أنت مواطن أنت مهان
28/04/2009
محمد بن ناصر الحزمي
قال تعالى ’’ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ’’ فالأصل أن ابن ادم مكرم كانسان لكن المواطن العادي علي أرض الإيمان مُعرض - في أي لحظة من لحظات حياته - لانتهاك حقوقه بطرق شتي، والمعاناة بأشكال لا حصر لها، وقد تصل إلي أقصي درجات سحق كرامته الإنسانية!حتى كاد يكون الشعار البارز في الدوائر الحكومية ’’ أنت مواطن أنت مهان ’’ ما لم تكن مسؤلا أو تاجرا مشهورا، انك تشعر فعلا بالعنصرية المقيتة عندما تر المواطن يعامل بلا كرامة ، في أقسام الشرطة في الوزارات في المؤسسات الحكومية ، قد تدخل أحيانا بعض الدوائر الحكومية فتسلم على المسؤل ولأنه لا يعرفك إذا مد يده ليصافح يمدها وهو متجهم بوجه أو مطأطأ لرأسه لا ينظر إليك فإذا عرفته بنفسك انك المسؤل فلان تغيرت ملامح وجهه وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ تبسمك في وجه أخيك صدقة’’ وكأن الأصل في الموظف الحكومي أن يكون ’’مكشرا’’ في وجه المواطن ،
أما حيات المواطن في بلادنا فهي في مهب الريح فالأصل أن الحكومة الموقرة عندما تقوم بأي مشروع أن ترسم من أهم أهداف المشروع رفاهية المواطن وصون حياته وإلا فهو مشروع عبثي ولكن هذا التهديف غير موجود في بلادنا إلا ما ندر ، كنت قبل فترة في زيارة للصين وأنا امشي في الشارع فأرى على الرصيف خطا متميزا من البلاط فسألت صاحبي لماذا هذا الخط في وسط الرصيف قال :هذا خط خاص بالعميان _فاقدي البصر- فقلت له ولماذا هذه الفتحات في الرصيف الأوسط من الشارع قال: هذه لا صحاب الدراجات الهوائية ليسهل عبورهم فتذكرت قول عمر رضي الله عنه ’’ والله لوان بغلة عثرت في العراق لسألني الله لما لم تصلح لها الطريق يا عمر’’ إن الذي يمشي في خط الستين إن كان ماشيا أو سائقا لسيارته يمشي ويده على قلبه لأنه صار خط الموت السريع ، فان كنت في سيارة تخشى أن تدوس مواطنا لكثرة العابرين وخاصة عندما تنطفئ الكهرباء ليلا وكم قد قتلت من نفوس في هذا الخط ، وان كنت ماشيا فأردت قطع الشارع فأنت في مغامرة تسلم أو تعدم، تخيلوا أرادوا من الشارع أن يكون خطا سريعا دون أن يجعلوا للمواطن أنفاقا للعبور، بل وأصبحت بعض الأحياء على جانبي الخط أحياء محاصرة لا يوجد مداخل للسيارات إلا بعد أن تمر على رأس الرجاء الصالح – أخر نقطة في جنوب الكرة الأرضية- والسبب أننا لسنا مثل العالم الذي يخطط قبل أن يقدم على الشيء ، ماذا لو تم عمل أنفاقا للسيارات أمام مداخل الأحياء حفاظا على أرواح الناس وتأدية خدمة جليلة لسكانها؟
تعالوا إلى امتهان أخر ، وأنا راجع قبل أيام من الأردن فخرجنا من صالة مطار صنعاء فكانت المفاجأة أن المواطنين المستقبلين للقادمين يفترشون ارض الشارع الأمامي للمطار بين البرد وزخات المطر لماذا؟ لان الأمن يمنعهم من الدخول إلى صالة الاستقبال ، انه منظر مقزز لكل صاحب ضمير ، لمن بنيت هذه الصالات بمئات الملايين من جيب المواطنين إلا لخدمتهم ،هذا ما أظن وليس الظن هنا إثما ، وما ذا سيقول الأجنبي الزائر لبلادنا عندما يرى المواطنين بهذه الحالة وكأنهم في حرج باب اليمن أو القاع وليسوا في مطار دولي ؟ إذا لم تحترموا المواطن احترموا سمعة الوطن.
