعدة شمالاً إلى زنجبار جنوباً إلى حضرموت شرقا لم يعد يحتمل نظام الحاكم الفرد صاحب الصلاحيات المطلقة والذي لا معقب لحكمه ولا يسأل عما يفعل، ولو كان هذا النظام متستراً وراء لافتات ديمقراطية صورية، ويستند على حزب حاكم – حزب الدولة الذي تقف خلفه مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والقضائية والتنفيذية- إن واقعنا اليوم يؤكد حاجتنا الماسة إلى الهجرة إلى صيغة سياسية جديدة للسلطة، تتوفر فيها مقومات الدولة الحديثة،وفي طليعة هذه المقومات المؤسسة العسكرية والأمنية المستقلة، والقضاء العادل المستقل والسلطة التشريعية الرقابية التي تنتخب إنتحاباً حراً، ولا إنتخابات حرة بدون مؤسسة عسكرية حرة ومستقلة وسجلات انتخابية وطنية ونظيفة.
أن الواجب الأكبر والفرض الأهم الذي يجب تتضافر حوله كافة الجهود وتستنهض من أجله كل طاقات المجتمع، هو واجب الهجرة إلى الدولة المدنية الحديثة، بكافة مقوماتها والهجرة لا تعني بالضرورة الانتقال من مكان إلى آخر فقد تعني الانتقال من حالة مادية أومعنوية قيمية إلى حالة آخرى وقد تعني انتقال مجتمع من حالة اجتماعية أو صيغة سياسية إلى صيغة آخرى فالتحوالات الاجتماعية والقيمية وما يرافقها من تغيرات هي هجرات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وعلى هذا الأساس يمكننا أن نفهم موافقة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام على إقامة بعض أصحابه في البادية بعد أن هاجروا وكان قد أثار رجوع بعض الصحابة إلى البادية جدلاً شديداً بين الصحابة لما يعلمونه من أحكام المرتدين أعراباً والأثم المتعلق بكبيرة التعرب بعد الهجرة ’’الردة الحضارية’’ فقد أعلن الإسلام ’’ثورة على البداوة وما فيها من العقائد والمسلكيات والعصبيات، وكذلك كانت الرسالات السماوية السابقة، وذلك لأنّ الرسالة السماوية حركة إلى الأمام وباتجاه التاريخ ولبناء الحضارة الإنسانية التي فيها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة’’.
وهذه الثورة ليست موجهة ضد البدو بصفتهم أفرادا أو جماعات، وإنما هي موجهة ضد نمط من الحياة هو نمط متخلف ولا يليق بالحالة الإنسانية والقيم الإنسانية وسعادة الإنسان. وفي إمكان البدو الهجرة من هذا النمط المتخلف من الحياة إلى الأفضل وهم في أماكنهم على صعوبة ذلك إلا لمن استعصم وقد كان الصحابة الذين أذن لهم النبي (ص) بالبقاء في البادية من هذا النفر المستعصم الذي يمتلك القدرة على تحديث ذاته في البيئة التقليدية المنغلقة جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ’’ عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال : يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك ؟ تعربت ؟ قال : لا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو ’’
وقد بوب البيهقي هذه الاستثناءات ب: باب ما جاء في رخصة التعرب بعد الهجرة و ورد في بعض روايات حديث سلمة الحسنة أنه قال للنبي (ص) إنا نخاف أن يقدح ذلك في هجرتنا ، قال : أنتم مهاجرون حيث كنتم .
فما أحوجنا اليوم للهجرة حيث نحن، وهيهات أن يتحقق ذلك دون إرادة جادة (ولو أردوا الخروج لأعدوا له).
أكثر من 100 مليون عربي أمي تستأثر بلادنا بحوالي العشربحسب آخر الاحصائيات التي أعلن عنها في اليوم العالمي لمحو الأمية قبل. هذا الرقم المرعب يؤكد حاجتنا الماسة لإعلان الهجرة من ظلمات الأمية إلى أنوارألف باء العلم.
