مركز الوفـــاق الإنمائي للدراسات والبحوث والتدريب

2023/10/21 23:56
الأبرياء في غزة.. ضحية الازدواجية الغربية

ما زالت غزة تشهد منذ سنوات عدة الكثير من النزاعات المتكررة، تارة تكون نتيجة تصاعد التوترات السياسية الداخلية، وتارة أخرى نتيجة اندلاع العنف مع القوات الإسرائيلية..

 

وفي كل مرة، يكون الثمن الأغلى هو دماء الأبرياء الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وُلدوا في هذه الأرض المحاصرة التي تبحث عن السلام.

 ما يحدث الآن من سفك دماء الأبرياء في غزة نتيجة الهجوم المسبق لحماس على الأراضي الإسرائيلية، الذي كان مزعوما بأنه مدروس ومنظم كما يروجون له، أدى لكشف الازدواجية الغربية لغض النظر عن ردة الفعل الشنعاء في الإبادة التي تحصل هناك وعلى مرأى العالم أجمع، في مشهد واقعي لا يمت بصلة للإنسانية وحق الحياة التي تروج لها المنظمات الغربية في مواجهة الأزمات الإنسانية، وما يتبع من تقاعس معلن بالقلق الدولي من المنظمات الدولية وتردد في اتخاذ قرار موحد فعال لوقف هذه الأزمة ومعاناة الشعب الفلسطيني التي لا تزال قضيته قضية كل العرب.

تواجه السياسة الغربية تحدياً كبيراً في كيفية التعامل مع الأزمة الحالية، حيث تسعى إلى حماية الأبرياء والضغط على الأطراف المتصارعة، ولكن تواجهها معوقات تمثلها مصالحها الاستراتيجية والسياسية في منطقة الشرق الأوسط، لذلك يجد القادة الغربيون أنفسهم في حالة من التردد والتخبط الذي أصبح مخجلاً تجاه السياسات الغربية التي تعودنا أن نرى رسائلهم تجاه المجتمع الدولي تتغنى بحقوق الإنسان والعدالة وحرية الشعوب وغيرها من الرسائل المزدوجة التي أصبحت تترهل بسبب ممارساتهم التي هي عكس رسائلهم وهذا ما يحصل حالياً لتحقيق التوازن بين الدعم لإسرائيل والوقوف ضد حقوق الفلسطينيين.

جاء تجاهل النظرة الغربية من أبرز القيادات الحكومية العالمية على الأوضاع والأحداث الصعبة التي تعيشها غزة في ضوء تقديم مصالحهم الاستراتيجية في الشرق الأوسط، تكمن هنا مشكلة الازدواجية، حيث يبدو أن بعض القوى الغربية لا تأبه بدماء الأبرياء وتضع مصالحها السياسية فوق قيمها ومبادئها في ظل الحصار على الشعب الفلسطيني وتعرضه لأسوأ ممارسات العنف، مع ذلك، يجب أن نشير إلى أن هناك أيضاً العديد من الجهود الدولية والمنظمات غير الحكومية التي تسعى جاهدة لوضع حل بصورة عاجلة لحقن الدماء ودعم الجهود الدولية وإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المعقد في المنطقة، وضمان مستقبل آمن ومستدام للجميع دون ازدواجيات سياسية.
*نقلاً عن صحيفة العين الإخبارية*

أضافة تعليق