القدوة وأثرها في التربية
د.رقية المحارب
الحمد لله الذي جعل لنا قدوة وأسوة حسنة، وسن لنا أحسن السنن، وبين لنا طريق السلامة من الفتن فجعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وصلى الله على قدوة الخلق أجمعين وعلى أله وصحبه أجمعين. أما بعد:
القدوة في اللغة:
القدوة هي الاسم من الاقتداء، وكلاهما مأخوذ من مادة (ق د و) التي تدل على اقتياس بالشيء واهتداء. قال الجوهري: القدوة بالكسر: الأسوة، يقال: فلان قدوة يقتدى به، وقد يضم فيقال: لي بك قدوة وقدوة وقدة.
والقدو: أصل البناء الذي يتشعب منه تصريف الاقتداء، يقال: قدوة لمن يقتدى به. قال ابن الأعرابي: القدوة التقدم، يقال: فلان لا يقاديه أحد، ولا يماديه أحد، ولا يباريه أحد، ولا يجاريه أحد، وذلك إذا برز في الخلال كلها (1).
القدوة في الاصطلاح:
قال المناوي: القدوة هي الاقتداء بالغير ومتابعته والتأسي به.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان: الأسوة كالقدوة، وهي اتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو قبيحة.
إذن القدوة الحسنة هو: ذلك الشخص الذي اجتمعت لديه الصفات الحسنة كلها، لكن هذا لا يمنع من القول أن فلاناً قدوة في صفة معينة ويكون ممن ينقص حظه في أمور أخرى، فيقال ـ مثلا ـ فلان قدوة في البذل والتضحية ولكنه لا يتصف بالعلم مثلاً، ويقال إن فلاناً قدوة في طلب العلم دون الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يقال إن هذه الأخت قدوة في الأدب واللباقة ولكنها ليست على قدر من العلم الشرعي. والموفق من ضرب من كل خير بسهم فيكون له باع في كل فضيلة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وبضد ذلك القدوة السيئة التي تزين للناس الباطل ويتخذ مثلاً وأشهر القدوات السيئة الشيطان (2).
أهمية القدوة في التربية:
لا يخلو كتاب في التربية من إيراد القدوة كإحدى الوسائل المهمة لفعاليتها، ففي دراسة أجريت على 446 شاباً و 94 فتاةً تبين أن 75% يرون أن وجود القدوة مهم جداً. وهي من أكثر الوسائل تأثيراً، وهذا لا شك يعود إلى رؤية الناس للنموذج الواقعي الذي يشاهدونه، وبدون هذا التطبيق الواقعي تكون التوجيهات كتابة على الماء لا أثر لها في قلوب المتلقين وعقولهم. فتلك التي تدعو إلى الصدق وتكذب ينقلب التقدير الواجب لها إلى استهجان واستغراب ممن يدعو إلى شيء ويخالفه.
ولعظيم أهميتها ورد الحث على الاقتداء بالأنبياء عليهم السلام في كل الأمور ولذلك قال الله عز وجل :{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} الأنعام:90.
فهم مضرب المثل في الصفات المتميزة؛ وذلك لأنهم نهضوا بأعظم وأخطر مهمة وهي إصلاح الناس، ولأن إصلاح الناس يتطلب مستويات عليا من الأخلاق كان لهم منها النصيب الكامل إعانة لهم للقيام بالمهام الشاقة. وفي هذا يقول الله عز وجل ممتناً على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم:4. ويقول ابن كثير عند قوله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} الأحزاب:21. هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله. ولهذا أمر الله تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل (3).
