اليمن : آمال التغيير أكبر من المخاوف
بقلم: رداد السالمي
عكس ما كان يتصور صالح ، لم يعد ذكيا والآخرون أغبياء ،فلكل زمن أغبياؤه وأذكياؤه ، وإذا كان الماضي هو البيئة التي فتقت نبوغه الماكر ، لكن الحاضر يقول اليوم عكس ذلك.
مكارثية الممارسات السياسية المختلة في إدارة البلاد لم تكن سوى أفعوان يترصد مجده الموصود بأزمات عميقة، الطبيعة الاختزالية التقزيمية للقضايا والأزمات ، وسمت خطابه وسلوكه السياسي ، وبدلا من محاولة النفاذ الى قلب الأسباب وكشف الخلل الكامن في الذات على المستوى الشخصي والإداري ، وجد ذاته يقع في فخ التبريرات اللامنطقية التي قد تكون ملامسة لمشاعر الشعب ، لكن الوعي لدى الناس أضحى من العمق إلى درجة استحالة تصديق ما يقال ، وما يحاول دفعه إليه.
لن تتكرر كارثة 94م ، لأن الناس لم يجدوا من الحرب سوى هذا التفسيخ الخطير لنسيجهم الاجتماعي وتلاحمهم الوطني ، فليس بعد الحرايب إلا الخرايب، والعافية تكمن في أن الناس بدءوا يعوا أن الحل في تغيير نظام متهالك هو مكمن الخلل وأس البلاء الوطني.
إن الأمل بأن يسقط هذا النظام كبير جدا ، أكبر من مخاوفنا الموهومة التي تزجيها وسائل إعلامه المختلفة ، بشكل مستمر .
لم يعد التغيير ميؤسا منه ، لأنه تفكير يقطن أعماق الغالبية ، وإرادة يخلقها البؤس المتنامي والظلم الذي يتمدد ليشمل غالبية مستبعدة ومسلوبة من حق الحياة بكرامة ، لا يعلم نظام الحكم ان ثمة رؤى عقلانية تتخصب في عقول الناس وتسطير عليها ، وأن الظروف تتهيأ لتصبح تلك الأفكار سلوكا نحو تغيير خلاق.
فالواقع الوطني مسكون بقوى التحول الاجتماعي التاريخي ، وعمق المجتمع تتواجد هذه القوى ، ولذلك يقول أحد المفكرين أن ما يحدد عصر ما هو الأمل الذي يراوده ، وليس المخاوف التي تنتابه ، وإرادة التغيير اليوم هي الأمل الذي يدفع الناس نحو النضال ، وحافزا يدفعهم إلى الإيمان أن كل وسائل القمع والمنع ، والإرهاب والتخويف ، ليست سوى أساليب سحرية يبطلها فعل النضال الواعي الذي يقتحم ذووه حلبة الصراع بأدوات حضارية راقية –النضال السلمي- وعلى القوى السياسية بمختلف أطيافها أن تعي ان كل محاولة جادة في تحسين الواقع أو تغيير وضع الإنسان اليمني يجب ان تكون محاولة عقلانية ومطابقة لامكانات الواقع ، فالتغيير المثالي غير ممكن ، لكنه يحفز على النضال في سبيل تغيير الواقع بشكل ينقله إلى صعيد إنساني أعلى ، وكذلك تحريكه على تجاوز ذاته ، وخلق المجتمع من جديد ، وليس ممارسة حرفية لمثل ذلك التغيير المنشود.
على الشعب أن يناضل لانتزاع حقوقه ويتوقع الأفضل دائما ، فما ننشده أي ما يجب أن يكون يجب أن يرتبط بالممكن الذي ينفتح عنه الواقع ، وواقعنا الوطني اليوم يكشف عن مرحلة تغييرية هامة ، تكتنفها مواقف وسياسات صاعدة ، وأخرى متخلفة ذات صبغة انقسامية ، والوطني او المناضل الحقيقي هو الذي يكشف عن الأولى ويرتبط بها في إطار وحدوي جامع ويدعم التحولات التي تقف ورائها ، ويعزز قوتها ويقودها نحو المستقبل الذي يتحدد على ضوئها.
