من صدام إلى عرفات للبشير .. إلى .. أين ؟
أ .غالب يونس
تاريخ النشر : 2009-04-04
اعوجاج المنظمة الدولية وهيمنة أمريكا عليها جعل قرارات القمم العربية منذ أول اجتماع لها عام 46 وحتي اخر قمة لا تعدو أن تكون حبرا علي ورق . : فقد دعت أول قمة عربية في انشاص (مصر) بدعوة من الملك فاروق دعت إلى “وقف الهجرة اليهودية” و”تحقيق استقلال فلسطين وتشكيل حكومة تضمن حقوق جميع سكانها ، إلا أن مواقف المنظمة الدولية من قضية فلسطين مثلت عائقا أمام الحقوق العربية حتي أصبحت القمم الأخيرة تبحث في كيفية رفع الحصار عن سكان غزة !ومن هنا أصبح الإنسان العربي على قناعة تامة بأن المؤسسات الدولية أصبحت مرهونة بالإرادة السياسية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني المسخ ، فلماذا نحن مصرون على الوقوع بين براثن سم الثعابين مرات عديدة ..؟؟
بحركة مسعورة اجتمع العرب لإصدار قرار يوقف العدوان على أهلنا وأرضنا في غزة .. في محاولة يائسة لستر عوراتهم ولا نتيجة ..!! وقبلها حاولوا مراراً وتكراراً من اجل العراق ... وتم الاحتلال على مرأى منهم جميعا فأمريكا عندما قررت أن تغزو العراق ولم يوافقها مجلس الأمن تجاوزته ، بعقد قمة في اسبانيا أيدت غزو العراق وحينذاك قال عمرو موسي إذا لم تلتزم تلك القمة بموقف مجلس الأمن فسيكون دور الأمم المتحدة ودور مجلس الأمن في مهب الريح .... ودمر العراق .. واعدم الرئيس العراقي وكأنه كبش فداء لإرضاء الساسة الإيرانيين ... واليوم يجتمعون من اجل وقف قرار اوكامبو قاضي المحكمة الجنائية الذي اصدر قراراً بحق الرئيس السوداني البشير ولازال الحبل على الجرار .... لعبة خطيرة جدا لعبها قبل اوكامبو البرادعي ومؤسسته المشبوهة .. تم إصدار عقوبات ثم لجان تفتيش جهزت للعدوان ضمانه تامة بخلو العراق من الأسلحة التي قد تضر الهجوم المرتقب .. فقد كان الرئيس العراقي لآخر لحظه يراهن على عدم الهجوم بضمانات من بعض الساسه العرب .. حتى جردوه من كل سلاحه وحاكوا له المؤامرات الداخلية .. فكان ثمرة هذا الجهد تدمير العراق بعد احتلاله وإطلاق يد الرواافض فيه ..!!
ثم تحاك المؤامرة ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله في كامب ديفيد ولم ينجحوا قيد أنمله في إزاحته عن موقف تجاه قضايا القدس واللاجئين فتم حصاره في المقاطعه ومنع الرؤساء العرب أنفسهم عن التحدث إليه في المقاطعه ، وتم تهميشه في القمه العربية محاولين استثناؤه لولا بعضا من حمرة الخجل من شعوبهم إلى أن تم تسميمه ومات رحمه الله ولم تمت فلسطين برغم المؤامرات .. واليوم تحاصر غزة وتضرب بالقنابل الفسفورية وكأن هنا في غزة حرب عالميه ثالثه وتسال الدماء ولاحياة لمن تنادي ، وتقطع أوصال الضفة ويتواصل الاستيطان وتضيع القدس ولانعرف الحق على مين رحماك ياربي ، والنتيجة مازال الحكام العرب يراهنوا على عدالة ونزاهة القانون والمؤسسات الدولية ..!! هذا ظاهر الأمر .. أما باطنه .. كل منهم يخشى على نفسه .. ونسو أو تناسوا ’’أكلت يوم أكل الثور الأبيض’’ .. ويصدق قول الشاعر
لقد أسمعت لو ناديت حيا .... ولكن لاحياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت .... ولكن صار نفخك في رمادي