ومما يدل على أهميتها وجود تلك الغريزة الفطرية الملحة في كيان الإنسان التي تدفعه نحو التقليد والمحاكاة، وخاصة الأطفال، فهم أكثر تأثراً بالقدوة إذ يعتقدون أن كل ما يفعله الكبار صحيحاً (4). ورد في موسوعة العناية بالطفل: ’’يبدأ الطفل في سن الثالثة يدرك بوضوح أكثر أنه من الذكور، وأنه سيصبح يوماً ما رجلاً كأبيه، وهذا ما يحمله على الشعور بإعجاب خاص بأبيه وبغيره من الرجال والصبيان، إنه يراقبهم بدقة ويسعى جاهداً للتشبه بهم في مظهره وسلوكه ورغباته. بينما تدرك الطفلة بنت الثالثة أنها ستصبح امرأة فتندفع إلى التشبه بأمها وباقي النساء، إنها تركز اهتمامها على الأعمال المنزلية والعناية بالدمى على هيئة عناية أمها بالمواليد وتقتفي أسلوبها بالتحدث إليهم…’’ (5).
ووجود القدوة الحسنة دعم لانتشار الخير؛ لأن الناس بفطرتهم يحبون محاسن الأخلاق ودرجات الكمال، وتعطيهم أملاً في الوصول للفضائل؛ ولذا كان من رحمة الله أن يوجد في الناس على مر العصور ـ حتى في أوقات ضعف الأمة ـ نماذج تبقى صامدة مجاهدة تتمثل الإسلام في أقوالها وأعمالها واعتقاداتها، ولكن قد يقل العدد أو يكثر بحسب قوة الأمة، ولكن لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة. وكثيرة هي القصص عن اهتداء كثير من الناس بمجرد رؤية صلاة خاشعة أو تصرف لبق في موقف صعب، وهذا كله بدون أن يشعر المقتدى به.
يقول ’’محمد أمين المصري’’ ـ رحمه الله ـ: ’’وليس للمسلمين من سبيل إلا هذا السبيل، طليعة تتأسى خطوات محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه شبراً بشبر وذراعاً بذراع في كل ظاهرة وخفية وفي كل دقيقة وجليلة، في العبادة والتفكير والحرب والتدبير والسياسة والدعوة والجرأة والحكمة: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} الأنعام:153. ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. رجل العقيدة هو السبيل الوحيد لعلاج أنواع الانحرافات، ورجل العقيدة أعظم ذخر نقدمه للعقيدة وأكبر رصيد نعده في سبيل نصرتها’’ (6).
صفات القدوة الحسنة:
وإذا كنا مقتنعين بأهمية وجود القدوة الصالحة فما هي يا ترى مواصفاتها، وما هو المحيط الذي تنشأ فيه؟
للقدوة الحسنة صفات كثيرة، نتطرق إلى أهمها:
الإخلاص: ولا يمكن للقدوة أن يؤثر في الناس ما لم يكن مخلصاً لله عز وجل، وذلك مرده إلى وضع القبول له في الأرض، كما في الحديث الذي في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله العبد دعا جبريل، فقال إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادى في السماء، فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض). وهذا القبول مفتاح للقلوب، وهو دواء وعصمة من كثير من الأمراض النفسية. وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمر مرفوعاً: ’’إنما الأعمال بالنيات’’ تقرير لضرورة الإخلاص في الأعمال، وهذا الإخلاص يقود إلى أعمال أخرى وصفات كريمة؛ لأن النفس المخلصة تحب ما يحب الله عز وجل فتعمل على بذل الوسع في ما يرضيه سبحانه. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ’’العمل بلا إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه’’ (7).
العلم: وكيف تكون قدوة صالحة بلا علم. إن صاحب العلم ذو مكانة كبيرة في الناس، ومن هذا شأنه فهو حري أن يؤخذ منه ويهتدى بهديه.
تعلم فليس المرء يولد عالماً
وليس أخو جهل كمن هو عالم
وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير إذا التفت عليه المحافل
وللعلم تأثير على اكتساب المعالي من الصفات، وفي تهذيب الأخلاق، ولا تجد أحدا رزق الإخلاص والعلم إلا تجده كريم الخصال عظيم الفعال محمود السيرة مرضي الخليقة. والعلم بلا عمل كما قيل:
والعلم ليس بنافع أربابه ** ما لم يفد عملاً وحسن تبصر
وكان السلف ـ رحمهم الله ـ لا يأخذون العلم إلا ممن يعمل بعلمه، قال إبراهيم النخعي: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه. وقال الإمام أحمد: يكتب الحديث عن الناس كلهم إلا عن ثلاثة: صاحب هوى يدعو إليه، أو كذاب، أو رجل يغلط في الحديث. ونقل قريب من هذا القول عن الإمام مالك رحمه الله.
