من حماد إلى دحلان.. المستفيدون من فشل الحوار الفلسطيني!!
كارم الغرابلي:
لم يعد خافيًا على الفلسطينيين هوية المستفيدين من فشل الحوار الفلسطيني بين فتح وحماس وإبقاء حالة الانقسام والتردي بين الضفة وقطاع غزة، ويدرك الفلسطينيون منذ الوهلة الأولى لانطلاق جولات الحوار في القاهرة حالة الجنون والتخبط التي أصابت تيارًا فتحاويًّا ارتبط بالمصالح الصهيونية في رام الله لا يريد لهذه المصالحة أن تتم لأنه متضرر منها، ولأن أية مصالحة تتحقق من شأنها إزاحة قادة هذا التيار عن الساحة ووقف الامتيازات التي يتمتعون بها على حساب الشعب الفلسطيني؛ حيث يعمل هذا التيار بكل إمكانياته وجهوده لتسميم الأجواء وتوتيرها لتخريب الحوار الذي قطع شوطًا كبيرًا في اتجاه تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام الذي أضنى كاهل الفلسطينيين على مدار ثلاث سنوات.
وحذَّرت حكومة هنية في قطاع غزة منذ انطلاق الحوار في القاهرة من ’’تيار فتحاوي’’ يسعى إلى تدمير أي معنى لمقومات الوحدة الفلسطينية.
وأكدت أن هذا التيار ’’ينشط حاليًّا عبر سلسلة من الإجراءات والحملات الإعلامية تسعى لضرب أي محاولةٍ جادة للحوار’’.
ويشير المراقبون إلى أن داخل فتح اليوم تيارين متصارعين، الأول يقوده محمد دحلان ومعه نبيل عمرو وفياض وآخرون، يرفضون تقديم تنازلات لحركة حماس، ويُصرِّون على استباق أي حوار بشروط صارمة، تتضمّن تراجع حماس عن انقلابها واستحقاقاتها، بينما هنالك تيار آخر يقوده جبريل الرجوب ونبيل شعث وآخرون، يسعون لاسترضاء حماس وتحقيق بعض مطالبها.
التيار الفتحاوي المعارض بشدة للحوار والوحدة ويتغلغل ويتنامى بشكلٍ متسارع في أوساط حركة فتح ويقوده أشخاص ليس لهم جذور وسط الشعب الفلسطيني ويمتطون صهوة قرار فتح لم يألوا جهدًا لتخريب أجواء الحوار الأخير، وتسميمها من خلال التشدق بأسطوانة الاشتراطات الصهيونية واللجنة الرباعية واشتراطها على حماس لإنجاح أي حوار، وملاحقة عناصرها وزجهم في سجون الأجهزة الأمنية تحت سياط التعذيب والترهيب، وشن الحملات الإعلامية المملوءة بالأكاذيب والافتراءات ضد الحركة.
فقد بدأ هذا التيار مؤخرًا بالتحضير لحملة وخطة إعلامية جديدة وسرًّا بالتنسيق مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لمواجهة حماس في ظل احتمالات فشل الحوار الوطني في المرحلة القادمة.
ويقود هذه الحملة عضو المجلس الثوري لفتح إبراهيم أبو النجا الذي انضمَّ مؤخرًا لهذا التيار؛ حيث توسَّط بالتنسيق مع مستشار فياض جمال زقوت لدى الرئيس محمود عباس لدعم إذاعة ’’صوت الشعب’’ التابعة للجبهة الشعبية بمبلغ 25 ألف دولار، لتقوية بثها وتأهيلها للحديث بلسان حركة فتح التي لا تمتلك وسائل إعلام في غزة ومواجهة حماس ومنافسة وسائل إعلامها، واقترح أبو النجا أن تبدأ الإذاعة حملة انتقادها وتحركها ضد حماس وإعلامها عقب انتهاء حوار القاهرة’’.
وأشارت مصادر إلى أن عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئول فرعها في غزة، رباح مهنا، ’’أحضر معه جهاز تقوية بث خاص بالإذاعة عقب مشاركته في حوار القاهرة في شباط الماضي’’، مضيفًا أن ’’ثمن الجهاز 50 ألف دولار، أسهم الرئيس عباس بمبلغ 25 ألفًا، بينما دفعت مؤسسة دعم الانتفاضة ومقرها رام الله 10 آلاف، وتكفّلت الجبهة بدفع 15 ألفًا في إطار الاتفاق’’.