واليوم يعاد نفس السيناريو مع السودان باستثناء الأطراف السياسية المناوئة للحكومة المركزية في دارفور وغيرها من مناطق السودان ، يكاد الرأي العام العربي وحكوماته يجمعون كافة على أن مذكرة التوقيف التي وجهتها محكمة الجناية الدولية في 5 مارس آذار 2009 ضد الرئيس السوداني عمر البشير تشكل استمرارا للإستراتيجية الغربية ذاتها التي تهدف إلى حصار العالم العربي وتركيعه ، ونجد أن هذا الرفض لقرار المحكمة الدولية لا ينبع إذن من الاعتقاد ببراءة البشير من المسؤولية في الجرائم الخطيرة التي حصلت في دارفور، ولكن من الشك في أن يكون الانتقام للضحايا هو دافع القوى الراعية للمحكمة الدولية ، فالمسؤولية قد تكون واقعة ، لكن البشير لا يستهدف من اجلها ولكن كحلقة من حلقات الممانعة العربية ، ولرفضه التسليم للغرب ، وتطبيقه مبادئ الشريعة الإسلامية ، وسعيه إلى الحفاظ على وحدة السودان وهويته العربية ، فقد نجح البشير بعد استلامه الحكم عام 1989 في أن يحرر السودان من الحرب التي دامت أكثر من عشرين عاما في الجنوب ، ويؤمن شروط استغلال الثروة النفطية ، ويؤسس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
والواضح إن ما تسعى إليه الولايات المتحدة والغرب عموما ، وإسرائيل خاصة ، هو إثارة القلاقل والفوضى في السودان من اجل زعزعة حكم البشير ونظامه ، ودفع السودان إلى الانقسام وشق أجزاء كبيرة منه عن الكتلة العربية ، ومن اجل ذلك لم تكف القوى الغربية خلال العقدين الماضيين عن شحن الأجواء وتغذية التناقضات واستغلال المصاعب والمشاكل الداخلية للسودان وتضخيمها ، ثم من بعد ذلك سيتم ابتزاز السودان من اجل تقديم التنازلات فيما يتعلق بدارفور والجنوب والشرق .. ولا نعرف ماذا أيضا ..!! والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل حين يتم الابتزاز ويقبل السودان به من اجل حل القضية ، هل سيتم الانفراج في قضية الرئيس ..؟؟ الجواب : لا ، بل سيتم ملاحقته واعتقاله وحبسه أو إعدامه ، بعد أن يكون قد وافق على تمزيق السودان مسبقا ، وأقر كثيرا من اتفاقيات الاستسلام (السلام) مع الانفصاليين في الجنوب والغرب والشرق .
يجب على الرئيس السوداني وكافة الرؤساء العرب أن يستفيدوا من الدرس القاسي والمؤلم ضد صدام حسين ، حيث أن الواقع يخبرنا بل انه اخبرنا بحقائق وليست نظريات جدلية أن العدو قد أقر خطته لتمزيق السودان والإطاحة برئيسه ، وانظروا إلى الاختراق الحاصل في ضرب قافلة في داخل وعمق الأراضي السودانية من قبل إسرائيل بحجة أنها محمله باسلحه من إيران لغزة هذه البقعة التي أرهقت العالم هذا ما هو بشأن السودان ، ويقال ما قيل عن باقي الوطن العربي النازف من كل صوب وحدب .. هناك قضايا جاهزة للتفجير على غرار دارفور .
ومن السودان إلى مصر
ولأن هناك زواجا يهوديا أمريكيا تقوى أواصره بالمصالح وتغذى جذوته العقائد ، وترعى استمراره أنظمة حاكمة لا هم لها سوى بقائها على كرسى الحكم ، فقد اتحدت الآن أهداف الخارج مع رغبات الداخل في تفتيت مصر التي ظلت عصية على التفتيت آلاف السنين ، فقد أدرك اليهود سادة العالم بالمال والذهب أن الحرب الاستعمارية المباشرة لا تأتي بكثير من النتائج المتوقعة ، لأنها تثير عداء الشعوب ، فدخلوا من باب المنظمات الدولية وحقوق الإنسان وسواها ، وأهم أوراقهم ، اللعب بالأقليات العرقية أو الدينية ، ليكونوا رأس الحربة في الحرب ضد كل من يقف في وجه خططهم الاستعمارية ، فقد أخذوا الدروس الكثيرة من مستنقع العراق وأفغانستان ، بينما سادتنا وساستنا لم يعتبروا من ذلك ، ولم يدركوا أن الدائرة تدور بالتناوب ، وأن أكثرهم ولاء سيكون يوما من الأيام مستهدفا أيضا ، لأننا على رقعة شطرنج كبيرة ، ولعبة الشطرنج تتطلب التضحية بالكثير من البيادق من أجل النصر ، ومن أجل تحقيق الحلم الكبير ، والذي أقترب كثيرا من أن يصبح واقعا ، وهذا ما كتب على باب الكنيست ’’أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل’’ وهو ما يدل عليه العلم الإسرائيلي بخطيه البيض وبلونه الأزرق والذي يرفع فوق ارض النيل ..!!
