عقيدة الدراويش محاضن للعروش
محمد الغانم / كاتب يمني
وجهل أو تجاهل أنه لا يمكن تحيق التوحيد إلا بالحرية، والحرية تحتاج إلى من يحميها، ولن يكون ذلك إلا بقوة ومنعة ووحدة للأمة جميعها تحت كيان واحد، ولننظر إلى تفريق الأمة والإفساد فيها، ليس فرديا بل مؤسسيا، وبدعم دولي، ولن نستطيع دفع ذلك والمحافظة على هوية الأمة وعقيدتها، إلا بعمل وكيان مماثل.
أن تسمع من أي جاهل أو عامي مسوغات للظلم والعدوان والاستبداد الواقع عليه وعلى أمته، قد تتقبل ذلك، ولكن أن يكون هذا من النخب العلمية والفكرية، فلابد أن تستهجن ذلك، وتعلم أنه لابد من فتح جديد لعقول هؤلاء وتصحيح لعقائدهم، لأنهم يظنون أن العقيدة والتوحيد صنم حجري وقبر، وأنهم لازالوا في العهد المكي، وأن الأمة مشركون ويحتاجون إلى تصحيح عقيدتهم.
ونسوا أن تحقيق التوحيد وتصحيح الدين ليس بهذا فقط، بل عندما تتململ الأمة ويصرخ أهل الغيرة فيها، مما يقع عليها من ظلم واستبداد واحتلال وقهر ومصادرة لكرامتها وحرياتها وتبديد لثرواتها ومظاهرة عدوها، وحاجتها إلى الاستقلال، وبناء كيان يجمعها ويحميها ويمكن لها، تجد من نخبها الفكرية والعلمية من يسقط بين يديه، إما خور أو انسداد في الرؤية أو ركون إلى دنياه، فبدل أن ينبري لإصلاح ذلك، يعود عليها بالتجهيل والتضليل، وكأن الأمة هي العدو، بدعوة أن الأمة تحتاج إلى بيان وتصحيح عقائد، بل كأن الأمة هي الحاكمة وهي الظالمة وهي المحتلة.
وجهل أو تجاهل أنه لا يمكن تحيق التوحيد إلا بالحرية، والحرية تحتاج إلى من يحميها، ولن يكون ذلك إلا بقوة ومنعة ووحدة للأمة جميعها تحت كيان واحد، ولننظر إلى تفريق الأمة والإفساد فيها، ليس فرديا بل مؤسسيا، وبدعم دولي، ولن نستطيع دفع ذلك والمحافظة على هوية الأمة وعقيدتها، إلا بعمل وكيان مماثل.
ولو جلس نخب الأمة في زواياهم ومنابرهم المحدودة، يريدون دفع ذلك من دون كيان، لن يستطيعوا تحقيق شي ولو إلى أبد الآبدين، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا واقعهم، والمدافعة للتغيير سنة كونية لا يمكن أن يتم التغيير من دونها. بل إن حكام وحكومات العالم كله لا يهمها ولا يضرها أن يكون الفرد بوذيا أو يهوديا، أو مسلما سنيا سلفي العقيدة، ما لم يطمح إلى إنشاء دولة له، تحميه وتحمي عقيدته وتدفع بها.
ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، عندما كان يعرض نفسه على القبائل، ليقيم دولة تحمي وتنشر هذا الأمر وهو في العهد المكي، حيث كان ممن عرض عليهم يقولون له إن هذا مما تكرهه الملوك، أو لمن الأمر من بعدك، وبيعة العقبة الثانية وما كان فيها، توضح تلازم ذلك. بل كان الرجل يسلم ويدخل من لحظته في القتال مع المسلمين؛ ويوجهه الرسول إلى مهمة عاجلة لحظة إسلامه، بل بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، صار مسلما موحدا مكلفا بأعظم الأمور، فما الذي تغير؟
وما تصحيح العقيدة وما البيان الذي تحتاجه الأمة، إن لم يكن من أولوياته إقامة هذا الكيان الجامع الحامي المصلح المصحح. وما العقيدة وما الفيء إلى أمر الله إذا لم يكن هذا من أولوياتها. قال تعالى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه}، فالإسلام دين ودولة، ولن يستقيم أحدهما من دون الآخر. ولن يتحقق صلاح وتوحيد دون دولة تحققه وتحميه، وليس بالضرورة، صلاح الأمة جميعها، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن الله تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب، ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصلاح، لا لرفع الفساد بالكلية، فإن هذا ممتنع في الطبيعة الإنسانية، إذ لابد فيها من فساد).
