تهانينا للمجتمع بقدوم الدخول المدرسي الجديد! وقبل البداية، هناك بعض الكلمات نود أن نوجهها للأسرة قبل أن تسلم أبناءها للمؤسسات التعليمية، لأنه من الواجب على الأسرة أن تستعد، وذلك بالتحفيز، والدعم اللازم، فنساعد أطفالنا على الشعور بالتحفيز والدعم الإيجابي للدخول المدرسي الجديد، فنحن من نشجعهم على تحقيق النجاح ومساعدتهم في تحديد أهدافهم وتطوير مهاراتهم، أو نسهم في إحباطهم.
ولكون ولي أمر التلميذ يتحمل من المسؤولية الشيء الكثير، فهل يكفي أن تُشترى الأدوات المدرسية؟ والكسوة؟
لذلك أحاول تقديم هذه الهمسة للمتابعين في هذه الحلقة التربوية التوعوية، وهذه الهمسة الموجزة أقدمها من خلال نقطتين، أو عنصرين أساسيين:
النقطة الأولى: خطورة الأحكام المسبقة والتصورات القبلية للمدرسة والمدرس لدى التلاميذ.
النقطة الثانية: البداية المنضبطة مؤشر على جني الثمار الطيبة.
النقطة الأولى:
خطورة الأحكام المسبقة لدى المتعلمين، وتلك الأحكام لا يبتدعونها أو يخلقونها بأنفسهم بقدر ما هي انعكاس لأحاديث أولياء الأمور عن المدرسة والتعليم عموما، فكلما كان البيت يحترم العلم والمعرفة، ويقدر دور المعلم والمربي وجدنا انعكاس ذلك في ذهن المتعلم ما يتيح مساحة من الود الذي يسهم في يسر وسهولة انتقال المعرفة واكتساب المهارات البيداغوجية المرجوة، والعكس صحيح.
لذلك العمل منذ البداية مع أبنائنا لكسب ثقتهم في الأستاذ، وفي المدرسة، وتكسير كل مظاهر الشك والخوف، وكل الصور السلبية عن المؤسسة التعليمية التي يحملونها معهم والمنتشرة في الوسط الاجتماعي والثقافي.
-التقرب اليهم بفتح قنوات التواصل والحوار والانصات إلى هواجسهم وتفهم تساؤلاتهم وتخوفاتهم.
-الاتصال أو التواص الفعال، لنحافظ على التواصل المستمر مع المعلمين والمدرسة، حيث يمكنهم تقديم نصائح وملاحظات حول تقدم أطفالنا واستجابتهم لعملية التعلم، كما يمكننا أيضًا إبلاغ المدرسة بأي مخاوف أو احتياجات خاصة يحتاجها طفلنا المتعلم.
تشجيع الاستقلالية: قوموا بتطوير مهارات الاستقلال لدى أطفالكم، مثل تنظيم وقتهم وإدارة مهامهم والتعامل مع تحديات الحياة المدرسية بنفسهم. هذا سيساعدهم على تحقيق النجاح الأكاديمي وتنمية الثقة في النفس.
الحوافز والمكافآت: قدموا لأطفالكم الحوافز والمكافآت عند تحقيقهم للأهداف المدرسية وتميزهم في الدراسة. ذلك سيعزز لديهم رغبتهم في التحصيل العلمي والتطور الشخصي.
تشجيع التواصل: حثوا أطفالكم على التواصل مع المعلمين والزملاء في الفصل؛ تعاونوا معهم لحل المشكلات والتحديات التي قد تواجههم، كما يمكنكم أن تتابعوا تقدمهم الأكاديمي والتواصل مع المدرسة.
إنشاء روتين يومي: حددوا روتينا يوميا للأطفال يتضمن وقتا محددا للعب والراحة، وقتا مخصصا للدراسة وإنجاز الواجبات المدرسية، ووقتا للنوم الكافي. يساعد هذا الروتين على تنظيم حياتهم اليومية وتحقيق التوازن بين الدراسة والاسترخاء.
تشجيع القراءة: الحرص على تشجيع أطفالكم على القراءة خارج ساعات الدراسة وتوفير الكتب المناسبة. القراءة تعزز مهارات اللغة والتفكير الإبداعي وتوسع آفاق المعرفة.
النقطة الثانية:
البداية المنضبطة مؤشر على جني الثمار الطيبة.