إن القارئ والمحلل للأحداث يرى أن دور تفتيت مصر قد اقترب كثيرا .. والفرصة ستكون اكبر حين رحيل الرئيس حسني مبارك ، وحين يخلفه رئيس ضعيف ويجب أن يكون مرفوضا من شعبه بقوه ، حينها يتم تحريك القنابل المتفجرة في مصر لتمزيقها إلى دويلات ، لماذا مصر ؟ لضم غزه إلى سيناء بدويلة هزيلة ، تكون محصورة بين فكي كماشة ، الاحتلال الصهيوني من جهة ، ودويلة هزيلة من جهة أخرى !!
وليس أدل على ذلك من ارتفاع تلك النغمات الشاذة والتي تغذى جذوتها حماقات الداخل
من حيث ..
1) إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والنصارى وهى على حد وصف الفاقهين فتنة لم تكن قائمة ولا نائمة ، ولكنها فتنة يتم الإعداد لها وتغذيتها وإشعالها بأيد خفية .
2) ما يسمعه المصريون حديثا من أن أهل النوبة يتعرضون للإبادة ، وأنهم مضطهدون ويحتاجون إلى حماية دولية ! .
3) وما أحداث البهائيين ومطالبهم فى مصر إلا سيناريو ضمن سيناريوهات عدة يتم توظيفها فى الوقت المناسب.
4) فضلا عن أصوات شيعية تأتى- الآن - على استحياء مطالبة بحقوقها .
وكم كنا نرجو أن يعى الجميع أن ذلك الاضطهاد ليس عنصريا لكنه بفعل نظام تلاقت مصالحه مع الخارج وأن المصريين – كل المصريين- عموما فى ذلك سواء .
كما يمكننا أن نعلم أن هناك مخطط صهيوني وأمريكي لتفتيت مصر إلى (4) كيانات منفصلة وهى :
أولاً: محور الدولة القبطية الممتدة من جنوب بنى سويف حتى جنوب أسيوط ، وقد اتسعت غرباً لتضم الفيوم التى بدورها تمتد فى خط صحراوي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية التي تصير عاصمة الدولة القبطية ، وهكذا تفصل مصر عن الإسلام الإفريقي الأبيض وعن باقي أجزاء وادي النيل .
ثانياً: ولتزيد من تعميق هذه التجزئة تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى، حيث أسوان تصير العاصمة لدولة جديدة دولة تحمل اسم دولة البربر.
ثالثاً: الجزء المتبقى من مصر سوف تسميه مصر الإسلامية وهكذا تصبغ الطابع الطائفى على مصر بعد أن قلصتها من عاصمتها التاريخية فى الشمال وعاصمتها الصناعية فى الجنوب.
رابعاً: وعندئذ يصير طبيعياً أن يمتد النفوذ الصهيونى عبر سيناء ليستوعب شرق الدلتا بحيث تصير حدود مصر الشرقية من جانب فرع رشيد ، ومن جانب آخر ترعة الإسماعيلية ، وهكذا يتحقق الحلم التاريخي من النيل إلى الفرات.