حسن الخلق: وهذا باب عظيم من أبواب الخير، والخلق الحسن أكثر ما يدخل الجنة؛ ولذلك كان الأنبياء والصالحون من أكثر الناس اتصافاً بها، ولا يمكن أن يتأثر الناس بسيئ الخلق؛ لأن الناس مجبولون على حب من أحسن إليهم. ومما يحزن له الإنسان أنك ترى فظاظة وغلظة من بعض الدعاة إلى الله عز وجل، وترى من بعض دعاة الباطل الابتسامة الدائمة و السؤال المستمر عن أصحابه وزيارتهم والتودد إليهم. ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان على خلق عظيم وكان هذا الخلق هو القرآن. ووصف أحد الصالحين بأنه قرآن يمشي على الأرض. وتعد تربية الأبناء بالقدوة من أقوى الوسائل في تعويدهم فعل الخير؛ لأن الناشئ يتعلم من الأعمال أكثر من الأقوال، بل إن التلقين لا يكاد يثمر الثمرة المطلوبة في وجود الفعل المخالف، ولهذا كان بعض الآباء يرسلون أبناءهم لمن يظنون فيه الصلاح لتربيته وليستفيد الولد من نموذج حي يعمل بما يقول. قال عمرو بن عتبة لمعلم ولده: ’’ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت’’ (8) . وكان كثير من السلف يذهبون إلى حلق بعض العلماء لا ليطلبوا العلم وإنما ليستفيدوا الأخلاق والسمت.
وحسن الخلق يشمل أموراً كثيرة، من أهمها: الصدق واللين وحسن الاستماع والبشاشة عند اللقاء والتودد والكرم والشجاعة. ولكل صفة من هذه الصفات تطبيقاتها سواء في تربية الأولاد في البيت أو المدرسة، وسواء كان التعامل مع الصغار أو الكبار.
بين التقليد والاقتداء:
التأسي مطلب شرعي ومحمدة لصاحبه إذا كان من يقتدى به أهل لذلك كالأنبياء والصالحين وكل من سن في الإسلام سنة حسنة. ولكن الله عز وجل ذم من يقتدي بأهل الضلالة، قال تعالى {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} الزخرف آية 23. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ’’لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل’’ رواه البخاري.
ومن يقلد أهل الضلالة في طريقة معيشتهم يقوده إلى تقليدهم في كل اعتقاداتهم ونظرتهم للأمور، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ’’وقد بعث الله محمداً بالحكمة التي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له فكان له من هذه الحكمة أن شرع له من الأقوال والأعمال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر، وإن لم يظهر لكثير من الخلق مفسدة ذلك؛ لأمور: منها أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس. ومنها أن: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأوليائه الخاسرين. وكلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد، ومنها أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط حتى يرتفع التمييز ظاهراً بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين’’ (9).
الإمامة في الدين وحب الرياسة:
بعض الناس يحب أن يكون قدوة يقتدى به في الخير؛ لما يعلم من عظيم الأجر والثواب الذي يصله من تأثر الناس بفعله وقوله كما قال تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} قال الحسن: (من استطاع منكم أن يكون إماماً لأهله، إماما لحيه، إماماً لمن وراء ذلك، فإنه ليس شيء يؤخذ عنك إلا كان لك منه نصيب). ومن دعاء الصالحين {واجعلنا للمتقين إماما} قال البخاري: أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا. وبض الناس يريد أن يكون رأساً في الدين ليشار إليه بالبنان ويعبد القلوب إليه ولينال بذلك حظوظاً دنيوية ـ والعياذ بالله ـ فهذه رياسة في الدين مذمومة بخلاف الرياسة المحمودة التي لا تريد شيئاً مما في أيدي الناس، وإنما تتمنى الازدياد من الأجر بقدر استفادة الناس منها. وكون الإنسان قدوة يتطلب منه أن يتخلق بأخلاق الأنبياء، وهذه تحتاج مجاهدة عظيمة، ومن صدق الله وفقه وأعانه وبلغه مقصوده.
