المسلمون من الوهن إلى القوة .. كيف ؟
محمد أشرف كاكرو
ترجمة. علاء البشبيشي
لا تعجب إذا وجدْتَ القوى العالمية تُعامِل المسلمين بطريقة وحشية؛ فهناك أسباب أدّت إلى هذه الحالة.. ولكي يصبح المسلمون كيانًا قويًا؛ فإنهم بحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية لتقوية أنفسهم سياسيًّا واقتصاديًّا وتعليميًّا.
في كل مكان في العالم نجد مسلمين يَتعرّضون للتمييز العنصري والتطرف والتحرُّش والاستغلال على أيدي القوى الدولية وحلفائهم، سواء كان ذلك في فلسطين أم في أفغانستان أم في العراق أم في غيرها من دول العالم. ويحدث ذلك بالرغم من الوَفْرَة لدى المسلمين في القوة البشرية والمصادر الطبيعية وعوائد النفظ الأكبر في العالم والشواطئ الممتدة والبحار المنبسطة فضلاً عن الموقع الاستراتيجي المهم.
أضف إلى ذلك أنّ المسلمين يمتلكون 57 دولة مستقلة، ويعيشون في عدد من البلدان الهامة مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وبالطبع الهند التي تضم أكبر تعداد للمسلمين، لكن ذلك لا يتعدى مجرد أرقام.
لماذا؟
أحد الأسباب العامة يكمن في تجاهل المسلمين للقرآن الكريم، والسنة النبوية وروح الأخوة الإسلامية، أمَّا القادة المسلمون فهم جُهَّال، وبالكاد يهتمون بتعاليم الإسلام.
رغم الكَيْد
خلال الحرب العالمية الثانية قتل أدولف هتلر- زعيم ألمانيا النازية- ما يفوق ستة ملايين يهودي بينما فرَّ ملايين آخرون إلى أجزاء مختلفة من العالم، وقد وفَّر الفلسطينيون المسلمون لهؤلاء مأوًى فوق أرضهم، لكن اليهود في النهاية احتلُّوا أرض الفلسطينيين الأبرياء وقتلوهم بلا رحمة بإيصاء من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ العام 1800 إلى 1950، أي خلال مائة وخمسين عامًا تقريبًا، قام مناهضون للمسلمين بطباعة 60 ألف كتاب يهاجم الإسلام والنبيَّ محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو نِتاج لو وُزِّع على تلك الأيام لتَبَيَّن أنه في اليوم الواحد كان يُكتب أكثر من كتاب هجوميّ. وهذا يعكس مستوى الكراهية ضدّ المسلمين في العالم.
فماذا كانت نتيجة هذا الكَيْد؟
في استطلاع للرأي حول نمو كبرى الأديان في أمريكا منذ 1934 وحتى 1984 (50 عامًا)، أجْرَتْه هيئة غير إسلامية تُبَيِّن أن الإسلام ينمو بنسبة 246% مقابل 47% فقط للنصرانية خلال هذه السنوات الخمسين.
فأيُّ سيفٍ استخدمه المسلمون في الولايات المتحدة لإجبار النصارى على اعتناق الإسلام؟ لا سيما وأن وسائل الإعلام؛ ورقيَّها ورقميَّها، تقع معظمها في أيدي غير المسلمين؛ وهذا يعطيهم فرصةً أكبر لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
تمييز نووي
ووفقًا للحقيقة القائلة بأنّ كلّ القوى النووية، ماعدا مخترعها الأصلي، قد سرقت التكنولوجيا اللازمة لبناء أسلحة نووية، يبدو من السَّخَف تلك الحملة الإعلامية التي تُثار ضد أي بلد إسلامي تحاول فعل نفس الشيء.
وأوضَحُ مثالٍ على هذا التمييز العنصري: ما تعرَّضت له باكستان من حملة تشويه لهذا السبب، وما شهده البرنامج النووي الإيراني من عَرَاقِيل، وقبلهما المفاعل النووي العراقي الذي سوَّته إسرائيل بالأرض.
