حصوننا الأُُسرية مُهددة!!·· ما سُبل حمايتها وتقويتها؟
تتزايد ـ مع الأيام ـ الخلافات الأًُُُُسرية وتتفاقم، مُخلّفةً عوامل الشقاق والنفور والتفكك الأُسري، مما يترتب عليه تزايد معدلات الطلاق والخُلع(1)، وتلك مشكلة مهمة من مشكلات مجتمعاتنا الإسلامية، الأمر الذي يوحي ـ وبعيداً عن التفكير التآمري ـ بأن هناك من يريد لهذه >المواثيق الغليظة< أن تنفصم عراها، ولهذه الحصون العتيدة المتبقية من حصوننا أن تـتهدد، بل أن تتهدم، وفي هدمها هدم للمجتمع كله، فالمتأمل للواقع يرى أن هذا التهديد ومحاولات الهدم تلك مصدرها إما خارجي: كالترويج لأنماط من المعاشرة تصطدم مع ديننا الحنيف، وحملات مسعورة للإثارة والتحلل والإباحية وتجارة الجنس في عولمة ثقافية تجتاح الخصوصيات والحواجز الأخلاقية، و>صناعة للفقر وتكريسه< ينعكس في تدني معدلات التنمية، والتغييرات الاجتماعية العميقة، والبطالة، وتأخير سن الزواج، وإباحة الإجهاض، والترويج لما يسمى >الاستقلال الاقتصادي للمرأةما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراَ له من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرّته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها ومالهخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهليلا والله ما أبدلني الله خيراً منها!، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء··كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيتهأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائهماستوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه: فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساءالمجاهدة الأسرية< والمسؤولية الفطرية لإدارة هذه المؤسسة المهمة من مؤسسات المجتمع·· إرشاداً وتوجيهاً وتعاوناً وتشاوراً وتقويماً·· لتصل إلى الخير، ومحضناً لتنمية التوافق النفسي والعاطفي والبدني(14)·
4ـ بل·· معاشرة بالعدل والمعروف والتقوى: زد في إيمانك، فتمكن الإيمان من القلب سينضح عدلاً ومعروفاً على الحياة الزوجية: (·· ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) البقرة:822، ويقول تعالى: (·· وعاشروهن بالمعروف) النساء:19،إنها عدالة في الحقوق والواجبات: > تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيتدينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلكسعار استهلاكي< بخلق رغبات استهلاكية طاغية ـ وغير ضرورية ـ ويلح على إشباعها(18)، فلا تحمّـلوا أنفسكم فوق طاقتها: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قًدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسراً) الطلاق:7، فلنسد سُـبل الانحرافات الجسيمة (سرقة ورشوة واختلاس ومراباة الخ···) إنقاذاً للأسر من التفكك والانهيار·
9 ـ لم لا تقدمون المساعدة في إعمال البيت فتدوم المودة؟: تخبر السيدة عائشة ـ رضي الله عنها: >كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاةكان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهمإن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرهاالصمت والعزلة المنزليةفلا تستغرقكم المشاغل دون توفير الوقت الكافي للتواصل والتلاقي، فيتحول المنزل إلى فندق، وكيف لأحدكم أن يعيش كحاضر غائب·· وحيداً منعزلاً داخل الأسرة؟، يقول الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه
من هم الحياة وخلّفاه ذليلاً
إن اليتيم هو الذي تلقى
لـه أماً تخلت أو أبا مشغولاً
تحدثوا عن مشاعركم دون تذرع بكبرياء، وتطلعاتكم مع حسن إصغاء، ومشاكلكم فإنها تتحسن إذا بدأتم التحاور باهتمام، ولتكن لكما اهتمامات مشتركة(22)·
12ـ أسبغا التقدير: لكلٍ منكما أوجه كمال (أو ظننتما ذلك عندما تزوجتما)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: >لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخرصراع الأدوارللأمن النفسيجهازي الإرسال والاستقباللا يطرق أهله ليلاًوصراع الأجيالخديجة بنت خويلد< دار القومية العربية للطباعة 1970، ص181·
