معالجة هشاشة الفهم وفقه العوام
الكاتب/ حمدان بن أحمد الشهري
لجينيات
بسم الله الرحمن الرحيم
من منا أيها الفضلاء لايحتاج ــ في كل ساعة بل وفي كل لحظة ــ إلى فقه شرعي يردعه عن ارتكاب المحذور ويدله على فعل المأمور ؟؟
الجوابُ : لا أحد يستغني عن ذلك ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) ولما كان الأمر كذلك ، فنحن بحاجة مآسة إلى الفهم الصحيح والفقه السليم حتى نعبد الله على بصيرة ، كان السلف الصالح رحمهم الله ، يرحل أحدهم في طلب المسألة شهوراً حتى يجد حلها، ويسافر مراحل حتى يُحصِّل حديثاً ، أو يطلب علماً ، رحل جابر بن عبد الله رضي الله عنه من المدينة ، إلى عبد الله بن أنيس في مصر ، ليسأله عن حديث كانا قد سمعاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه نسي بعض ألفاظه ، فرحل إلى بن أُنيس يسأله عنه ، والحديث في هذا الجانب عن الرحلة في طلب العلم يطول ، وليس هناك أشرف ولا أنبل من طلب العلم الذي تضع الملائكة أجنحتها لطالبه رضاً بما يصنع كما صح بذلك الخبر.
ولقد أصبح العلم ولله الحمد ، في متناول الصغير والكبير ، ولكن أين المشمرون ؟؟؟
انتشر العلم بوسائله السهلة الميسرة ، المسموعة والمرئية والمقروءة، الكتاب في كل مكان ، والتسجيلات المختلفة المرئية والمسموعة ، لعلماءَ فضلاءَ ودعاةٍ أجلاءَ ، ولو رتب المرءُ وقتهُ ووطّن نفسهُ على طلبِ العلمِ، لأصبحَ من طلابِ العلم الكبار وهو في بيته ، فكتب الحديث والفقه والتفسير مشروحة في كل مكتبة ، بل هناك مواقع يستطيع طالب العلم أن يحمل منها ما شاء من العلم الشرعي بأسهل وأيسر طريق ، وكذلك اللغة وما يتعلق بها مع أنه لايستغي طالب العلم عن الرجوع للعلماء وسؤالهم مشافهةً والتأدبِ بآدابهم ، والتخلقِ بأخلاقهم فإنّها لايمكنُ الحصول عليها إلا بالجلوسِ إليهم والإنصات لهم ، والمزاحمة بالركب في مجالسهم والإستماع إلى دروسهم ومحاضراتهم ، ولكن ما لايدرك كله لايترك جله كما يقال.
وإن مما يحز في النفس أنك تجد أن هناك مسائل سهلة ميسرة في أبواب الطهارة والصلاة التي لابد لكل مسلم أن يُلم بها ، ومع ذلك تجد الكثير لايعرف عنها شيئاً ، وقد يكون له سنوات عديدة يتعبد لله تعالى بخطأ في صلاته أو خلل في طهارته بل وحتى في عقيدته ، مع سهولة التعلم والتفقه في هذا الزمن ، وفي هذه الأيام وأنت تسافر وتتنقل من مكان لآخر ربما تلاحظ وترى مثل ما رأيتُ ولاحظتُ ، فقد رأيتُ عجباً يأتي مسافر فيصلي مع مقيم ، فلا يتم معه الصلاة مع أن الصحيح أن من صلى مع مقيم فإنه يتم ولو كان مسافراً، وعندما سئل ابن عباس رضي الله عنهما مابال المسافر إذا صلى مع مقيم أتم وإن سافر مع مسافر قصر قال تلك هي السنة ، ووجدت من صلى بالتيمم مع وجود الماء على بعد دقائق ، ورأيت من يطلب الحوائج من غير الله ، وهو يطوف بالبيت العتيق الذي لايطلب عند بيته من غيره ، ولا حتى خارجه ولكن في هذا المكان من باب أولى والله المستعان ، وسمعت من يقول يا حسين الغوث الغوث المدد المدد والله تعالى يقول ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) ويقول (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) ويقول جل في علاه ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) إذن نحن بحاجة إلى تعلم الدين الصحيح أحوج من تعلم النظريات والماديات ، حتى نقضي على الفهم السقيم والفقه العقيم ، لدى كثير ممن ينتسبون لهذا الدين العظيم دين الإسلام ، الذي يدعوا إلى العلم الديني والدنيوي ، بخطين متوازيين لكي يتم عمارة الأرض وفق مراد الله تعالى ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وعلى إعلامنا بكافة قنواته المرئية والمقروءة والمسموعة مسئولية عظمى في بيان هذا الأمر وأهميته ، وحث الناس على طلب العلم الشرعي ، الذي هو مناط الخيرية لهذه الأمة بخيرية أفرادها ، إذا هم تفقهوا في شرع الله ودينه ، كما صح بذلك الخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وفقهنا في الدين يا أرحم الراحمين ،
والحمد لله رب العالمين.