ويشكل الرباعي ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ونمر حماد مستشار الرئيس عباس، والطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، ونبيل عمرو سفير فلسطين في القاهرة، إلى جانب محمد دحلان وعدد من قيادات في الأجهزة الأمنية بالضفة.. أبرز قادة هذا التيار الذي أساء لتاريخ حركة فتح المجيد من خلال السعي والتواطؤ لضرب أي محاولة جادة لتحقيق الوحدة ومواصلة الحرب على حماس لإفشالها وتأجيج الكراهية ضدها والعمل على تطويقها والنيل منها بالتواطؤ مع الاحتلال تارة وبالتحريض عليها، والسخرية منها تارة أخرى.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن هذه القيادات إلى جانب الكيان الصهيوني المستفيدون الأوائل من فشل الحوار وبقاء حالة الانقسام للحفاظ على مصالحها ومناصبها وارتباط أجندتها مع الكيان الصهيوني.
وأضاف الكاتب أن هذه القيادات هي مَن تمتلك الإمكانيات والنفوذ والقرار النهائي فيما يتعلق بنجاح أو فشل الحوار مضيفًا: ’’وهي مَن تقف عائقًا في طريق الحوار الجاري في القاهرة وتضع الشروط الصهيونية أمام حماس’’.
ويرى المدهون أن وفد فتح المشارك في الحوار لا يملك أي قرار، وإنما القرار الحقيقي يعود لهذه القيادات والأجهزة الأمنية التي تمارس البطش والاعتقالات بحقِّ أنصار حماس في الضفة الغربية بهدف إفشال الحوار وجهود تحقيق الوحدة.
وأرجع المدهون موافقة هذا التيار على حوار حماس الضعف الذي أصابه بعد انتصار غزة وتوفق تيار الوحدة إلى جانب ضعف حكومة أولمرت والتخوف من حكومة نتنياهو القادمة وإعطائها الفرصة لضرب حماس.
ويأتي نبيل عمرو على رأس هذا التيار الذي تخلى عن مسئوليته الوطنية (التي كان يجب أن يقوم بها حسب مسميات مناصبه) وتفرغ للهجوم على حركة حماس وتشويه مواقفها؛ حيث لم يتوانَ هذا الرجل في ظلِّ الحملة التي تستهدف إفشال حركة حماس عن اتهام شعبه الذي انتخب حركة مقاومة إسلامية بالعلمانية..!!.
ويعتبر عمرو من أشد المناوئين لحماس والمقربين لتيار دحلان الذي يرفض تقديم تنازلات لحماس، ويصرون على استباق الحوار بشروط صارمة تتضمن الاعتراف بالمنظمة، والكيان الصهيوني.
وكان عمرو من أشدِّ الداعين لإسقاط حماس والمراقبين لسقوطها في أعقاب فوزها بالانتخابات؛ حيث قال: ’’حماس ستسقط لا مفر، وستعود فتح للسلطة وتتولى القيادة خاصة أن عملية إعادة بناء تشهدها فتح التي بذلت الغالي والنفيس لأجل السلام، فنحن علمانيون وحماس حركة متشددة’’..!!.
وهو الذي كتب بعد فوز ’’حماس’’: ’’امتلكت حماس وثيقة طابو لبيت تسكنه فتح، ولا تستطيع (فتح) ولا تملك ولا يجوز أن تغادره، ليس لأنها ترفض الوضع الجديد كما يقال، ولكن لأن ليس لها مكان آخر غير البيت الذي بنته وسلمت خرائطه ووثائقه إلى (حماس).
وفيما كانت أجواء الحوار في القاهرة تحمل بشائر الوصول لاتفاق مبدئي بين فتح وحماس خرج عمرو ليعلن مجددًا تمسك فتح بشروطها فيما يتعلق بضرورة اعتراف حماس بالكيان الصهيوني وشروط اللجنة الرباعية واتفاقات منظمة التحرير، وهو ما اعتبرته حماس محاولة جديدة لعرقلة جهود الوحدة.
