مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2014/08/17 20:10
وقفوهم إنهم مسئولون
الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد نبي الرحمة المهداة للأنام، وعلى آله وصحبه الكرام ومن تبعهم بإحسان إلى يوم نلقاه.
وبعد
فليس عجباً ماتقوم به إسرائيل من اعتداءات وحشية، وإفساد للحرث والنسل، وتجويع وتدمير وتقتيل وتشريد، فقد سمنت من أجساد المسلمين، وارتوت من دمائهم، ومازالت تطلب المزيد، والمزيد، فهذه هديتها وتهنئتها لمن عقدوا معها المواثيق من المسلمين العاقين لدينهم المضيعين لحرماتهم وكرامتهم مع حلول العام الألف والأربعمائة والثلاثين من الهجرة النبوية الشريفة.. على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم. محمد بن عبدالله.. النبي الأمي الذي كفروا به وبرسالته وبأمته منذ بعثته.. بالرغم من المحاولات العديدة في مد جسور الاحترام والتقدير لدينهم.. لكنهم بأحقادهم وغيهم وحسدهم.. ومقتهم وكيدهم.. رفضوا ذلك كله وقد كشف الله عزوجل نفسياتهم لنا في قوله: (ليس علينا في الأميين سبيل). إنهم أهل كذب وظلم استباحوا بلادنا وأموالنا وقتلوا أطفالنا ورملوا نساءنا وفعلوا ما لايعقله عقل ولا يبيحه دين.. ولايقبله ميثاق.. فلعنة الله على المعتدين.
هذه الطائفة الحاقدة المنحرفة والمحرفة للدين، المغضوب عليها من رب العالمين.. لاتعرف السلم والسلام، ولا الأمن والإيمان، ولاتفهم الصدق والصداقة، ولاتقدر المعروف والتعارف، ولاتستوعب الحوار والتحاور، ولاتحسن العيش والتعايش، ولاتقر الحق والحقوق، والسماحة والتسامح، هي لاتفهم إلا نقض المواثيق، والكذب والتلفيق، والإبادة والتقتيل، والتدمير والتهجير.. قست قلوبهم فهي أشد من الحجارة، ونقضت مواثيق الله فلعنها إلى يوم الدين، فأنى ترعى في مسلم إلاً أو ذمة.
إنما العجب.. في قادة العرب والمسلمين.. المتهافتين على أعتاب الكفرة والمغضوب عليهم والضالين.. الذين نسوا الله فنسيهم وأعمى أبصارهم وبصيرتهم فضيعوا الشعوب، ووضعوا السدود، وكبلوا أنفسهم بالمواثيق والعهود.. فلم يقرأوا سيرة نور الدين، ولم يطلعوا على أسرار انتصار صلاح الدين، بل سدوا آذانهم عن صرخات الثكالى والأيامى والأرامل والأطفال ولم يسمعوا صرخة وامعتصماه التي زلزلت الأركان وأخرجت المعتصم يثأر لنساء الأمة والرد عن حرماتها.. أين النخوة والشهامة والعروبة والكرامة ياقادة هذا الزمان.. بل أين دماء الأحرار التي تجري في العروق والأبدان؟ أين إيمانكم وولاؤكم لله الواحد القهار؟
لا يكاد المرء يصدق عينيه وأذنيه.. وهو يشهد هذه النفوس الميتة والمشاعر المتبلدة بالرغم من هذا الكم الهائل المفجع من نكبات الأمة الناتج عن ذلك القدر الهائل من تركيز العداوات عليها وتوجيه الضربات لها فمنذ العقد الأخير من القرن الماضي والأمة تشهد تطورات متلاحقة من النكبات الأليمة، إن كل النوازل والأزمات لتنادي في العالمين: أين قادة العرب والمسلمين في الدفاع عن غزة أرض العزة وعن كافة أرض فلسطين، أرض الرباط والمرابطين.. أين الدفاع عن أعراض المسلمين ودحر المعتدين الغاصبين؟ وصدق الله (وقفوهم إنهم مسؤولون)، نعم أنتم مسؤولون عن ضياع الأمة أمام الله عزوجل وأمام رسوله – صلى الله عليه وسلم – وأمام الأمة العربية والإسلامية وأمام التاريخ.. يقول سفيان بن حسين.. ذكرت رجلا بسوء عند إياس بن معاوية، فنظر في وجهي وقال: أغزوت الروم؟ قلت: لا! قال: السند والهند والترك؟ قلت لا ! قال: أفسلم منك الروم والسند والهند والترك ولم يسلم منك أخوك المسلم؟ قال: فلم أعد بعدها..
وأنتم ياقادة الأمة.. قد سلمت منكم إسرائيل وأعوانها.. ولم يسلم منكم إخوتكم في غزة وفلسطين.. فوا أسفاه على لحمة النسب والدين.. وحسبنا الله ونعم الوكيل..
لقد أسمعت لو ناديت حياً
ولكن لا حياة لمن تنادي
إذن.. لماذا تكديس الأسلحة، والتهافت على شراء الذخائر والعتاد من الشرق والغرب.. أليست لمثل هذا اليوم؟.. أليست لصد العدوان وصيانة الدين والعرض والنسل؟.. أليست للدفاع عن شرف الأمة ونصرة الأخ؟.. أم أنها مدخرة لتصويبها إلى أنفسكم وأهليكم.. هل تنتظرون مصائب أكبر من مصيبة غزة وحرقها؟.. وقتل أطفالها وتشريد أهلها نحن نساء الأمة نريد قادة رجالاً ولا نريد قادة من ورق.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.. عفا الله عنا وعنكم هذا التقصير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
.الشرق
أضافة تعليق