كيف تتم الانطلاقة لكل موسم دراسي؟
من المعلوم أن هيئة التدريس تأخذ على عاتقها تدبير تعلمات النشء وذلك منذ التحاقهم بالمؤسسة التي ينتمون إليها، وأول ما يقوم به المدرس تشخيص مكتسبات المتعلمين والمتعلمات، وقد تمتد فترة التشخيص لمدة ثلاثة أسابيع، أو تزيد من بداية كل موسم.
تعريف تشخيص المكتسبات: هو عبارة عن أسلوب تعليمي مبني على جمع البيانات عن المستوى التعليمي للتلاميذ، حتى يتمكن المعلم من التعرف على مواطن القوة والضعف لدى تلاميذه، ليتمكن من تصميم انشطة صفية تلائم حاجات التلاميذ، وتسههم في إنجاح خطة الدعم المدرسي.
وتتحدد الأهداف الأساس للتقويم التشخيصي في:
1- تمكين المدرسات والمدرسين من التحديد الدقيق لمواطن القوة ومواطن الضعف في التحصيل الدراسي للتلميذات والتلاميذ فرادى وجماعات، باعتبار ذلك منطلقا لإدماج مكون الدعم.
2- توجيه المتعلمين نحو المجالات التي قد يحتاجون فيها إلى تحسين درجة التحكم في مستلزمات التحصيل قبل وخلال إنجاز منهاج المستوى الحالي؛
3- تمكين مختلف الأطراف المعنية، وخصوصا المجالس التربوية والمجالس التعليمية من معطيات تشخيصية، دقيقة وذات مصداقية، وموثوقية عن حالة تحصيل التلميذات والتلاميذ لاعتمادها في وضع خطط لدعم التعلمات، مع الحرص على إدراج هذه الخطط ضمن مشاريع المؤسسات.
4- تمكين هيئة التفتيش التربوي من معطيات تشخيصية حول حالة التعلمات للتلميذات والتلاميذ القبلية لاستثمارها في تأطير وإعداد خطط لدعم التعلمات وتتبع تنفيذها على مستوى مناطق التفتيش والمناطق التربوية.
ومما يسهم في انطلاقة منضبطة ومرنة، يمكن للأسرة أن تساعد باقي أركان المثلث الديدكتيكي بإرسال المتعلمين إلى المدرسة مع انطلاق الموسم وتفادي الغياب المتكرر لدى التلاميذ، ولكن قبل إرسالهم لابد من تزويدهم ببعض الهدايا الأخلاقية، وذلك بإعداد جلسة تواصلية مع فلذات أكبادنا بأن نخصص حيزا من الوقت ولو خمس عشرة دقيقة تواصلية مع أبنائنا، نوضح لهم أن الأسمر، والطويل والنحيف والسمين، والقصير، وصاحب الشعر الأشعث، والأقرع، لس محط ضحك وسخرية واستهزاء، لأن الخرية من أشكال الناس من قلة الأدب، وقلة الإنسانية.
نوجههم إلى أن التلميذ عندما يرتدي لبسة واحدة طيلة الأسبوع ليس من الأدب أن نعيره بذلك، وليس بالضرورة أن يغير الواحد منا حذاءه كل يوم ليصنف ضمن المجتمع الراقي.
ولنحذر كل الحذر أن نكسر قلب يتيم ، أو فقير، ذنبه الوحيد أنه وجد نفسه في الحياة فقيراً .
فما يظهر على الناس ما هو إلا أرزاق من الله، والأرزاق مختلفة ومتنوعة بين العباد، والمرء ليس مسؤولا عن رزقه بقدر ما هو مسؤول عما طُلب منه، وهو النظافة، والتنظيم، وترتيب الهندام في منظر لائق.
فحقيبة الظهر المستعملة تحمل الأحلام نفسها لحقيبة الظهر الجديدة، والمدرسة مكان للتعلم، والكل فيها على قدم المساواة لا فضل لأحد على الآخر، وأخلاق الإنسان هي التي تجعلك تأخذ موقفا منه، وليس بسبب شكله، أو طريقة حديثه، مستواه الاجتماعي.
الخلاصة:
الأحكام المسبقة والتصورات القبلية للمدرسة والمدرس لدى التلاميذ ينبغي التصدي لها، وتخصيص وقت للتواصل مع أبنائنا تواصلا حكيما من شأنه أن يرقي تفكيرهم، ويعود عليهم بالنفع في مسارهم الطويل.