ويعتبر عبد ربه الذي لا يمثل إلا ماضيًا غابرًا من التبعية للاحتلال كما تقول حماس من أشد أعداء تحقيق الوحدة مع حماس، ومن أشد المتواطئين مع الكيان الصهيوني والمحاولين لتخريب الحوار؛ خوفًا من إزاحته وتجريده من الامتيازات التي يتمتع بها في منظمة التحرير على حساب الشعب الفلسطيني؛ حيث لم تعرف القضية الفلسطينية شخصـًا تاجر بدماء شهدائها وجرحاها وعذابات أسراها ومعتقليها وآلام لاجئيها ومشرديها كما تاجر بها المدعو عبد ربه الذي أساء للشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته وثوابته مع سبق الإصرار والترصد.
فالممارسات والمواقف والتصريحات المشبوهة لهذا الرجل بحق حماس والمقاومة ومحاولته تسميم أجواء الحوار تثير العديد من علامات الاستفهام حول دوره في تشويه مسيرة الشعب الفلسطيني، وكيف أصبح هذا ’’الرفيق’’ رمزًا من رموز التواطؤ مع العدو (الصهيوني)..!.
ويعتبر عبد ربه من أكبر مهندسي التنازل والتفريط ورأس الانشقاق والراقص على حبال الخمسة بلدي بحسب رأي محمد دحلان والمتلون بكل ألوان الطيف.
فقد انتقل من صفوف القوميين العرب إلى أحضان الجبهة الشعبية ومنها إلى الجبهة الديمقراطية عام 1969م، ليصبح مساعدًا لنايف حواتمة، ولينقلب عليه عام 1991م ويؤسس الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) ويصبح أمينه العام، إلى أن تم طرده من (فدا) وتحوله ناطقًا رسميًّا باسم حركة فتح ليعلن وأمام الملأ ’’أن فتح لا تستطيع أن تقبل المشاركة في حكومة وفق برنامج حركة حماس الذي سيؤدي إلى عزلة الشعب الفلسطيني، وإلى خسارة كثير من المكاسب التي حققناها، وإلى تراجع الاعتراف الدولي بالفلسطينيين.
وقال في عدة تصريحات: إن الحركة ترفض بشدة مشروع حماس؛ لأنه سوف يقدم خدمة لخطة أولمرت’’، وليكرر ذلك باسم فتح.
ويُشكِّل المدعو نمر حماد مستشار الرئيس عباس رأس حربة هذا التيار المستفيد من فشل الحوار خوفًا على مصالحه؛ حيث يعتبر ممن قادوا حملات التشويه والتشهير ضد حماس واتهامها بالعمل ضد مصالح الشعب الفلسطيني والارتباط بالكيان الصهيوني.
ويعتبر حماد من أبرز عصابات دحلان وأشد الداعين للتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني لملاحقة واعتقال مقاومي حماس والجهاد الإسلامي وتجريدهما من السلاح؛ حيث طالبت المنظمات الفلسطينية في السادس والعشرين من مارس 2007م بمحاكمته بسبب دعوته للتنسيق الأمني مع دولة الكيان لمكافحة عمليات المقاومة في حين كان جيش الاحتلال ينفذ عمليات اغتيال للمقاومين.
وتشير التقارير إلى أن حماد وشقيقه لعبا دورًا مهمًّا في تصفية قيادات مهمة لحركة فتح، وسبق أن طالب العديد من كوادر حركة فتح بمحاكمته محاكمة عسكرية، وكما صرَّح عزام الأحمد في اجتماعه مع كوادر فتح في نابلس في العاشر من أبريل 2008م أن نمر حماد والمالكي وياسر عبد ربه يقبلون بأبو ديس كعاصمة لفلسطين بدلاً من القدس.
وسعى حماد في الآونة الأخيرة لتسميم أجواء الحوار والعودة لمربع التراشق الإعلامي مع حماس بعد تصريحاته الأخيرة برفض فتح إطلاق سراح معتقلي حماس في سجون عباس لتهيئة أجواء الحوار واتهامه حماس زورًا وبهتانًا بمنع تنظيم احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م؛ حيث وصفت حماس ذلك بأنه ’’تضليل هدفه تسميم أجواء الحوار الوطني’’.