وكتبه : حمدان بن أحمد الشهري
*لجينيات
الكاتب/ حمدان بن أحمد الشهري
لجينيات
بسم الله الرحمن الرحيم
من منا أيها الفضلاء لايحتاج ــ في كل ساعة بل وفي كل لحظة ــ إلى فقه شرعي يردعه عن ارتكاب المحذور ويدله على فعل المأمور ؟؟
الجوابُ : لا أحد يستغني عن ذلك ، ولذا قال عليه الصلاة والسلام : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) ولما كان الأمر كذلك ، فنحن بحاجة مآسة إلى الفهم الصحيح والفقه السليم حتى نعبد الله على بصيرة ، كان السلف الصالح رحمهم الله ، يرحل أحدهم في طلب المسألة شهوراً حتى يجد حلها، ويسافر مراحل حتى يُحصِّل حديثاً ، أو يطلب علماً ، رحل جابر بن عبد الله رضي الله عنه من المدينة ، إلى عبد الله بن أنيس في مصر ، ليسأله عن حديث كانا قد سمعاه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكنه نسي بعض ألفاظه ، فرحل إلى بن أُنيس يسأله عنه ، والحديث في هذا الجانب عن الرحلة في طلب العلم يطول ، وليس هناك أشرف ولا أنبل من طلب العلم الذي تضع الملائكة أجنحتها لطالبه رضاً بما يصنع كما صح بذلك الخبر.
ولقد أصبح العلم ولله الحمد ، في متناول الصغير والكبير ، ولكن أين المشمرون ؟؟؟
انتشر العلم بوسائله السهلة الميسرة ، المسموعة والمرئية والمقروءة، الكتاب في كل مكان ، والتسجيلات المختلفة المرئية والمسموعة ، لعلماءَ فضلاءَ ودعاةٍ أجلاءَ ، ولو رتب المرءُ وقتهُ ووطّن نفسهُ على طلبِ العلمِ، لأصبحَ من طلابِ العلم الكبار وهو في بيته ، فكتب الحديث والفقه والتفسير مشروحة في كل مكتبة ، بل هناك مواقع يستطيع طالب العلم أن يحمل منها ما شاء من العلم الشرعي بأسهل وأيسر طريق ، وكذلك اللغة وما يتعلق بها مع أنه لايستغي طالب العلم عن الرجوع للعلماء وسؤالهم مشافهةً والتأدبِ بآدابهم ، والتخلقِ بأخلاقهم فإنّها لايمكنُ الحصول عليها إلا بالجلوسِ إليهم والإنصات لهم ، والمزاحمة بالركب في مجالسهم والإستماع إلى دروسهم ومحاضراتهم ، ولكن ما لايدرك كله لايترك جله كما يقال.
وإن مما يحز في النفس أنك تجد أن هناك مسائل سهلة ميسرة في أبواب الطهارة والصلاة التي لابد لكل مسلم أن يُلم بها ، ومع ذلك تجد الكثير لايعرف عنها شيئاً ، وقد يكون له سنوات عديدة يتعبد لله تعالى بخطأ في صلاته أو خلل في طهارته بل وحتى في عقيدته ، مع سهولة التعلم والتفقه في هذا الزمن ، وفي هذه الأيام وأنت تسافر وتتنقل من مكان لآخر ربما تلاحظ وترى مثل ما رأيتُ ولاحظتُ ، فقد رأيتُ عجباً يأتي مسافر فيصلي مع مقيم ، فلا يتم معه الصلاة مع أن الصحيح أن من صلى مع مقيم فإنه يتم ولو كان مسافراً، وعندما سئل ابن عباس رضي الله عنهما مابال المسافر إذا صلى مع مقيم أتم وإن سافر مع مسافر قصر قال تلك هي السنة ، ووجدت من صلى بالتيمم مع وجود الماء على بعد دقائق ، ورأيت من يطلب الحوائج من غير الله ، وهو يطوف بالبيت العتيق الذي لايطلب عند بيته من غيره ، ولا حتى خارجه ولكن في هذا المكان من باب أولى والله المستعان ، وسمعت من يقول يا حسين الغوث الغوث المدد المدد والله تعالى يقول ( وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ) ويقول (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا) ويقول جل في علاه ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ) إذن نحن بحاجة إلى تعلم الدين الصحيح أحوج من تعلم النظريات والماديات ، حتى نقضي على الفهم السقيم والفقه العقيم ، لدى كثير ممن ينتسبون لهذا الدين العظيم دين الإسلام ، الذي يدعوا إلى العلم الديني والدنيوي ، بخطين متوازيين لكي يتم عمارة الأرض وفق مراد الله تعالى ( قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) وعلى إعلامنا بكافة قنواته المرئية والمقروءة والمسموعة مسئولية عظمى في بيان هذا الأمر وأهميته ، وحث الناس على طلب العلم الشرعي ، الذي هو مناط الخيرية لهذه الأمة بخيرية أفرادها ، إذا هم تفقهوا في شرع الله ودينه ، كما صح بذلك الخبر عن المعصوم صلى الله عليه وسلم : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين ) اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا ، وفقهنا في الدين يا أرحم الراحمين ،
والحمد لله رب العالمين.
وكتبه : حمدان بن أحمد الشهري
*لجينيات