وتحت هذه الظروف، تقوى الحاجة إلى إصلاح ما انكسر وتقطيب ما نُكِئ من جراح الأمة، من إندونيسيا مرورًا بالمغرب وكازاخستان وصولاً إلى السودان، وإصلاح أمورها على كافة الأصعدة الاقتصادية منها والعسكرية والتكنولوجية، حتى تصير بلادنا قوةً يُعتَدُّ بها.
إجراءات عملية
وليحدث ذلك لابدَّ من اتباع إجراءات معينة؛ ليتم الأمر على محمل الجد:
* تكوين مجتمع اقتصادي إسلامي، أو سوق إسلامية مشتركة، من شأنه تحويل المسلمين إلى قوة اقتصادية.
* ينبغي اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في كل الأقطار الإسلامية حول العالم، وعلى دول كإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وماليزيا وأفغانستان وإيران وكازاخستان والبوسنة والشيشان- حيث الحكم الإسلامي بينما اللغة الرسمية ليست عربية- أن يأخذوا بزمام المبادرة ويجعلوا العربية لغتهم الرسمية؛ وهذا من شأنه ضمان الفهم الأمثل بين أفراد الأمة. حتى في دول كأمريكا وبريطانيا وألمانيا والهند والصين، حيث يمثل المسلمون نسبةً جوهريةً من تعداد السكان، فإن تقديم العربية كوسيلة مساعدة للمسلمين يعتبر أمرًا يستحق التفكير.
* كذلك يحتاج العالم الإسلامي أن تنتشر بين ربوعه المؤسسات التعليمية ذات المعايير الدولية من أجل الأهداف الأكاديمية والبحثية.
* أما دور الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية (OIC) وبنك التنمية الإسلامي ليس كافيًا في هذا الإطار. فهذه المؤسسات بحاجة إلى إعادة هيكلة وتصميم بما يتوافق وطموح المسلمين.
* يمثل المسلمون اليوم أكثر من 22% من سكّان العالم، ولديهم حكومات في 57 دولة، ورغم ذلك لم يُمنَحُوا مقعدًا دائمًا في الأمم المتحدة، وعليه تَمّ تجاهل اهتمامات المسلمين. وهكذا أصبح المسلمون بلا تأثير يُذكر في السياسات الدولية. لذلك ينبغي على المسلمين أن ينسحبوا من هذه (المسرحية) إذا لم يحصلوا على مقعد دائم يتمتع بحق الاعتراض أو النقض (الفيتو). كما يجب تقوية الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية حتى لا يصبح أمام العالم مفرّ من الاستجابة لهذه المؤسسات بصورة كاملة.
* إسرائيل في نزهة قتل داخل فلسطين منذ العام 1948، فما هو الدور الفعَّال الذي اتخذته الأمم المتحدة لمنع اليهود- قُساة القلوب ومُتحجِّري القلب- من ذبح الفلسطينيين الأبرياء؟ حتى الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا وألمانيا والصين والهند لم تُبدِ اهتمامًا حينما سال شلال الدم الفلسطيني على أيدي اليهود في غزة منذ أشهر قلائل، اللهم إلا بعص التصريحات التي لم تُسمِن ولم تغنِ من جوع.
* فشل بنك التنمية الإسلامي في استئصال شأفة الجهل والفقر من الدول الإسلامية حول العالم؛ لأنه بحاجة إلى أن يتم الارتقاء به لدرجة أن تعمل ’’تقارير التنمية البشرية في البلدان الإسلامية’’ لرسم وتشكيل الخطط من أجل تنمية وتطوير الدول الإسلامية.
* كذلك يجب تنظيم الدعوة إلى الإسلام بشكل صحيح خاصّة في الدول غير الإسلامية مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، حيث تحاول بعض الطوائف تشويه صورة الإسلام، كما ينبغي تنظيم وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية لتصبح أداة قوية تتمكن من هزيمة خطط الإعلام العالمي التي تكيد للإسلام.
إذا أخذنا بهذه الخطوات سيتمكن المسلمون أن يجعلوا من أنفسهم قوة يُعتد بها عالميًّا اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا وعلميًّا.