أما الطيب عبد الرحيم الذي يعتبر رأس الفلتان الأمني وقائد بعض المجموعات الإجرامية في قطاع غزة فلم يألُ جهدًا في سبيل إعادة الوضع في قطاع غزة إلى عهد الفوضى والرعب من خلال تشكيل مجموعات سرية لتخريب أي فرصة للحوار والوحدة وتفجير الوضع الأمني في غزة ضرب حماس والتخطيط والإعداد لضرب عددٍ من قياداتها، وعلى رأسهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وسبق أن اتهمت حماس الطيب عبد الرحيم بالتورط في قيادة مجموعات إجرامية ومحاولة اغتيال هنية بأحد مساجد قطاع غزة أثناء تأديته لصلاة الجمعة من خلال انتحاريين من عناصر حركة فتح غُرِّرَ بهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الحمامي: إن التصريحات الأخيرة لقيادات حركة فتح المختطفة من قبل مجموعة تعبث بها وبتاريخها، كشفت وبشكل لا لبس فيه الارتباط والارتهان الكامل لإرادة المحتل وإملاءاته.
وأضاف أن حركة فتح وباختصار شديد قد وضعت وعبر من يختطفون قرارها وتاريخها، وضعت ونصّبت نفسها وكيلاً حصريًّا للمحتل، تتحدث باسمه في حوار القاهرة، وتضرب بسيفه في الضفة الغربية، وتنوب عنه في المؤسسات الدولية لتجريم شعبنا، وتشوه بدلاً منه مقاومتنا وتصفها بأعتى النعوت، وتحتفل معه ويدًا بيد كما حدث مع سفيرها في وارسو، وتعاقب مَن يفكر مجرد التفكير بنصرة شعبنا كم حدث مع سفيرها في موسكو.
وشدد الحمامي على أن فتح ابتعدت وانحرفت كليًّا عن أهدافها وأسباب انطلاقتها، حتى إن مَن ينبري للدفاع عنها لا يجد إلا دفاتر الماضي للحديث عن المجد التليد وبطولات مَن رحل وتضحيات مَن ذهب، ويعجز تمامًا أن يجد حسنةًً واحدةً يتحدث فيها عنها وعن قياداتها في العشرين سنة الماضية.
.
كارم الغرابلي:
لم يعد خافيًا على الفلسطينيين هوية المستفيدين من فشل الحوار الفلسطيني بين فتح وحماس وإبقاء حالة الانقسام والتردي بين الضفة وقطاع غزة، ويدرك الفلسطينيون منذ الوهلة الأولى لانطلاق جولات الحوار في القاهرة حالة الجنون والتخبط التي أصابت تيارًا فتحاويًّا ارتبط بالمصالح الصهيونية في رام الله لا يريد لهذه المصالحة أن تتم لأنه متضرر منها، ولأن أية مصالحة تتحقق من شأنها إزاحة قادة هذا التيار عن الساحة ووقف الامتيازات التي يتمتعون بها على حساب الشعب الفلسطيني؛ حيث يعمل هذا التيار بكل إمكانياته وجهوده لتسميم الأجواء وتوتيرها لتخريب الحوار الذي قطع شوطًا كبيرًا في اتجاه تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام الذي أضنى كاهل الفلسطينيين على مدار ثلاث سنوات.
وحذَّرت حكومة هنية في قطاع غزة منذ انطلاق الحوار في القاهرة من ’’تيار فتحاوي’’ يسعى إلى تدمير أي معنى لمقومات الوحدة الفلسطينية.
وأكدت أن هذا التيار ’’ينشط حاليًّا عبر سلسلة من الإجراءات والحملات الإعلامية تسعى لضرب أي محاولةٍ جادة للحوار’’.
ويشير المراقبون إلى أن داخل فتح اليوم تيارين متصارعين، الأول يقوده محمد دحلان ومعه نبيل عمرو وفياض وآخرون، يرفضون تقديم تنازلات لحركة حماس، ويُصرِّون على استباق أي حوار بشروط صارمة، تتضمّن تراجع حماس عن انقلابها واستحقاقاتها، بينما هنالك تيار آخر يقوده جبريل الرجوب ونبيل شعث وآخرون، يسعون لاسترضاء حماس وتحقيق بعض مطالبها.
