كان منظر المقاتلات الأمريكية وهى تشن هجماتها الجديدة على مواقع، وبلدات على الحدود السورية- العراقية مؤسفا، وبائسا، لماذا؟.. لأن أمريكا تمارس حرب «الميليشيات»، لكن العجيب أنها وصفت هجماتها الجديدة بالانتقامية ضد أهداف عراقية، وسورية بعد مقتل جنودها الثلاثة، وإصابة نحو ٤٠ فى موقع جديد للحرب بالشرق الأوسط (الحدود الأردنية). لقد شملت الهجمات، أو الغارات، أكثر من ٨٥ موقعا، وكانت مصحوبة بالتحذير باستمرارها، وتعتبر تلك الهجمات التدخل الثانى الأمريكى المباشر فى الحرب الدائرة بالشرق الأوسط بعد أن ترأست تحالف «الازدهار» الذى يزعم حماية الممر الملاحى من الحوثيين الذين يطلقون الصواريخ على دولة الاحتلال الإسرائيلى، ويعترضون السفن المتجهة إليها، والمبحرة منها، نصرة لأهل غزة. الغريب أن هناك كثيرين يتصورون أن اتساع رقعة الحرب فى الشرق الأوسط جديد مع أنه قديم، ومستمر، فمثلا الحرب فى سوريا لم تتوقف، والدليل أن هناك قوات لدول عديدة بها، والطائرات الأمريكية، والإسرائيلية، وغيرهما تشن غارات من عليها من حين لآخر، إذن لا داعى لقول إن الضربات الأمريكية جديدة، وهكذا الأمر فى العراق، حيث لم تتوقف الحرب هناك ضد «الحشد الشعبى» الموالى لإيران، وما معركة قاسم سليمانى ورفاقه العراقيين فى عهد ترامب عنا ببعيدة، ولكن الجديد، أعتقد، أن الضربات الأمريكية الأخيرة تأتى للتعمية، بل لمساعدة أطراف إقليمية، سواء إسرائيل أو غيرها، فى المنطقة، يرغبون فى التغطية على الجريمة الكاملة التى تُرتكب فى غزة، وعجز مجلس الأمن، والجمعية العامة للأمم المتحدة، وأخيرا المحكمة الدولية التى دخلت على الخط بطلب من جنوب إفريقيا للنظر فى الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطينى فى غزة، رغم قرارها الإيجابى وقف الحرب، كما عجزت الهدن المتتابعة عن وقف الحرب، حيث تجىء الضربات الأمريكية الجديدة، وكأنها شحنة إضافية للحروب فى الشرق الأوسط، ولتوفير مزيد من الوقت لإسرائيل للإجهاز على أهل غزة فى هذا الشتاء القارس، حيث لا طعام، ولا ماء، ولا تدفئة، ولا دواء، ولا مساعدات تكفيهم وهم يواجهون حرب الإبادة الإسرائيلية بلا سلاح يحميهم إلا مقاومة لإثبات الوجود، وسط عالم يلهو ويتركهم لتدمير إسرائيلى ممنهج، بموافقة، وإمدادات سلاح أمريكية، وأوروبية.
*نقلا عن بوابة الاهرام
*نقلا عن بوابة الاهرام