عناية كريمة بالدعوة
د. تيسير الفتياني
بدأت الدعوة الإسلامية منذ بعثته علية الصلاة والسلام عندما انزل الله تعالى قولة (يا أيها المدثر قم فاذر وربك فكبر) (المدثر 1-3) فدعا الرسول الكريم صلوات الله عليه الأقرب فالأقرب من حوله، فكان أول من اسلم زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن الرقيق زيد بن حارثة رضي الله عنه، ثم تتابع إسلام الأولين السابقين، فبلغ علية الصلاة والسلام الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وأمرها أن تسير على نهجه فقال: ’’بلغوا عني ولو آية’’ صحيح البخاري. وكان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس عناية وأشدهم اهتماما بالدعوة، فهو يدعو في جميع الأماكن والأوقات، فقد دعا في الطريق، وفي السوق، وفي المسجد، وفي السهل والوعر، وفوق الجبل، وفي منازل الناس، في المواسم والمقابر، ودعا في جميع الأحوال في صحته ومرضه وحيثما كان يزور أو يزار، ودعا جميع الناس من أحبه من أبغضه ومن آذاه ومن استمع إلى دعوته، ومن أعرض عنها، ودعا الملوك والرؤساء فأرسل لهم أكثر من خمسين رسالة ورسولا، واستخدم عليه الصلاة والسلام جميع الأساليب والوسائل، واستمر في دعوته باذلا أقصى ما في وسعه، على الرغم من تتابع العذاب عليه وعلى أصحابه الكرام من قومه، ولولا أن هيأ الله له عمه أبو طالب ليدافع عنه لأصابه ما أصاب عددا من أصحابه.
وعندما مات أبو طالب اشتد الأمر عليه وازداد شدة بموت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، فكان عام الحزن. فكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو وأجهل الناس يؤذيه، إلا أن هذا الإيذاء لم يمنعه من الاستمرار في الدعوة حتى كانت وصيته حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنفسه: ’’الصلاة وما ملكت إيمانكم’’ (سنن ابن ماجة) فعنايته صلى الله عليه وسلم استمرت حتى بلغت روحه الشريفة الحلقوم، وما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه فنال رضا ربه وتوفيقه حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه.
.الحقيقة
د. تيسير الفتياني
بدأت الدعوة الإسلامية منذ بعثته علية الصلاة والسلام عندما انزل الله تعالى قولة (يا أيها المدثر قم فاذر وربك فكبر) (المدثر 1-3) فدعا الرسول الكريم صلوات الله عليه الأقرب فالأقرب من حوله، فكان أول من اسلم زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، ومن الرجال أبو بكر الصديق رضي الله عنه، ومن الصبيان علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومن الرقيق زيد بن حارثة رضي الله عنه، ثم تتابع إسلام الأولين السابقين، فبلغ علية الصلاة والسلام الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وأمرها أن تسير على نهجه فقال: ’’بلغوا عني ولو آية’’ صحيح البخاري. وكان عليه الصلاة والسلام أكثر الناس عناية وأشدهم اهتماما بالدعوة، فهو يدعو في جميع الأماكن والأوقات، فقد دعا في الطريق، وفي السوق، وفي المسجد، وفي السهل والوعر، وفوق الجبل، وفي منازل الناس، في المواسم والمقابر، ودعا في جميع الأحوال في صحته ومرضه وحيثما كان يزور أو يزار، ودعا جميع الناس من أحبه من أبغضه ومن آذاه ومن استمع إلى دعوته، ومن أعرض عنها، ودعا الملوك والرؤساء فأرسل لهم أكثر من خمسين رسالة ورسولا، واستخدم عليه الصلاة والسلام جميع الأساليب والوسائل، واستمر في دعوته باذلا أقصى ما في وسعه، على الرغم من تتابع العذاب عليه وعلى أصحابه الكرام من قومه، ولولا أن هيأ الله له عمه أبو طالب ليدافع عنه لأصابه ما أصاب عددا من أصحابه.
وعندما مات أبو طالب اشتد الأمر عليه وازداد شدة بموت خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، فكان عام الحزن. فكان الرسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو وأجهل الناس يؤذيه، إلا أن هذا الإيذاء لم يمنعه من الاستمرار في الدعوة حتى كانت وصيته حين حضرته الوفاة وهو يغرغر بنفسه: ’’الصلاة وما ملكت إيمانكم’’ (سنن ابن ماجة) فعنايته صلى الله عليه وسلم استمرت حتى بلغت روحه الشريفة الحلقوم، وما زال يقولها حتى ما يفيض بها لسانه فنال رضا ربه وتوفيقه حتى أتاه اليقين فصلوات ربي وسلامه عليه.
.الحقيقة