تعالوا إلى امتهان أخر يلاحق المواطن اليمني إلى الخارج وأنت في مصر أو الأردن ترى بعض اليمنيين الذين يذهبون لعلاج يتعرضون للنصب والاحتيال وكم قد حدثت من قصص مؤلمة نتيجة لأنهم لم يتلقوا أي توجيهات لا في مطار صنعاء عند المغادرة ولا من قبل سفاراتنا في الخارج ماذا سيضر الحكومة ممثلة بوزارة الصحة أن تضع أسماء الأطباء المشهورين في هاتين الدولتين في مطوية صغيرة مع عناوينهم وتخصصاتهم ثم تضع بعض التوجيهات وتوزع في المطار على كل مسافر للعلاج أو يكون هناك قنصل صحي مهمته تقديم الخدمات للمواطنين وخاصة في هاتين الدولتين لكثرة المترددين عليهما ؟
والى امتهان أخر، السجون الخاصة لبعض المشايخ أو الوزارات وبرغم أنها غير قانونية إلا أنها موطن لاهانة أدمية المواطنين من سجن البلدية إلى سجن الأوقاف إلى سجن المؤسسة الاقتصادية وغيرها ، أن يتبنى بعض المشايخ سجونا غير قانونية -قطاع خاص - قد يكون أمرا مقززا لكن أن تتبنى الدولة نفسها مثل هذه السجون فهذا أمر معيب ومخزي و هي سجون تفتقد إلى ابسط قواعد الاحترام الآدمي وكم من مهانات يمتهن فيه المواطن لا استطيع أن احصرها في هذا المقال فهل من مجيب ؟ أرجو أن يستمع أصحاب الضمائر الحية من المسؤلين لهذه الملاحظات والعمل على تخفيف ألام الناس والى لقاء أخر إن شاء الله تعالى..
.نيوزيمن
28/04/2009
محمد بن ناصر الحزمي
قال تعالى ’’ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا ’’ فالأصل أن ابن ادم مكرم كانسان لكن المواطن العادي علي أرض الإيمان مُعرض - في أي لحظة من لحظات حياته - لانتهاك حقوقه بطرق شتي، والمعاناة بأشكال لا حصر لها، وقد تصل إلي أقصي درجات سحق كرامته الإنسانية!حتى كاد يكون الشعار البارز في الدوائر الحكومية ’’ أنت مواطن أنت مهان ’’ ما لم تكن مسؤلا أو تاجرا مشهورا، انك تشعر فعلا بالعنصرية المقيتة عندما تر المواطن يعامل بلا كرامة ، في أقسام الشرطة في الوزارات في المؤسسات الحكومية ، قد تدخل أحيانا بعض الدوائر الحكومية فتسلم على المسؤل ولأنه لا يعرفك إذا مد يده ليصافح يمدها وهو متجهم بوجه أو مطأطأ لرأسه لا ينظر إليك فإذا عرفته بنفسك انك المسؤل فلان تغيرت ملامح وجهه وتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ تبسمك في وجه أخيك صدقة’’ وكأن الأصل في الموظف الحكومي أن يكون ’’مكشرا’’ في وجه المواطن ،
أما حيات المواطن في بلادنا فهي في مهب الريح فالأصل أن الحكومة الموقرة عندما تقوم بأي مشروع أن ترسم من أهم أهداف المشروع رفاهية المواطن وصون حياته وإلا فهو مشروع عبثي ولكن هذا التهديف غير موجود في بلادنا إلا ما ندر ، كنت قبل فترة في زيارة للصين وأنا امشي في الشارع فأرى على الرصيف خطا متميزا من البلاط فسألت صاحبي لماذا هذا الخط في وسط الرصيف قال :هذا خط خاص بالعميان _فاقدي البصر- فقلت له ولماذا هذه الفتحات في الرصيف الأوسط من الشارع قال: هذه لا صحاب الدراجات الهوائية