نماذج من القدوات:
كثيرة بحمد الله الصفحات المضيئة في تاريخنا وحاضرنا، وذكر طرف من الأخبار فيه تقوية للهمم وتنشيط للعزائم؛ لتكون قدوات يستفيد منها المسلم في نفسه ويتعدى نفعها إلى من حوله.
عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف، وهو يقول: ’’لم تراعوا…لم تراعوا’’ متفق عليه.
قال أبو العباس الرقي ـ وكان من حفاظ الحديث ـ: إنهم دخلوا على أحمد بالرقة وهو محبوس فجعلوا يذكرونه ما يروى في التقية من الأحاديث. فقال أحمد: فكيف تصنعون بحديث خباب: ’’إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه’’؟
قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
كيف أصبح قدوة؟
سؤال يطرحه كل جاد وجادة؛ لأنه يعرف أن كون الإنسان قدوة هو رفعة في الدنيا والآخرة؛ ولذا فإنني أشير إلى بعض الخطوط العامة:
* صححي النية في هذه الرغبة.
* ألزمي نفسك دعاء الله عز وجل أن يجعلك إماماً للمتقين.
* خذي من العبادة بقدر ما تستطيعين، وداومي عليها واحرصي على الشمولية فيها.
* اقرئي في سير العلماء والقادة المؤثرين في مجتمعاتهم.
* تحولي عن الكسالى وصاحبي أهل الهمم العالية.
* داومي على الأعمال التي تؤدينها، ولا تدعي التسويف يقتل طموحاتك ويقلل من إنتاجك.
* احضري بعض الدورات التي تعلم تنظيم الوقت وإدارة النفس.
* اجعلي طموحك أن تسبقي الناس كلهم إلى الخير وأبواب المعروف.
* حملي نفسك مسؤوليات معينة وراقبي أداءك فيها.
* لا تحقري نفسك ولا تغتري في الوقت ذاته.
خاتمة:
وبعد.. فنحن هذا الوقت في أمس الحاجة إلى قدوات في العبادة والدعوة والأخلاق، وإلى أمس الحاجة إلى البحث في أسباب قلة النماذج التي يقتدى بها.
وإذا كان التوجيه الرباني للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقتدى بهدى الأنبياء فنحن نتأسى به صلى الله عليه وسلم ونسير على خطاه، مع استحضار أن وجود القدوة في هذا الوقت عنوان على شموخ الإيمان وعزة الإسلام، فيالها من قلوب مؤمنة تلك التي اختارت طريق الجنة وصبرت وجاهدت..
نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين..وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.lahaonline.com
د.رقية المحارب
الحمد لله الذي جعل لنا قدوة وأسوة حسنة، وسن لنا أحسن السنن، وبين لنا طريق السلامة من الفتن فجعلنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك. وصلى الله على قدوة الخلق أجمعين وعلى أله وصحبه أجمعين. أما بعد:
القدوة في اللغة:
القدوة هي الاسم من الاقتداء، وكلاهما مأخوذ من مادة (ق د و) التي تدل على اقتياس بالشيء واهتداء. قال الجوهري: القدوة بالكسر: الأسوة، يقال: فلان قدوة يقتدى به، وقد يضم فيقال: لي بك قدوة وقدوة وقدة.
والقدو: أصل البناء الذي يتشعب منه تصريف الاقتداء، يقال: قدوة لمن يقتدى به. قال ابن الأعرابي: القدوة التقدم، يقال: فلان لا يقاديه أحد، ولا يماديه أحد، ولا يباريه أحد، ولا يجاريه أحد، وذلك إذا برز في الخلال كلها (1).
القدوة في الاصطلاح:
قال المناوي: القدوة هي الاقتداء بالغير ومتابعته والتأسي به.