التيار الفتحاوي المعارض بشدة للحوار والوحدة ويتغلغل ويتنامى بشكلٍ متسارع في أوساط حركة فتح ويقوده أشخاص ليس لهم جذور وسط الشعب الفلسطيني ويمتطون صهوة قرار فتح لم يألوا جهدًا لتخريب أجواء الحوار الأخير، وتسميمها من خلال التشدق بأسطوانة الاشتراطات الصهيونية واللجنة الرباعية واشتراطها على حماس لإنجاح أي حوار، وملاحقة عناصرها وزجهم في سجون الأجهزة الأمنية تحت سياط التعذيب والترهيب، وشن الحملات الإعلامية المملوءة بالأكاذيب والافتراءات ضد الحركة.
فقد بدأ هذا التيار مؤخرًا بالتحضير لحملة وخطة إعلامية جديدة وسرًّا بالتنسيق مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لمواجهة حماس في ظل احتمالات فشل الحوار الوطني في المرحلة القادمة.
ويقود هذه الحملة عضو المجلس الثوري لفتح إبراهيم أبو النجا الذي انضمَّ مؤخرًا لهذا التيار؛ حيث توسَّط بالتنسيق مع مستشار فياض جمال زقوت لدى الرئيس محمود عباس لدعم إذاعة ’’صوت الشعب’’ التابعة للجبهة الشعبية بمبلغ 25 ألف دولار، لتقوية بثها وتأهيلها للحديث بلسان حركة فتح التي لا تمتلك وسائل إعلام في غزة ومواجهة حماس ومنافسة وسائل إعلامها، واقترح أبو النجا أن تبدأ الإذاعة حملة انتقادها وتحركها ضد حماس وإعلامها عقب انتهاء حوار القاهرة’’.
وأشارت مصادر إلى أن عضو المكتب السياسي للجبهة ومسئول فرعها في غزة، رباح مهنا، ’’أحضر معه جهاز تقوية بث خاص بالإذاعة عقب مشاركته في حوار القاهرة في شباط الماضي’’، مضيفًا أن ’’ثمن الجهاز 50 ألف دولار، أسهم الرئيس عباس بمبلغ 25 ألفًا، بينما دفعت مؤسسة دعم الانتفاضة ومقرها رام الله 10 آلاف، وتكفّلت الجبهة بدفع 15 ألفًا في إطار الاتفاق’’.
ويشكل الرباعي ياسر عبد ربه أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية، ونمر حماد مستشار الرئيس عباس، والطيب عبد الرحيم أمين عام الرئاسة، ونبيل عمرو سفير فلسطين في القاهرة، إلى جانب محمد دحلان وعدد من قيادات في الأجهزة الأمنية بالضفة.. أبرز قادة هذا التيار الذي أساء لتاريخ حركة فتح المجيد من خلال السعي والتواطؤ لضرب أي محاولة جادة لتحقيق الوحدة ومواصلة الحرب على حماس لإفشالها وتأجيج الكراهية ضدها والعمل على تطويقها والنيل منها بالتواطؤ مع الاحتلال تارة وبالتحريض عليها، والسخرية منها تارة أخرى.
ويعتقد الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون أن هذه القيادات إلى جانب الكيان الصهيوني المستفيدون الأوائل من فشل الحوار وبقاء حالة الانقسام للحفاظ على مصالحها ومناصبها وارتباط أجندتها مع الكيان الصهيوني.
وأضاف الكاتب أن هذه القيادات هي مَن تمتلك الإمكانيات والنفوذ والقرار النهائي فيما يتعلق بنجاح أو فشل الحوار مضيفًا: ’’وهي مَن تقف عائقًا في طريق الحوار الجاري في القاهرة وتضع الشروط الصهيونية أمام حماس’’.
ويرى المدهون أن وفد فتح المشارك في الحوار لا يملك أي قرار، وإنما القرار الحقيقي يعود لهذه القيادات والأجهزة الأمنية التي تمارس البطش والاعتقالات بحقِّ أنصار حماس في الضفة الغربية بهدف إفشال الحوار وجهود تحقيق الوحدة.
وأرجع المدهون موافقة هذا التيار على حوار حماس الضعف الذي أصابه بعد انتصار غزة وتوفق تيار الوحدة إلى جانب ضعف حكومة أولمرت والتخوف من حكومة نتنياهو القادمة وإعطائها الفرصة لضرب حماس.