وفى الداخل المصري تفتيت
وليت الأمر اقتصر على محاولات الخارج فقط إلا أن للداخل نصيبا يساهم فيه أعوان الخارج أيضا حيث تدمير أجيال كاملة بالسرطانات سوف يظهر أثرها وفق تقديرات أهل الخبرة بعد (10 إلى 15 سنة ، وحيث خنق مصر بالفساد (قضية فساد كل 90 ثانية) وفقا لتقارير النيابة الإدارية الأمر الذى حدا بتقرير كفاية عن الفساد إلى التهكم بتعديل تسمية مصر إلى فسادستان وحيث تدمير البنية الاقتصادية ببيع القطاع العام ، وزيادة البطالة لمعدل خطير ، وتعدد الأصفار ، وغياب البحث العلمى الجاد ، وانتشار الجرائم ومعدلاتها ، وغياب الحريات ، والعبث بالدستور ، ولا تسل عن الشفافية ، وسل عن نفاق المؤسسات الصحفية القومية كما شئت ، وتهريب الأموال للخارج ( يقدر الرقم من أقل تقدير ب 80 مليار دولار إلى أعلى تقدير ب 200 مليار دولار) ،
وشل حركة المؤسسة العسكرية وإضعافها حيث قل الإنتاج الحربي وفقا لما ورد بمجلة القوات الجوية الإماراتية إلى 600 مليون جنية من أصل قدرة إنتاجية تبلغ 3 مليار جنية توجه معظمها للأنشطة المدنية فضلا عما يهمس به البعض من أن الأسلحة التى تتلقاها مصر من الغرب يمكن تعطيلها بأنظمة الكترونية دقيقة موجودة بالتصنيع ورغم أن مصدر تلك المعلومات هو احد لواءات المؤسسة العسكرية إلا أن الأمر على فرض المبالغة فيه فهو يحمل دلالات أخر عن نواحى أخر تبقى واردة عند الأزمات ، فضلا عن قتل الانتماء فى نفوس الشباب المصري ، وكل ذلك وغيره فى مقابل الكرسي البعيد عن نبض الشعوب .
ومن مصر الي السعودية ، تشير القلاقل التي بدئها الشيعة إلى خطر عظيم ، وفتنة كبيرة طاحنة ، تنتظر الإشارة الرسمية للبدء الحقيقي بها ، لعزل شرق السعودية ذات التوجه الشيعي ، ليصبح الشيعة من شرق وغرب الخليج ، ثم تبدأ الخطة الحقيقية بتفتيت دول الخليج وتحريك الشيعة فيها ، بدعم من إيران بالمال والسلاح ورجال الاستخبارات الميدانيين الإيرانيين على غرار ما يحدث بالعراق ... ولا ننسى المطالبة التاريخية لليمن بأقاليم الجنوب السعودي ، والامتداد التاريخي للهاشميين بين الأردن والحجاز !! ولا نعرف ماذا أيضا ينتظرها !! إن الامتداد التاريخي بين الشيعة واليهود هو من يدعم نظرية تقوية الكيان الصهيوني للإيرانيين بعكس ما نسمع ونشاهد من هجوم كلامي بينهما ، ومن لا يعرف عبد الله بن سبأ ، عليه بقراءة ماذا فعل ؟!! لقد أدرك اليهود أن سقوط أمريكا اقتصاديا واقع حتمي ، فقاموا بدعم النظام الإيراني بكل قوة ، ليصبح الشريك الرسمي والأصيل لهم ، بعد انهيار أمريكا الاقتصادي الوشيك ، والذي أصبح حقيقة راسخة بعد الانهيار الاقتصادي الجاري حاليا بها ، والمسألة مسألة وقت لا أكثر !! قوة الردع الجديدة والذراع القوي للكيان الصهيوني هو الكيان الفارسي القوي والنووي ، والذي سيجتاح الخليج بكل جرأة وغطرسة بعد الانهيار الأمريكي الاقتصادي ، فهم إلى الشرق من الخليج ، وشماله البصرة التي ستصبح دويلة شيعية ومخططهم شرق السعودية ، وقنابلهم جاهزة للتفجير داخل الدول الخليجية من خلال آلاف الشيعة ، الوقت لصالح الشيعة ، بانتظار الانهيار الأمريكي الاقتصادي!!
إذن الموضوع اكبر من الرئيس العراقي والعراق ، والرئيس السوداني والسودان ، وتفتيت مصر الموضوع هو العالم العربي بكامله .
الأقدار أقوى من مؤامرات الداخل ، والأقدار دوما فى صف الضعفاء لا البلهاء،وأقصد بالضعفاء الذين لا يستنيمون لمؤامرات الليل ولا لمكر الخبثاء بالنهار لكنهم يعدون ما استطاعوا جهدهم وينظمون صفوفهم للنيل من أولئك العنصريين فى الغرب وليس لهذا سوى الوحدة إن الله لم يكلفنا أن نعد عدة تتساوى مع عدونا لكنه أمرنا أن نعد قدر استطاعتنا ما نرد به اعتداء القوم علينا يقول تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60 .