وقال الشنقيطي في أضواء البيان: الأسوة كالقدوة، وهي اتباع الغير على الحالة التي يكون عليها حسنة أو قبيحة.
إذن القدوة الحسنة هو: ذلك الشخص الذي اجتمعت لديه الصفات الحسنة كلها، لكن هذا لا يمنع من القول أن فلاناً قدوة في صفة معينة ويكون ممن ينقص حظه في أمور أخرى، فيقال ـ مثلا ـ فلان قدوة في البذل والتضحية ولكنه لا يتصف بالعلم مثلاً، ويقال إن فلاناً قدوة في طلب العلم دون الشجاعة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما يقال إن هذه الأخت قدوة في الأدب واللباقة ولكنها ليست على قدر من العلم الشرعي. والموفق من ضرب من كل خير بسهم فيكون له باع في كل فضيلة وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء. وبضد ذلك القدوة السيئة التي تزين للناس الباطل ويتخذ مثلاً وأشهر القدوات السيئة الشيطان (2).
أهمية القدوة في التربية:
لا يخلو كتاب في التربية من إيراد القدوة كإحدى الوسائل المهمة لفعاليتها، ففي دراسة أجريت على 446 شاباً و 94 فتاةً تبين أن 75% يرون أن وجود القدوة مهم جداً. وهي من أكثر الوسائل تأثيراً، وهذا لا شك يعود إلى رؤية الناس للنموذج الواقعي الذي يشاهدونه، وبدون هذا التطبيق الواقعي تكون التوجيهات كتابة على الماء لا أثر لها في قلوب المتلقين وعقولهم. فتلك التي تدعو إلى الصدق وتكذب ينقلب التقدير الواجب لها إلى استهجان واستغراب ممن يدعو إلى شيء ويخالفه.
ولعظيم أهميتها ورد الحث على الاقتداء بالأنبياء عليهم السلام في كل الأمور ولذلك قال الله عز وجل :{أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ} الأنعام:90.
فهم مضرب المثل في الصفات المتميزة؛ وذلك لأنهم نهضوا بأعظم وأخطر مهمة وهي إصلاح الناس، ولأن إصلاح الناس يتطلب مستويات عليا من الأخلاق كان لهم منها النصيب الكامل إعانة لهم للقيام بالمهام الشاقة. وفي هذا يقول الله عز وجل ممتناً على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ} القلم:4. ويقول ابن كثير عند قوله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} الأحزاب:21. هذه الآية أصل كبير في التأسي برسول الله صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وأحواله. ولهذا أمر الله تبارك وتعالى الناس بالتأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم يوم الأحزاب في صبره ومصابرته ومرابطته ومجاهدته وانتظاره الفرج من ربه عز وجل (3).
ومما يدل على أهميتها وجود تلك الغريزة الفطرية الملحة في كيان الإنسان التي تدفعه نحو التقليد والمحاكاة، وخاصة الأطفال، فهم أكثر تأثراً بالقدوة إذ يعتقدون أن كل ما يفعله الكبار صحيحاً (4). ورد في موسوعة العناية بالطفل: ’’يبدأ الطفل في سن الثالثة يدرك بوضوح أكثر أنه من الذكور، وأنه سيصبح يوماً ما رجلاً كأبيه، وهذا ما يحمله على الشعور بإعجاب خاص بأبيه وبغيره من الرجال والصبيان، إنه يراقبهم بدقة ويسعى جاهداً للتشبه بهم في مظهره وسلوكه ورغباته. بينما تدرك الطفلة بنت الثالثة أنها ستصبح امرأة فتندفع إلى التشبه بأمها وباقي النساء، إنها تركز اهتمامها على الأعمال المنزلية والعناية بالدمى على هيئة عناية أمها بالمواليد وتقتفي أسلوبها بالتحدث إليهم…’’ (5).