5/4/ 1430هـ1/4/ 2009م
*المختار الإسلامي
محمد أشرف كاكرو
ترجمة. علاء البشبيشي
لا تعجب إذا وجدْتَ القوى العالمية تُعامِل المسلمين بطريقة وحشية؛ فهناك أسباب أدّت إلى هذه الحالة.. ولكي يصبح المسلمون كيانًا قويًا؛ فإنهم بحاجة إلى اتخاذ خطوات عملية لتقوية أنفسهم سياسيًّا واقتصاديًّا وتعليميًّا.
في كل مكان في العالم نجد مسلمين يَتعرّضون للتمييز العنصري والتطرف والتحرُّش والاستغلال على أيدي القوى الدولية وحلفائهم، سواء كان ذلك في فلسطين أم في أفغانستان أم في العراق أم في غيرها من دول العالم. ويحدث ذلك بالرغم من الوَفْرَة لدى المسلمين في القوة البشرية والمصادر الطبيعية وعوائد النفظ الأكبر في العالم والشواطئ الممتدة والبحار المنبسطة فضلاً عن الموقع الاستراتيجي المهم.
أضف إلى ذلك أنّ المسلمين يمتلكون 57 دولة مستقلة، ويعيشون في عدد من البلدان الهامة مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والصين وبالطبع الهند التي تضم أكبر تعداد للمسلمين، لكن ذلك لا يتعدى مجرد أرقام.
لماذا؟
أحد الأسباب العامة يكمن في تجاهل المسلمين للقرآن الكريم، والسنة النبوية وروح الأخوة الإسلامية، أمَّا القادة المسلمون فهم جُهَّال، وبالكاد يهتمون بتعاليم الإسلام.
رغم الكَيْد
خلال الحرب العالمية الثانية قتل أدولف هتلر- زعيم ألمانيا النازية- ما يفوق ستة ملايين يهودي بينما فرَّ ملايين آخرون إلى أجزاء مختلفة من العالم، وقد وفَّر الفلسطينيون المسلمون لهؤلاء مأوًى فوق أرضهم، لكن اليهود في النهاية احتلُّوا أرض الفلسطينيين الأبرياء وقتلوهم بلا رحمة بإيصاء من الولايات المتحدة الأمريكية.
ومنذ العام 1800 إلى 1950، أي خلال مائة وخمسين عامًا تقريبًا، قام مناهضون للمسلمين بطباعة 60 ألف كتاب يهاجم الإسلام والنبيَّ محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -، وهو نِتاج لو وُزِّع على تلك الأيام لتَبَيَّن أنه في اليوم الواحد كان يُكتب أكثر من كتاب هجوميّ. وهذا يعكس مستوى الكراهية ضدّ المسلمين في العالم.
فماذا كانت نتيجة هذا الكَيْد؟
في استطلاع للرأي حول نمو كبرى الأديان في أمريكا منذ 1934 وحتى 1984 (50 عامًا)، أجْرَتْه هيئة غير إسلامية تُبَيِّن أن الإسلام ينمو بنسبة 246% مقابل 47% فقط للنصرانية خلال هذه السنوات الخمسين.
فأيُّ سيفٍ استخدمه المسلمون في الولايات المتحدة لإجبار النصارى على اعتناق الإسلام؟ لا سيما وأن وسائل الإعلام؛ ورقيَّها ورقميَّها، تقع معظمها في أيدي غير المسلمين؛ وهذا يعطيهم فرصةً أكبر لتشويه صورة الإسلام والمسلمين.
تمييز نووي
ووفقًا للحقيقة القائلة بأنّ كلّ القوى النووية، ماعدا مخترعها الأصلي، قد سرقت التكنولوجيا اللازمة لبناء أسلحة نووية، يبدو من السَّخَف تلك الحملة الإعلامية التي تُثار ضد أي بلد إسلامي تحاول فعل نفس الشيء.
وأوضَحُ مثالٍ على هذا التمييز العنصري: ما تعرَّضت له باكستان من حملة تشويه لهذا السبب، وما شهده البرنامج النووي الإيراني من عَرَاقِيل، وقبلهما المفاعل النووي العراقي الذي سوَّته إسرائيل بالأرض.
وتحت هذه الظروف، تقوى الحاجة إلى إصلاح ما انكسر وتقطيب ما نُكِئ من جراح الأمة، من إندونيسيا مرورًا بالمغرب وكازاخستان وصولاً إلى السودان، وإصلاح أمورها على كافة الأصعدة الاقتصادية منها والعسكرية والتكنولوجية، حتى تصير بلادنا قوةً يُعتَدُّ بها.