.دنياالرأي
أ .غالب يونس
تاريخ النشر : 2009-04-04
اعوجاج المنظمة الدولية وهيمنة أمريكا عليها جعل قرارات القمم العربية منذ أول اجتماع لها عام 46 وحتي اخر قمة لا تعدو أن تكون حبرا علي ورق . : فقد دعت أول قمة عربية في انشاص (مصر) بدعوة من الملك فاروق دعت إلى “وقف الهجرة اليهودية” و”تحقيق استقلال فلسطين وتشكيل حكومة تضمن حقوق جميع سكانها ، إلا أن مواقف المنظمة الدولية من قضية فلسطين مثلت عائقا أمام الحقوق العربية حتي أصبحت القمم الأخيرة تبحث في كيفية رفع الحصار عن سكان غزة !ومن هنا أصبح الإنسان العربي على قناعة تامة بأن المؤسسات الدولية أصبحت مرهونة بالإرادة السياسية للولايات المتحدة والكيان الصهيوني المسخ ، فلماذا نحن مصرون على الوقوع بين براثن سم الثعابين مرات عديدة ..؟؟
بحركة مسعورة اجتمع العرب لإصدار قرار يوقف العدوان على أهلنا وأرضنا في غزة .. في محاولة يائسة لستر عوراتهم ولا نتيجة ..!! وقبلها حاولوا مراراً وتكراراً من اجل العراق ... وتم الاحتلال على مرأى منهم جميعا فأمريكا عندما قررت أن تغزو العراق ولم يوافقها مجلس الأمن تجاوزته ، بعقد قمة في اسبانيا أيدت غزو العراق وحينذاك قال عمرو موسي إذا لم تلتزم تلك القمة بموقف مجلس الأمن فسيكون دور الأمم المتحدة ودور مجلس الأمن في مهب الريح .... ودمر العراق .. واعدم الرئيس العراقي وكأنه كبش فداء لإرضاء الساسة الإيرانيين ... واليوم يجتمعون من اجل وقف قرار اوكامبو قاضي المحكمة الجنائية الذي اصدر قراراً بحق الرئيس السوداني البشير ولازال الحبل على الجرار .... لعبة خطيرة جدا لعبها قبل اوكامبو البرادعي ومؤسسته المشبوهة .. تم إصدار عقوبات ثم لجان تفتيش جهزت للعدوان ضمانه تامة بخلو العراق من الأسلحة التي قد تضر الهجوم المرتقب .. فقد كان الرئيس العراقي لآخر لحظه يراهن على عدم الهجوم بضمانات من بعض الساسه العرب .. حتى جردوه من كل سلاحه وحاكوا له المؤامرات الداخلية .. فكان ثمرة هذا الجهد تدمير العراق بعد احتلاله وإطلاق يد الرواافض فيه ..!!
ثم تحاك المؤامرة ضد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات رحمه الله في كامب ديفيد ولم ينجحوا قيد أنمله في إزاحته عن موقف تجاه قضايا القدس واللاجئين فتم حصاره في المقاطعه ومنع الرؤساء العرب أنفسهم عن التحدث إليه في المقاطعه ، وتم تهميشه في القمه العربية محاولين استثناؤه لولا بعضا من حمرة الخجل من شعوبهم إلى أن تم تسميمه ومات رحمه الله ولم تمت فلسطين برغم المؤامرات .. واليوم تحاصر غزة وتضرب بالقنابل الفسفورية وكأن هنا في غزة حرب عالميه ثالثه وتسال الدماء ولاحياة لمن تنادي ، وتقطع أوصال الضفة ويتواصل الاستيطان وتضيع القدس ولانعرف الحق على مين رحماك ياربي ، والنتيجة مازال الحكام العرب يراهنوا على عدالة ونزاهة القانون والمؤسسات الدولية ..!! هذا ظاهر الأمر .. أما باطنه .. كل منهم يخشى على نفسه .. ونسو أو تناسوا ’’أكلت يوم أكل الثور الأبيض’’ .. ويصدق قول الشاعر
لقد أسمعت لو ناديت حيا .... ولكن لاحياة لمن تنادي
ولو نارا نفخت بها أضاءت .... ولكن صار نفخك في رمادي