ووجود القدوة الحسنة دعم لانتشار الخير؛ لأن الناس بفطرتهم يحبون محاسن الأخلاق ودرجات الكمال، وتعطيهم أملاً في الوصول للفضائل؛ ولذا كان من رحمة الله أن يوجد في الناس على مر العصور ـ حتى في أوقات ضعف الأمة ـ نماذج تبقى صامدة مجاهدة تتمثل الإسلام في أقوالها وأعمالها واعتقاداتها، ولكن قد يقل العدد أو يكثر بحسب قوة الأمة، ولكن لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة. وكثيرة هي القصص عن اهتداء كثير من الناس بمجرد رؤية صلاة خاشعة أو تصرف لبق في موقف صعب، وهذا كله بدون أن يشعر المقتدى به.
يقول ’’محمد أمين المصري’’ ـ رحمه الله ـ: ’’وليس للمسلمين من سبيل إلا هذا السبيل، طليعة تتأسى خطوات محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه شبراً بشبر وذراعاً بذراع في كل ظاهرة وخفية وفي كل دقيقة وجليلة، في العبادة والتفكير والحرب والتدبير والسياسة والدعوة والجرأة والحكمة: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ} الأنعام:153. ولا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. رجل العقيدة هو السبيل الوحيد لعلاج أنواع الانحرافات، ورجل العقيدة أعظم ذخر نقدمه للعقيدة وأكبر رصيد نعده في سبيل نصرتها’’ (6).
صفات القدوة الحسنة:
وإذا كنا مقتنعين بأهمية وجود القدوة الصالحة فما هي يا ترى مواصفاتها، وما هو المحيط الذي تنشأ فيه؟
للقدوة الحسنة صفات كثيرة، نتطرق إلى أهمها:
الإخلاص: ولا يمكن للقدوة أن يؤثر في الناس ما لم يكن مخلصاً لله عز وجل، وذلك مرده إلى وضع القبول له في الأرض، كما في الحديث الذي في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أحب الله العبد دعا جبريل، فقال إني أحب فلاناً فأحبه، فيحبه جبريل، ثم ينادى في السماء، فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض). وهذا القبول مفتاح للقلوب، وهو دواء وعصمة من كثير من الأمراض النفسية. وفي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن عمر مرفوعاً: ’’إنما الأعمال بالنيات’’ تقرير لضرورة الإخلاص في الأعمال، وهذا الإخلاص يقود إلى أعمال أخرى وصفات كريمة؛ لأن النفس المخلصة تحب ما يحب الله عز وجل فتعمل على بذل الوسع في ما يرضيه سبحانه. يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: ’’العمل بلا إخلاص ولا اقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً يثقله ولا ينفعه’’ (7).
العلم: وكيف تكون قدوة صالحة بلا علم. إن صاحب العلم ذو مكانة كبيرة في الناس، ومن هذا شأنه فهو حري أن يؤخذ منه ويهتدى بهديه.
تعلم فليس المرء يولد عالماً
وليس أخو جهل كمن هو عالم
وإن كبير القوم لا علم عنده
صغير إذا التفت عليه المحافل
وللعلم تأثير على اكتساب المعالي من الصفات، وفي تهذيب الأخلاق، ولا تجد أحدا رزق الإخلاص والعلم إلا تجده كريم الخصال عظيم الفعال محمود السيرة مرضي الخليقة. والعلم بلا عمل كما قيل:
والعلم ليس بنافع أربابه ** ما لم يفد عملاً وحسن تبصر
وكان السلف ـ رحمهم الله ـ لا يأخذون العلم إلا ممن يعمل بعلمه، قال إبراهيم النخعي: كانوا إذا أتوا الرجل ليأخذوا عنه نظروا إلى سمته، وإلى صلاته، وإلى حاله، ثم يأخذون عنه. وقال الإمام أحمد: يكتب الحديث عن الناس كلهم إلا عن ثلاثة: صاحب هوى يدعو إليه، أو كذاب، أو رجل يغلط في الحديث. ونقل قريب من هذا القول عن الإمام مالك رحمه الله.