إجراءات عملية
وليحدث ذلك لابدَّ من اتباع إجراءات معينة؛ ليتم الأمر على محمل الجد:
* تكوين مجتمع اقتصادي إسلامي، أو سوق إسلامية مشتركة، من شأنه تحويل المسلمين إلى قوة اقتصادية.
* ينبغي اعتماد اللغة العربية لغة رسمية في كل الأقطار الإسلامية حول العالم، وعلى دول كإندونيسيا وباكستان وبنجلاديش وماليزيا وأفغانستان وإيران وكازاخستان والبوسنة والشيشان- حيث الحكم الإسلامي بينما اللغة الرسمية ليست عربية- أن يأخذوا بزمام المبادرة ويجعلوا العربية لغتهم الرسمية؛ وهذا من شأنه ضمان الفهم الأمثل بين أفراد الأمة. حتى في دول كأمريكا وبريطانيا وألمانيا والهند والصين، حيث يمثل المسلمون نسبةً جوهريةً من تعداد السكان، فإن تقديم العربية كوسيلة مساعدة للمسلمين يعتبر أمرًا يستحق التفكير.
* كذلك يحتاج العالم الإسلامي أن تنتشر بين ربوعه المؤسسات التعليمية ذات المعايير الدولية من أجل الأهداف الأكاديمية والبحثية.
* أما دور الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية (OIC) وبنك التنمية الإسلامي ليس كافيًا في هذا الإطار. فهذه المؤسسات بحاجة إلى إعادة هيكلة وتصميم بما يتوافق وطموح المسلمين.
* يمثل المسلمون اليوم أكثر من 22% من سكّان العالم، ولديهم حكومات في 57 دولة، ورغم ذلك لم يُمنَحُوا مقعدًا دائمًا في الأمم المتحدة، وعليه تَمّ تجاهل اهتمامات المسلمين. وهكذا أصبح المسلمون بلا تأثير يُذكر في السياسات الدولية. لذلك ينبغي على المسلمين أن ينسحبوا من هذه (المسرحية) إذا لم يحصلوا على مقعد دائم يتمتع بحق الاعتراض أو النقض (الفيتو). كما يجب تقوية الجامعة العربية ومنظمة الدول الإسلامية حتى لا يصبح أمام العالم مفرّ من الاستجابة لهذه المؤسسات بصورة كاملة.
* إسرائيل في نزهة قتل داخل فلسطين منذ العام 1948، فما هو الدور الفعَّال الذي اتخذته الأمم المتحدة لمنع اليهود- قُساة القلوب ومُتحجِّري القلب- من ذبح الفلسطينيين الأبرياء؟ حتى الدول الكبرى كأمريكا وبريطانيا وألمانيا والصين والهند لم تُبدِ اهتمامًا حينما سال شلال الدم الفلسطيني على أيدي اليهود في غزة منذ أشهر قلائل، اللهم إلا بعص التصريحات التي لم تُسمِن ولم تغنِ من جوع.
* فشل بنك التنمية الإسلامي في استئصال شأفة الجهل والفقر من الدول الإسلامية حول العالم؛ لأنه بحاجة إلى أن يتم الارتقاء به لدرجة أن تعمل ’’تقارير التنمية البشرية في البلدان الإسلامية’’ لرسم وتشكيل الخطط من أجل تنمية وتطوير الدول الإسلامية.
* كذلك يجب تنظيم الدعوة إلى الإسلام بشكل صحيح خاصّة في الدول غير الإسلامية مثل أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا، حيث تحاول بعض الطوائف تشويه صورة الإسلام، كما ينبغي تنظيم وسائل الإعلام الورقية والإلكترونية لتصبح أداة قوية تتمكن من هزيمة خطط الإعلام العالمي التي تكيد للإسلام.
إذا أخذنا بهذه الخطوات سيتمكن المسلمون أن يجعلوا من أنفسهم قوة يُعتد بها عالميًّا اقتصاديًّا وسياسيًّا وعسكريًّا وعلميًّا.
5/4/ 1430هـ1/4/ 2009م
*المختار الإسلامي