وواقعنا المادي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي يؤكد حاجتنا الماسة إلى الهجرة و التغيير وقد قال الفلاسفة قديماً: ’’ إن التغير قانون الوجود وإن الاستقرار موت وعدم، ومثلوا لفكرة التغير بجريان الماء فأنت لا تنزل النهر الواحد مرتين فإن مياهاً جديدة تجري من حولك’’.
فإذا كان هذا الإنسان في عمق الحركة الكونية فإنه لاشك يتفاعل مع حركة المتغيرات ليخلق لنفسه سلوكاً جديداً يتناسب مع واقعه الجديد:«إن تسويغ العمل الإنساني يرتكز على الصيرورة -التغير- لأن الكون الثابت لا يدفع الإنسان إلى العمل التطوري» فالتغيير سنة ثابتة من السنن الإلهية تفرض نـــفسها على حيــاة الإنسان بحيث لا يمكن أن يخترق هذا القانون الإلهي ويقاومه ويختار الجمود والبقاء على نفس حالته وقد قال تعالى في كتابه الحكيم:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لنهاجر إذاً ما بأنفسنا من قناعات وتصورات تتحكم بمسالكنا حتى يتحقق التغيير المنشود .
والذي يجب أن يعلمه الجميع أن حاجة المجتمع اليمني اليوم إلى الهجرة إلى صيغة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ليست حاجة ترفية أو كمالية فقد أتضح للجميع أن هذه الهجرة هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية الشاملة فمن الأبجديات التي يجب أن نفقهها أن السلام لن يتحقق في مجتمعاتنا ولا الأمن ولا الاستقرار ولا الشعور بالانتماء للوطن ما لم يسد العدل وتكافؤ الفرص ونفاذ القوانين عل الناس دون استثناء ودون اعتبار خصوصية لأي كان.
لم تعد اليوم تنطلي على الشعوب خدعة الأنظمة الديمقراطية الصورية التي فرضتها الأنظمة القائمة بواقع التغلب العائلي أو العسكري لتزيين مشروعيتها بعد إفراغها من محتواها ولهذا كانت هذه الأنظمة تدرك أن قاعدة ولاء مواطنيها لا تقوم على قناعة حقيقية بتمثيل السلطة للمواطن قدر ما تقوم على شرعية دينية تعتمد على نظرية التغلب السنية أو نظرية ولاية الفقيه أوالوصي الشيعية، أو شرعية وطنية لمواجهة الاستعمار .
لم يعد الوقت يتسع للمساومة حول واجب الوقت الأكبر؛ واجب الهجرة إلى الدولة المدنية الحديثة
*الصحوة نت
أن الواجب الأكبر والفرض الأهم الذي يجب تتضافر حوله كافة الجهود وتستنهض من أجله كل طاقات المجتمع، هو واجب الهجرة إلى الدولة المدنية الحديثة، بكافة مقوماتها والهجرة لا تعني بالضرورة الانتقال من مكان إلى آخر فقد تعني الانتقال من حالة مادية أومعنوية قيمية إلى حالة آخرى وقد تعني انتقال مجتمع من حالة اجتماعية أو صيغة سياسية إلى صيغة آخرى فالتحوالات الاجتماعية والقيمية وما يرافقها من تغيرات هي هجرات بكل ما تعنيه الكلمة من معنى وعلى هذا الأساس يمكننا أن نفهم موافقة الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام على إقامة بعض أصحابه في البادية بعد أن هاجروا وكان قد أثار رجوع بعض الصحابة إلى البادية جدلاً شديداً بين الصحابة لما يعلمونه من أحكام المرتدين أعراباً والأثم المتعلق بكبيرة التعرب بعد الهجرة ’’الردة الحضارية’’ فقد أعلن الإسلام ’’ثورة على البداوة وما فيها من العقائد والمسلكيات والعصبيات، وكذلك كانت الرسالات السماوية السابقة، وذلك لأنّ الرسالة السماوية حركة إلى الأمام وباتجاه التاريخ ولبناء الحضارة الإنسانية التي فيها سعادة الإنسان في الدنيا والآخرة’’.