ويأتي نبيل عمرو على رأس هذا التيار الذي تخلى عن مسئوليته الوطنية (التي كان يجب أن يقوم بها حسب مسميات مناصبه) وتفرغ للهجوم على حركة حماس وتشويه مواقفها؛ حيث لم يتوانَ هذا الرجل في ظلِّ الحملة التي تستهدف إفشال حركة حماس عن اتهام شعبه الذي انتخب حركة مقاومة إسلامية بالعلمانية..!!.
ويعتبر عمرو من أشد المناوئين لحماس والمقربين لتيار دحلان الذي يرفض تقديم تنازلات لحماس، ويصرون على استباق الحوار بشروط صارمة تتضمن الاعتراف بالمنظمة، والكيان الصهيوني.
وكان عمرو من أشدِّ الداعين لإسقاط حماس والمراقبين لسقوطها في أعقاب فوزها بالانتخابات؛ حيث قال: ’’حماس ستسقط لا مفر، وستعود فتح للسلطة وتتولى القيادة خاصة أن عملية إعادة بناء تشهدها فتح التي بذلت الغالي والنفيس لأجل السلام، فنحن علمانيون وحماس حركة متشددة’’..!!.
وهو الذي كتب بعد فوز ’’حماس’’: ’’امتلكت حماس وثيقة طابو لبيت تسكنه فتح، ولا تستطيع (فتح) ولا تملك ولا يجوز أن تغادره، ليس لأنها ترفض الوضع الجديد كما يقال، ولكن لأن ليس لها مكان آخر غير البيت الذي بنته وسلمت خرائطه ووثائقه إلى (حماس).
وفيما كانت أجواء الحوار في القاهرة تحمل بشائر الوصول لاتفاق مبدئي بين فتح وحماس خرج عمرو ليعلن مجددًا تمسك فتح بشروطها فيما يتعلق بضرورة اعتراف حماس بالكيان الصهيوني وشروط اللجنة الرباعية واتفاقات منظمة التحرير، وهو ما اعتبرته حماس محاولة جديدة لعرقلة جهود الوحدة.
ويعتبر عبد ربه الذي لا يمثل إلا ماضيًا غابرًا من التبعية للاحتلال كما تقول حماس من أشد أعداء تحقيق الوحدة مع حماس، ومن أشد المتواطئين مع الكيان الصهيوني والمحاولين لتخريب الحوار؛ خوفًا من إزاحته وتجريده من الامتيازات التي يتمتع بها في منظمة التحرير على حساب الشعب الفلسطيني؛ حيث لم تعرف القضية الفلسطينية شخصـًا تاجر بدماء شهدائها وجرحاها وعذابات أسراها ومعتقليها وآلام لاجئيها ومشرديها كما تاجر بها المدعو عبد ربه الذي أساء للشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته وثوابته مع سبق الإصرار والترصد.
فالممارسات والمواقف والتصريحات المشبوهة لهذا الرجل بحق حماس والمقاومة ومحاولته تسميم أجواء الحوار تثير العديد من علامات الاستفهام حول دوره في تشويه مسيرة الشعب الفلسطيني، وكيف أصبح هذا ’’الرفيق’’ رمزًا من رموز التواطؤ مع العدو (الصهيوني)..!.
ويعتبر عبد ربه من أكبر مهندسي التنازل والتفريط ورأس الانشقاق والراقص على حبال الخمسة بلدي بحسب رأي محمد دحلان والمتلون بكل ألوان الطيف.
فقد انتقل من صفوف القوميين العرب إلى أحضان الجبهة الشعبية ومنها إلى الجبهة الديمقراطية عام 1969م، ليصبح مساعدًا لنايف حواتمة، ولينقلب عليه عام 1991م ويؤسس الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني (فدا) ويصبح أمينه العام، إلى أن تم طرده من (فدا) وتحوله ناطقًا رسميًّا باسم حركة فتح ليعلن وأمام الملأ ’’أن فتح لا تستطيع أن تقبل المشاركة في حكومة وفق برنامج حركة حماس الذي سيؤدي إلى عزلة الشعب الفلسطيني، وإلى خسارة كثير من المكاسب التي حققناها، وإلى تراجع الاعتراف الدولي بالفلسطينيين.
وقال في عدة تصريحات: إن الحركة ترفض بشدة مشروع حماس؛ لأنه سوف يقدم خدمة لخطة أولمرت’’، وليكرر ذلك باسم فتح.