واليوم يعاد نفس السيناريو مع السودان باستثناء الأطراف السياسية المناوئة للحكومة المركزية في دارفور وغيرها من مناطق السودان ، يكاد الرأي العام العربي وحكوماته يجمعون كافة على أن مذكرة التوقيف التي وجهتها محكمة الجناية الدولية في 5 مارس آذار 2009 ضد الرئيس السوداني عمر البشير تشكل استمرارا للإستراتيجية الغربية ذاتها التي تهدف إلى حصار العالم العربي وتركيعه ، ونجد أن هذا الرفض لقرار المحكمة الدولية لا ينبع إذن من الاعتقاد ببراءة البشير من المسؤولية في الجرائم الخطيرة التي حصلت في دارفور، ولكن من الشك في أن يكون الانتقام للضحايا هو دافع القوى الراعية للمحكمة الدولية ، فالمسؤولية قد تكون واقعة ، لكن البشير لا يستهدف من اجلها ولكن كحلقة من حلقات الممانعة العربية ، ولرفضه التسليم للغرب ، وتطبيقه مبادئ الشريعة الإسلامية ، وسعيه إلى الحفاظ على وحدة السودان وهويته العربية ، فقد نجح البشير بعد استلامه الحكم عام 1989 في أن يحرر السودان من الحرب التي دامت أكثر من عشرين عاما في الجنوب ، ويؤمن شروط استغلال الثروة النفطية ، ويؤسس للتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
والواضح إن ما تسعى إليه الولايات المتحدة والغرب عموما ، وإسرائيل خاصة ، هو إثارة القلاقل والفوضى في السودان من اجل زعزعة حكم البشير ونظامه ، ودفع السودان إلى الانقسام وشق أجزاء كبيرة منه عن الكتلة العربية ، ومن اجل ذلك لم تكف القوى الغربية خلال العقدين الماضيين عن شحن الأجواء وتغذية التناقضات واستغلال المصاعب والمشاكل الداخلية للسودان وتضخيمها ، ثم من بعد ذلك سيتم ابتزاز السودان من اجل تقديم التنازلات فيما يتعلق بدارفور والجنوب والشرق .. ولا نعرف ماذا أيضا ..!! والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل حين يتم الابتزاز ويقبل السودان به من اجل حل القضية ، هل سيتم الانفراج في قضية الرئيس ..؟؟ الجواب : لا ، بل سيتم ملاحقته واعتقاله وحبسه أو إعدامه ، بعد أن يكون قد وافق على تمزيق السودان مسبقا ، وأقر كثيرا من اتفاقيات الاستسلام (السلام) مع الانفصاليين في الجنوب والغرب والشرق .
يجب على الرئيس السوداني وكافة الرؤساء العرب أن يستفيدوا من الدرس القاسي والمؤلم ضد صدام حسين ، حيث أن الواقع يخبرنا بل انه اخبرنا بحقائق وليست نظريات جدلية أن العدو قد أقر خطته لتمزيق السودان والإطاحة برئيسه ، وانظروا إلى الاختراق الحاصل في ضرب قافلة في داخل وعمق الأراضي السودانية من قبل إسرائيل بحجة أنها محمله باسلحه من إيران لغزة هذه البقعة التي أرهقت العالم هذا ما هو بشأن السودان ، ويقال ما قيل عن باقي الوطن العربي النازف من كل صوب وحدب .. هناك قضايا جاهزة للتفجير على غرار دارفور .
ومن السودان إلى مصر
ولأن هناك زواجا يهوديا أمريكيا تقوى أواصره بالمصالح وتغذى جذوته العقائد ، وترعى استمراره أنظمة حاكمة لا هم لها سوى بقائها على كرسى الحكم ، فقد اتحدت الآن أهداف الخارج مع رغبات الداخل في تفتيت مصر التي ظلت عصية على التفتيت آلاف السنين ، فقد أدرك اليهود سادة العالم بالمال والذهب أن الحرب الاستعمارية المباشرة لا تأتي بكثير من النتائج المتوقعة ، لأنها تثير عداء الشعوب ، فدخلوا من باب المنظمات الدولية وحقوق الإنسان وسواها ، وأهم أوراقهم ، اللعب بالأقليات العرقية أو الدينية ، ليكونوا رأس الحربة في الحرب ضد كل من يقف في وجه خططهم الاستعمارية ، فقد أخذوا الدروس الكثيرة من مستنقع العراق وأفغانستان ، بينما سادتنا وساستنا لم يعتبروا من ذلك ، ولم يدركوا أن الدائرة تدور بالتناوب ، وأن أكثرهم ولاء سيكون يوما من الأيام مستهدفا أيضا ، لأننا على رقعة شطرنج كبيرة ، ولعبة الشطرنج تتطلب التضحية بالكثير من البيادق من أجل النصر ، ومن أجل تحقيق الحلم الكبير ، والذي أقترب كثيرا من أن يصبح واقعا ، وهذا ما كتب على باب الكنيست ’’أرضك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل’’ وهو ما يدل عليه العلم الإسرائيلي بخطيه البيض وبلونه الأزرق والذي يرفع فوق ارض النيل ..!!