حسن الخلق: وهذا باب عظيم من أبواب الخير، والخلق الحسن أكثر ما يدخل الجنة؛ ولذلك كان الأنبياء والصالحون من أكثر الناس اتصافاً بها، ولا يمكن أن يتأثر الناس بسيئ الخلق؛ لأن الناس مجبولون على حب من أحسن إليهم. ومما يحزن له الإنسان أنك ترى فظاظة وغلظة من بعض الدعاة إلى الله عز وجل، وترى من بعض دعاة الباطل الابتسامة الدائمة و السؤال المستمر عن أصحابه وزيارتهم والتودد إليهم. ورسولنا صلى الله عليه وسلم كان على خلق عظيم وكان هذا الخلق هو القرآن. ووصف أحد الصالحين بأنه قرآن يمشي على الأرض. وتعد تربية الأبناء بالقدوة من أقوى الوسائل في تعويدهم فعل الخير؛ لأن الناشئ يتعلم من الأعمال أكثر من الأقوال، بل إن التلقين لا يكاد يثمر الثمرة المطلوبة في وجود الفعل المخالف، ولهذا كان بعض الآباء يرسلون أبناءهم لمن يظنون فيه الصلاح لتربيته وليستفيد الولد من نموذج حي يعمل بما يقول. قال عمرو بن عتبة لمعلم ولده: ’’ليكن أول إصلاحك لولدي إصلاحك لنفسك، فإن عيونهم معقودة بعينك، فالحسن عندهم ما صنعت والقبيح عندهم ما تركت’’ (8) . وكان كثير من السلف يذهبون إلى حلق بعض العلماء لا ليطلبوا العلم وإنما ليستفيدوا الأخلاق والسمت.
وحسن الخلق يشمل أموراً كثيرة، من أهمها: الصدق واللين وحسن الاستماع والبشاشة عند اللقاء والتودد والكرم والشجاعة. ولكل صفة من هذه الصفات تطبيقاتها سواء في تربية الأولاد في البيت أو المدرسة، وسواء كان التعامل مع الصغار أو الكبار.
بين التقليد والاقتداء:
التأسي مطلب شرعي ومحمدة لصاحبه إذا كان من يقتدى به أهل لذلك كالأنبياء والصالحين وكل من سن في الإسلام سنة حسنة. ولكن الله عز وجل ذم من يقتدي بأهل الضلالة، قال تعالى {وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ} الزخرف آية 23. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ’’لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل’’ رواه البخاري.
ومن يقلد أهل الضلالة في طريقة معيشتهم يقوده إلى تقليدهم في كل اعتقاداتهم ونظرتهم للأمور، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ’’وقد بعث الله محمداً بالحكمة التي هي سنته، وهي الشرعة والمنهاج الذي شرعه له فكان له من هذه الحكمة أن شرع له من الأقوال والأعمال ما يباين سبيل المغضوب عليهم والضالين فأمر بمخالفتهم في الهدي الظاهر، وإن لم يظهر لكثير من الخلق مفسدة ذلك؛ لأمور: منها أن المشاركة في الهدي الظاهر تورث تناسباً وتشاكلاً بين المتشابهين يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال وهذا أمر محسوس. ومنها أن: أن المخالفة في الهدي الظاهر توجب مباينة ومفارقة توجب الانقطاع عن موجبات الغضب وأسباب الضلال والانعطاف على أهل الهدى والرضوان، وتحقق ما قطع الله من الموالاة بين جنده المفلحين وأوليائه الخاسرين. وكلما كان القلب أتم حياة وأعرف بالإسلام كان إحساسه بمفارقة اليهود والنصارى باطناً وظاهراً أتم، وبعده عن أخلاقهم الموجودة في بعض المسلمين أشد، ومنها أن مشاركتهم في الهدي الظاهر توجب الاختلاط حتى يرتفع التمييز ظاهراً بين المهديين المرضيين وبين المغضوب عليهم والضالين’’ (9).