ويُشكِّل المدعو نمر حماد مستشار الرئيس عباس رأس حربة هذا التيار المستفيد من فشل الحوار خوفًا على مصالحه؛ حيث يعتبر ممن قادوا حملات التشويه والتشهير ضد حماس واتهامها بالعمل ضد مصالح الشعب الفلسطيني والارتباط بالكيان الصهيوني.
ويعتبر حماد من أبرز عصابات دحلان وأشد الداعين للتنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني لملاحقة واعتقال مقاومي حماس والجهاد الإسلامي وتجريدهما من السلاح؛ حيث طالبت المنظمات الفلسطينية في السادس والعشرين من مارس 2007م بمحاكمته بسبب دعوته للتنسيق الأمني مع دولة الكيان لمكافحة عمليات المقاومة في حين كان جيش الاحتلال ينفذ عمليات اغتيال للمقاومين.
وتشير التقارير إلى أن حماد وشقيقه لعبا دورًا مهمًّا في تصفية قيادات مهمة لحركة فتح، وسبق أن طالب العديد من كوادر حركة فتح بمحاكمته محاكمة عسكرية، وكما صرَّح عزام الأحمد في اجتماعه مع كوادر فتح في نابلس في العاشر من أبريل 2008م أن نمر حماد والمالكي وياسر عبد ربه يقبلون بأبو ديس كعاصمة لفلسطين بدلاً من القدس.
وسعى حماد في الآونة الأخيرة لتسميم أجواء الحوار والعودة لمربع التراشق الإعلامي مع حماس بعد تصريحاته الأخيرة برفض فتح إطلاق سراح معتقلي حماس في سجون عباس لتهيئة أجواء الحوار واتهامه حماس زورًا وبهتانًا بمنع تنظيم احتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية لعام 2009م؛ حيث وصفت حماس ذلك بأنه ’’تضليل هدفه تسميم أجواء الحوار الوطني’’.
أما الطيب عبد الرحيم الذي يعتبر رأس الفلتان الأمني وقائد بعض المجموعات الإجرامية في قطاع غزة فلم يألُ جهدًا في سبيل إعادة الوضع في قطاع غزة إلى عهد الفوضى والرعب من خلال تشكيل مجموعات سرية لتخريب أي فرصة للحوار والوحدة وتفجير الوضع الأمني في غزة ضرب حماس والتخطيط والإعداد لضرب عددٍ من قياداتها، وعلى رأسهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية.
وسبق أن اتهمت حماس الطيب عبد الرحيم بالتورط في قيادة مجموعات إجرامية ومحاولة اغتيال هنية بأحد مساجد قطاع غزة أثناء تأديته لصلاة الجمعة من خلال انتحاريين من عناصر حركة فتح غُرِّرَ بهم.
وقال الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم الحمامي: إن التصريحات الأخيرة لقيادات حركة فتح المختطفة من قبل مجموعة تعبث بها وبتاريخها، كشفت وبشكل لا لبس فيه الارتباط والارتهان الكامل لإرادة المحتل وإملاءاته.
وأضاف أن حركة فتح وباختصار شديد قد وضعت وعبر من يختطفون قرارها وتاريخها، وضعت ونصّبت نفسها وكيلاً حصريًّا للمحتل، تتحدث باسمه في حوار القاهرة، وتضرب بسيفه في الضفة الغربية، وتنوب عنه في المؤسسات الدولية لتجريم شعبنا، وتشوه بدلاً منه مقاومتنا وتصفها بأعتى النعوت، وتحتفل معه ويدًا بيد كما حدث مع سفيرها في وارسو، وتعاقب مَن يفكر مجرد التفكير بنصرة شعبنا كم حدث مع سفيرها في موسكو.
وشدد الحمامي على أن فتح ابتعدت وانحرفت كليًّا عن أهدافها وأسباب انطلاقتها، حتى إن مَن ينبري للدفاع عنها لا يجد إلا دفاتر الماضي للحديث عن المجد التليد وبطولات مَن رحل وتضحيات مَن ذهب، ويعجز تمامًا أن يجد حسنةًً واحدةً يتحدث فيها عنها وعن قياداتها في العشرين سنة الماضية.
.