ليسهل عبورهم فتذكرت قول عمر رضي الله عنه ’’ والله لوان بغلة عثرت في العراق لسألني الله لما لم تصلح لها الطريق يا عمر’’ إن الذي يمشي في خط الستين إن كان ماشيا أو سائقا لسيارته يمشي ويده على قلبه لأنه صار خط الموت السريع ، فان كنت في سيارة تخشى أن تدوس مواطنا لكثرة العابرين وخاصة عندما تنطفئ الكهرباء ليلا وكم قد قتلت من نفوس في هذا الخط ، وان كنت ماشيا فأردت قطع الشارع فأنت في مغامرة تسلم أو تعدم، تخيلوا أرادوا من الشارع أن يكون خطا سريعا دون أن يجعلوا للمواطن أنفاقا للعبور، بل وأصبحت بعض الأحياء على جانبي الخط أحياء محاصرة لا يوجد مداخل للسيارات إلا بعد أن تمر على رأس الرجاء الصالح – أخر نقطة في جنوب الكرة الأرضية- والسبب أننا لسنا مثل العالم الذي يخطط قبل أن يقدم على الشيء ، ماذا لو تم عمل أنفاقا للسيارات أمام مداخل الأحياء حفاظا على أرواح الناس وتأدية خدمة جليلة لسكانها؟
تعالوا إلى امتهان أخر ، وأنا راجع قبل أيام من الأردن فخرجنا من صالة مطار صنعاء فكانت المفاجأة أن المواطنين المستقبلين للقادمين يفترشون ارض الشارع الأمامي للمطار بين البرد وزخات المطر لماذا؟ لان الأمن يمنعهم من الدخول إلى صالة الاستقبال ، انه منظر مقزز لكل صاحب ضمير ، لمن بنيت هذه الصالات بمئات الملايين من جيب المواطنين إلا لخدمتهم ،هذا ما أظن وليس الظن هنا إثما ، وما ذا سيقول الأجنبي الزائر لبلادنا عندما يرى المواطنين بهذه الحالة وكأنهم في حرج باب اليمن أو القاع وليسوا في مطار دولي ؟ إذا لم تحترموا المواطن احترموا سمعة الوطن.
تعالوا إلى امتهان أخر يلاحق المواطن اليمني إلى الخارج وأنت في مصر أو الأردن ترى بعض اليمنيين الذين يذهبون لعلاج يتعرضون للنصب والاحتيال وكم قد حدثت من قصص مؤلمة نتيجة لأنهم لم يتلقوا أي توجيهات لا في مطار صنعاء عند المغادرة ولا من قبل سفاراتنا في الخارج ماذا سيضر الحكومة ممثلة بوزارة الصحة أن تضع أسماء الأطباء المشهورين في هاتين الدولتين في مطوية صغيرة مع عناوينهم وتخصصاتهم ثم تضع بعض التوجيهات وتوزع في المطار على كل مسافر للعلاج أو يكون هناك قنصل صحي مهمته تقديم الخدمات للمواطنين وخاصة في هاتين الدولتين لكثرة المترددين عليهما ؟
والى امتهان أخر، السجون الخاصة لبعض المشايخ أو الوزارات وبرغم أنها غير قانونية إلا أنها موطن لاهانة أدمية المواطنين من سجن البلدية إلى سجن الأوقاف إلى سجن المؤسسة الاقتصادية وغيرها ، أن يتبنى بعض المشايخ سجونا غير قانونية -قطاع خاص - قد يكون أمرا مقززا لكن أن تتبنى الدولة نفسها مثل هذه السجون فهذا أمر معيب ومخزي و هي سجون تفتقد إلى ابسط قواعد الاحترام الآدمي وكم من مهانات يمتهن فيه المواطن لا استطيع أن احصرها في هذا المقال فهل من مجيب ؟ أرجو أن يستمع أصحاب الضمائر الحية من المسؤلين لهذه الملاحظات والعمل على تخفيف ألام الناس والى لقاء أخر إن شاء الله تعالى..
.نيوزيمن