صلى عليــك اللهُ يــا خيرَ الورى
ما طافَ بدرٌ في الدُّجُـنّةِ أو سرى
صلـى عـليــك اللهُ في ملكوتــِهِ
مـا فـاضَ دمـعُ الغيـمِ ثم تحـدَّرا
صلى عليــك اللهُ في علـيــائــِهِ
مـا قــامَ عبــدٌ للصـلاةِ وكـبــّرا
صلـوا عـلى خيـرِ البـريـّـةِ كلـِّها
مـا ضـخَّ نـهـرٌ مـاءَهُ وبـهِ جـَرى
يـا سـيدَ الثقليـنِ قد نطقَ الجوى
والشـوقُ في الأحشاءِ شعَّ تجمُّرا
لاذَ الفـؤادُ ببـحـرِ حـبـِّكَ ظـامئـًا
فرويـتَ ظمـآنــًا بِهَدْيــِكَ أزهَـرا
يــا سيـّدي فُلّتْ سيوفُ عبـارتي
والشـعرُ عن وصفِ النبـوّةِ قصّرا
يـا سـيـدًا لـو رمـتُ وصفَ جلالِهِ
أُلفـي بأجنحـةِ القريـضِ تَكسُّـرا
عجـزَ اللسـانُ برغمِ كلِّ فصاحتي
والحـرفُ مـوجٌ بالرمـالِ تـعـثـَّرا
ولسـانُ قـولـي خـائرٌ متضعضـعٌ
وخـيـالُ بَوْحـي قـد بدا مُتَبـَعثـِرا
يــا ربُّ فـاقـبلْ للحبيـبِ شفاعة
أغلى الأنـامِ وخيرِ من وطئَ الثّرى
شَفّعْهُ بي إذمـا الصِّحـافُ تطايرتْ
قـد جئـتُ يـا مولايَ أشعـثَ أغبرا
واقـسِمْ لنـا أن نرتـوي من حوضِهِ
مـاءً مُصَـفّـى للعطـاشِ مُسَـخـّرا
صلـى عليـه اللهُ مـا حـلَّ الدُّجــى
وانسـاقَ حِبـرٌ في اليراعِ وسـَطّرا
*نقلاً عن موقع منار الإسلام*