إن القارئ والمحلل للأحداث يرى أن دور تفتيت مصر قد اقترب كثيرا .. والفرصة ستكون اكبر حين رحيل الرئيس حسني مبارك ، وحين يخلفه رئيس ضعيف ويجب أن يكون مرفوضا من شعبه بقوه ، حينها يتم تحريك القنابل المتفجرة في مصر لتمزيقها إلى دويلات ، لماذا مصر ؟ لضم غزه إلى سيناء بدويلة هزيلة ، تكون محصورة بين فكي كماشة ، الاحتلال الصهيوني من جهة ، ودويلة هزيلة من جهة أخرى !!
وليس أدل على ذلك من ارتفاع تلك النغمات الشاذة والتي تغذى جذوتها حماقات الداخل
من حيث ..
1) إثارة الفتن الطائفية بين المسلمين والنصارى وهى على حد وصف الفاقهين فتنة لم تكن قائمة ولا نائمة ، ولكنها فتنة يتم الإعداد لها وتغذيتها وإشعالها بأيد خفية .
2) ما يسمعه المصريون حديثا من أن أهل النوبة يتعرضون للإبادة ، وأنهم مضطهدون ويحتاجون إلى حماية دولية ! .
3) وما أحداث البهائيين ومطالبهم فى مصر إلا سيناريو ضمن سيناريوهات عدة يتم توظيفها فى الوقت المناسب.
4) فضلا عن أصوات شيعية تأتى- الآن - على استحياء مطالبة بحقوقها .
وكم كنا نرجو أن يعى الجميع أن ذلك الاضطهاد ليس عنصريا لكنه بفعل نظام تلاقت مصالحه مع الخارج وأن المصريين – كل المصريين- عموما فى ذلك سواء .
كما يمكننا أن نعلم أن هناك مخطط صهيوني وأمريكي لتفتيت مصر إلى (4) كيانات منفصلة وهى :
أولاً: محور الدولة القبطية الممتدة من جنوب بنى سويف حتى جنوب أسيوط ، وقد اتسعت غرباً لتضم الفيوم التى بدورها تمتد فى خط صحراوي يربط هذه المنطقة بالإسكندرية التي تصير عاصمة الدولة القبطية ، وهكذا تفصل مصر عن الإسلام الإفريقي الأبيض وعن باقي أجزاء وادي النيل .
ثانياً: ولتزيد من تعميق هذه التجزئة تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى، حيث أسوان تصير العاصمة لدولة جديدة دولة تحمل اسم دولة البربر.
ثالثاً: الجزء المتبقى من مصر سوف تسميه مصر الإسلامية وهكذا تصبغ الطابع الطائفى على مصر بعد أن قلصتها من عاصمتها التاريخية فى الشمال وعاصمتها الصناعية فى الجنوب.
رابعاً: وعندئذ يصير طبيعياً أن يمتد النفوذ الصهيونى عبر سيناء ليستوعب شرق الدلتا بحيث تصير حدود مصر الشرقية من جانب فرع رشيد ، ومن جانب آخر ترعة الإسماعيلية ، وهكذا يتحقق الحلم التاريخي من النيل إلى الفرات.