والبداية المنضبطة مؤشر على جني الثمار الطيبة عند موعد إعلان النتائج في آخر المطاف.
وأخيرا أرجو لكم ولأطفالكم عاما دراسيا مليئًا بالنجاح وتحقيق أفضل النتائج الدراسية!
*نقلاً عن موقع منار الإسلام*
ولكون ولي أمر التلميذ يتحمل من المسؤولية الشيء الكثير، فهل يكفي أن تُشترى الأدوات المدرسية؟ والكسوة؟
لذلك أحاول تقديم هذه الهمسة للمتابعين في هذه الحلقة التربوية التوعوية، وهذه الهمسة الموجزة أقدمها من خلال نقطتين، أو عنصرين أساسيين:
النقطة الأولى: خطورة الأحكام المسبقة والتصورات القبلية للمدرسة والمدرس لدى التلاميذ.
النقطة الثانية: البداية المنضبطة مؤشر على جني الثمار الطيبة.
النقطة الأولى:
خطورة الأحكام المسبقة لدى المتعلمين، وتلك الأحكام لا يبتدعونها أو يخلقونها بأنفسهم بقدر ما هي انعكاس لأحاديث أولياء الأمور عن المدرسة والتعليم عموما، فكلما كان البيت يحترم العلم والمعرفة، ويقدر دور المعلم والمربي وجدنا انعكاس ذلك في ذهن المتعلم ما يتيح مساحة من الود الذي يسهم في يسر وسهولة انتقال المعرفة واكتساب المهارات البيداغوجية المرجوة، والعكس صحيح.
لذلك العمل منذ البداية مع أبنائنا لكسب ثقتهم في الأستاذ، وفي المدرسة، وتكسير كل مظاهر الشك والخوف، وكل الصور السلبية عن المؤسسة التعليمية التي يحملونها معهم والمنتشرة في الوسط الاجتماعي والثقافي.
-التقرب اليهم بفتح قنوات التواصل والحوار والانصات إلى هواجسهم وتفهم تساؤلاتهم وتخوفاتهم.
-الاتصال أو التواص الفعال، لنحافظ على التواصل المستمر مع المعلمين والمدرسة، حيث يمكنهم تقديم نصائح وملاحظات حول تقدم أطفالنا واستجابتهم لعملية التعلم، كما يمكننا أيضًا إبلاغ المدرسة بأي مخاوف أو احتياجات خاصة يحتاجها طفلنا المتعلم.
تشجيع الاستقلالية: قوموا بتطوير مهارات الاستقلال لدى أطفالكم، مثل تنظيم وقتهم وإدارة مهامهم والتعامل مع تحديات الحياة المدرسية بنفسهم. هذا سيساعدهم على تحقيق النجاح الأكاديمي وتنمية الثقة في النفس.
الحوافز والمكافآت: قدموا لأطفالكم الحوافز والمكافآت عند تحقيقهم للأهداف المدرسية وتميزهم في الدراسة. ذلك سيعزز لديهم رغبتهم في التحصيل العلمي والتطور الشخصي.
تشجيع التواصل: حثوا أطفالكم على التواصل مع المعلمين والزملاء في الفصل؛ تعاونوا معهم لحل المشكلات والتحديات التي قد تواجههم، كما يمكنكم أن تتابعوا تقدمهم الأكاديمي والتواصل مع المدرسة.
إنشاء روتين يومي: حددوا روتينا يوميا للأطفال يتضمن وقتا محددا للعب والراحة، وقتا مخصصا للدراسة وإنجاز الواجبات المدرسية، ووقتا للنوم الكافي. يساعد هذا الروتين على تنظيم حياتهم اليومية وتحقيق التوازن بين الدراسة والاسترخاء.
تشجيع القراءة: الحرص على تشجيع أطفالكم على القراءة خارج ساعات الدراسة وتوفير الكتب المناسبة. القراءة تعزز مهارات اللغة والتفكير الإبداعي وتوسع آفاق المعرفة.
النقطة الثانية:
البداية المنضبطة مؤشر على جني الثمار الطيبة.
كيف تتم الانطلاقة لكل موسم دراسي؟
من المعلوم أن هيئة التدريس تأخذ على عاتقها تدبير تعلمات النشء وذلك منذ التحاقهم بالمؤسسة التي ينتمون إليها، وأول ما يقوم به المدرس تشخيص مكتسبات المتعلمين والمتعلمات، وقد تمتد فترة التشخيص لمدة ثلاثة أسابيع، أو تزيد من بداية كل موسم.