وهذه الثورة ليست موجهة ضد البدو بصفتهم أفرادا أو جماعات، وإنما هي موجهة ضد نمط من الحياة هو نمط متخلف ولا يليق بالحالة الإنسانية والقيم الإنسانية وسعادة الإنسان. وفي إمكان البدو الهجرة من هذا النمط المتخلف من الحياة إلى الأفضل وهم في أماكنهم على صعوبة ذلك إلا لمن استعصم وقد كان الصحابة الذين أذن لهم النبي (ص) بالبقاء في البادية من هذا النفر المستعصم الذي يمتلك القدرة على تحديث ذاته في البيئة التقليدية المنغلقة جاء في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم ’’ عن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج فقال : يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك ؟ تعربت ؟ قال : لا ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لي في البدو ’’
وقد بوب البيهقي هذه الاستثناءات ب: باب ما جاء في رخصة التعرب بعد الهجرة و ورد في بعض روايات حديث سلمة الحسنة أنه قال للنبي (ص) إنا نخاف أن يقدح ذلك في هجرتنا ، قال : أنتم مهاجرون حيث كنتم .
فما أحوجنا اليوم للهجرة حيث نحن، وهيهات أن يتحقق ذلك دون إرادة جادة (ولو أردوا الخروج لأعدوا له).
أكثر من 100 مليون عربي أمي تستأثر بلادنا بحوالي العشربحسب آخر الاحصائيات التي أعلن عنها في اليوم العالمي لمحو الأمية قبل. هذا الرقم المرعب يؤكد حاجتنا الماسة لإعلان الهجرة من ظلمات الأمية إلى أنوارألف باء العلم.
وواقعنا المادي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي يؤكد حاجتنا الماسة إلى الهجرة و التغيير وقد قال الفلاسفة قديماً: ’’ إن التغير قانون الوجود وإن الاستقرار موت وعدم، ومثلوا لفكرة التغير بجريان الماء فأنت لا تنزل النهر الواحد مرتين فإن مياهاً جديدة تجري من حولك’’.
فإذا كان هذا الإنسان في عمق الحركة الكونية فإنه لاشك يتفاعل مع حركة المتغيرات ليخلق لنفسه سلوكاً جديداً يتناسب مع واقعه الجديد:«إن تسويغ العمل الإنساني يرتكز على الصيرورة -التغير- لأن الكون الثابت لا يدفع الإنسان إلى العمل التطوري» فالتغيير سنة ثابتة من السنن الإلهية تفرض نـــفسها على حيــاة الإنسان بحيث لا يمكن أن يخترق هذا القانون الإلهي ويقاومه ويختار الجمود والبقاء على نفس حالته وقد قال تعالى في كتابه الحكيم:(إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) لنهاجر إذاً ما بأنفسنا من قناعات وتصورات تتحكم بمسالكنا حتى يتحقق التغيير المنشود .
والذي يجب أن يعلمه الجميع أن حاجة المجتمع اليمني اليوم إلى الهجرة إلى صيغة الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ليست حاجة ترفية أو كمالية فقد أتضح للجميع أن هذه الهجرة هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والسلام والتنمية الشاملة فمن الأبجديات التي يجب أن نفقهها أن السلام لن يتحقق في مجتمعاتنا ولا الأمن ولا الاستقرار ولا الشعور بالانتماء للوطن ما لم يسد العدل وتكافؤ الفرص ونفاذ القوانين عل الناس دون استثناء ودون اعتبار خصوصية لأي كان.
لم تعد اليوم تنطلي على الشعوب خدعة الأنظمة الديمقراطية الصورية التي فرضتها الأنظمة القائمة بواقع التغلب العائلي أو العسكري لتزيين مشروعيتها بعد إفراغها من محتواها ولهذا كانت هذه الأنظمة تدرك أن قاعدة ولاء مواطنيها لا تقوم على قناعة حقيقية بتمثيل السلطة للمواطن قدر ما تقوم على شرعية دينية تعتمد على نظرية التغلب السنية أو نظرية ولاية الفقيه أوالوصي الشيعية، أو شرعية وطنية لمواجهة الاستعمار .
لم يعد الوقت يتسع للمساومة حول واجب الوقت الأكبر؛ واجب الهجرة إلى الدولة المدنية الحديثة
*الصحوة نت