وفى الداخل المصري تفتيت
وليت الأمر اقتصر على محاولات الخارج فقط إلا أن للداخل نصيبا يساهم فيه أعوان الخارج أيضا حيث تدمير أجيال كاملة بالسرطانات سوف يظهر أثرها وفق تقديرات أهل الخبرة بعد (10 إلى 15 سنة ، وحيث خنق مصر بالفساد (قضية فساد كل 90 ثانية) وفقا لتقارير النيابة الإدارية الأمر الذى حدا بتقرير كفاية عن الفساد إلى التهكم بتعديل تسمية مصر إلى فسادستان وحيث تدمير البنية الاقتصادية ببيع القطاع العام ، وزيادة البطالة لمعدل خطير ، وتعدد الأصفار ، وغياب البحث العلمى الجاد ، وانتشار الجرائم ومعدلاتها ، وغياب الحريات ، والعبث بالدستور ، ولا تسل عن الشفافية ، وسل عن نفاق المؤسسات الصحفية القومية كما شئت ، وتهريب الأموال للخارج ( يقدر الرقم من أقل تقدير ب 80 مليار دولار إلى أعلى تقدير ب 200 مليار دولار) ،
وشل حركة المؤسسة العسكرية وإضعافها حيث قل الإنتاج الحربي وفقا لما ورد بمجلة القوات الجوية الإماراتية إلى 600 مليون جنية من أصل قدرة إنتاجية تبلغ 3 مليار جنية توجه معظمها للأنشطة المدنية فضلا عما يهمس به البعض من أن الأسلحة التى تتلقاها مصر من الغرب يمكن تعطيلها بأنظمة الكترونية دقيقة موجودة بالتصنيع ورغم أن مصدر تلك المعلومات هو احد لواءات المؤسسة العسكرية إلا أن الأمر على فرض المبالغة فيه فهو يحمل دلالات أخر عن نواحى أخر تبقى واردة عند الأزمات ، فضلا عن قتل الانتماء فى نفوس الشباب المصري ، وكل ذلك وغيره فى مقابل الكرسي البعيد عن نبض الشعوب .
ومن مصر الي السعودية ، تشير القلاقل التي بدئها الشيعة إلى خطر عظيم ، وفتنة كبيرة طاحنة ، تنتظر الإشارة الرسمية للبدء الحقيقي بها ، لعزل شرق السعودية ذات التوجه الشيعي ، ليصبح الشيعة من شرق وغرب الخليج ، ثم تبدأ الخطة الحقيقية بتفتيت دول الخليج وتحريك الشيعة فيها ، بدعم من إيران بالمال والسلاح ورجال الاستخبارات الميدانيين الإيرانيين على غرار ما يحدث بالعراق ... ولا ننسى المطالبة التاريخية لليمن بأقاليم الجنوب السعودي ، والامتداد التاريخي للهاشميين بين الأردن والحجاز !! ولا نعرف ماذا أيضا ينتظرها !! إن الامتداد التاريخي بين الشيعة واليهود هو من يدعم نظرية تقوية الكيان الصهيوني للإيرانيين بعكس ما نسمع ونشاهد من هجوم كلامي بينهما ، ومن لا يعرف عبد الله بن سبأ ، عليه بقراءة ماذا فعل ؟!! لقد أدرك اليهود أن سقوط أمريكا اقتصاديا واقع حتمي ، فقاموا بدعم النظام الإيراني بكل قوة ، ليصبح الشريك الرسمي والأصيل لهم ، بعد انهيار أمريكا الاقتصادي الوشيك ، والذي أصبح حقيقة راسخة بعد الانهيار الاقتصادي الجاري حاليا بها ، والمسألة مسألة وقت لا أكثر !! قوة الردع الجديدة والذراع القوي للكيان الصهيوني هو الكيان الفارسي القوي والنووي ، والذي سيجتاح الخليج بكل جرأة وغطرسة بعد الانهيار الأمريكي الاقتصادي ، فهم إلى الشرق من الخليج ، وشماله البصرة التي ستصبح دويلة شيعية ومخططهم شرق السعودية ، وقنابلهم جاهزة للتفجير داخل الدول الخليجية من خلال آلاف الشيعة ، الوقت لصالح الشيعة ، بانتظار الانهيار الأمريكي الاقتصادي!!
إذن الموضوع اكبر من الرئيس العراقي والعراق ، والرئيس السوداني والسودان ، وتفتيت مصر الموضوع هو العالم العربي بكامله .
الأقدار أقوى من مؤامرات الداخل ، والأقدار دوما فى صف الضعفاء لا البلهاء،وأقصد بالضعفاء الذين لا يستنيمون لمؤامرات الليل ولا لمكر الخبثاء بالنهار لكنهم يعدون ما استطاعوا جهدهم وينظمون صفوفهم للنيل من أولئك العنصريين فى الغرب وليس لهذا سوى الوحدة إن الله لم يكلفنا أن نعد عدة تتساوى مع عدونا لكنه أمرنا أن نعد قدر استطاعتنا ما نرد به اعتداء القوم علينا يقول تعالى {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }الأنفال60 .
.دنياالرأي