مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب
2014/08/17 20:10
المشترك والنضج السياسي
المشترك والنضج السياسي
فؤادالصوفي
إن المتابع للأوضاع السياسية في اليمن يدرك المراحل التي مرت بهاالبلاد وأحزابها السياسية .
فمنذ إعلان التعددية السياسية والتي تعتبر من المنجزات القديمة للقيادة اليمنية ونخبهاالسياسية التي ساهمت بصناعة الوحدة أوإرسائها؛ من حينها إلى اليوم وأنت تلحظ تطوراكبيرا في الأفكار والرؤى والمواقف ، ونموذجالذلك التطورمايسمى باللقاء المشنرك.
المشترك الذي ضم مجموعة من الأحزاب المنظمة الفاعلة والتي قامت على أساس رؤى وفكر،كانت تعيش له وتستميت في الدفاع عنه.
لقاء ضم كتلا مختلفة في الرؤى والولاء الفكري والبرنامج السياسي،مع ذلك تقاربوا وكونواالمشترك الذي أصبح يقود حراكا سياسيافاعلا؛ إن تجاهله النظام فإنه يدل على عدم الدقة في الرؤية وصحيح الواقع وفقه المرحلة كمايؤكد ذلك مفكرون ومراقبون.
يبرز جليادور وأثر أبرزهذه الأحزاب وأكثرهاحظوراوتباعدا؛وأدقها تكتيكا :التجمع اليمني للإصلاح والحزب الإشتراكي اليمني.
هذان الحزبان اللذان يحفظ تاريخهما عداءافكرياوسياسيالبعضهما من العيار الثقيل؛اتفقا متجاهلين أو متناسيين كل الماضي وماأفرز من تصادم ومواقف متباينة.
فانتخابات 93م أكدت لكل منهما ثقله وموازينه،كماأنهاجمعت القيادتين على طاولة واحدة كانت بمثابة تعارف وتخفيف من الحواجز بحكم الأمر الواقع.
ثم تلى ذلك عاصفة الحرب التي عصفت بالإشتراكي إلى المنفى وبالإصلاح إلى الرئاسة.
فلماتفردالمؤتمرو أصبح ماكان يحسب له ولمواقفه حسابا خارج الدائرة ؛ أصبح مع أصدقاء الأمس وجهالوجه ،وبدأبالإقصاء والحذف والتغيير متخليا عن مصلحة الوطن ودافنا لكل مواهب وكفاءات شريك الأمس وصديق المواقف التاريخية الصعبة ومتجاهلا كل النظال المساند له من قبل الإصلا ، خاصة والإصلاح قدم كوكبة من الأكَََْفاء أثبتت قدرة الإصلاح على قيادة وتشغيل مؤسسات الدولة بكقاءة ونجاح فأثار ذلك حفيظة أعداء مصلحة الوطن والمواطن ، فأصبح صديق الأمس عدو اليوم!
فلماشعرالإصلاح بذلك وبدأالإشتراكي بلملمة أفراده وترتيب أوراقه؛وكونهما جميعاهدف للحاكم ساهم ذلك في التقارب،إضافة إلى ماأفرزته تلك المرحلة ونتائجهامن تحديث للرؤى وتحسين في المواقف وزيادة الوعي بالحاضر ومتطلبات وأخطار المستقبل،كان من أبرزها تقديم مرشحٍ واحد للرئاسة،وهذا كان يعتبر أكبرامتحانٍ اجتازه المشترك بنجاح بغض النظر عن النتائج، وماتلى ذلك من مواقف كان من أواخرها الموقف الموحد من التعديلات في النظام الرئاسي ومسرحية انتخابات المحافظين.
فااستطاع الحزبان القفز من مستوى التفاهم إلى مستوى تطوير الخطاب السياسي وتقارب بل ربما وتوحيد بعض الأجندة وتقد يم أنموذجا لتبادل الأدوارالقيادية للمشترك.
وهذايمثل في حد ذاته قفزة كبيرة وتقد ما أكبر في ترشيد مفهوم التبادل السلمي للسلطة ليس على مستوى اليمن فحسب بل على مستوى كثيرمن دولنا العربية التي يعيش في استبداد مظلم أوتتعارك نخبهاعلى الإستيلاء كماهو الحال في لبنان وفلسطين،إلا إذاكان ذلك لأن القيادة بغير غنيمة وأن من سيقرب من الكعكة سيستولى عليهاوينسى المشاركين لاندري.
قد يختلف معي بعض الإخوة القراء لكن الواقع أن تقارب مثل هذين الحزبين المعروفين في التباين السابق ،يدل إلى حد كبيرعلى أن هناك رشد نتمنى له الكمال.
هذاالنجاح الذي يُعَدّ من منجزات قيادة الحزبين ومجلسي شورهما.
وحتى يصل الحزبان إلى النجاح المأمول يستلزم ذلك مايلي :-
أولافيما يتعلق بالتجمع اليمني لللإصلاح :-
1- يستلزم العودة إلى القواعد لتجديد الثقة وإطلاعهاعلى النجاح الذي حققه المشترك وتوعيتها بضرورة الإستمرار في هذا النظال وإقناع الجماهير بضرورة حمايته والإنسجام مع مفرداته.
2- تحديث الأجهزة التنظيمية وإتاحة الفرصة للنخب الشبابية لتتحمل مسئوليتهاوالإهتمام بالبناءالتربوي والسياسي اهتمامامتوازيا دون التفريط في أحدهماعلى حساب الآخر.
3- الحرص على تقوية الإنسجام الفكري داخل الحزب بغض النظرعن اختلاف وجهات النظر،وإذابة مايمكن أن يسمى في المستقبل بالجيوب التنظيمية داخل الحزب .
ثانيا:- فيمايتعلق بالحزب الإشتراكي :-
1-إدراك الواقع الذي يعيشه العالم –الإسلامي- اليوم، وأنه لم يعد للفكرالإشتراكي -باعتباره نظرية إشتراكية- مكان في الحياة في ظل الصحوة الإسلامية العارمة.
2- العمل على تطوير رؤاه الفكرية والعقدية غيرمتجاهل للوعي الديني في أوساط الشعب ،والعمل على تثبيت وإرساء الهوية الدينية للشعب والعودة إلى القواعد لتوعيتهابالواقع الحاضروالمستقبل حتى يكون هناك انسجاما داخلياوالتوجه الإسلامي العام للجماهير.
3- ترميم العلاقات مع المؤسسات الدينية وإيضاح رؤية الحزب الحقيقية للكون والإنسان والحياة.
4-أن يحرص على تبني قضايا الشعب بأكمله،فكمايدافع عن حقوق المهرة يدافع عن حقوق أهل الحديدة وباجل....
وأناعلى يقين أن قادة المشترك أو الحزبين الذين خصصت الحديث عنهماهنايمتلكان رصيداكبيرا من الخبرة،وأنهماأدركا من خلال مراحل الصراع أن الحل الأفضل هو التفاهم والتعاون ،دون الإقصاء والإستبعاد ،فالبلاد وشعبهالايتمحلان.
فإذاكان قد وعى ذلك الأطراف المتباعدة فهل يعي الآخرون ذلك؟
وهل المشترك أوالحزبان اللذان حددت الحديث عنهما في طريقهماإلى النضج السياسي؟ أم مكره اخاك ....؟
فؤادالصوفي
المدير العام لموقع الوفاق الإنمائي
[email protected]
أضافة تعليق