تعريف تشخيص المكتسبات: هو عبارة عن أسلوب تعليمي مبني على جمع البيانات عن المستوى التعليمي للتلاميذ، حتى يتمكن المعلم من التعرف على مواطن القوة والضعف لدى تلاميذه، ليتمكن من تصميم انشطة صفية تلائم حاجات التلاميذ، وتسههم في إنجاح خطة الدعم المدرسي.
وتتحدد الأهداف الأساس للتقويم التشخيصي في:
1- تمكين المدرسات والمدرسين من التحديد الدقيق لمواطن القوة ومواطن الضعف في التحصيل الدراسي للتلميذات والتلاميذ فرادى وجماعات، باعتبار ذلك منطلقا لإدماج مكون الدعم.
2- توجيه المتعلمين نحو المجالات التي قد يحتاجون فيها إلى تحسين درجة التحكم في مستلزمات التحصيل قبل وخلال إنجاز منهاج المستوى الحالي؛
3- تمكين مختلف الأطراف المعنية، وخصوصا المجالس التربوية والمجالس التعليمية من معطيات تشخيصية، دقيقة وذات مصداقية، وموثوقية عن حالة تحصيل التلميذات والتلاميذ لاعتمادها في وضع خطط لدعم التعلمات، مع الحرص على إدراج هذه الخطط ضمن مشاريع المؤسسات.
4- تمكين هيئة التفتيش التربوي من معطيات تشخيصية حول حالة التعلمات للتلميذات والتلاميذ القبلية لاستثمارها في تأطير وإعداد خطط لدعم التعلمات وتتبع تنفيذها على مستوى مناطق التفتيش والمناطق التربوية.
ومما يسهم في انطلاقة منضبطة ومرنة، يمكن للأسرة أن تساعد باقي أركان المثلث الديدكتيكي بإرسال المتعلمين إلى المدرسة مع انطلاق الموسم وتفادي الغياب المتكرر لدى التلاميذ، ولكن قبل إرسالهم لابد من تزويدهم ببعض الهدايا الأخلاقية، وذلك بإعداد جلسة تواصلية مع فلذات أكبادنا بأن نخصص حيزا من الوقت ولو خمس عشرة دقيقة تواصلية مع أبنائنا، نوضح لهم أن الأسمر، والطويل والنحيف والسمين، والقصير، وصاحب الشعر الأشعث، والأقرع، لس محط ضحك وسخرية واستهزاء، لأن الخرية من أشكال الناس من قلة الأدب، وقلة الإنسانية.
نوجههم إلى أن التلميذ عندما يرتدي لبسة واحدة طيلة الأسبوع ليس من الأدب أن نعيره بذلك، وليس بالضرورة أن يغير الواحد منا حذاءه كل يوم ليصنف ضمن المجتمع الراقي.
ولنحذر كل الحذر أن نكسر قلب يتيم ، أو فقير، ذنبه الوحيد أنه وجد نفسه في الحياة فقيراً .
فما يظهر على الناس ما هو إلا أرزاق من الله، والأرزاق مختلفة ومتنوعة بين العباد، والمرء ليس مسؤولا عن رزقه بقدر ما هو مسؤول عما طُلب منه، وهو النظافة، والتنظيم، وترتيب الهندام في منظر لائق.
فحقيبة الظهر المستعملة تحمل الأحلام نفسها لحقيبة الظهر الجديدة، والمدرسة مكان للتعلم، والكل فيها على قدم المساواة لا فضل لأحد على الآخر، وأخلاق الإنسان هي التي تجعلك تأخذ موقفا منه، وليس بسبب شكله، أو طريقة حديثه، مستواه الاجتماعي.
الخلاصة:
الأحكام المسبقة والتصورات القبلية للمدرسة والمدرس لدى التلاميذ ينبغي التصدي لها، وتخصيص وقت للتواصل مع أبنائنا تواصلا حكيما من شأنه أن يرقي تفكيرهم، ويعود عليهم بالنفع في مسارهم الطويل.
والبداية المنضبطة مؤشر على جني الثمار الطيبة عند موعد إعلان النتائج في آخر المطاف.
وأخيرا أرجو لكم ولأطفالكم عاما دراسيا مليئًا بالنجاح وتحقيق أفضل النتائج الدراسية!
*نقلاً عن موقع منار الإسلام*