8 ـ انظر ابن القيم الجوزية: زاد المعاد ـ هديه صلى الله عليه وسلم في معاشرة أهله، مجلد1، ص38، المطبعة المصرية ومكتبتها، راجع: د· عبد الرحمن العمراني: صورة العلاقة الزوجية في عهد النبوة، الوعي الإسلامي العدد: 451: ربيع الأول 1424هـ، الكويت· 9 ـ من حديث أبن عباس في تفسير ابن كثير ج 4، دار إحياء الكتب العربية، ص 386· 10 ـ للمزيد يراجع مقالات بالوعي الإسلامي: 453: جمادى الأولى 1424هـ·
الكويت، وبمجلة منار الإسلام بالأعداد:5، (السنة28) جمادى الأولى 1423هـ ـ 344 شعبان 1424هـ، الإمارات·
11 ـ متفق عليه·
12- رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حديث حسن صحيح·
13 ـ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه·
14- المستشار احمد خيرت: مركز المرأة في الإسلام،ط 3، دار المعارف 1983م·
15 ـ رواه أبو داود·
16 ـ راجع: عبدالمتعال الجبري: المرأة في التصور الإسلامي، المرجع السابق·
17- رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه·
18 ـ راجع إريك فروم: >الإنسان بين المظهر والجوهركيف تكون مُحدثاً لبقاً وتؤثر في الناس؟مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع،1997م، وكذلك منار الإسلام، العدد: 347· ذو القعدة 1424هـ ،ص83، الإمارات·
23 ـ رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه·
24 ـ راجع: د·عبد الله الخاطر: فن التعامل مع الناس، ط 2، 1994م، دار المروة للتوزيع بالإسكندرية·
25 ـ انظر تقديم عمر عبيد حسنه لكتاب: الطفولة ومسؤولية بناء المستقبل، د·نبيل سليم علي، كتاب الأمة العدد:92، ذو القعدة 1424هـ، قطر·
26 ـ انظر لكاتب هذه السطور: كيف نلبي حاجة أبنائنا إلى >الأمن النفسيجدد حياتك< دار الكتب الإسلامية،1982م·
30 ـ راجع: د·عبد الله الخاطر: فن التعامل مع الناس، المرجع السابق·
31 ـ راجع: منى صلاح: المرجع السابق·
32 ـ مسند الأمام احمد· 33 ـ بسمه عزوزي: مشروعية الدعابة في المجال الأسري،الوعي الإسلامي: 445 رمضان 1423هـ، ص77.
34 ـ د· أمينة الجابر وآخرون: التفكك الأسري·· الأسباب والحلول المقترحة، المرجع السابق·
.مجلة الوعي الإسلامي
تتزايد ـ مع الأيام ـ الخلافات الأًُُُُسرية وتتفاقم، مُخلّفةً عوامل الشقاق والنفور والتفكك الأُسري، مما يترتب عليه تزايد معدلات الطلاق والخُلع(1)، وتلك مشكلة مهمة من مشكلات مجتمعاتنا الإسلامية، الأمر الذي يوحي ـ وبعيداً عن التفكير التآمري ـ بأن هناك من يريد لهذه >المواثيق الغليظة< أن تنفصم عراها، ولهذه الحصون العتيدة المتبقية من حصوننا أن تـتهدد، بل أن تتهدم، وفي هدمها هدم للمجتمع كله، فالمتأمل للواقع يرى أن هذا التهديد ومحاولات الهدم تلك مصدرها إما خارجي: كالترويج لأنماط من المعاشرة تصطدم مع ديننا الحنيف، وحملات مسعورة للإثارة والتحلل والإباحية وتجارة الجنس في عولمة ثقافية تجتاح الخصوصيات والحواجز الأخلاقية، و>صناعة للفقر وتكريسه< ينعكس في تدني معدلات التنمية، والتغييرات الاجتماعية العميقة، والبطالة، وتأخير سن الزواج، وإباحة الإجهاض، والترويج لما يسمى >الاستقلال الاقتصادي للمرأةما استفاد المؤمن بعد تقوى الله عز وجل خيراَ له من زوجة صالحة: إن أمرها أطاعته، وإن نظر إليها سرّته، وإن أقسم عليها أبرّته، وإن غاب عنها نصحته في نفسها ومالهخيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهليلا والله ما أبدلني الله خيراً منها!، آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني إذ كذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله منها الولد دون غيرها من النساء··كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته، والأمير راعٍ، والرجل راعٍ على أهل بيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وولده، فكلكم راعٍ ومسؤول عن رعيتهأكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خُلقاً، وخياركم خياركم لنسائهماستوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه: فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساءالمجاهدة الأسرية< والمسؤولية الفطرية لإدارة هذه المؤسسة المهمة من مؤسسات المجتمع·· إرشاداً وتوجيهاً وتعاوناً وتشاوراً وتقويماً·· لتصل إلى الخير، ومحضناً لتنمية التوافق النفسي والعاطفي والبدني(14)·