الإمامة في الدين وحب الرياسة:
بعض الناس يحب أن يكون قدوة يقتدى به في الخير؛ لما يعلم من عظيم الأجر والثواب الذي يصله من تأثر الناس بفعله وقوله كما قال تعالى: {وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا} قال الحسن: (من استطاع منكم أن يكون إماماً لأهله، إماما لحيه، إماماً لمن وراء ذلك، فإنه ليس شيء يؤخذ عنك إلا كان لك منه نصيب). ومن دعاء الصالحين {واجعلنا للمتقين إماما} قال البخاري: أئمة نقتدي بمن قبلنا ويقتدي بنا من بعدنا. وبض الناس يريد أن يكون رأساً في الدين ليشار إليه بالبنان ويعبد القلوب إليه ولينال بذلك حظوظاً دنيوية ـ والعياذ بالله ـ فهذه رياسة في الدين مذمومة بخلاف الرياسة المحمودة التي لا تريد شيئاً مما في أيدي الناس، وإنما تتمنى الازدياد من الأجر بقدر استفادة الناس منها. وكون الإنسان قدوة يتطلب منه أن يتخلق بأخلاق الأنبياء، وهذه تحتاج مجاهدة عظيمة، ومن صدق الله وفقه وأعانه وبلغه مقصوده.
نماذج من القدوات:
كثيرة بحمد الله الصفحات المضيئة في تاريخنا وحاضرنا، وذكر طرف من الأخبار فيه تقوية للهمم وتنشيط للعزائم؛ لتكون قدوات يستفيد منها المسلم في نفسه ويتعدى نفعها إلى من حوله.
عن أنس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وأشجع الناس وأجود الناس، ولقد فزع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلق الناس قبل الصوت، فتلقاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعاً، وقد سبقهم إلى الصوت، وهو على فرس لأبي طلحة عري وفي عنقه السيف، وهو يقول: ’’لم تراعوا…لم تراعوا’’ متفق عليه.
قال أبو العباس الرقي ـ وكان من حفاظ الحديث ـ: إنهم دخلوا على أحمد بالرقة وهو محبوس فجعلوا يذكرونه ما يروى في التقية من الأحاديث. فقال أحمد: فكيف تصنعون بحديث خباب: ’’إن من كان قبلكم كان ينشر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه’’؟
قيل لنافع: ما كان ابن عمر يصنع في منزله؟ قال: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
كيف أصبح قدوة؟
سؤال يطرحه كل جاد وجادة؛ لأنه يعرف أن كون الإنسان قدوة هو رفعة في الدنيا والآخرة؛ ولذا فإنني أشير إلى بعض الخطوط العامة:
* صححي النية في هذه الرغبة.
* ألزمي نفسك دعاء الله عز وجل أن يجعلك إماماً للمتقين.
* خذي من العبادة بقدر ما تستطيعين، وداومي عليها واحرصي على الشمولية فيها.
* اقرئي في سير العلماء والقادة المؤثرين في مجتمعاتهم.
* تحولي عن الكسالى وصاحبي أهل الهمم العالية.
* داومي على الأعمال التي تؤدينها، ولا تدعي التسويف يقتل طموحاتك ويقلل من إنتاجك.
* احضري بعض الدورات التي تعلم تنظيم الوقت وإدارة النفس.
* اجعلي طموحك أن تسبقي الناس كلهم إلى الخير وأبواب المعروف.
* حملي نفسك مسؤوليات معينة وراقبي أداءك فيها.
* لا تحقري نفسك ولا تغتري في الوقت ذاته.
خاتمة:
وبعد.. فنحن هذا الوقت في أمس الحاجة إلى قدوات في العبادة والدعوة والأخلاق، وإلى أمس الحاجة إلى البحث في أسباب قلة النماذج التي يقتدى بها.
وإذا كان التوجيه الرباني للرسول صلى الله عليه وسلم بأن يقتدى بهدى الأنبياء فنحن نتأسى به صلى الله عليه وسلم ونسير على خطاه، مع استحضار أن وجود القدوة في هذا الوقت عنوان على شموخ الإيمان وعزة الإسلام، فيالها من قلوب مؤمنة تلك التي اختارت طريق الجنة وصبرت وجاهدت..
نسأل الله أن يجعلنا هداة مهتدين..وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
http://www.lahaonline.com