*صحفي يمني
*وطن
بقلم: رداد السالمي
عكس ما كان يتصور صالح ، لم يعد ذكيا والآخرون أغبياء ،فلكل زمن أغبياؤه وأذكياؤه ، وإذا كان الماضي هو البيئة التي فتقت نبوغه الماكر ، لكن الحاضر يقول اليوم عكس ذلك.
مكارثية الممارسات السياسية المختلة في إدارة البلاد لم تكن سوى أفعوان يترصد مجده الموصود بأزمات عميقة، الطبيعة الاختزالية التقزيمية للقضايا والأزمات ، وسمت خطابه وسلوكه السياسي ، وبدلا من محاولة النفاذ الى قلب الأسباب وكشف الخلل الكامن في الذات على المستوى الشخصي والإداري ، وجد ذاته يقع في فخ التبريرات اللامنطقية التي قد تكون ملامسة لمشاعر الشعب ، لكن الوعي لدى الناس أضحى من العمق إلى درجة استحالة تصديق ما يقال ، وما يحاول دفعه إليه.
لن تتكرر كارثة 94م ، لأن الناس لم يجدوا من الحرب سوى هذا التفسيخ الخطير لنسيجهم الاجتماعي وتلاحمهم الوطني ، فليس بعد الحرايب إلا الخرايب، والعافية تكمن في أن الناس بدءوا يعوا أن الحل في تغيير نظام متهالك هو مكمن الخلل وأس البلاء الوطني.
إن الأمل بأن يسقط هذا النظام كبير جدا ، أكبر من مخاوفنا الموهومة التي تزجيها وسائل إعلامه المختلفة ، بشكل مستمر .
لم يعد التغيير ميؤسا منه ، لأنه تفكير يقطن أعماق الغالبية ، وإرادة يخلقها البؤس المتنامي والظلم الذي يتمدد ليشمل غالبية مستبعدة ومسلوبة من حق الحياة بكرامة ، لا يعلم نظام الحكم ان ثمة رؤى عقلانية تتخصب في عقول الناس وتسطير عليها ، وأن الظروف تتهيأ لتصبح تلك الأفكار سلوكا نحو تغيير خلاق.
فالواقع الوطني مسكون بقوى التحول الاجتماعي التاريخي ، وعمق المجتمع تتواجد هذه القوى ، ولذلك يقول أحد المفكرين أن ما يحدد عصر ما هو الأمل الذي يراوده ، وليس المخاوف التي تنتابه ، وإرادة التغيير اليوم هي الأمل الذي يدفع الناس نحو النضال ، وحافزا يدفعهم إلى الإيمان أن كل وسائل القمع والمنع ، والإرهاب والتخويف ، ليست سوى أساليب سحرية يبطلها فعل النضال الواعي الذي يقتحم ذووه حلبة الصراع بأدوات حضارية راقية –النضال السلمي- وعلى القوى السياسية بمختلف أطيافها أن تعي ان كل محاولة جادة في تحسين الواقع أو تغيير وضع الإنسان اليمني يجب ان تكون محاولة عقلانية ومطابقة لامكانات الواقع ، فالتغيير المثالي غير ممكن ، لكنه يحفز على النضال في سبيل تغيير الواقع بشكل ينقله إلى صعيد إنساني أعلى ، وكذلك تحريكه على تجاوز ذاته ، وخلق المجتمع من جديد ، وليس ممارسة حرفية لمثل ذلك التغيير المنشود.
على الشعب أن يناضل لانتزاع حقوقه ويتوقع الأفضل دائما ، فما ننشده أي ما يجب أن يكون يجب أن يرتبط بالممكن الذي ينفتح عنه الواقع ، وواقعنا الوطني اليوم يكشف عن مرحلة تغييرية هامة ، تكتنفها مواقف وسياسات صاعدة ، وأخرى متخلفة ذات صبغة انقسامية ، والوطني او المناضل الحقيقي هو الذي يكشف عن الأولى ويرتبط بها في إطار وحدوي جامع ويدعم التحولات التي تقف ورائها ، ويعزز قوتها ويقودها نحو المستقبل الذي يتحدد على ضوئها.
*صحفي يمني
*وطن