4ـ بل·· معاشرة بالعدل والمعروف والتقوى: زد في إيمانك، فتمكن الإيمان من القلب سينضح عدلاً ومعروفاً على الحياة الزوجية: (·· ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف) البقرة:822، ويقول تعالى: (·· وعاشروهن بالمعروف) النساء:19،إنها عدالة في الحقوق والواجبات: > تطعمها إذا طعمت وتكسوها إذا اكتسيت ولا تضرب الوجه ولا تقبح ولا تهجر إلا في البيتدينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلكسعار استهلاكي< بخلق رغبات استهلاكية طاغية ـ وغير ضرورية ـ ويلح على إشباعها(18)، فلا تحمّـلوا أنفسكم فوق طاقتها: (لينفق ذو سعة من سعته ومن قًدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسراً) الطلاق:7، فلنسد سُـبل الانحرافات الجسيمة (سرقة ورشوة واختلاس ومراباة الخ···) إنقاذاً للأسر من التفكك والانهيار·
9 ـ لم لا تقدمون المساعدة في إعمال البيت فتدوم المودة؟: تخبر السيدة عائشة ـ رضي الله عنها: >كان النبي صلى الله عليه وسلم في مهنة أهله، فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاةكان يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهمإن من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة، الرجل يفضي إلى امرأته وتفضي إليه ثم ينشر سرهاالصمت والعزلة المنزليةفلا تستغرقكم المشاغل دون توفير الوقت الكافي للتواصل والتلاقي، فيتحول المنزل إلى فندق، وكيف لأحدكم أن يعيش كحاضر غائب·· وحيداً منعزلاً داخل الأسرة؟، يقول الشاعر:
ليس اليتيم من انتهى أبواه
من هم الحياة وخلّفاه ذليلاً
إن اليتيم هو الذي تلقى
لـه أماً تخلت أو أبا مشغولاً
تحدثوا عن مشاعركم دون تذرع بكبرياء، وتطلعاتكم مع حسن إصغاء، ومشاكلكم فإنها تتحسن إذا بدأتم التحاور باهتمام، ولتكن لكما اهتمامات مشتركة(22)·
12ـ أسبغا التقدير: لكلٍ منكما أوجه كمال (أو ظننتما ذلك عندما تزوجتما)، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: >لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها آخرصراع الأدوارللأمن النفسيجهازي الإرسال والاستقباللا يطرق أهله ليلاًوصراع الأجيالخديجة بنت خويلد< دار القومية العربية للطباعة 1970، ص181·
8 ـ انظر ابن القيم الجوزية: زاد المعاد ـ هديه صلى الله عليه وسلم في معاشرة أهله، مجلد1، ص38، المطبعة المصرية ومكتبتها، راجع: د· عبد الرحمن العمراني: صورة العلاقة الزوجية في عهد النبوة، الوعي الإسلامي العدد: 451: ربيع الأول 1424هـ، الكويت· 9 ـ من حديث أبن عباس في تفسير ابن كثير ج 4، دار إحياء الكتب العربية، ص 386· 10 ـ للمزيد يراجع مقالات بالوعي الإسلامي: 453: جمادى الأولى 1424هـ·
الكويت، وبمجلة منار الإسلام بالأعداد:5، (السنة28) جمادى الأولى 1423هـ ـ 344 شعبان 1424هـ، الإمارات·
11 ـ متفق عليه·
12- رواه الترمذي من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حديث حسن صحيح·
13 ـ متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه·
14- المستشار احمد خيرت: مركز المرأة في الإسلام،ط 3، دار المعارف 1983م·
15 ـ رواه أبو داود·
16 ـ راجع: عبدالمتعال الجبري: المرأة في التصور الإسلامي، المرجع السابق·
17- رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه·
18 ـ راجع إريك فروم: >الإنسان بين المظهر والجوهركيف تكون مُحدثاً لبقاً وتؤثر في الناس؟مكتبة ابن سينا للنشر والتوزيع،1997م، وكذلك منار الإسلام، العدد: 347· ذو القعدة 1424هـ ،ص83، الإمارات·
23 ـ رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه·
24 ـ راجع: د·عبد الله الخاطر: فن التعامل مع الناس، ط 2، 1994م، دار المروة للتوزيع بالإسكندرية·
25 ـ انظر تقديم عمر عبيد حسنه لكتاب: الطفولة ومسؤولية بناء المستقبل، د·نبيل سليم علي، كتاب الأمة العدد:92، ذو القعدة 1424هـ، قطر·
26 ـ انظر لكاتب هذه السطور: كيف نلبي حاجة أبنائنا إلى >الأمن النفسيجدد حياتك< دار الكتب الإسلامية،1982م·
30 ـ راجع: د·عبد الله الخاطر: فن التعامل مع الناس، المرجع السابق·
31 ـ راجع: منى صلاح: المرجع السابق·
32 ـ مسند الأمام احمد· 33 ـ بسمه عزوزي: مشروعية الدعابة في المجال الأسري،الوعي الإسلامي: 445 رمضان 1423هـ، ص77.
34 ـ د· أمينة الجابر وآخرون: التفكك الأسري·· الأسباب والحلول المقترحة، المرجع السابق·
.مجلة الوعي الإسلامي