مجلة العصر
محمد الغانم / كاتب يمني
وجهل أو تجاهل أنه لا يمكن تحيق التوحيد إلا بالحرية، والحرية تحتاج إلى من يحميها، ولن يكون ذلك إلا بقوة ومنعة ووحدة للأمة جميعها تحت كيان واحد، ولننظر إلى تفريق الأمة والإفساد فيها، ليس فرديا بل مؤسسيا، وبدعم دولي، ولن نستطيع دفع ذلك والمحافظة على هوية الأمة وعقيدتها، إلا بعمل وكيان مماثل.
أن تسمع من أي جاهل أو عامي مسوغات للظلم والعدوان والاستبداد الواقع عليه وعلى أمته، قد تتقبل ذلك، ولكن أن يكون هذا من النخب العلمية والفكرية، فلابد أن تستهجن ذلك، وتعلم أنه لابد من فتح جديد لعقول هؤلاء وتصحيح لعقائدهم، لأنهم يظنون أن العقيدة والتوحيد صنم حجري وقبر، وأنهم لازالوا في العهد المكي، وأن الأمة مشركون ويحتاجون إلى تصحيح عقيدتهم.
ونسوا أن تحقيق التوحيد وتصحيح الدين ليس بهذا فقط، بل عندما تتململ الأمة ويصرخ أهل الغيرة فيها، مما يقع عليها من ظلم واستبداد واحتلال وقهر ومصادرة لكرامتها وحرياتها وتبديد لثرواتها ومظاهرة عدوها، وحاجتها إلى الاستقلال، وبناء كيان يجمعها ويحميها ويمكن لها، تجد من نخبها الفكرية والعلمية من يسقط بين يديه، إما خور أو انسداد في الرؤية أو ركون إلى دنياه، فبدل أن ينبري لإصلاح ذلك، يعود عليها بالتجهيل والتضليل، وكأن الأمة هي العدو، بدعوة أن الأمة تحتاج إلى بيان وتصحيح عقائد، بل كأن الأمة هي الحاكمة وهي الظالمة وهي المحتلة.
وجهل أو تجاهل أنه لا يمكن تحيق التوحيد إلا بالحرية، والحرية تحتاج إلى من يحميها، ولن يكون ذلك إلا بقوة ومنعة ووحدة للأمة جميعها تحت كيان واحد، ولننظر إلى تفريق الأمة والإفساد فيها، ليس فرديا بل مؤسسيا، وبدعم دولي، ولن نستطيع دفع ذلك والمحافظة على هوية الأمة وعقيدتها، إلا بعمل وكيان مماثل.
ولو جلس نخب الأمة في زواياهم ومنابرهم المحدودة، يريدون دفع ذلك من دون كيان، لن يستطيعوا تحقيق شي ولو إلى أبد الآبدين، لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا واقعهم، والمدافعة للتغيير سنة كونية لا يمكن أن يتم التغيير من دونها. بل إن حكام وحكومات العالم كله لا يهمها ولا يضرها أن يكون الفرد بوذيا أو يهوديا، أو مسلما سنيا سلفي العقيدة، ما لم يطمح إلى إنشاء دولة له، تحميه وتحمي عقيدته وتدفع بها.
ولنا في رسولنا صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، عندما كان يعرض نفسه على القبائل، ليقيم دولة تحمي وتنشر هذا الأمر وهو في العهد المكي، حيث كان ممن عرض عليهم يقولون له إن هذا مما تكرهه الملوك، أو لمن الأمر من بعدك، وبيعة العقبة الثانية وما كان فيها، توضح تلازم ذلك. بل كان الرجل يسلم ويدخل من لحظته في القتال مع المسلمين؛ ويوجهه الرسول إلى مهمة عاجلة لحظة إسلامه، بل بشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله، صار مسلما موحدا مكلفا بأعظم الأمور، فما الذي تغير؟
وما تصحيح العقيدة وما البيان الذي تحتاجه الأمة، إن لم يكن من أولوياته إقامة هذا الكيان الجامع الحامي المصلح المصحح. وما العقيدة وما الفيء إلى أمر الله إذا لم يكن هذا من أولوياتها. قال تعالى: {إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه}، فالإسلام دين ودولة، ولن يستقيم أحدهما من دون الآخر. ولن يتحقق صلاح وتوحيد دون دولة تحققه وتحميه، وليس بالضرورة، صلاح الأمة جميعها، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (إن الله تعالى بعث الرسل وأنزل الكتب، ليكون الناس على غاية ما يمكن من الصلاح، لا لرفع الفساد بالكلية، فإن هذا ممتنع في الطبيعة الإنسانية، إذ لابد فيها من فساد).
مجلة العصر